2023-03-19 15:46:55
الأسد بأبوظبي مجددا.. دبلوماسية الإمارات تسرع عودة سوريا لحاضنتها العربية

خطوات حثيثة ومبادرات رائدة سياسية ودبلوماسية وإنسانية تقودها أبوظبي لإعادة سوريا لحاضنتها العربية.

وفي هذا الإطار استقبلت دولة الإمارات مجدداالرئيس السوري بشار الأسد، الذي وصل إلى البلاد للمرة الثانية. 

  •  

وتقدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، اليوم الأحد، مستقبلي الأسد لدى وصوله مطار الرئاسة في أبوظبي.

وتعد تلك هي الزيارة الثانية للرئيس السوري للإمارات منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، بعد أن زارها في مثل هذا الشهر من العام الماضي، في أول زيارة لدولة عربية منذ 11 عاما.

وبتلك الزيارة تكون الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة التي استقبلت الأسد مرتان منذ اندلاع الأزمة السورية.

 

استقبال يدعم عودة سوريا لحاضنتها العربية، بما يسهم في حل أزمة تجاوزت العقد من الزمان، وتسببت في تداعيات إنسانية وخيمة على الشعب السوري، زادت حدتها بعد الزلزال الذي ضرب البلاد 6 فبراير/شباط الماضي.

وتأتي الزيارة بعد أقل من شهر على زيارتين متتالين لسوريا الشهر الماضي أجراهما الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي في 12 فبراير/شباط، وصقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي في 26 من الشهر نفسه.

أيضا تأتي الزيارة فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

كما تأتي زيارة الأسد للإمارات بعد نحو شهر من زيارته سلطنة عمان 20 فبراير/شباط الماضي، ضمن خطوات تقارب سوري عربي شهدتها الفترة القليلة الماضية، دشنتها أبوظبي، وتسارعت وتيرتها بعد الزلزال الذي ضرب سوريا.

حفاوة الاستقبال

وقوبل الأسد لدى وصوله الإمارات بحفاوة بالغة، في رسالة إماراتية واضحة لدعم عودة سوريا لحاضنتها العربية.

ووصل الأسد إلى دولة الإمارات في زيارة رسمية ترافقه خلالها زوجته أسماء الأسد.

 

ورافقت طائرة الرئيس السوري لدى دخولها أجواء دولة الإمارات طائرات حربية ترحيباً بزيارته.

وجرت للرئيس بشار الأسد مراسم استقبال رسمية لدى وصول موكبه قصر الوطن.

 ورافق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الضيف إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لسوريا، فيما أطلقت المدفعية 21 طلقة واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له.

 

حفاوة في الاستقبال تؤكد من خلالها الإمارات بأنها لن تترك سوريا وحدها في أي ظرف يواجهها.

جهود متواصلة

وهو ما ترجمته الإمارات على أرض الواقع من خلال جهود ومبادرات سياسية ودبلوماسية وإنسانية متواصلة.

وفي 26 فبراير/شباط، استقبل الأسد، صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي ووفد المجلس المرافق له في دمشق.

وحمل الأسد، غباش تحياته وشكره إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مشيدا بدعمهما ودعم الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية "أم الإمارات"، في تقديم العون والمساعدة لأبناء الشعب السوري من المتضررين جراء الزلزال المدمر.

وأكد الأسد على أهمية هذه الزيارة في تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، مشددا على أهمية دور برلمان الدولتين في تطوير علاقات التعاون بين البلدين، مشددا على العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين البلدين الشقيقين.

وأعرب الرئيس السوري خلال اللقاء عن تمنياته لدولة الإمارات وشعبها الكريم بمزيد من الازدهار والتطور والرخاء في ظل قيادتها الرشيدة.

جاءت زيارة رئيس البرلمان الإماراتي لسوريا بعد أسبوعين من زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لسوريا، ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد وزيارته المناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر الواقعة في شمال غربي سوريا، في زيارة تعد الأولى من نوعها لمسؤول عربي ودولي رفيع للمناطق المتضررة من زلزال سوريا.

ملحمة إنسانية

زيارات تترجم تصريحات سابقة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بأنها لن تترك سوريا وحدها في أي ظرف يواجهها، وأنّ دولة الإمارات ستكون دائماً عونا وسندا لها، ولكل الأشقاء والأصدقاء والأخوة في الإنسانية للتصدي لأي ظروف أو كوارث تواجههم.

