2019-07-25 07:41:59
تقرير: كيف يمارس الحوثيون والإخوان سياسية الترهيب لخصومهم

انتشرت خلال الأيام والاسابيع الماضية تسجيلات مرئية توثق انتهاكات جسيمة ترتقي الى جرائم الحرب، وثقها مسلحون من تنظيم الإخوان وجماعة الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم في شمال اليمن.

ومن أبرز تلك التسجيلات المرئية واقعة اعدام زعيم قبلي في محافظة عمران، من قبل مسلحي جماعة الحوثي، حيث تم سحله في الشوارع حتى الموت بعد أن أطلقت عليه عدة طلقات في انحاء متفرقة من جسده.

وقد اثار نشر التسجيل المرئي ردود فعل محلية ودولية نددت بالجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في شمال اليمن، فيما وصف مسؤول في حكومة هادي ما يتعرض له أبناء القبائل في شمال اليمن بأنها جرائم حرب، داعيا المنظمات الدولية الى ادانة ذلك.

وفي مأرب، انتشر تسجيل مرئي وثقه مسلحون من مليشيات الإخوان المدعومة قطريا، عقب قيام تلك المليشيات باقتحام قبيلة في مأرب واحراق مزارعها ومقتل العشرات من أبناء تلك القبائل.

وظهر في التسجيل المرئي أحد عناصر المليشيات وهو يتحدث بنشوة "انهم تمكنوا من إبادة قبيلة الاشراف في مأرب"، على أساس طائفي، الأمر الذي قوبل برفض من القبائل التي تداعت لردع مليشيات الإخوان التي وصفت بالإرهابية.

وقال احد عناصر المليشيات وهو يتحدث بانتشاء عن انتصارهم على سكان المنازل واحراقهم للبيوت والمنازل كشف مدى فداحة الجرائم التي يقوم بها حزب الاصلاح في مأرب ضد ابناء المحافظة .
وتعرضت قرى ومنازل قبيلة (الاشراف) الشهر الماضي بمأرب الى قصف مدفعي بالدبابات والمدافع شنها حزب الاصلاح قبل ايام تسببت بإحراق مزارع ومنازل الاشراف ما يؤكد ان ما جرى هو عملية (تطهير عرقي) ينفذها (حزب الاصلاح) بحق ابناء مأرب.

وقد نددت قبيلة (عبيدة) اكبر قبائل مأرب بتلك الجرائم وطالبت بمحاسبة قيادة حزب الإصلاح والذي اسمته بـ(حزب الاصلاح الارهابي) بعد ارتكابهم جرائم تطهير عرقي وقصفهم لمساكن الاشراف وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها".

 وعلى الرغم من تعدد الانتهاكات التي ترتكب في مناطق يصعب الوصول اليها لرصد تلك الانتهاكات، الا انه بات من المستغرب كيف تسمح هذه المليشيات بظهور تلك التسجيلات المرئية، في ظل قبضة حديدة تمنع عن المواطن من حمل هاتفه للتصوير، بل انه تقوم بعملية انتهاك لخصوصية البعض الذين يتم استجوابهم وتفتيش هواتفهم الخلوية، لمعرفة مع من يتواصلون.

وبشأن ذلك، يتحدث المحلل السياسي سعيد عبدالله عن الأسباب التي تدفع الحوثيين والإخوان الى السماح بنشر مثل تلك التسجيلات التي توثق جرائمهم في مارب وصنعاء، قائلا "إنه لولا أن الحوثيين هم من قرر نشر التسجيل المروع (لجريمة القتل والسحل الشنيعة في عمران)، فخرج من داخل الجماعة لغرض أمني يخدم الجماعة ببث الرعب في أي شخص يفكر في قول لا، لما شاهد الناس هذه الجريمة البشعة".

وأضاف "لا يستطيع أحد في مناطق سيطرة الجماعة كتابة منشور يفضح جريمة أو يقول لعبدالملك لا، أو حتى ينتقده بشكل يساويه بغيره من البشر".. مؤكدا ان ما يحصل في شمال اليمن ومأرب :"إما تقديس وطاعة مطلقة وإما الصمت والحديث عن الجنوب وسقطرى، ثلاثة خيارات أي خروج عنها يعني السجن أو القتل".
وأضاف عبدالله "يفعل الإخوان المسيطرون على بعض مأرب وبعض تعز ذات الشيء، فلا تخرج أي أخبار ولا فيديوهات من داخل مناطق سيطرتهم إلا عبرهم لذات الغرض الأمني الذي يهدف لخدمة قبضة الجماعة الأمنية وهزيمة كل من يفكر في الرفض بالخوف والترهيب".

وقال "شاهدنا فيديو من مأرب وكيف تباهى عناصر الجماعة بإحراق المنازل والمزارع في مناطق خصومهم، ومن تعز شاهدنا فيديو تصفية أحد السلفيين سكان الحي القديم بتعز بعد خطفه من المستشفى وإعدامه ميدانياً دون شفقه".

وتساءل المحلل السياسي "ترى كم هي الشناعات التي ترتكبها هاتان الواجهتان الاماميتان ويمنع عناصرهما من النشر خدمة سياسية لسلطتهما على الناس".

http://alomana.net/details.php?id=94152