- تفاصيل انفجار هز مدينة لودر بأبين
- الخبير الاقتصادي د. عبدالجليل شايف يوجه نصيحة مهمة للحكومة والرئاسي لوقف انهيار العملة
- تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الأربعاء بالعاصمة عدن
- الشيخ لحمر بن لسود: الخطاب الإعلامي المعادي للجنوب يهدد الأمن ويخدم أجندات معادية
- الخدمة المدنية تعلن الأحد القادم إجازة رسمية بمناسبة عيد الاستقلال 30 نوفمبر
- عاجل : دوي انفجار عنيف يهز المنطقة الوسطى بأبين
- السفير قاسم عسكر يُهدي مكتبة "الأمناء" نسخة من كتابه "قصة حياة وتأريخ وطن"
- وزارة الاتصالات : دعم الإمارات يمثل دعامة أساسية لتنفيذ المشاريع النوعية في تحقيق التحول الرقمي
- حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع يعلنان عدم الإعتراف بمجلس القيادة الرئاسي
- الكشف عن قيام محور تعز بنهب مخطوطة ذهبية أثرية باللغة العبرية
اجتياح عسكري وفتاوي دينية وحرب اقتصادية وحصار .. ما الذي تبقى ؟
كيف فشلت الشرعية في إدارة الملفات الاقتصادية والخدماتية والعسكرية في الجنوب ؟
ما أبرز مخططات سيناريو الهيمنة الشمالية تجاه الجنوب ؟
كيف سيطرة الشرعية على مفاصل القرار وتحويله إلى مكاسب سياسية وامتيازات مالية لعناصرها ؟
الشرعية المهزومة تحاصر الجنوب المنتصر
يشكل الجنوب ما يعادل ٩٠% من المحافظات المحررة و١٠% من المحافظات الشمالية التي تديرها الشرعية اليمنية العاجزة كما هو الواقع عن أدارة الملفات الاقتصادية و الخدماتية و العسكرية مما جعل حضورها لا يمثل فارق ملحوظ للمواطن الذي يعاني من انعدام في الحصول على المرتبات و كافة مناحي الحياة الأمر الذي ازداد سوء بعد تولي معين عبدالملك رئاسة الحكومة بعد ٦ سنوات كانت كفيلة للحكم عليه رغم المؤشرات الواضحة على عدمية النجاح مع أول قرار اتخذه بعدم التدخل بالملف العسكري و الاتجاه لإدارة الملف الاقتصادي مما تسبب في سقوط كل المحافظات الشمالية بيد الحوثيين وانهيار الأوضاع الاقتصادية كليا و بروز حالة الإقصاء السياسي للجنوبيين في مفاصل الدولة وهو ما اعتبره بأنه مراقبون سيناريو واضح للسياسة المشتركة للقوى الشمالية باتجاه الجنوب بغض النظر عن خلافاتها البينية التي لا تتجاوز الصراع على تقاسم السلطة فيما تتفق على إخضاع الجنوب
حيث يمتد مخطط الهيمنة الشمالية باتجاه الجنوب منذ تعرض الجنوب للاحتلال العسكري في العام ١٩٩٤ و سياسات نظام صنعاء من خلال تسريح تام للكادر والسيطرة كليا على الحكومة و كافة مفاصلها الادارية مع حضور محدود للجنوبيين الموالين لصنعاء او المناوئين للاشتراكي الحاكم في الجنوب قبل ٩٠ الامر الذي مثل غياب الكادر الجنوبي و إنعدام المناصفة العادلة في الهيكل الاداري للدولة لايزال الجنوب يعاني من تبعاته حتى الان بعد أكثر من ٣٠ عام من الوحدة المغدور بها ويمكن العودة الى نسبة الجنوبيين في قواعد بيانات الخدمة المدنية و وزارة المالية لمعرفة حجم الكارثة ، كم تم الهيمنة على كل مباني و مؤسسات و أراضي الدولة الجنوبية و القضاء عليها بتوزيعها كغنائم لأمراء الحرب المشاركين باحتلال الجنوب من قوات صالح وهذا يعد عمل ممنهج كرسه نظام صنعاء لافشال أية مساعي لإعادة النهوض بعدن مما حولها الى محافظة تعادل محافظة ريمة من ناحية الموازنة و الاهتمام في كل نواحي الحياة العامة إضافة الى تسريح آلاف الموظفين الى منازلهم من عمال قطاعات الدولة والمصانع و قوات الامن و الجيش .
عدن الأكثر تضرراً :
وكانت عدن تمثل النصيب الاكبر و الاكثر تضرر منذ احتلال ١٩٩٤ الذي أعتمد لاحقا في إدارته للمدينة على كوادر بشرية جرى نقلها من محافظات شمالية مما أدخل سكانها في حالة من الفقر و البطالة و الانعدام الكلي بكافة مقومات الحياة
جذور أزمة الجنوب مع الشرعية اليمنية :
شكلت الشرعية اليمنية حكومتها لاحقا في الرياض مابعد حرب ٢٠١٥ والذي تولى رئاستها خالد بحاح ثم أحمد عبيد بن دغر ثم معين عبدالملك والذي يشكل فيها أحزاب قوى دعم الشرعية سيطرة واضحة على صنع القرار السياسي و توزيع الكادر الاداري لقيادات و اعضاء الاحزاب اليمنية في كل المفاصل بالوزارات و السفارات و المؤسسات قرارات مثلت مكاسب سياسية و امتيازات مالية واعتماد مخصصاتها بالعملة الصعبة لأكثر من ٦٠٠٠ شخص من القوى الشمالية الهاربة من الحوثيين و لكن كالعادة يسجل الجنوب حضور محدود لمنح الشرعية بالمشاركة الجنوبية الذي أعتمد على عناصر حزبية موالية للقوى الشمالية وبهذا يتم إضافة طاقم إداري جديد أيضا يمثل الشمال فيه ما يتجاوز ٩٧% من القيادات الشمالية المنتمية الى الاخوان و الاحزاب الاخرى و بهذا يتضاءل الحضور الجنوبي أيضا في حكومة الشرعية رغم واقع التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب الجنوبي في تحرير الجنوب الذي أعتبر المنطلق للشرعية اليمنية للتصدي للمليشيات الحوثية بعد سيطرة شبه تامة على محافظات الشمال
حكومة المناصفة الزائفة :
فقدت الشرعية اليمنية قدرتها على السيطرة على الجغرافيا الجنوبية خاصة بعد خسارة قوات الشرعية المحافظات لصالح المجلس الانتقالي الذي يحظى بقبول غالبية عظمى من الشارع الجنوبي بعد أحكام السيطرة على عدن في ٢٠١٩ لذا تقدم التحالف العربي بمشروع اتفاق الرياض بين القوى السياسية المنتمية للاحزاب اليمنية المناوئة للمشروع الجنوبي و المجلس الانتقالي الذي يتبنى خيار الشعب الجنوبي بحقه في تقرير مصيره و إستعادة دولته و التي تشكل قواته الطرف الابرز في هزيمة الحوثيين في اليمن إذا أفترضنا وجود أنتصارات محدودة لبعض القوى العسكرية الشمالية والمدعومة من قوات الانتقالي العسكرية في الحديدة مع بقاء الاخوان محكمين لعدة مديريات في مأرب و تعز و مناطق الوادي بحضرموت التي لم تشارك في أي معارك ضد المليشيات الحوثية و لا تزال تراوح مواقعها منذ سقوط حضرموت في حرب صيف ١٩٩٤م .
مناصفة ذر الرماد على العيون :
و بعد اتفاق الرياض شارك المجلس الانتقالي الممثل عن الشعب الجنوبي في حكومة المناصفة التي يديرها معين عبدالملك مع حضور لبعض القوى الجنوبية التي تتبنى خيارات قريبة من القوى الحزبية الشمالية والمدعومة سياسيا و ماليا منها لتقليل الحضور السياسي للانتقالي ، منح الانتقالي فقط ٥ وزارات يديرها الانتقالي مما يعتبر مناصفة لذر الرماد على العيون ومحلل سياسي بمشاركة جنوبية للقوى السياسية الابرز في الساحة ممثلة بالانتقالي ، حيث لايزال من غير الممكن أضافة أي كادر جنوبي للهيكل الحكومي بحجة إنعدام الموازنة حتى أذا مأتم إصدار القرار من رئيس الوزراء فانها تبقى رهن المعاملات الادارية و المالية المعقدة في وزارة الخدمة و المالية أي لا يتم التعامل معها كاستحقاق سياسي وفق الواقع الحالي كما تعامل الاخوان و القوى الحزبية في إطار( تكتل وطن) الذي سيطر بشكل تام على مفاصل الدولة بعد ثورة التغيير ٢٠١١ مما يجعل نجاح أي حكومة قادمة بعد فشل الحكومة الحالية برئاسة معين عبدالملك هو المصير المحتوم أذا لم يتم أدارتها كادر أداري جنوبي مع منح محاصصة للقوى الشمالية بحسب الجغرافيا الشمالية المحررة وذلك لضمان حرص و نجاح الحكومة على خدمة مواطنيها بعد فشل الرهان على القوى الحزبية التقليدية التي ينتمي معظم قادتها الى جغرافيا الحوثي او الى حزب الاصلاح الاخواني الموالي له بحجة حرب غزة والذي يعتبر بداية العقد الجديد بينهما للاتجاه بالحرب باتجاه الجنوب لاعادة احتلاله .
حصار أحفاد أبي لهب والأسود العنسي على الجنوب :
وكان الجنوب أشد قسوة من قبل أحفاد أبا لهب والاسود العنسي ، حيث مورس القتل الغادر وتصفية كوادرها بفتاوي ما مست الدين في شيء غير الاساءة له، بالتكفير مرة وبالالحاد مرة اخرى وبالفتن والمكونات لتفرق تسد، وعندما رأوا ان جميع محاولاتهم لم تعطي النتائج المرجوة، لجأوا الى الحرب التدميرية الشاملة التي استخدموا فيها شتى الاسلحة بأيديهم فتكا وحقدا وعنصرية في عامي 1994 و2015 لم يراعى فيها حرمة.. ثم لجأوا الى الحصار بسياسة التجويع الممنهجة، بعدم صرف الرواتب والعلاوات وبوقف التعيينات، ولرفع الاسعار والمتاجرة بالصحة والتعليم ولمناحي جوانب الحياة الضرورية من مياه وكهرباء واتصالات وصرف صحي حتى مات الكثير ممن يعانوا الأمراض نتيجة عدم قدرتهم على العلاج أو حتى الوقاية منها.. فيما البعض الاخر أجبر على الانتحار بسبب الأوضاع المعيشية ومحاولات استهداف الشباب واصطيادهم بالاغراءات مستغلين بذلك تردي المعيشة والحاجة نتيجة للحصار الجائر والذي ادى الى اليأس والاحباط وذلك لتعاطيهم للمخدرات لتدميرهم..
حصار أشد وقعا من حصار كفار قريش، خلت منها الشفقة منذ تسع سنوات زادت المعاناة، و لم تكتفي بفئة معينة وانما شملت جميع شرائح المجتمع بدون استثناء.