العميد/ عوض علي حيدرة
عدن رئة الجنوب

أجد في ما يدور على الساحة الجنوبية الكثير من الخلط وربما سوء إدارة النضال السلمي حتى يحقق إنجازه العظيم بالخروج من شرنقة الوضع الذي حشرنا فيه نحن الجنوبيين جراء السياسات الخاطئة ومنعطفات الطيش السياسي وعدم الحسبان أو تقدير الأمور بعناية ومسؤولية.

ولأنني واحد ممن اكتووا بالمعاناة التي أدت بي إلى ترك الوطن والبحث عن سبل وفضاءات أخرى للعيش في أوطان أخرى, أجدني ومن باب الحرص أدلي بدلوي فيما أرى على سطح الواقع الجنوبي الذي تؤلمني معاناته وأخشى أن تطول جراء هذا الاجتزاء غير المنطقي للأمور أو فورات نشاط أحيانا لا سمن ولا يغني من جوع لأنه لم يلامس الأشياء الجوهرية التي جراءها بلغنا ما بلغناه.

فإذا كنا نعاني من تبعيات وحدة لم تتم بصورة صحيحة ولم تضمن حقوق الطرف الجنوبي فإن المسؤولية إن نحرص اليوم على توحيد صفوفنا.

فنظام صالح الذي أطبق على الجنوب على نحو ما جرى لم يكن بمقدوره فعل ذلك إلا من خلال اللعب على وتر خلافاتنا كشعب جنوبي دمرت أواصر علاقاته الصراعات بكل محطاتها التي كانت تؤسس لواقع مناطقي مقيت.

لقد نفذ نظام صنعاء إلى الجنوب عبر بعض المحافظات الأساسية وترك الأطراف يعتمل فيها ما يعتمل ليضفيه ولحساباته إن من يطبق على عدن كعاصمة حيوية للجنوب وبعض المحافظات الأخرى كشبوة لأهميتها الاقتصادية وكذا حضرموت.. أعني أن نظام صالح أجاد النفاذ إلى الجنوب وتقسيمه وزرع الأحقاد بين أبنائه من خلال الجراحات السابقة التي هي نتاج السياسات الطائشة.

إذن نريد اليوم الخروج من هذا الوضع. ولكن كيف؟

في تقديري أن من الحكمة أن نخرج هذا الذي جثى كل هذا الزمن على أنفاسنا من هذه المحافظات ..كيف؟ علينا أن ندرك أن بقية الأطراف الجنوبية مضمونة أو نتعاطى معها على أساس ذلك باعتبارها تسعى للتغيير والخروج من الوضع بكل قوة وحشد هذا لا يعني أننا ننفي هذه الرغبة لدى سكان المحافظات الأساسية: شبوة, عدن, أبين وحضرموت بل نوجه الاهتمام والحضور والنشاط السلمي المدروس بعناية لهذه المحافظات حتى تكتمل سيمفونية الرفض للظلم ونتجاوز ما ترسخ من عوامل التفرقة التي مارسها النظام السابق.

عدن عاصمة حيوية ورئة الجنوب, بدون زخم عدن وحضورها الفاعل لا قيمة لجهودنا مهما كانت, في حين أن شبوة محافظة اقتصادية وكذا حضرموت حاضرة مهمة للجنوب.. إذن من المنطقي التركيز على هذه الحوافز وجعلها تبدو مكملة لنستعد للنضال من أجل التحرير.

مستفيدين من أمور كثيرة أبرزها التصالح والتسامح إلى كل ما تولد إثر عملية تصالحنا من خير للوطن آخذين بعين الاعتبار ذلك التركيز المدروس من قبل النظام السابق على تلك المحافظات ومحاولة وضع كل ثقله ووجوده العسكري على ربوعها حتى لا يكون هناك تأثير واضح وملموس لنضال أبناء الجنوب.

وحين يكون الحديث عن الحوار أظن جازما أن المسألة لا تبلغ مستوى الإنجاز إلا إذا تم الانطلاق من أساس حوار شمالي جنوبي, دون ذلك وإن تم التحاور مع فصيل أو أشخاص فإن الأمور لا تشكل أدنى أساسات الحل وبالتالي لابد أن نركز على مبدأ الحوار المتكافئ بين شمال وجنوب ولابد من أن يفرز الجنوب مرجعيته قبل بدء الحوار إما عبر مؤتمر عام وشامل يضم كافة الأطياف أو من خلال مؤتمرات محافظات تقرر من يمثلون الجنوب في الحوار وعلى نظام صنعاء أن يدرك أهمية أن يكون الحوار مبنياً على أساس الندية والمنطق وليس على أساس ما تعتمل من رغبات وتوهمات لدى البعض.

 

مقالات أخرى

حراك وسط اليمن والرؤية الجديدة لثورة 26 سبتمبر

محمد عبدالله القادري

معركة البيجر!!!

صالح علي الدويل باراس

عن اللقاء المشترك بين الإنتقالي الجنوبي ومكتب المقاومة الوطنية اليمنية

صالح علي الدويل باراس

الدهر كلّه عمارة متى يكون السكون

غازي العلوي