آخر تحديث :الخميس 02 مايو 2024 - الساعة:01:36:08
استراتيجية الأنفاس الأخيرة للحرب ...
تقرير خاص لـ"الأمناء" يبحث في خيارات السلام والحرب في ظل التوجه الأمريكي الجديد وتعيين مبعوث خاص لواشنطن في اليمن..
(الأمناء / تقرير/ القسم السياسي:)

ما خطة المبعوث الأمريكي؟

كيف سيكون المشهد السياسي في المنطقة؟

من المستفيد ومن الخاسر من الأطراف الرئيسية؟

ما موقف الانتقالي من القرارات الأمريكية؟

 

الأمناء / تقرير/ القسم السياسي:

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مساء  الخميس، إنهاء دعم بلاده للعمليات العسكرية والقتالية في اليمن، مؤكدا استمرار دعم الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية في مواجهة التهديدات التي تستهدف أمنها.

وقال بايدن، خلال مؤتمر صحفي في مقر وزارة الخارجية، إنه قرر إنهاء دعم الولايات المتحدة الأمريكية للعمليات القتالية في اليمن، حيث سيرتكز دعم بلاده لعملية السلام بين الأطراف الرئيسية في اليمن بالإضافة إلى الدعم الإنساني والإغاثي.

وأكد الرئيس أن وقف الدعم الأمريكي في اليمن لن يشمل العمليات ضد تنظيم القاعدة  في اليمن، بالإضافة إلى أن بلاده ستواصل دعم المملكة العربية السعودية لحماية أراضيها في مواجهة "تهديدات القوات المدعومة من إيران".

 

تعيين مبعوث أمريكي خاص إلى اليمن.. ما خطته؟

وأعلن بايدن تعيين ثيموثى ليندركينغ مبعوثا خاصا للولايات المتحدة الأمريكية إلى اليمن وآخر إلى إيران.

وبدأ المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن أعماله، حيث أجرى اتصالاته لمناقشة جهود إنهاء الحرب في اليمن.

وقال المكتب الصحفي لمكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأمريكية، إن اليوم الأول للمبعوث الخاص ليندركينغ كان شاقًا في العمل.

وأشار إلى محادثات أجراها أمس مع كل من: قادة خليجيين، ووزير خارجية اليمن، وسفراء كل من السعودية والإمارات وعمان والكويت والبحرين لدى اليمن، ووزارة الخارجية البريطانية، وذلك لمناقشة الجهود المشتركة لإنهاء الصراع، مضيفا أن "النهج المنسق والالتزام باحتياجات الشعب اليمني سيحقق النجاح".

وقال المكتب، في وقت سابق، إن ليندركينغ بدأ تواصله مع الكونغرس لمناقشة التزام الولايات المتحدة بدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، لإيجاد حل سياسي لإنهاء الأزمة اليمنية، مضيفا أن المبعوث الأمريكي يتطلع إلى التواصل مع الأعضاء والموظفين في الكونغرس خلال الأسابيع القادمة بشأن هذه المسألة المهمة للغاية.

وبحسب السفارة الأمريكية لدى اليمن، فإن ليندركينغ سيكون لديه ثلاث مهمات أساسية، وهي: تسهيل المساعدات الإنسانية، والاستيراد التجاري للسلع الأساسية، بالإضافة إلى تنشيط الدبلوماسية الأمريكية مع الأمم المتحدة وغيرها لإنهاء الحرب في اليمن.

وجاء تعيين تيموثي ليندركينغ من قبل الرئيس بايدن مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى اليمن لخبرته في المنطقة، حيث عمل سابقاً نائباً للسفير الأمريكي في الرياض، وفي سفارتها في الكويت.

وأكد  لطفي شطارة، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، أن واشنطن تدرك صعوبة الحل في اليمن في ظل شمال أضاع الدولة وجنوب لن يتنازل عن هدفه.

وقال شطارة في تغريدة له على "تويتر": "‏إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن يدرك جيدا وبوضوح مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم وأيضا فشل مشروع الوحدة اليمنية".

