2025-04-28 15:41:38
توضيح مهم : 

ذكر اللواء محسن خصروف في بودكاست اليمن في لقائه أن الشهيد الشيخ/ علي ناصر القردعي كان عاملاً للإمام على شبوة في كلام عام دون تمحيص أو دقة في قراءة التاريخ، لكن الحقيقية التاريخية تقول إن الشهيد القردعي لم يكن عاملاً على شبوة مباشرة بل مرت مسيرته بعدة منعطفات ومواقف متعددة وكان له صولات وجولات في هذا السياق .
فقد كان في بادئ الأمر عاملاً على حريب وفي ظل عمله هناك  هاجم منطقة عين وأطراف بيحان  الخاضعتين للمحميات البريطانية هناك ، إيمانًا منه بالكفاح ضد الاستعمار والكهنوت فهما وجهان لعملة واحدة وكذالك  فضح المعاهدة بين الإمام والانجليز التي تقضي بالتزام الإمام بعدم مهاجمة أية من المحميات، مما أزعج البريطانيين واستنكروا ذلك التصرف وأبلغوا الإمام بهذا التجاوز،
فتم استدعاء القردعي من قبل الإمام وتم سجنه في صنعاء، وبعد مكوثه في السجن فترة من الزمن استطاع الفرار ولجأ إلى قبائل شبوة فمكث في حمايتهم ردحاً من الزمن،
فضاق الإمام يحيى  ذرعا بالقردعي واعيته الحيلة في قتله ثم اهتدى بالتحايل والمكر من الإمام والانجليز  حيث أصدر الإمام عفوا عن  القردعي وارسل الوساطات وعينه عاملاً على شبوة في منطقة عرمة وشبوة القديمة، وكلفه بتحريرها ووعده بالدعم العسكري، وهي كانت مؤامرة من ناحتين حيث أن المنطقة التي عين عليها عاملاً لم تكن تحت الحماية البريطانية وكان الهدف منحهم ذريعة لضمها إلى سلطتهم وما بعدها إلى حضرموت، أما الإمام فكان غرضه التخلص منه على يد المحتل، حيث قام القردعي  بمهاجمة بعض المحميات وكان أمله أن الإمام يوفي بوعده ويمده بمزيد من الرجال لمناطحة المحتل، وتوقع الجميع ان ان لا يصمد القردعي مع أنصاره امام طائرات وأسلحة بريطانيا المتطورة حيث تمكن القردعي ورفقائه من زعزعة الاحتلال وكبد فيها قواتهم خسائر كبيرة وافلت من كمائن قواتهم وضربات طيرانهم بشكل مذهل،
من ما أغضب الإنجليز وطلبوا من الإمام رفع القردعي فا أصدر الإمام  يأمر القردعي بالتفاوض مع الانجليز وجلس القردعي لتفاوض فقال المندوب السامي البريطاني هملتون  للقردعي : عليك ان تتخلى  عن تحرير شبوة وتنسحب فاجاب القردعي : انا قرانه (اي دولة)  وشبوة يمنية ولابد من تحريرها فقال ممثل بريطانيا انت ممثل الإمام وعليك طاعة الإمام بالانسحاب فقال القردعي اذا أمرني الإمام امر خطي فسوف إنسحب وانا هنا اقاتل بأمر الإمام. كان القردعي يريد الوقيعه بين الإنجليز والإمام ان أمتنع الإمام با اعطائهم  كتاب مختوما وموقعا موجها للقردعي يامره بالانسحاب وكان  القردعي مستبعد ان يأمر الأمام بالانسحاب وهو يدعي أنه ابن رسول الله وامير المؤمنين وكانت المفاجأة ان أخرج ممثل بريطانيا كتابا موقعا ومختوما من الإمام موجها القردعي يأمر بالانسحاب.
اصيب الشيخ القردعي بالذهول وفهم أن اللعبة كانت مدبرة ومحبوكة بين صنعاء وبريطانيا لقتل المجاهدين فقال قصيدته المشهورة التي جاء فيها :
قدهم على شور واحد
 من صنعاء إلى لندن  
متأمرين كلهم سيد ونصراني 

وتم الاتفاق على نقل الشيخ القردعي على طائرة هليكوبتر بريطانية إلى صنعاء وعند الصعود طلب من القردعي تسليم سلاحه فرفض وصعد الطائرة بسلاحه ، لاحظ القردعي أن الطائرة ليست متجه إلى صنعاء حيث مفترض تسليم القردعي للإمام بل كانت تتجه نحو عدن وفي مخيلتهم أن هذا البدوي لن يستطيع التمييز وهو على الطائرة لأول مره وحينها سيقومون بنفيه خارج اليمن ،  لكن القردعي وضع سلاحه على راس الطيار طالبا منه الدوران باتجاه بيحان واجبره على التنفيذ وسط عجز الضباط البريطانيين ودهشتهم  .
البريطانيون قالوا أن هذه أول عملية أختطاف ارهابية لطائرة بينما قال اليمنيون أن القردعي أول مجاهد بين السماء والأرض .
رحم الله الشهيد البطل الشيخ علي ناصر القردعي والخزي والعار لشانئيه أدعياء النسب ومتعصبي السلالة.
هكذا هو مسار القصة وليست كما ذكرها اللواء خصروف في لقائه فأحببت أن أسرد هذا التفصيل لكي تكون الصورة واضحة جلية للمشاهد ولمن ذكرها بشكل عام دون تفصيل .
بقلم /
صادق صالح محمد القردعي 
رئيس حركة أحفاد القردعي

http://alomana.net/details.php?id=242119