2022-11-22 18:44:04
ما وراء تحريك ورقة "القبيلة" في حضرموت؟ وهل هناك مؤامرة لخلط الأوراق لتكرار سيناريو شبوة؟

تحركات إخوانية خبيثة لكبح جماح تحرير وادي حضرموت

الإخوان يرون أن ضرب مشروع الجنوب بإثارة مشروع دولة حضرموت

الإعلان عن قرب إطلاق عملية تحرير وادي حضرموت

مراقبون: نتوقع أن يشهد وادي حضرموت تصعيدًا كبيرًا

 

برزت في الأيام الماضية تحركات إخوانية خبيثة لتحريك ورقة القبيلة بهدف كبح جماح تحرير وادي حضرموت.

وشهدت المكلا، عاصمة حضرموت، على وقع المشهد الساخن في حضرموت - اجتماعين بارزين وبعناوين مختلفة عكست حالة الصراع الذي تعيشه المحافظة، في ظل التهديدات والهجمات التي تتعرض لها من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية.

وشهدت المكلا اجتماعاً للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت تحت شعار "تحرير الوادي أولويتنا"، بحضور أعضاء من هيئة رئاسة المجلس التي أكدت على قضية إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى والموالية لجماعة الإخوان من وادي وصحراء حضرموت.

وأشار الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي، علي الكثيري، في كلمته إلى أن حضرموت تعيش هذه الأيام لحظة حرجة، "تكثف فيها القوى المعادية للمشروع الجنوبي من مؤامراتها، بهدف عرقلة مساعي أبناء المحافظة في تحرير أرضهم وإدارة شؤونهم بأنفسهم" - حسب قوله.

ودعا الكثيري أعضاء القيادة المحلية إلى "كشف أكاذيب تلك القوى وفي مقدمتها جماعة الإخوان المسلمين"، مشيرا إلى أن تلك الجماعة والقوى "لجأت إلى دغدغة عواطف المواطنين بتبني مشاريع وهمية بعيدة عن الواقع، وإلى التحريض ونشر الفتن بهدف تمزيق النسيج الاجتماعي".

المشاريع الوهمية التي يتحدث عنها ناطق الانتقالي، هي إشارة إلى الحراك الذي تقوم به بعض الكيانات والشخصيات الحضرمية منذ أشهر تحت لافتة "دولة حضرموت"، وتحظى بدعم وتأييد من قبل قيادات إخوانية بالمحافظة وكذا وسائل إعلام الجماعة، التي ترى فيه حلاً لمواجهة مشروع الدولة الجنوبية الذي يتبناه المجلس الانتقالي ويلقى تأييداً واسعاً من قبل أبناء المحافظة.

كما ترى الجماعة بأن ضرب مشروع الانتقالي عبر إثارة مشروع "دولة حضرموت"، سيعني أيضاً القضاء أو الالتفاف على مطالب أبناء وادي حضرموت بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى، ما يعني بقاء نفوذها ومنع تكرار سيناريو شبوة.

هذا الالتفاف يجسد – كما يرى المراقبون- في البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقده "حلف قبائل حضرموت" برئاسة وكيل المحافظة عمر بن حبريش، السبت، بالمكلا، والذي توعد بالتصعيد في حالة رفض المطالب الواردة في البيان.

البيان كرر العبارات والشعارات التي باتت ترفع من قبل المتبنين لمشروع "دولة حضرموت"، بالتأكيد على "أن مكانة حضرموت فوق كل الاعتبارات"، واعتبار أن "كل ما يخص حضرموت شأن أهلها، وهم أهل السيادة والقرار فيها"، ورفضه "لتمثيل حضرموت من خارجها".

اللافت في البيان كانت رسائل التهديد غير المباشرة إلى المجلس الانتقالي، من خلال تحذيره "كل الأطراف التي تستهدف حضرموت من خارجها والكف عن جميع التدخلات التخريبية"، والدعوة إلى "إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية واستبدالها بقوات من أبناء حضرموت مع إضافة عدد أربعين ألف جندي مستجد من خلال فتح باب التجنيد الجديد".

