احمد عبدالله امزربة
ارادة الشعوب لا تقهر

ما جرى لصحيفة "عدن الغد" كان غير مستبعد، وكان وارد في حسابات كل الشرفاء في الشمال والجنوب لان الناشر ورئيس تحرير الصحيفة "عدن الغد" الشاب المتألق فتحي بن لزرق احمد تلامذة اعرق صحيفة في الجزيرة والخليج ومدرسة الصحافة المهنية الشريفة التي لا تحيد عن قول الحقيقة، ومنبر من لا منبر له، "صحيفة الايام" العدنية العريقة المقهورة التي تعرضت لابشع صنوف القهر والاضطهاد والظلم من "الخلف والسلف".

لا لشيء الا لمهنية صحيفة الايام واخلاق ناشريها العالية الشهيد هشام باشراحيل ، رحمة الله عليه وتمام باشراحيل اطال الله في عمره ووقودهم المهني والانساني في صف المقهورين والمظلومين في الشمال والجنوب دون تمييز، وواجبهم الاخلاقي والوطني مع شعب الجنوب وثورته الشعبية الجنوبية السلمية (الحراك الجنوبي) منذ بداية انطلاقته المطالبة في حقه الرافض للاضطهاد والظلم واستعادة دولته المنهوبة ارضا وانسانا من النظام الذي حول حلم الوحدة الى احتلال وقهر بعد اجتياحه الجنوب صيف 94م، بكل ما تحمله كلمة احتلال من معنى.

وكان بداية قهر وظلم آل باشراحيل الكرام وصحيفة الايام بداية النهاية لنظام (هيلا سلاسي السنحاني) وما تتعرض له صحيفة "عدن الغد" ورئيس تحريرها فتحي بن لزرق نفس السيناريو القديم الجديد لان صحيفة "عدن الغد" تسير على طريق صحيفة الايام التي رسمته لكل صحافي شريف يحترم نفسه واخلاق المهنة ومهما حاولوا البائسين لن يستطيعوا حجب صوت الحق وتغطية جرائم القتل وتكميم الافواه وفرض مخرجات حوار على ارادة وطنية راسخة رسوخ الجبال ولن يستطيعوا قهر ارادة شعب لان ارادة الشعوب لا تقهر .

على هؤلاء البائسين قراءة تاريخ ثورات الشعوب التواقة للحرية والكرامة، فليقرأوا تجربة الشعب الارثيري الذي تعرض لما يتعرض له الشعب الجنوبي من تجاهل لمشاعره من قبل المجتمع الدولي والاقليمي ففي ارثيريا حين ارغمت الارادة الوطنية على القبول بالدخول في اتحاد كونفدرالي مع اثيوبيا في عام 1952م، ما لبث ان تحول الى نوع جديد من الاستعمار.. ولكن استعمار افريقي هذه المرة، وكان يعبر الارثيريون عن المراحل الاستعمارية المختلفة التي مروا بها في سخرية.. مريرة حين يقولون: كان الايطاليون يقولون لنا: كلوا واشربوا وتكلموا.. ثم جاء البريطانيون ليقولوا: كلوا واشربوا ولكن لا تكلموا واخيرا جاء الاثيوبيون ليقولوا : لا تأكلوا ولا تشربوا ولا تكلموا، ولان في ميكانيكية الثورات نجد الدروس تكرر، اعتقد اننا في الجنوب نمر بنفس الظروف والدليل اخيرا ما جاءت به مخرجات حوارهم ليقولوا لنا: لا تأكلوا ولا تشربوا ولا تكلموا ولا تروا الا ما نراه، رغم وضوح حق شعبنا الجنوبي الصابر في الحياة الكريمة والاستقلال.

ورغم ما عانته ارثيريا التي تجاهلت مشاعرها كل الامم وضاع وضوح حقها في الاستقلال بين تقاطعات الصفقات الدولية والتوازنات الاقليمية، انتصرت وسجلت ملحمة التحرير ويكاد من يعرف بداياتها لا يصدق انها انتهت الى ما انتهت اليه من انتصار، حين رفع الراية ثوار لم يلقوا اسلحتهم لثلاثة عقود كاملة دون انتظار لاعتراف واحد، ولم يكن هناك من يدعي انه الممثل الوحيد للحركة الشعبية الارثيرية بكل هذه المآثر تمكن الارثيريون من اسقاط عدوهم مرتين : هيلا سلاسي في اول الامر ومنجستو من بعده وكانت الحركة الشعبية الوحيدة التي تمكنت من تحرير كامل ترابها قبل ان تبدأ التفاوض وقبل ان يجري استفتاء تقرير المصير الذي كان قد تقرر بالفعل على الارض الارثيرية المحررة، فيا ايها البائسين اذا اعتقدتم انكم قادرون على تفتيت الجنوب وفرض حلولا لا يرضاها شعب الجنوب فأنتم واهمون لان ارادة الشعوب لا تقهر.

وليلة النور نعطيها على اطوالها

وليلة الشر باتجزع كما كل ليلة

مقالات أخرى

فهم اولادك يا سعادة اللواء احمد سعيد بن بريك

علي الزامكي

الاعداء التاريخيين لن يتخلوا عن سياسة اخضاع الجنوب

علي الزامكي

قيادة في قلب المعركة.. الانتقالي أمام اختبار التنفيذ

غازي العلوي

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم