بدأت فكرة شق طريق عقبة خلق/ عراعر , جبل حالمين ؛ في محافظة لحج بشبكة التّواصل الإجتماعيّ "حالمين العطاء" ثم تترجمت تلك الأفكار المجتمعية والحماس الشعبي إلى واقع حيوي ومنجز تاريخي كان وما يزال في أذهان الأهالي من المستحيلات.
تظافرت الجهود وشمر أهالي الجبل سواعدهم في الداخل والخارج وقهروا جبالًا شمًا وناطحات سحاب بسواعدهم الصلبة وإرادتهم الحيوية المشهودة بكل انتماءاتهم ــ صغيرهم وكبيرهم ــ وثبوا وثبة الرجل الواحد لم يبخلوا لم يتراجعوا يومًا بل كانوا أشداء في معركة جبلية خاضوها ليالي وأيام قاسية بين الصخور والمرتفات الشاهقات سميت "بالمعجزة" لكنهم انتصروا خلالها فمنهم من بكى فرحًا ومنهم من عبر عن فرحته بطريقته الخاصة عندما تجلت الصورة المشرقة وحولوا تلك الأحلام إلى واقع معاش في حالمين الحبيبة,
بدأ الشغل في المشروع كمرحلة أولى بتكلفة 10 مليون ريال وتم الاتفاق مع المقاول على أسس وطرق العمل ثم أستمرّ على هذه الوتيرة حتى بدأت تظهر ملامح الطريق على أثرها اجتهد وبادر المغتربون والأهالي في الدعم المادي والمعنوي حتى أيقنوا بـ أنّ جهودهم ومواقفهم أثمرت وها هي طريق (الأماني) التي كان ينتظرها أهالي الجبل عقود طويلة قد تحققت ولن يتبقى إلا التوسعة وعمل الدفاعات للمشروع ومخارج لمياه الأمطار والسيول وحتى هذه اللحظة مازال العمل مستمرًا وفق الخطة التي يريدها الأهالي البسطاء في الريف الجبلي البسيط.
تطورت طموحاتهم وفكرتهم عن الطريق وأصبحت في متناول أعمالهم ونقاشاتهم فتمكنوا من شراء معدات للمشروع للتخفيف من التكاليف الباهظة التي كانت تدفع للمقاولين وأصحاب المعدات بالأجر اليومي فقاموا بشراء ( بوكلين )بمبلغ 400 ألف ريال سعودي وماطور هواء لشقّ الجبال وذلك لتوسعة الطريق وكذلك عدد من المعدات الثقيلة التي صارت من أملاكهم وتحت لجنة إشرافية تجلّت فيها الأمانة والإخلاص في العمل الخيري والإنساني.
"الأمناء" زارت طريق الخيال ومنجزات الرجال مشروع عقبة (خلق) عراعر جبل حالمين وخرجت بالحصيلة التالية:
في البداية ألتيقنا الشيخ/محمد فضل العمري، الذي قال إنّ "مشروع عقبة خلق من الأحلام التي تحولت إلى حقيقة في حياتنا وذلك بفضل السواعد والرجال الأوفياء الذين شحذوا الهمم في الداخل والخارج وحققوا هذا المنجز الحيوي التّاريخيّ الذي عجزت كل الحكومات المتعاقبة في تنفيذه".
وأضاف لـ"الأمناء" "لجنة المشروع,وكلّ الأهالي الذين تحمّلوا على عاتقهم مسؤوليّةً كبيرةً شدّدوا على استمرارية العمل بـ وتيرة عالية وتأمين الطريق من خلال التّوسعة وبناء دفاعات ومخارج لتجنيب مياه السيول وهناك نخبة من الأوفياء المهاجرين ورجال الخير والأعمال قد التزموا في دفع اشتراكات شهرية لصالح المشروع حتى لا يتوقف إلى جانب مساهمات الأهالي".
واختتم "نشكر كلّ من ساهم وقدّم وسعى لذلك وعلى رأسهم السلطة المحلية في المديريّة ممثلةً بـ المدير العامّ/عبدالفتاح حسين حيدرة".
بدوره، قال عبدالله طزح "عقبة خلق حلم ينساب في أفئدة مناطق جبل حالمين الذين تجرعوا مرارة المعاناة عقودًا من الزّمن في المرور بين الجبال في طريق وعرةٍ تصلهم بالمدن وعقبة خلق سيوفّـر لهم بصيصًا أمل للنّجاة واختصار المسافات وبدأت الفكرة تراود خيال البعض في جروب (حالمين العطاء)على صفحات التّواصل الاجتماعيّ من قبل المغتربين,وأخذت وقتـًا"في النّقاش وأثريت بالملاحظات باستفاضة تحوّلت إلى بارقة أملٍ تلامس الواقع من خلال فتح باب التّبرع الخيريّ وبذل الكثير من الوقت إعلاميّـًا" وسخّر الكثير من الجهد للتواصل مع المغتربين وتكللت بنجاح عقد مع مقاول لبدء العمل واستمر المغتربون في جهدهم من قوت أطفالهم لرفد المشروع وبتكاتف الجميع تم إنجاز مرحلة مهمّة كانت ضمن المستحيل والمرحلة الثانية ؛ تكللت بنجاح شراء معدات للمشروع والذي يقترب رويدا "رويدا" من الإنجاز الكلي وفي هذا السياق ندعوا الجميع إلى تسخير الجهود والمساعي لرفد المشروع بالإمكانيات بعد تدهور الحالة المعيشية للإخوة المغتربين والمهمة اليوم تقع على عاتق السلطة المحلية في المديرية والمحافظة ؛لبذل مزيد"من الجهود لاستكمال المشروع كما ندعو المنظّمات الدولية والإنسانية إلى وضع هذا المشروع الحيوي في دائرة الاهتمام والاقتراب منه ودعمه حتى النهاية ويستدعى الواجب الأخلاقي تقديم الشكر والامتنان للإخوة المغتربين أصحاب الريادة والأيادي الندية بالخير الذين حققوا حقيقة التّكافل وكذلك الامتنان والعرفان للجنة المشرفة برئاسة الجندي المجهول في شق عقبة خلق الأستاذ /عبدالرؤوف النّسري وزملائه وكلّ من ساهم ودعم في اتجاه تخفيف معاناة وقساوة العيش وتضاريس الوصول لـ أهالي مناطق جبل حالمين تلك النفوس العامرة بالكرم والشهامة والإنسانية".
دور السلطة المحلية في المشروع
ستبقى مواقف السلطة المحلية في مديرية حالمين ممثلة بالأخ/عبدالفتاح حيدرة محفورة في ذاكرة التاريخ والمجتمع ــ رغم كلّ الظروف والموارد الشحيحة ــ التي تمر بها البلاد لكن مأمور حالمين سجل بصمة مشرفة في هذا المشروع الخدمي من خلال دعمه للمشروع ماديًا ومعنويًا ومادة الديزل لاستمراريته وتذليل كافة الصعوبات لدى لجنة المشروع الذي يترأسه الأستاذ النموذجي عبدالرؤوف النسري وقد كان آخر موقف تنموي للسلطة المحلية يوم 26 سبتمبر 2018م عندما أقرت الهيئة التنفيذية في اجتماعها الدوري بدعم مشروع عقبة خلق بـ(10)، مليون ريال يمني، وسط فرحة مجتمعية وإشادة من أهالي مناطق جبل حالمين الذين عانوا الآمرين وحرموا من أبسط خدمات الحياة وتكللت هذه الوقفة بالشكر والعرفان لقيادة السلطة المحلية في المديرية التي تعتبر من أفضل الإدارات التنفيذية التي تعاقبت في حالمين.
وعود الحكومة ستظلّ وصمة عارٍ
لقد انتظر أهالي مناطق الجبل سنينًا عجافًا وعودًا وزيفًـًا الحكومة السّابقة حتى أصابهم اليأس من تلك الأكاذيب الحكوميّة التي كانت تبيع الوهم للناس بشق الطريق وسفلتتها ؛ لكن دون جدوىً وبهذا الخذلان المتعمّد سيظلّ مشروع عقبة خلق عارًا في وجه الحكومة الفاسدة ومدراء العموم السابقين الذين لم يولوا اهتمامهم بـ إخلاص مع أهالي تلك المناطق الجبلية المحرومة في زمن كانت الإمكانيات المادية متاحةً لديهم، حيث قال أحد رجالات المشروع نبيل أبو همام العمري مخاطبًا مدير العام عبدالفتاح حيدرة "أنت الوحيد الذي وقف معنا من بين كل المدراء والمحافظين والمسؤولين فجزاك الله خيرًا".
وأضاف العمري لـ"الأمناء" "تعشمنا خيرًا من المحافظ السابق المجيدي ومدير الأشغال والطرق الذي وصل إلى عقبة خلق مع تكاليف الزيارة ؛ لكن للأسف الشديد لم يقدموا شيئاً بل لمسنا منهم (حبرًا على ورق) فلنا الفخر جميعًا والأهالي لهم التقدير والاحترام على إنجاز مثل هذا المشروع العظيم الذي أبدت الحكومة أمامه عجزها ؛ والشكر لمدير المشروع عبدالرؤوف النّسريّ الدّينمو المحرّك والجنديّ المجهول لأبناء المنطقة، وكافّــة لجان المشروع والأهالي والدّاعمين".