وإشارة البيان إلى "إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية"، تتناقض مع اكتفائه بضرورة "إصدار قرار رئاسي على وجه السرعة بتعيين قائد وأركان حرب وعمليات للمنطقة العسكرية الأولى من أبناء حضرموت"، بدلاً من الدعوة لإخراجها لكون أن قيادتها وأفرادها من خارج حضرموت وهو ما يطالب به الانتقالي وأبناء المحافظة.

كما أن اللافت أيضاً ما ورد في البيان بهذه النقطة من أن "الحلف" هو من سيقوم بترشيح أسماء لقيادات المنطقة الأولى، وهو ما يعزز الاتهامات – برأي المراقبين- بوقوف جماعة الإخوان خلف هذه الخطوة بهدف الالتفاف على مطالب أبناء حضرموت بإخراج قوات المنطقة الأولى.

ويشير مراقبون إلى أن مطالبة الحلف ورئيسه بن حبريش بـ"إخراج كافة القوات العسكرية غير الحضرمية"، يقصد بها بشكل واضح لواء بارشيد أحد أقوى ألوية النخبة الحضرمية المنضوية ضمن قوات المنطقة العسكرية الثانية، والذي بات مؤخراً في مرمى الاستهداف الإخواني.

ويأتي استهداف على خلفية القوة العسكرية التي يمثلها اللواء، والدور البارز الذي لعبه في تحرير وتأمين المنطقة الغربية من حضرموت والمجاورة لمحافظة شبوة من العناصر والتنظيمات الإرهابية وتمكنه من الوصول إلى أكبر معاقل هذه التنظيمات والذي ظلت متحصنة بداخلها لعشرات السنين.

ويتألف اللواء - الذي تشكل عقب تحرير المكلا - من عناصر القاعدة من خليط واسع من أبناء حضرموت ومحافظات الجنوب ويقوده العميد الركن عبد الدائم الشعيبي الذي ينتمي لمحافظة الضالع، وهو ما تستغله الشخصيات والمكونات الموالية لجماعة الإخوان والتي ترفع شعار "دولة حضرموت"، لتضعه في سلة واحدة مع قوات المنطقة العسكرية الأولى كـ"قوات عسكرية غير حضرمية" وتطالب بإخراجها جميعاً.

ورقة ابتزاز تمارسها الجماعة والقوى الحليفة معها بحضرموت كمحاولة منها لمقاومة خسارة نفوذها بالمحافظة كما حدث بشبوة قبل 3 أشهر، إدراكاً منها بأن هذه الخسارة قد تكتب بداية النهاية لها في المشهد باليمن بأكمله.

 

التأهب لخوض معركة تحرير وادي حضرموت

وتشير كل المعطيات على الساحة الجنوبية في الوقت الحالي، إلى أن تحرير وادي حضرموت أصبح مسألة وقت، في ظل العراقيل التي تواصل مليشيا الإخوان وضعها أمام مسار اتفاق الرياض الذي ينص على إخراج هذه العناصر المسلحة من الجنوب وتوجيهها إلى جبهات الاشتباك مع مليشيا الحوثي.

رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، محمد عبدالملك الزبيدي، تحدث عن التحضيرات الكبيرة التي يشهدها وادي حضرموت استعدادًا لساعة الصفر لتحرير وادي حضرموت.

وقال الزبيدي إن هناك تحضيرات كبيرة يتم القيام بها مع جميع القوى الحضرمية، والتي أبدت استعدادها الكامل للتحرك في ساعة الصفر.

وأضاف أن ساعة الصفر تم إبقاؤها مجهولة لمباغتة العدو والانقضاض عليه وشل أركانه.

وأشار إلى أن العمليات التي سيتم إطلاقها، ستدحر آخر تواجد للقوات اليمنية في أرض الجنوب، واستعادة الحلم المنشود وإعلان دولة الجنوب العربية بكامل السيادة.

هذه التصريحات المهمة تأتي بعد يوم من عقد الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت، اجتماعها الدوري بمقرها بمدينة المكلا، برئاسة العميد الركن سعيد أحمد المحمدي رئيس الهيئة.

