الدكتور عبدالله الشعيبي
عقلية الأقصاء منهج رسمي

 سياسة الأقصاء لازالت مستمرة في بلاد العرب فكل من يتمكن من شئ يسعى بكل جهده لاقصاء الأخرين سواء كانوا معارضين أو مهادنين أو صامتين وهذه اليساسة تبعاتها مدمرة ولاتساعد على بناء مجتمع متقدم ومالك لإرادة القرار الوطني أو السياسي أو الأداري وغيره .

وأكبر مشكله يواجهها العرب هي تسيد عقلية الأقصاء الثقافي والسياسي والأداري والمالي وكأن الأوطان والعباد قد تحولت الى ملكيات خاصة وعندما تتتكرس هذه السياسة في عقل الأنسان فيصبع من الصعب أختراقها أو تغييرها وفي حالة الأختراق والتغيير تكون مستوياتها متدنية فتمارس بطريقة أكثر سلاسة وقبح .

نحن لانهتم بالأقصاء السياسي بقدر مانهتم وننزعج من الأقصاء الفكري والمعيشي والحياتي فما بالنا عندما يتم أقصاء شعب أو جماعات من الشعب تحت مبرر إنعدام مبدأ الولاء والطاعة لولي الأمر .

الخوف الأكبر يتزايد عند المقصين عندما يتم حرمانهم من أبسط حقوقهم الطبيعية مما يوفر لهم حياة كريمة خالية من الضغوط المعيشية والنفسية والأهم الفكرية وفي بلاد اليمن ومنذُ فاجعة 22 مايو1990م وحرب 1994م والجنوبيين يعانون كل أصناف الأقصاء وبطرق متعددة تنم عن تأصيل سياسة الأقصاء وتحويلها الى منهج رسمي يمارس على كل الأصعدة وينفذها ناس يعتبرون من كبار الشخصيات العامة والحاكمة مع إنهم يدعون ان من كان يقوم بها النظام السابق وكأن النظام السابق قد رحل من مربع السياسة والحكم وهولاء يكذبون سداح مداح بالليل والنهار ولايخشون لومة لائم ولا من خالقهم بل يجوز القول ان هولاء هم نتاج النظام السابق وان الذي تغير هو شخص ومجموعة صغيرة معه وبقي الحال على ماهو عليه من دون تغيير وهذا هو واقع الحال ومن معه دليل أخر فعليه ان يفكرنا به بالدلائل والقرائن وسنكون له شاكرين وسنعترف بغلطنا .

تعالوا معاً نبحث في الماضي والحاضر لنستشرف أفق المستقبل وسنكتشف أن ماتحقق حتى على المستوى الشخصي للأفراد لايعدوا مجرد كلام ووعود فضفاضة وممارسات أكثر قبحاً وأيلاماً بل سنجد أنه تم اقصاء الأموات ... تعالوا نتساءل عن أحتكار الوظيفة وتخصيصها للمحاسيب والمقربين والأنصار تحت مبرر استمرار الولاء والطاعة وهذا يحدث بعد مايسمى برحيل النظام السابق مع أن المتغير هو صفر ومن يحاول ربط التغيير بشخص الرئيس فهو بالتأكيد جاهل ولايعرف من أبجديات الحياة والتغيير غير نفسه والجهة التي يمثلها وكأن المجتمع ممثل بالجهة السياسية والقبلية والمناطقية التي يمثلها .

ومن هنا ندعوا الى الأستمرار في المطالبة بالتغيير الشامل لكل مفاهيم التخلف ومن ثم التوجه نحو بناء مجتمع خال من تأثيرات الماضي والحاضر ... تغيير يلامس واقع الناس وتطلعاتهم ... تغيير يساعد على البناء المتقدم وتحقيق حقوق الشعب في كل مكان ... تغيير ليس فيه مكان للأقصائيين مكان إلا بعد أن يتغيروا ويعترفوا بالأخرين وحقوقهم .

ومن غير الحل العادل والطبيعي للقضية الجنوبية فسوف يظل التغيير مرهوناً بالماضي الأقصائي والعقيم وفي حالة عدم الأستجابة لمتطلبات التغيير فالثورة الشاملة تصبح ضرورة لابد منها اليوم قبل غداً .

ونتمنى من كل مسؤول أن يعيد ترتيب ملفاتة ويتفكر بتاريخة الأقصائي ويساعد على حلحلة مخلفاتة النتنة والسيئة كي يعفوا عنه الشعب هذا ان قبل العفو عنه وإلا فأني أقترح على صناع التغيير الحقيقي والقادم أن يجمعوا مثل هولاء ووضعهم في جزيرة حتى يلقون ربهم مع توفير كل وسائل الحياة والراحة ونجعلهم يتابعون مسيرة التغيير الحقيقية عن بُعد بحيث لاتمارس ضدهم الأقصاء على طريقتهم .

وأما من يريد أن يقصي قضية الجنوب والتصوير بأنتفاءها بعد رحيل شخص فهو يغالط نفسه فقط ومغالطاته لن تستمر بل ولن تنجح كون القضية هي قضية شعب ووطن وتاريخ وثروة ومؤسسات منهوبة بالباطل وبقوة السلطة ومما يضحكنا ويؤلمنا هو أستعداد بعض الشخصيات العامة للحوار مع الأرهابيين ورفضهم للحوار مع شعب مكلوم وهذه نعتبرها من نوادر هذا الزمن الأقصائي الممنهج . 

كلمة ونص :

عندما تنظر الى مؤتمر المانحين أو أصدقاء اليمن يظهر لك مدى بشاعة المنظر وقباحة المسلك الرسمي للنظام اليمني ... يعني الشحاتة على أصولها مستمرة .    

مقالات أخرى

المهرة امتداد الجنوب وامله

د . عبدالناصر الوالي

والبيض والعطاس بايرجع ايضآ وبايرجع علي ناصر

محمد مثنى الشعيبي

تحليلي الخاص لمستقبل الجنوب في ظل الادوات التي تتصدر المشهد السياسي

علي الزامكي

14 اكتوبر يابى ان يافل 

نصر هرهرة