آخر تحديث :الجمعة 26 ابريل 2024 - الساعة:10:18:46
المستهدف هو رمز معسكر العند
عبدالله ناصر العولقي

الجمعة 30 ابريل 2021 - الساعة:17:08:29

لقد سمعت خبر الانفجارات التي هزت قاعدة العند، صباح يوم الأحد الفارط، من قناة العربية الحدث، حيث الصقت القناة وبصورة سريعة هذا التفجير بالمليشيات الحوثية ورجحت أنها استهدفت القاعدة بصواريخ باليستيه اطلقتها تلك المليشيات من محافظة تعز، فحين سماعي لهذا الخبر شعرت بغصة في صدري، ولحظتها لم تكن تلك الغصة ناجمة عن مشاعر الحزن على حدوث المآساة الإنسانية، التي تسببت بها تلك الصواريخ، ولكن كان منبعها في البداية احساسي بالحزن على ذلك الرمز الشامخ والهالة القوية التي احاطت بهذه القاعدة والتي تكاد أن تنطمر، فقد لطخ ذلك التفجير صورة تلك القاعدة الجوية التي لها تاريخ عريق وكانت تعتبر أقوى قاعدة عسكرية في الجنوب، كما ابهتت كل مارسم وعشعش في الخيال لذلك الحصن المنيع الذي تمترست خلفه نسور الجو لقواتنا المسلحة، فجعلته مشوشا، ولا يمكن للعقل استيعاب حاله اليوم، لا سيما وأنه الاستهداف الثاني لهذه القاعدة، بعد تحرير الجنوب وأجزاء من محافظة تعز.
وبعد لحظات شعرت بالحزن وبمدى هول الكارثة التي أزهقت أرواح العشرات وجرحت العشرات أيضا من الجنود والضباط في قاعدة العند، الذي لم يعد عنودا، حين صُبّ الحديد والنار وبصورة مفاجئة على ذلك المعسكر والتي يفترض أن يكون أكثر حماية، لبعده عن خطوط المواجهة مع الحوثيين، فما كان ينبغي له أن يكون مطية سهلة لمليشات الحوثي تقتل  وتجرح ما تشاء، وتجعل من هذه القلعة محرقة لعدد غير قليل من الأجساد الطاهرة، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

من الملاحظ ومنذ فترة طويلة لم يعد الإعلام بمختلف وسائله يقوم بدوره الفاعل في نقل الحقيقة وعرض صورة واضحة عن ملابسات كثير من الأحداث التي تقع في بلادنا، فقد بلغ التعتيم مدى بعيد، فبعد مرور يوم كامل على تفجير قاعدة العند، لم تصرح جهة مسؤولة، حتى بالأرقام الدقيقة لعدد القتلى والجرحى، رغم أن الناس قد اعتادت وقبلت بأن يخفي المصدر في البداية عند حدوث بعض الكوارث الأرقام الحقيقية لعدد الضحايا وذلك تجنبا للصدمة التي قد يكون لها عند بعض الجهات أو الأفراد ردة فعل قوية، ربما تتجاوز بعض الحدود، لذا يمهد للجمهور عند نقل خبر الكارثة بتخفيض أعداد ضحاياها، لتفادي شدة مرارة الحدث، ثم تظهر الحقيقة بالتدريج خلال أقل من اربعة وعشرين ساعة.
ورغم أنها تكررت مثل تلك الحوادث في السابق وبصور مشابهة لهذا الحادث وفي أماكن مختلفة منها في عدن وحادث في نفس المعسكر حين قصف بطيران مسير قبل عامين ، ومع ذلك جميع تلك الحوادث تمر وكأنها ما حدثت وسريع ما يلفها النسيان، ولكن ساورت نفوس كثير من الناس شكوك من الأسباب المعلنة ومن الجهة التي تقف خلف تلك الأحداث، فما الذي يؤكد بأن الجهات التي الصقت بها تلك التهم هي فعلا ولوحدها من قام بتلك التفجيرات، لذا انفتحت أفكار الناس نحو كثير من الاحتمالات، وجميعها آراء لا يمكن لها أن تثبت الحقيقة الدامغة، وربما كان لبعض الاحتمالات وقع أقرب للحقيقة، مع أنه معاكس لما اعلنته السلطة!؟

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص