آخر تحديث :الجمعة 10 مايو 2024 - الساعة:00:08:06
منذ متى ارتبط بالخلية القطرية؟ وكيف صار عراب سياسة قطر في اليمن؟
جباري.. بين التاريخ السياسي المشبوه والخيانة لدول التحالف
("الأمناء" تقرير خاص:)

عبدالعزيز جباري، الرجل المثير للجدل في المشهد السياسي اليمني، فهو المؤتمري الذي دعم الإخوان المسلمين في إسقاط نظام صالح، وهو الوزير في الشرعية الذي اتهم الرئيس هادي بإسقاط صنعاء وتسليمها للحوثيين، وهو المقيم في المملكة العربية السعودية والداعي أيضا لإيقاف الحرب وسحب قوات التحالف من اليمن.

بعد اندلاع ثورة التغيير اليمنية في العام 2011م ضد نظام المخلوع صالح، انضم عدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي العام إلى تلك الثورة ومنهم عبدالعزيز جباري، التحق جباري في الشرعية اليمنية في الرياض في 2015م، تعين في عدة مناصب في الشرعية اليمنية كان آخرها مستشارًا للرئيس عبد ربه منصور هادي، ونائبًا لرئيس مجلس النواب اليمني.

ويعتبر جباري من ضمن القيادات السياسية الموالية للجنرال الإخواني علي محسن الأحمر وقد كان انضمامه لحزب المؤتمر الشعبي العام في إطار شهر العسل الذي جمع حزب الإصلاح والمؤتمر والذي انفض في فبراير 2011م، والذي أودت بنظام المخلوع صالح إلى السقوط.

وارتبط جباري منذ العام 2007م بالخلية القطرية التي أدارت الأزمة بين نظام المخلوع صالح والمليشيات الحوثية فيما كان يعرف بحروب صعدة الستة ولعب جباري دور الوسيط والعراب للسياسية القطرية في اليمن والتي نجحت في إيقاف الحرب لبرهة من الزمن ودعم جماعة الحوثي بمبلغ يفوق 20 مليار دولار لإعادة بناء صعدة مقابل تسليمهم للسلاح وهو العهد الذي نقضه الحوثيين لاحقا.

غادر جباري ضمن وفد من قيادات حزب الإصلاح ونشطاء سياسيين يمنيين العاصمة اليمنية صنعاء إلى قطر ومنها إلى إيران في العام 2012م ضمن مشروع التقارب السياسي الإخواني الإيراني في الدول العربية.

تصاعدت حدة الخلاف بين الرئاسة اليمنية وحكومة بن دغر على خلفية قضايا فساد كان أبرزها توجيه الرئاسة اليمنية أصابع الاتهام إلى نائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية بحكومة بن دغر، عبدالعزيز جباري باختلاس أكثر من 6 مليار ريال يمني تم تخصيصها لإعادة افتتاح المرافق الحكومية في محافظة تعز اليمنية في أكتوبر 2017 بعد رفضه إخلاء العهدة، وهو الأمر الذي برر التحول المفاجئ من خلال مواقف جباري المعادية للرئيس هادي والمطالبة علنا للإطاحة به.

استمر جباري في خطاباته السياسية المتذبذبة والتي دائما ما تصب في مصلحة الدور القطري المشبوه في اليمن، حيث كانت مواقفه السياسية معادية لدول التحالف العربي وأبرزها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ الوهلة الأولى لانطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015م.

تبنى جباري، المدعوم قطريا، عدة دعوات مناوئة للشرعية اليمنية والتحالف العربي، التي كانت نتاجًا عن لقاءات مكثفة العاصمة العمانية مسقط جمعت قيادات من مليشيا الحوثي وقيادات من الشرعية اليمنية المسيطر عليها من حزب الإصلاح الإخواني، وكان أبرزها تلك التي تبانها في 15/9/2019 بالاشتراك مع وزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري ووزير النقل الأسبق صالح الجبواني والتي أعلنوا فيها نيتهم عن تشكيل جبهة وطنية واسعة هدفت بشكل رئيس إلى مواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، وإنهاء دور دولة العربية المتحدة في اليمن وقد مثل ذلك التحرك السياسي عاملا موازيا للهجمة الإعلامية الحوثية القطرية ضد دول التحالف لعربي في كافة وسائل الإعلام أبرزها قناة الجزيرة الإخبارية.

سعى جباري من خلال مواقفه السياسية المرتهنة لجماعة الإخوان المسلمين ونظام الحمدين في قطر بالاستعانة بقيادات مؤتمرية جنوبية رفيعة، فبعد انضمام الميسري والجبواني له التحق رئيس الوزراء الأسبق أحمد بن دغر للخلية القطرية بعد إعلان بيان مشترك من جباري وبن دغر في 30 نوفمبر 2021م يدعون فيه إلى إيقاف الحرب وإنهاء دور التحالف والإطاحة بنظام الرئيس عبدربه منصور هادي، وقد شكل ذلك البيان ضغطًا سياسيًا كبيرًا الذي أبرز ضعف الشرعية اليمنية وتشرذمها.



شارك برأيك