ساقتني الخطى في طريقي إلى دار صحيفة "الأمناء" إحدى قلاع صاحبة الجلالة..
كنت على موعد مع زميل وأخ مشهود له بالخبرة والتجربة والحنكة في التعاطي الإخباري.. وتطويع الكلمة لخدمة الخبر وجمهوره, مهنة المتاعب عشقها هو وأخلص في العطاء.. بجهود ومثابرة وسرعة بديهة وحركة..
تأخر هو.. لابد وأن هناك خطبا ما، خبرا ما.. يتابعه..وشردت أنا..
كان صوت الفنان عوض أحمد يتردد صداه في مسمعي وأنا في ذلك الباص الذي أقلني اليوم..
أماه.. مالي أم في الدنيا سواك.. وتذكرت نحن في احتفائية عيد الأم.. وأنا أم تحن لأمها التي غيبوها.. وشوهوا معالمها.. وأطاحوا بكل ما هو جميل فيها.. أنا أم اشتاقت للحضن الدافئ.. للأمن والأمان.. أم حنت لمعالم.. ونظافة.. وبهجة.. ونسمة هواء عليلة من بحر سُدّت كل منافذه بأحجار وأصنام.. تحتاج معاول وسواعد قوية قبلها لهدها.
أيا أمي.. ما قصرت في عطائي.. وهبتك عمري.. وزهرة شبابي.. وأفنيت أيامي في ترميم ورص كل أحجارك.. بنيت.. وعليت.. ومع كل دورة هدم أعيد البناء.. تعبت نعم لكني في كل كبوة كنت أصحو أكثر عزيمة وقوة.. إلا هذه المرة.. سقطت في قاع بئر بلا قرار.. ولم يمد لي أحد من النماذج والتماثيل .. يد العون.. ومزقوني أشلاء.
ما بي اليوم.. هو عيدي.. آه .. بأية حال عدت يا عيد.. أنظر في عيون أولادي متسائلة.. من المصر فينا .. تركنا لكم أحلاماً وآمالاً محطمة.. أمازلنا أمهات ونحن نعاني اليتم.. فاقد الشيء لا يعطيه.. واأماه..مالي أم.. بعيدك أتمنى لك الصحوة والابتسام والإشراق.. وترميم القلوب قبل الدروب.
ودمتِ..
مقالات أخرى