في ذكرى الانتصار على النازية تم تكريم عدد من أبطال الجيش الأحمر الذين صنعوا ذلك الانتصار العظيم ..لاحظ أحد الصحفيين أن مارشالا عجوزا يضع وسام التكريم وبجواره وسام آخر فسأله عن الوسام الآخر فقال وأخاديد الذكريات تفعل فعلها على محياه المهيب :لقد منحني إياه جيش عربي ساهمت في تأهيله وتدريبه..وللأسف هذا الجيش لم يعد موجودا..إنه جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الجنوبية التي كانت عدن عاصمة لها!!!
بالأمس فقط أرسلت نيودلهي جثمان أحد بواسل ذلك الجيش ودواهيه على متن طائرة إلى مطار عدن إنه العميد فاضل صالح حمود..
عاد جثمان البطل والعميد الذي كانت حياة الجيش المرعب هي حياته منذ أن انخرط فيه وهو شاب يافع وعاصر أزهى وأعظم لحظاته..
الجيش الذي كان شرفا وفخرا لمن ينتمي إليه..ليست الجيوش العائلية التي تحتاج إلى هيكلة وعمليات تجميل وتشذيب..ليس الجيش الذي يدين بالولاء لشيخ قبيلة.
ترقى الرجل إلى أن وصل إلى رتبة عميد وكما شاهد بأم عينه جيشه وهو يصول ويجول ويمنح الفخر لمواطنيه ويذود عن قيم الشرف والوطنية الحقة.
فقد شاهده كذلك وهو يتفكك على أيدي غزاة فقدوا الشرف والوطنية.
وتم تسريح قياداته لإذلالهم وتحول ضباطه الذين كانت تهتز المنطقة بصرخاتهم في العند إلى باعة بخور وقات..لقد رفض الفقيد كل المهازل وكان من السباقين إلى الثورة التي أعادت الكرامة للإنسان ألجنوبي فعاش في قلب الثورة ناشطا ومعلما..كان مؤمنا أن إرادة الرفض لا ينضب معينها عند الشعوب الحرة..هي تحتاجها عند الملمات لتحيا وشعبنا لا يعدم مخزونا هائلا من العزة..قصة حياة العميد هي قصة حياة وطن ومجتمع ساقته الأقدار من وضع إلى آخر إلا أنه انتفض ليصنع قدره بنفسه.
بالأمس عاد جثمان البطل الرافض الذي صمد وعلم الجيل الشاب كيف يصمد فكفى الدرس وأوفاه..هاهو يعود إلى عدن وإلى الأرض التي أحبها وطالما سهر على حدودها..وطالما استيقظ على أناشيد عشقها..
تحية عسكرية كما يليق بروحه العسكرية والوطنية للعميد..فاضل صالح حمود ..والعهد لكل الذين غادروا والذين بقوا..الذين غادروا بأجسادهم وبقيت أرواحهم الرافضة للبغي والضيم أننا لن نفرط بحفنة من التربة الطاهرة وسنستردها كما حلموا بعودتها عزيزة وفخورة بأبنائها.
وستشرق الشمس على صوت ..استرح.استعد يرددها حماة الديار رجال جيشنا المغوار.
مقالات أخرى