2022-12-01 18:55:03
"الأمناء" تستعرض دلالات احتفالات أبين بعيد الاستقلال وبعثرتها لأوراق أعداء الجنوب..

ما الرسائل الواضحة والشديدة التي وجهة من أبين لأعداء الجنوب؟

أبين العظيمة ترتدي ثوب الاستقلال الجنوبي

قيادات سياسية جنوبية توجه رسائل شديدة وتُحذر

انتصارات أبين وشبوة.. هل تلحقها انتصارات بوادي حضرموت والمهرة؟

سياسيون: أهم قاسم مشترك بين نضال الجنوب قبل (5) عقود واليوم حجم تضحيات شعب الجنوب

 

ارتدت محافظة أبين الجنوبية العظيمة ثوب الاستقلال الجنوبي في الذكرى الـ(55) لعيد الاستقلال الوطني الجنوبي الـ(30) من نوفمبر المجيد، الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الجنوب العربي، وتجسيد لنضال الآباء وعظمة انتصاراتهم وعزيمتهم البطولية للتحرر من الاستعمار.

ففي ذكرى نوفمبر لهذا العام اتجهت أنظار الجنوب قاطبة صوب أبين الأبية التي احتضنت مهرجانًا كبيرًا بمناسبة هذه الذكرى الغالية.. فأبين التي تطهرت من الإرهاب مؤخرًا، كانت قد عانت الكثير من الظلم والإقصاء والتهميش والتنكيل بفعل سياسة وممارسات نظام صنعاء الهمجية ضد أبناء الجنوب في أبين العزيزة، حيث عمد ذلك النظام الاحتلالي إلى جعل أبين وكرًا للإرهاب بهدف ضرب الجنوب من عمقه الأبيني الاستراتيجي، لكن محاولاته التي بنائها طيلة الثلاثون عامًا المنصرمة تحطمت تحت أقدام ابطال القوات المسلحة الجنوبية، وأقدام أبناء ابين الشرفاء حينما طهروا أبين من الجماعات الإرهابية.

وتحتل ذكرى عيد الاستقلال 30 نوفمبر مكانة عظيمة في قلوب كل أبناء الجنوب لا سيما وأنها تأتي وقد تحقق للجنوب الكثير من الانتصارات سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا، الأمر الذي جعله يقترب من تحقيق هدف الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل استعادة هوية ودولة الجنوب التي طُمست ودُمرت من قبل نظام صنعاء الهمجي.

لكن النصر الجنوبي لن يكتمل إلا بتأمين وتحرير وادي حضرموت، والمهرة، ومكيراس من قوى الإرهاب وداعميه.

 

من أبين.. رسالة واضحة وشديدة لأعداء الجنوب

وتُعد الفعالية الجماهيرية التي احتضنتها مديرية زنجبار في أبين إحياءً لذكرى نوفمبر رسالة واضحة، وشديدة لكل أعداء الجنوب مفادها بأن شعب الجنوب لن يقبل إلا باستقلال غير مشروط أو مؤجل، والجنوب لجميع أبنائه دون إقصاء أو تهميش، وأكدت على أنه يجب على الجنوبيين رفع هدفهم عاليًا المُتمثل بالاستقلال الثاني، وجعله في مقدمة كل الشعارات دون خجل أو خوف.

وفي تفاصيل الفعالية الجماهيرية، التي شارك فيها حشود كبيرة من مختلف مديريات أبين، ومحافظات الجنوب المجاورة، ونظمتها الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بأبين الثلاثاء، بمناسبة الذكرى الـ(55) لعيد الاستقلال الـ30 من نوفمبر، تحت شعار (الجنوب بكل ولكل ابناءه) برعاية الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وحضرها قيادات جنوبية سياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية ووزراء ومشائخ وشخصيات نسوية، أُلقيت عدد من الكلمات بدأها عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب الأمين العام للأمانة العامة لهيئة الرئاسة فضل الجعدي نقل بمستهلها تحايا الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، مُحييًا الحشد الجماهيري المهيب الذي توافد من مناطق الجنوب احتفاءً بذكرى نوفمبر، معاهدًا، في ذات الوقت، بمواصلة السير على درب الثوار المناضلين لنيل الاستقلال وإعلان وبناء دولة الجنوب.

وثمن الجعدي جهود الحشد الجماهيري المهيب بهذا الحفل الذي يتزامن مع احتفالات الأشقاء في دول التحالف العربي، مقدمًا التهاني لدولة الإمارات العربية المتحدة بمناسبة الذكرى الـ51 لليوم الوطني، وذكرى يوم الشهيد الإماراتي.

وأكد أهمية تجسيد روح التسامح والتصالح والاصطفاف الوطني الجنوبي، لمواجهة المخاطر والتحديات المحدقة بالجنوب، متطرقًا لضرورة استكمال تنفيذ بنود اتفاق الرياض، ووضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب، ومنح الجنوبي اختيار مستقبله السياسي الذي يرتضيه لذاته.

وحيا الجعدي القوات المسلحة الجنوبية التي تسطر أروع الملاحم بمختلف الجبهات، مقدرًا صمودهم الاسطوري في وجه ما يعانونه إلى جانب شعبهم، داعيًا إلى أخذ الحيطة والبقاء في حالة التأهب لمواجهة الأعداء.

بدوره، استعرض رئيس تنفيذية انتقالي أبين محمد احمد الشقي عددا من مشاهد النضال والتضحيات التي يقدمها شعب الجنوب الحر مواجهًا كل من يحاول مساس الوطن بسوء، ذاكرًا الإنجازات العظيمة التي حققها الجنوبيون في الداخل والخارج بمختلف المراحل والجوانب.

وأوضح ان هذا الحشد الجماهيري المهيب يحمل كثير من الرسائل والدلالات التي تأتي في مقدمتها ان أبين تبارك وتعزز التلاحم الجنوبي، وتوحيد الكلمة ورأب الصدع والعمل سويًا بروح الفريق الواحد في مواجهة التحديات حاضرًا ومستقبلًا، مشيرًا إلى ان الاحتفال بأبين يأتي اجلالًا وتكريمًا ووسام شرف يفخر به ابناءها الذين يحملون قيم نضالية وتاريخية في مختلف المراحل.

وأعلن الشقي تضامن أبناء أبين ودعمهم لإخوانهم أبناء محافظتي حضرموت والمهرة في نضالهم من أجل تحرير وادي حضرموت من احتلال وهيمنة ميليشيا المنطقة العسكرية الأولى، وتمكينهم من إدارة شؤونهم ومنع نهب وسرقة ثرواتهم، والحفاظ على النسيج الاجتماعي من عبث قوى الشر الإخوانية التي تهدف إلى تمزيقه، داعيًا مجلس القيادة الرئاسي وحكومة المناصفة إلى اتخاذ الإجراءات العملية الحازمة لحماية المواطن من براثن الجوع والفساد وتدمير الخدمات الممنهج.

وتخلل المهرجان فقرات فنية وغنائية وقصائد شعرية نالت استحسان الحضور.

 

أبين عصية على كل المؤامرات

بدوره، قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس وحدة المفاوضات بالمجلس د.ناصر الخُبجي عبر صفحته الرسمية في (تويتر): "الذكرى الـ55 للاستقلال الوطني المجيد 30 نوفمبر 1967م، الذي حقق فيه شعبنا الجنوبي العظيم نيل حريته واستقلاله، بإرادته الحرة".

وأكد أن: "احتفالنا اليوم بهذه المناسبة العظيمة بأبين النضال والصمود، يحملُ دلالاتٍ ومعانٍ عميقه، بعد أن حققت قواتنا المسلحة الجنوبية بالشراكة مع أشقائنا في التحالف العربي انتصارات عظيمة على بؤر الإرهاب في هذه المحافظة، وتطهيرها من التنظيمات الارهابية المسيسة".