تصريحات مهمة ترجمتها دولة الإمارات على أرض الواقع قولا وفعلا مرارا وتكرارا، وهو ما ظهر جليا خلال أزمة الزلزال.

وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن فور وقوع الزلزال.

يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

جهود رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 150 مليون دولار، من بينهم 100 مليون دولار لسوريا.

مبادرات سياسية

الدعم الإماراتي المتواصل لسوريا على مختلف الأصعدة، سبق أن توجته أبوظبي باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد مارس/ آذار الماضي، في أول زيارة لدولة عربية منذ 11 عاما.

وقام الرئيس السوري بزيارة لدولة الإمارات، 18 مارس/آذار من العام الماضي، أجرى خلالها مباحثات منفصلة مع كل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.

وتؤمن دولة الإمارات بالحل السياسي كمخرج وحيد للأزمة السورية، ومرارا أكدت ذلك في كل المؤتمرات الدولية والمباحثات الثنائية.

وفي أكثر من محفل دولي، أكدت دولة الإمارات أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء الأزمة السورية، وشددت على أهمية إيجاد دور عربي فاعل في جهود الحل السياسي ومساعدة سوريا في العودة إلى محيطها العربي.

وكانت دولة الإمارات ترجمت هذا التوجه بالفعل على أرض الواقع عبر أكثر من محطة، بدأتها دبلوماسيا بإعادة افتتاح سفارتها في دمشق ديسمبر/كانون الأول 2018، وتواصل هذا التوجه على الصعيد الإنساني بدعم سوريا للتخفيف من آثار الزلزال.

تقارب عربي

الخطوة التي دشنتها الإمارات أثمرت عن تقارب عربي سوري زادت وتيرته بعد الزلزال الذي ضرب البلاد.

توجت تلك الخطوة بزيارة الأسد إلى سلطنة عمان، 20 فبراير/شباط الماضي، في زيارة هي الأولى من نوعها للسلطنة منذ 12 عاما، أجرى خلالها مباحثات مع سُّلطان عمان هيثم بن طارق.

وجاءت زيارة الأسد لسلطنة عمان بعد أيام من تلقيه أول اتصالات هاتفية منذ اندلاع الأزمة السورية من كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، من بين اتصالات عدة تلقاها من قادة دول عربية.

كما تأتي تلك الزيارة بعد 5 أيام من استقباله أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني منتصف فبراير/ شباط الجاري، في أول زيارة لرأس الدبلوماسية الأردنية إلى سوريا منذ 2011، والتي وصلها بعد 3 أيام من زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي لسوريا في زيارة تعد الأولى من نوعها لمسؤول عربي ودولي رفيع للمناطق المتضررة من زلزال سوريا.

وفي 26 فبراير/شباط الماضي، استقبل بشار الأسد، وفدا من الاتحاد البرلماني العربي، يضم صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي ورؤساء مجلس النواب في العراق والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى رؤساء وفدي سلطنة عُمان ولبنان، والأمين العام للاتحاد البرلماني العربي.

وأكد وفد الاتحاد البرلماني العربي على دعم الاتحاد ووقوفه مع الشعب السوري الشقيق واستمرار تقديم الامكانات اللازمة للوقوف مع الأشقاء السوريين بعد الزلزال الذي أصاب عددا من المدن والقرى فيها، وأكدوا على ضرورة العمل العربي المشترك على كل المستويات لعودة سوريا إلى محيطها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية.

مواقف عربية متتالية تدعم عودة سوريا لحاضنتها العربية، تسارعت وتيرتها بدوافع إنسانية بعد الزلزال الذي ضرب البلاد، تثبت جميعها صواب الرؤية الإماراتية التي كانت سباقة في اتخاذ خطوات دبلوماسية وسياسية وإنسانية لدعم عودة سوريا لحاضنتها العربية.

وعلّق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ نهاية نوفمبر/تشرين ثاني 2011 عضوية سوريا في الجامعة العربية، عقب اندلاع أزمتها، وهي خطوة أعقبها مقاطعة سوريا من قبل دول عربية، قبل أن يعيد بعضها علاقاته معه، فيما حرص عدد من الدول على إبقاء علاقات مع سوريا تراوحت بين قوية ومحدودة.

http://alomana.net/details.php?id=196476