باسم الشعبي
(الحراك) .. والبند الـ (7) !!

> ما الذي سيفعله (الحراك) بعد صدور القرار الأممي الأخير؟ هل سيظل الوضع كما هو (خلافاً وشقاقاً وفراقاً وتخويناً وصراعاً).. أم سيتم الاستفادة من الأخطاء السابقة، وتقييم التجربة بموضوعية وتصحيح المسار الذي من شأنه أن يحترم تضحيات الناس، ويؤدي في الأخير إلى خدمة الجنوب وقضيته العادلة، بالنظر إلى المتغيرات السياسية المتلاحقة والمستجدة التي تفرض نفسها بقوة الدولة، وبالقرارات والدعم الدوليين؟!

> هل سيظل (الحراك) غائباً في المرحلة القادمة عن ساحة الفعل السياسي، الذي يفرض أدواراً ومواقف وتنسيقات وتحركات ديناميكية ومختلفة، رافعاً شعار "لا يعنينا".. أم أنه استوعب الدروس، وبدأ يفكر بشكل إيجابي يتخلق معه دور وفعل سياسي مغاير ومسؤول يتحرك بناء على ما تمليه مصلحة الجنوب .. لا ما تمليه عواطف البسطاء والعوام؟!

> سبع سنوات مرت من عمر (الحراك) الجنوبي السلمي؛ استطاع خلالها تحقيق إنجازات كبيرة للجنوب، أهمها تغيير شكل الدولة اليمنية من بسيطة إلى مركبة، من اندماجية إلى فيدرالية، ولا يستطيع أحد إنكار تضحيات شعبنا في الجنوب من أجل ذلك!!

> غير أن الحراك كان بإمكانه تحقيق مكاسب أكبر؛ لو أنه أحسن وأتقن العمل السياسي، حيث ظل العمل السياسي هو نقطة ضعف (الحراك) وقياداته، وما تحقق هو بفضل العمل الثوري فقط، إذ ساهم الخلاف والشقاق وعدم توفير الدعم للمكونات السياسية التي قبلت المشاركة في الحوار أهم نقطة ضعف واجهت الحراك، وأدت إلى فرض خيار فيدرالي آخر ربما يرفضه (الحراك)، ولا يقبل به، وهذا مرده إلى التمزق وضعف العمل السياسي وتوزيع الأدوار بين مكونات (الحراك) التي يدعي كل منها تمثيل الجنوب دون غيره، وينكر على الآخر جنوبيته ووطنيته؛ لمجرد أنه اختلف معه في الرأي .. وهذه ثغره كبيرة على (الحراك) أن يسدها كي يستطيع الانتقال إلى عمل سياسي مدني حقيقي؛ لإيضاح القضية وطرحها بكل أبعادها، وكذا إيصال الرسالة الواقعية والمنطقية للرأي العام المحلي والدولي .. أما الاستمرار على هذا الوضع؛ فهو لن يقود إلا إلى كارثة وتمزق أكثر وضعف العمل الثوري فيما بعد، وصولاً إلى الصراع الداخلي والانشغال به عن الصراع مع الخصم!!

 > أستطيع القول إن (الحراك) نجح ثورياً، وفشل سياسياً، وهذا أمر لا يحتاج إلى كثير من العناء لاستيضاحه وفهمه، ويمكن لأي متابع أو محلل إدراك ذلك حينما يقوم بقراءة بيانات مكونات (الحراك) وتصريحات قياداته، حتى إن (صنعاء) باتت تخشى (الحوثيين) أكثر من خشيتها (الحراك) الذي تكفلت قياداته بإضعافه ونقل الصراع إلى داخله وإفقاده القوة على الأرض، والتأثير في مجريات الأحداث، حيث أصبح (الحراك) عبارة عن رد فعل.. وليس فعل، كما كان عليه الحال في (2007 و2008) مثلاً!!

> الجنوب منطقة مهمة للعالم، واستمرار (الحراك) بهذا الأداء الرتيب سوف يدفع العالم للتعامل مع غيره، وصرف النظر عنه، بل وسيكون تحت (البند السابع).. لو حاول استخدام العنف، وتحت طائلة العقوبات الدولية والتصنيف كحركة إرهابية!.. لذا؛ على قيادات (الحراك) التفكير جيداً بمستقبل القضية الجنوبية، ومستقبل الجنوب.

> كما أدعو (الحراك) لقراءة المتغيرات السياسية في اليمن، والعالم، وإعادة ترتيب أدوار جديدة للحراك بعيداً عن المكابرة تواكب هذه المتغيرات، كي يبقى الجنوب جنوباً، سواء في ظل الأقاليم أو غيرها.. ما لم؛ فإن (الحراك) سوف يعزل نفسه تماماً، والعملية السياسية ستستمر والفيدرالية ستفرض و(الحراك) معزول سياسياً، ويقبع في واقع آخر جامد لم يعد يصلح للحظة الراهنة!!

 

مقالات أخرى

عن تجربتي عن المسؤولية في بريطانيا واليمن

د.عبدالجليل الشعيبي

27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون

صالح علي الدويل باراس

في ذكرى تحرير المكلا .. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

د . باسم منصور

المجلس الانتقالي الجنوبي والخيارات السياسية المتاحة

د. حسين العاقل