بالرغم من أهمية قطاع الكهرباء الذي يمثل أحد المرتكزات الرئيسية للبنية التحتية ، إلا أنه أصبح يشكل عبئًا ثقيلا على الموازنة العامة للدولة ، نظرًا لتقادم التكنولوجيا المستخدمة في إنتاج الطاقة وتهالك معظمها وكذا الارتفاع الكبير في معدلات استهلاك الوقود والديزل والمازوت ، وكذا تهالك وتقادم شبكة النقل والتوزيع وما ترتب على ذلك من استنزاف لموارد الدولة من العملات الأجنبية لتمويل عملية الاستيراد للوقود ، وكذا الأعباء التي تتحملها الموازنة العامة مقابل دعمها وبيعها للوقود لقطاع الكهرباء وبأقل من تكلفتها وفقًا للأسعار العالمية لها، ومما زاد الأمر سوءًا ومضاعفة الأعباء المالية التي تتحملها الحكومة - وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد - هو انتهاج القائمين على إدارة المؤسسة في عدن لسياسات وإجراءات خاطئة في مجال إنتاج وشراء الطاقة ترتب عليه إهدار وتبديد كميات كبيرة من الوقود ، وبالتالي تضخيم الخسائر التي تحملتها الخزينة العامة وحرمان البلاد من الاستفادة من تلك الأموال في مجال التنمية ، والذي يعد قطاع الكهرباء من أبرز مرتكزاتها ، كما أن الإجراءات المتبعة من قبل المختصين بكلٍ من وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء في مجال إنتاج وشراء الطاقة خلال الفترة 2015 أغسطس وإلى 2018م.
ونستعرض بقية المؤشرات الهامة التي لاحظها الجهاز ، والتي تعكس في مجملها عدم مراعاة متطلبات التشغيل الاقتصادي وكذا الكفاءة الاقتصادية ، والتي يمكن من خلالها الحد من ظاهرة إهدار كميات كبيرة من الوقود وبدون تحقيق أي عائد منها في مجال تعزيز التوليد أو ضآلة العائد المحقق مقارنة بضخامة الكلفة المرتبطة في تحقيقه وما يترتب على ذلك من إهدار كميات كبيرة من الوقود وبالتالي الإضرار بالاقتصاد الوطني، ما يلي:
جدول رقم (1)
وتجدر الإشارة إلى أن إجمالي الخسائر المترتبة على ما سبق ذكره وكذا كلفة إعادة تأهيل المحطة تكفي لإنشاء محطة جديدة وبقدرة لا تقل عن 100 ميجاوات وتعمل بوقود الغاز وبالتالي تحقيق وفر سنوي وبملايين الدولارات مقابل الفارق بين الأسعار العالمية لوقود المازوت.
محطات أخرى مثل المنصورة 2 والملعب تجاوز فيها معدلات الاستهلاك الداخلي ما نسبته 1% من إجمالي الطاقة المنتجة وما ترتب على ذلك من إهدار كميات كبيرة من الوقود المستهلك في إنتاجها بكمية 4.552.077 لتر ديزل و 2.091.917 لتر مازوت قيمتها وفقا للأسعار العالمية مبلغ 3.204.850 دولار وتفاصيل ذلك في الجداول أدناه رقم (2 و3):
إن كافة المخالفات والتجاوزات في كافة التعاقدات المبرمة في مجال شراء الطاقة خلال عامي 2017- 2018م قد صاحبها العديد من المخالفات والتجاوزات مما ترتب عليه الإضرار بالمال العام والتي نذكر منها على سبيل المثال ما يلي :
بالرغم من توفر العديد من البدائل المتاحة للمؤسسة في مجال شراء الطاقة والتي كان بالإمكان اختيار الأنسب منها والأقل كلفة ، وبالتالي تجنب إهدار وتبذير المال العام وبدون أي مبرر، إلا أنه لوحظ تجاهل المؤسسة والجهات ذات العلاقة لتلك البدائل والأضرار وبشكل متعمد على التوسع في عملية شراء الطاقة من محطات تعمل بوقود الديزل المرتفع الكلفة مقارنة بالبدائل الأخرى ومن محطات إسعافية غير مجدية اقتصاديا، مما ترتب عليه حرمان المؤسسة من الموفورات التي كان من الممكن تحقيقها عند اختيار أحد تلك البدائل المتاحة ، والتي أهمها:
إجمالي الخسائر التي تحملتها الموازنة العامة = إجمالي كمية الوقود المستهلك في محطات شراء الطاقة × متوسط الأسعار العالمية لوقود الديزل – متوسط الأسعار العالمية لوقود المازوت= 253.424.464 لتر × 0.544 دولار – 0.444 دولار = 25.342.446 دولار.