وأشار إلى أن: "أبين قالت كلمتها اليوم وستظل عصية على كل المؤامرات التي تحاك ضدها بصمود شبابها ورجالها الشجعان، إن تلك الانتصارات في أبين، وما سبقها في شبوة، ستلحقها انتصارات في وادي حضرموت والمهرة، وتلك هي إرادة الشعب في الجنوب".

وجدد التأكيد على الشراكة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في مكافحة الإرهاب، مُشددًا على أن إرادة الشعوب لا تُقهر، وأن للحرية طريق يسلكها الشجعان، عهد الرجال للرجال".

 

قاسم مشترك

بدورهم، أكد سياسيون أن: "كل المجريات والتطورات في الجنوب تُشي إلى أن الوطن على بعد خطوات من تحرير نصر يشبه ذلك الذي تحقق قبل 55 عاما عندما تحرر من الاستعمار البريطاني"، مشيرين إلى انه: "بعد 55 عاما من التحرر الأول، يظل المطلب الرئيسي لشعب الجنوب حاليا هو استعادة الدولة التي سطت عليها الوحدة المشؤومة في تسعينيات القرن الماضي، ووضعت احتلالًا جاثمًا على أنفاس أبناء الجنوب".

وقالوا ان: "أبناء الجنوب يخوضون نضالات كبيرة جراء وحدة الغدر اليمنية، وقد حققوا فعلًا كثير من المكاسب رسخت حضور الجنوب على الساحة سواء أمنيًا وعسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا".

وأكد أن: "نصر 30 نوفمبر شكَّل للجنوبيين خبرات كبيرة على كل المستويات، وتحديدًا في تشكيل جبهات صامدة في مجابهة الاستهداف الذي يتعرض له الوطن"، مشيرين إلى ضرورة استمرار هذه الحالة والذي يعني أن جينات النضال على مدار خمسة عقود ونصف أن الأجيال الجنوبية باتت تُنبض بالنضال الذي يرسخ حماية كاملة ودفاعًا أصيلًا عن وطن جنوبي وأهداف شعبه".

وأضافوا: "قواسم مشتركة عديدة بين النضال الجنوبي قبل أكثر من خمسة عقود ووضع اليوم أبرزها وأهمها حجم التضحيات التي يقدمها شعب الجنوب"، مشيرين إلى أن: "تضحيات أبناء الجنوب في ستينيات القرن الماضي ستظل خالدة بذاكرة الشعب، فهي التي واجهت ترسانة عسكرية مدججة حتى حقق الجنوب مكتسبات ولدت دولته الأبية".

واختتموا بالقول: "الجنوب اليوم محاصر بين أنياب احتلال غاشم يحارب الجنوب شعبا وأرضا وهوية، وهو احتلال تتكالب فيه قوى الشر (الحوثية الإخوانية وقوى الإرهاب)، لذا فمجابهة الإرهاب يتطلب استلهام روح النضال الجنوبي الذي أزاح الاستعمار قبل سنوات، وكما فعلها الجنوبيون وخلصوا وطنهم من الاستعمار البريطاني فإن الدلائل تشي إلى أن الجنوب سيكون قادرا على حسم المعركة ضد الإرهاب وتخليص الجنوب من براثن الاحتلال اليمني".

 

توحد وتكاتف

أخيرّا.. المرحلة التي يمر بها الوطن الجنوبي اليوم تتطلب التوحد، والتكاتف أكثر من أي وقت مضى، حتى نضمن استمرارية زخم الانتصارات وتعزيز اللحمة الجنوبية للحفاظ على ما تحقق للجنوب، والحفاظ على مستقبل الجنوب القادم حتى نيل الاستقلال الثاني الكامل غير المنقوص بالبت، واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدودها الجغرافية والسياسية المعروفة دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

http://alomana.net/details.php?id=189908