
في خطوة غير مسبوقة تحمل دلالات سياسية عميقة، أصدر الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم قرارات تعيين حكومية ، اعتبرها مراقبون بمثابة (إعلان واضح لبدء مرحلة جديدة من السيادة السياسية للجنوب ), ونهاية فعلية لفكرة الشراكة مع بقايا قوى ما يسمى "الشرعية" اليمنية.
القرارات التي حملت طابعًا مؤسساتيًا واضحًا، جاءت بعد تصاعد حالة الشلل السياسي والاقتصادي في الحكومة والشرعية الرئاسية المعترف بها، وانهيار الثقة بين الجنوبيين وبقايا سلطات ما بعد 2015، ما يُعزز من التحول الجنوبي نحو استعادة قراره السياسي المستقل.
مراقبون رأوا في هذه الخطوة تأكيدًا أن الزُبيدي لم يعد فقط رئيسًا للمجلس الانتقالي، بل أصبح القائد الفعلي للجنوب ، ويمارس صلاحياته كـ"رئيس دولة أمر واقع"، بعد فشل مؤسسة الرئاسة اليمنية (بقيادة رشاد العليمي) في إدارة البلاد، وغيابها التام عن هموم ومعاناة المواطن.
الدلالات السياسية لقرارات اليوم:
فض الشراكة مع مكونات ما تبقى من شرعية ما قبل 2015.
إعلان مرحلة جديدة من السيادة الجنوبية المبنية على التفويض الشعبي والإرادة الوطنية.
نهاية غير معلنة لشرعية رشاد العليمي في الشارع الجنوبي، وانكشاف دوره كواجهة لا تملك صلاحيات حقيقية.
وسط هذا التحول الكبير، يبدو أن الجنوب يُعيد تموضعه كرقم صعب في المعادلة الإقليمية، وكطرف مستقل لم يعد يقبل بدور التابع أو الشريك