وأشار شطارة إلى أن المبعوثَين الأمريكيَين - روب ميلي لملف إيران وتيموثي ليندركينغ لملف اليمن - التقوا قيادات في الانتقالي داخل عدن في فترات سابقة.

وأكد شطارة أن واشنطن تدرك عمق الأزمة وصعوبة الحل في ظل شمال أضاع الدولة وجنوب لن يتنازل عن استعادة دولته.

وبحسب مراقبون فإن المبعوث الأمريكي الخاص يختلف عن المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، حيث أن الأخير لديه إمكانية صناعة حلول تتجاوز الجغرافية السياسية اليمنية والأطراف اليمنية.

الكاتب الصحفي الجنوبي البارز صلاح السقلدي قال إن قرار تعيين مبعوث جديد أمريكي خاص باليمن قد يطغى دوره على دور المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيت، لما لأمريكا من تأثير قوي على أطراف النزاع قياسا بالتأثير الأممي الضعيف.

وأشار إلى أن هذا القرار سيقرب الجميع من طاولة المفوضات إنفاذا للوعود الانتخابية التي أطلقها بايدن لوقف الحرب باليمن.

ويبدو أن الإدارة الأمريكية الجديدة بإعلانها وقف دعم الحرب في اليمن وتعيين مبعوث يؤكد إصرارها في الحل الأزمة في اليمن عن طريق حل سياسي بين جميع الأطراف الرئيسية.

ورحبت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي بالمبعوث الأمريكي، فيما لم تعلن مليشيات الحوثي ترحيبها بالمبعوث الأمريكي الخاص.

 

كيف سيكون المشهد السياسي القادم في اليمن؟

وعلق الباحث السياسي بدر قاسم محمد على تصريحات بايدن وتعيين مبعوث خاص إلى اليمن قائلا: "على المسرح العملياتي الحالي تذهب الإدارة الأمريكية إلى وقف الحرب في اليمن وتعيين مبعوث لها. وعلى ذات المسرح يدفع المبعوث الأممي مارتن جريفيث بالحل السياسي الشامل مدعما بتقرير الخبراء الأمميين الذي تحدث عن خرق جميع الأطراف للمرجعيات الأممية, تمهيدا لمسار تفاوضي مختلف كليا عن سابقه ومتعهدا بإشراك الانتقالي الجنوبي في المفاوضات السياسية".

وأكد قاسم أن الحكومة اليمنية رحبت بالمبعوث الأمريكي وأيضا رحب الانتقالي الجنوبي أيضا به. بينما ما زالت الجماعة الحوثية لديها مصفوفة اشتراطات تحول دون ترحيبها ليس بالمبعوث الأمريكي فهذا غير وارد في أجندتها العقائدية والسياسية, ولكن أيضا بمساعي المبعوث الأممي حيث يتموضع نفس التموضع الأمريكي سياسيا.

وأضاف: "إنه من المرجح ألا تكون هناك مبادرة سياسية أمريكية قد تأتي بمعزل عن مساعي المبعوث الأممي بشكل مباشر بسبب الموقف الأمريكي الذي ما زال يصنف الجماعة الحوثية منظمة إرهابية, وحيث والجانب الأمريكي كشف عن الوظيفة الرئيسة لمبعوثه التي تكمن في الحرص على سير عمل الجانب الإغاثي والإنساني كما ينبغي في مناطق سيطرة الحوثيين وعلى التعاون مع مهمة المبعوث الأممي.

إلى أن يصل المبعوث الأممي إلى آلية حوار متفق عليها بين الحكومة اليمنية والانتقالي الجنوبي التي من المرجح أن تمنح المبعوث الأمريكي والجماعة الحوثية وقتا أطول كي يباشر الأول مهمته الإغاثية والإنسانية وكي يناور الثاني في موقفه السياسي والعسكري".

مختتما بالقول: "نحن أمام برزخ حوار سياسي قد تتغير فيه المعطيات والتناولات السياسية".

 

الانتقالي والقرارات الأمريكية

ورحب المجلس الانتقالي الجنوبي بتعيين الولايات المتحدة الأمريكية ليندركنج مبعوثا خاصا إلى اليمن.

وجاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم المجلس علي الكثيري الذي قال: "إن المجلس الانتقالي الجنوبي يرحب  بقرار الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن تعيين السيد تيم ليندركنج مبعوثاً خاصاً إلى اليمن".

وأكد الكثيري أن المجلس يتطلع للعمل معه ومع كل الجهود الرامية إلى إحلال سلام شامل في الجنوب واليمن والمنطقة عموماً.

وأكد المجلس الانتقالي الجنوبي تمسكه بالحل السياسي الشامل برعاية دولية وذلك بما يحفظ مشروعه الوطني المتمثل باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة الذي وجد لأجلها.

ويرى مراقبون أن الانتقالي الجنوبي بعد اتفاق الرياض أصبح طرفا رئيسيا وما حققته القوات الجنوبية المسلحة على الأرض في مكافحة الإرهاب الحوثي والإخوان يؤكد ذلك.

وقام المجلس الانتقالي الجنوبي بزيارة خلال الأسبوع الماضي إلى روسيا الاتحادية بدعوة رسمية من الحكومة الروسية وكانت ناجحة ولها ما بعدها حسب ما أكده نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس منصور صالح.

وقال صالح إن الزيارة كانت مثمرة ومثلت نقلة نوعية في مسار العلاقة بين المجلس الانتقالي والحكومة الروسية وكذا في مسار التحرك الدبلوماسي الخارجي للمجلس الانتقالي لحشد التأييد الدولي الداعم لمطالب شعب الجنوب.

وأكد صالح أن وفد المجلس الانتقالي لمس اهتمامًا روسيًا تجاه الأوضاع في الجنوب واليمن وحرصًا على إنهاء الحرب وإحلال السلام.

ومن جانبه أكد رئيس تحرير صحيفة "المرصد" حسين حنشي أن حديث رئيس المجلس الانتقالي اللواء عيدروس الزبيدي لقناة روسيا اليوم - والذي قال فيه "إن يدنا ممدودة للسلام ومستعدون للتفاوض مع الحوثي برعاية روسية إذا اعترف بحقنا في دولتنا" - أنه ملخص لما ذهب لأجله وفد قيادتنا إلى موسكو، لما تلعبه روسيا من دور بارز في المنطقة.

وأضاف الحنشي: "هكذا تدار السياسة، نحضر للقوة ونطرح كل الخيارات ونمد يد السلام بعيدا عن استخدامنا كورقة، الإشارة بالسلام بعثت للحوثي من موسكو وعلى روسيا بقية الوساطة والحوثي بقية التجاوب".

وطمأن أنيس الشرفي - عضو الانتقالي المفاوض في اتفاق الرياض - الجنوبيين، وقال إن المجلس الانتقالي الجنوبي يحمل على عاتقه قضية شعب ووطن وهوية، حيث يعمل بكل جدٍ ومسؤولية داخلياً وخارجيا. مضيفا: "على العهد ماضون على درب الشهداء حتى يتحقق لشعب الجنوب ما يصبو إليه".

وأكد الشرفي: "لن تموت قضية الجنوب طالما خلفها المجلس الانتقالي الجنوبي وقائدها الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي".

 

الشرعية الطرف الأضعف

وتبقى الشرعية الإخوانية الطرف الأضعف في المعادلة السياسية، حيث إن إيقاف أمريكا دعمها العسكري في  الحرب ضد الحوثيين يؤكد فشلها رسميا في معركتها شمالا.

ويحاول حزب الإصلاح المسيطر على قرار الشرعية إحداث واقع مغاير، حيث يقوم بالحشد العسكري في شمال لحج وشبوة للسيطرة على المحافظة وعلى الشريط الساحلي وباب المندب الاستراتيجي، ولكن ذلك على ما يبدو أمرا مستحيلا ولن يسمح التحالف العربي والمجتمع الدولي بحدوث ذلك.

ويتوقع مراقبون أن التسوية السياسية القادمة ستجمع المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية والحوثيين، وسيكون دور الشرعية في ذلك ضعيفًا لعدم وجود قبول دولي بالإخوان المسلمين المتحكمين بقرار الرئيس هادي.



شارك برأيك