2023-05-04 09:27:58
عرض الصحف البريطانية - "الانقلاب البطيء" الذي يعيد تونس إلى الحكم المطلق - فايننشال تايمز

تناولت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية الأوضاع السياسية في تونس في تقرير مطول وصفت فيه الإجراءات التي يقوم بها الرئيس قيس سعيد بأنه "الانقلاب البطيء"، الذي يعيد تونس إلى الحكم المطلق.

وقالت الصحيفة في تقرير لهبة صالح، إن الرئيس سعيد يقوم بتفكيك المؤسسات التي جعلت البلاد قبل عقد من الزمن منارة للديمقراطية في العالم العربي.

وأشارت الصحيفة إلى ما قامت به السلطات التونسية من اعتقال راشد الغنوشي، الرئيس السابق للبرلمان وزعيم حزب النهضة ذو الخلفية الإسلامية، بعد اتهامه بالتآمر ضد أمن الدولة وهو رهن الاحتجاز في انتظار المحاكمة.

وبحسب الصحيفة، يعد الغنوشي أهم زعيم سياسي جرى اعتقاله منذ أن وصل سعيد إلى السلطة عام 2021 وبدأ في تفكيك الديمقراطية الفتية في البلاد وحل الحكومة والبرلمان.

وفي الأسابيع الأخيرة، قُبض على أكثر من 10 سياسيين ونشطاء وقضاة ونقابيين، ومحرر مستقل بارز، فيما وصفته منظمة العفو الدولية بعملية تشبه "مطاردة الساحرات ذات دوافع سياسية". ويخشى كثيرون أن تكون هذه هي نهاية الديمقراطية في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن حمزة المؤدب، الزميل في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، قوله أن ما يحدث في تونس "انقلاب بطيء"، كما أن "اعتقال الغنوشي إشارة كبيرة على أننا وصلنا إلى نهاية التعددية".

واعتبر الكثيرون أن تونس كانت مثالا نادرا للديمقراطية العربية، لكنها تعاني من مشكلات كثيرة حاليا، لكنها لا تزال تعددية. وهناك مخاوف من أن تعود البلاد إلى الحكم الاستبدادي في عهد سعيد، أستاذ القانون الدستوري السابق الذي فاز بالسلطة في عام 2019 ووعد بالقضاء على الفساد.

كما وصفته الصحيفة بأنه الشعبوي، الذي لم يخف أبدا ازدرائه للديمقراطية البرلمانية. لقد ساء الاقتصاد في ظل قيادته، ويحذر مسؤولون ومحللون أوروبيون من انهيار وشيك. كما يتوقع اقتصاديون أن تتخلف تونس عن سداد ديونها. ويقول منتقدون إن سعيد يقدم خططا قوية ضد الفساد، لكنه لا يستجيب لاستراتيجيات للتعامل مع الأزمة المتفاقمة.

كما حذر جوزيف بوريل، رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي، في مارس/آذار، من أن تونس تتجه نحو الانهيار الاقتصادي، وهو ما قاله أنطوني بلينكين، وزير الخارجية الأمريكي، الذي قال إن الاقتصاد التونسي يخاطر "بالانهيار العميق" دون مساعدة صندوق النقد الدولي. يقول دبلوماسيون إن هناك تهديدًا متزايدًا للاستقرار الاجتماعي.

وتثير مشاكل البلاد قلقًا متزايدًا في أوروبا، وخاصة إيطاليا، التي تقع جزيرة لامبيدوزا على بعد 113 كيلومترا فقط من تونس. ويخشى زعماء القارة من تدفق المهاجرين إذا غرق الاقتصاد التونسي في أزمة أعمق.


"إهانة بوتين"


شككت صحيفة التليغراف في إعلان روسيا عن محاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين، بطائرات مسيرة استهدفت مقر إقامته في الكرملين، ونشرت تحليلا بعنوان (سواء كان مزيفا أم حقيقيا، الهجوم على الكرملين إهانة لبوتين).

وأشار الكاتب دومينيك نيكولاس إلى أن الرئيس الروسي ربما دبر الهجوم بالطائرات المسيرة لتبرير عملية التعبئة الشاملة لقواته، لكن كانت توجد طرق أقل إهانة له ليفعل هذا.

ولفت إلى أن صورة انفجار على سطح الكرملين، في ظل وجود لافتة ضخمة أمام الكرملين احتفالا بيوم النصر في التاسع من مايو/آيار، ستكون واحدة من أكثر الصور إحراجا طوال سنوات نظام فلاديمير بوتين.

وبغض النظر عمن كان المسؤول وما هي دوافعه، فإن هذه الصورة المهمة للغاية ستظل بارزة إلى الأبد في تاريخ موسكو.

ومن غير الواضح على الإطلاق من المسؤول. كما أن الإنكار السريع من جانب أوكرانيا بشأن تورطها في الهجوم لن يسهل مهمة توجيه الاتهام.

وأشار البعض إلى أن هذا هجوم "زائف" دبره الكرملين لتبرير المزيد من الفظائع في أوكرانيا. ويشيرون إلى الطريقة التي تم بها نشر الأخبار وتضخيمها على القنوات الموالية للدولة. لكن هناك تأثيرات معينة للهجوم، بغض النظر عمن وراءه أو ما تم الكشف عنه.

فالحديث هنا عن أن شيئا ما قد اخترق الطبقات العديدة للدفاعات الجوية الروسية المحيطة بموسكو!

وفي يناير/كانون الثاني من هذا العام، أظهرت التقارير الواردة من العاصمة الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي بانتسير (وربما أنظمة إس-400 المتطورة للغاية) يتم نشرها على سطح وزارة الدفاع الروسية في وسط موسكو وإدارة التعليم، التي تقع على بعد حوالي كيلومترين.

وحتى لو كانت هذه مؤامرة يحلم بها الكرملين، فإن فكرة أن أي شخص في موسكو بما في ذلك الرئيس، يمكن أن يتعرض لهجوم بسبب شبكة دفاع جوي غير كفؤة لن يصدقها الروس.

ربما يكون بوتين قد اختلق هذه التمثيلية كطريقة لضمان القبول بأي إعلان عن التعبئة الكاملة للحرب.

لكن هناك طرقا أقل إحراجا له لإثارة الهستيريا الوطنية، مثل تفجير سيارة مفخخة في الكرملين، على سبيل المثال، أو حتى "هجوم إرهابي" أوكراني.

وإذا كان هذا "هذا الحادث زائفا" بالفعل، فإن بوتين يلعب بالنار. لأنه سيكون من الصعب على بوتين تهدئة الجماهير المذعورة والغاضبة، بعد أن تحملت عاما من هذه العملية العسكرية الخاصة جدا، وبعد أن شاهدت الطراد الشهير موسكوفا، يغرق، بالإضافة إلى نجاحات أوكرانية أخرى.

أما واشنطن فسوف تطلب توضيحا عما حدث، لأنها دائما ما كانت تقلق من فكرة تنفيذ كييف ضربات خارج الحدود الأوكرانية في الأراضي الروسية.

وإذا ما كان هذا هجوما أوكرانيا، بعد أن طورت كييف أسطولا دقيقا من الطائرات بدون طيار بعيدة المدى، دون إبلاغ الولايات المتحدة بهذه الخطط، فقد يكون ذلك خطأ دبلوماسيا من جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

بغض النظر عمن يقف وراء الهجوم، نحن مدعوون للاعتقاد بأن شبكة الدفاع الجوي الروسية غير كفؤة لدرجة أنها غير قادرة على منع ضربة في قلب عاصمة الأمة.

 

"إيران تعزز نفوذها"

اهتمت صحيفة الغارديان بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى سوريا ولقاء الرئيس السوري بشار الأسد، لأول مرة منذ الحرب الأهلية في 2011. وقال باتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، إن طهران تسعى لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي على دمشق مع تحرك دول الخليج لتطبيع العلاقات مع الأسد.

وأوضح الكاتب أن إيران استثمرت كثيرا في نظام الأسد وأرسلت ميليشيات إيرانية مسلحة للقتال بجانب الأسد، لكن مع اقتراب تطبيع العلاقات بين سوريا ودول الخليج، تريد إيران ضمان جني الفوائد الاقتصادية من دعمها.

كما أن هناك هدفا أخر للزيارة يتمثل في محاولة بناء تحالف أقوى مناهض لإسرائيل في المنطقة.

وقال نائب رئيس أركان رئيسي للشؤون السياسية، محمد جمشيدي، لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية قبل المغادرة إن الزيارة كانت علامة على "انتصار استراتيجي للجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة".

ولفتت الصحيفة إلى أن بعض دول الخليج، التي عارضت الأسد وأرسلت السلاح إلى المعارضة، تريد إعادة سوريا إلى الجامعة العربية كجزء من تقارب إقليمي أوسع، لكن شروط أي تطبيع لا تزال محل خلاف.

وحول الموقف على الأرض في سوريا، فإن الأسد يسيطر بدعم روسي وإيراني، على غالبية سوريا، لكن مساحة كبيرة من محافظة إدلب والأراضي الكردية في الشمال لا تزال خارج سيطرة النظام.

ومن أسباب التقارب أيضا قضية اللاجئين، فالملايين منهم في الأردن وتركيا ولبنان ينتظرون العودة إلى ديارهم، ولا يحظى وجودهم بشعبية متزايدة في بعض البلدان ذات الخدمات العامة المحدودة.

لكن هناك من يعارض عودة الأسد أيضا، فقطر، بدعم من الولايات المتحدة، ضد التطبيع في الوقت الحالي ما لم يقدم الأسد تنازلات سياسية، وسيطلب رئيسي منه عدم تقديم تلك التنازلات.

كما حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، مصر على التفكير أكثر قبل أي تطبيع للعلاقات مع سوريا. وشدد بلينكن في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، على أن أولئك الذين يتعاملون مع نظام الأسد يجب أن يوازنوا بعناية كيفية تلبية هذه الجهود لاحتياجات الشعب السوري.

لكن على الطرف الآخر تود السعودية عودة سوريا إلى الجامعة العربية في الشهرين المقبلين. وزار وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الرياض في أبريل/نيسان، وهي أول زيارة من نوعها منذ قطع العلاقات بين البلدين في 2012.

وبالنسبة للموقف الأوروبي، فإن الاتحاد الأوروبي سيشارك بنصيب في إعادة إعمار سوريا، لكن في المقابل يجب على الأسد الموافقة أولا على تقاسم السلطة وإعلان مسؤوليته عن استخدام غاز السارين ضد شعبه. فضلا عن طلب الاتحاد الأوروبي لإجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن هذا المطلب غير قابل للتحقيق.

ويعمل رئيسي على إقناع دمشق بأن طهران بديل جاهز لإعادة الإعمار بدلا من الاتحاد الأوروبي، بناء على ما يسمى بمحور المقاومة. ستكون النقطة المركزية للاتفاقيات التي من المحتمل أن يتم توقيعها هي تشغيل صندوق إعادة إعمار واحد يسيطر عليه الأسد.

 

http://alomana.net/details.php?id=199316