آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
"مريم" وأمل العودة إلى الدار.. قصة هروب قاسية من مليشيا الحوثي
(الأمناء نت / العين :)

رحلة تشرد وتهجير يعيشها اليمني عبدالله مصلح منذ 3 أعوام حين غادر منزله هاربا من مفخخات زرعتها المليشيا حتى في مواقد الحطب التقليدية.

لا يبدي "مصلح"، الارتياح بالبقاء سنوات إضافية داخل مخيم للنزوح في مديرية المخا، المطلة على البحر الأحمر، غربي اليمن، إذ أن الألغام المنتشرة في بلدته الريفية، ما تزال تمثل عائقا في العودة إليها.

يحكي "مصلح" لـ"العين الإخبارية" تفاصيل المأساة التي حلت على قريته الريفية الواقعة في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز حيث زرعت مليشيا الحوثي، الألغام وسط الأحياء السكنية بشكل مكثف، إلى حد أن مواقد الحطب، لم تسلم من ألغام الحوثيين. 

لم يكن أمام السكان سوى الفرار، باعتباره الخيار الوحيد الذي يضمن بقاءهم على قيد الحياة، بحسب "مصلح" الذي كان يتحدث من أمام خيمته بمخيم للنازحين في المخاء.

رحلة هروب محفوفة بالمخاطر

تسرد "مريم" زوجة "مصلح" مأساة سكان بلدتها الريفية وتقول: "كنا نحو خمسة عشر أسرة، اتفقنا على تحديد يوم للهرب، في تلك الليلة التي قررنا فيها الرحيل جمعنا ممتلكاتنا الثمينة وصكوك المنازل والأراضي الزراعية وعند ساعات الصباح الأولى، تسللنا عبر طرق جبلية وعرة بعيدة عن أعين عناصر المليشيا وقناصتها التي لا ترحم".

وتضيف بحزن: "سرنا عبر دروب جبلية ضيقة وأخرى داخل الأودية الصغيرة، مضينا ما يقارب 4 ساعات مشيا على الأقدام وفي مرات عدة كانت خطة الهرب على وشك أن تفشل لعدم مقدرة الأطفال على مواصلة السير وظهور التعب والإنهاك الشديد عليهم لكن لم يكن هناك شيء آخر لنقوم به سوى مواصلة السير". 

طوال تلك الرحلة كان أكثر ما يقلقني هي الألغام الحوثية، تقول "مريم" المرأة التي كان يبدو عليها اليأس، إذ عمدت المليشيا الموالية لإيران إلى زراعة الألغام في الطرق التي يسلكها المدنيون في الأودية وتلك التي تؤدي إلى منازلهم، وكان هذا عاملا رئيسيا في سقوط عددا من الضحايا في مناطق ريفية عدة.

وتواصل "مريم" حكايتها: "وصلنا أخيرا إلى منطقة قريبة من مديرية الوازعية وشعرنا بالفرحة من أننا نجونا، ركبنا عدة سيارات تم استئجارها، حتى وصلنا إلى مديرية موزع ومكثنا هناك يوما واحدا، ثم واصلنا السير نحو الكديحة في مديرية ذو باب على البحر الأحمر، ومنها اتجهنا نحو المخاء".

تلاشي آمال العودة

منذ ثلاث سنوات، يسكن "مصلح" و"مريم" مع أطفالهم الخمسة في مخيم "الجرف"، أحد 17 مخيما للنازحين بالمخاء، على أمل العودة، لكن ذلك الأمل لم يلح في الأفق بعد، إذ إن ألغام مليشيا الحوثي تحول دون عودته بل سترغمه على البقاء سنوات أخرى في ذلك المخيم الذي يضم نحو 300 أسرة.

وتسيطر مليشيا الحوثي على مديرية مقبنة التي تعد كبرى مديريات تعز وتمارس انتهاكات وحشية بحق السكان وسط غياب لمنظمات الرصد والتوثيق لهذه الانتهاكات والجرائم.

ويتواجد في المخاء وحدها 2750 أسرة نازحة، منها 1269 أسرة تسكن في 17 موقعا و مخيما للنازحين، فيما بقية الأسر النازحة تسكن لدى أسر مستضيفة وفي منازل إيجار، بحسب مسؤول الوحدة التنفيذية في مديرية المخاء محمد المساوى.

أسرة "مصلح ومريم" هي واحدة من آلاف قصص التشرد والتهجير القسري ونموذج لمواجع وتغريبة يعيشها يمنيون طردتهم المليشيا الحوثية من بيوتهم ويعيشون ظروفا قاسية على أمل العودة إلى الديار.



شارك برأيك