ودعا العميد المحمدي خلال الاجتماع، إلى مضاعفة الجهود، والارتقاء إلى مستوى التحديات، التي فرضها تعنت قوات المنطقة العسكرية الأولى، برفضها للمطالبات السلمية بالخروج من المحافظة، والتخادم بين المشروعين الحوثي والإخواني.

وعبر عن دعم انتقالي حضرموت للجنة الهبة الشعبية، تحت قيادة الشيخ حسن سعيد الجابري، التي منحت تلك القوات مهلة للرحيل، وانتهت المهلة قبل أيام.

وأكد المحمدي، تأييد انتقالي حضرموت المطلق لأي خطوات تصعيدية تتخذها لجنة الهبة، لتحقيق تطلعات أبناء المحافظة في السيادة على أرضهم وتحرير واديهم، داعيا أبناء المحافظة جميعا إلى توحيد الصفوف والوقوف خلف قيادة الهبة، وانتزاع حقوقهم بشتى الوسائل.

تعطي هذه المواقف المتسارعة دلالة واضحة بأن التحرك نحو تحرير وادي حضرموت أصبح مسألة وقت بعدما أتاح الجنوب فرصة كبيرة أمام خروج القوات اليمنية تنفيذًا لما ينص عليه اتفاق الرياض في نوفمبر 2019، والذي يتعرض لخروقات إخوانية متواصلة.

ويحظى أي تحرك لتحرير وادي حضرموت بتأييد شعبي جارف، باعتبار أن هذه النقطة ستساهم بشكل جدي في غرس أطر الأمن والاستقرار في الجنوب، وذلك من خلال وقف تحشيد العناصر الإرهابية التي تنفذ أجندة ضرب الأمن في الجنوب.

 

توتُّر وترقُّب ساعة الصفر

وتعيش مناطق وادي وصحراء حضرموت، منذ أيام، حالة من الترقب والتوتر الشديدين عقب تصاعد التصريحات والتأكيدات على قرب إطلاق عملية واسعة لتحرير تلك المناطق من سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى، التي تربطها على مزدوجة مع تنظيم الإخوان الإرهابي وميليشيا الحوثي- ذراع إيران باليمن.

وأكد محمد الزبيدي أن الفرق واللجان المنتشرة على كل مدن ومناطق الوادي والصحراء شارفت على إنهاء تجهيزات عملية التحرير بوادي وصحراء حضرموت.

وقال الزبيدي، في تصريح خاص: "على كل أبناء وادي وصحراء حضرموت الاستعداد لساعة الصفر التي تم الإعلان عنها في مليونية الخلاص لتحرير الوادي والصحراء من قوات المنطقة العسكرية الأولى الإرهابية"، مؤكدا أن المسؤولية كبيرة وتقع على عاتق كل أبناء حضرموت؛ لذا واجب عليهم التهيؤ والاستعداد للحظة الحسم التاريخية والمشاركة كل بحسب استطاعته؛ حتى تتم عملية التحرير وحفظ المصالح والممتلكات العامة والخاصة.

وبعث القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي رسالة لجميع أبناء حضرموت الشرفاء بكافة شرائحهم وأطيافهم، فحوها يتضمن الابتعاد عن أي خلافات أو صراعات ليكونوا لُحمة واحدة تستطيع استعادة أرضها وهويتها وتاريخها، وليكونوا سندا وعونا للفرق واللجان التي ستعمل على التحرير في الوادي والصحراء.

وجاءت التصريحات عقب أيام فقط انتهاء المهلة التي حددها المجلس الانتقالي الجنوبي في فعالية ذكرى ثورة 14 أكتوبر الماضي، والتي أعطت الحكومة اليمنية مهلة شهر واحد لخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت.

ويطالب المجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات سياسية ومجتمعية وقبلية بارزة في وادي حضرموت بضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات القتال لموجهة ميليشيا الحوثي وإحلال قوات محلية من أبناء الوادي بديلاً عنها.

ويتوقع مراقبين أن وادي حضرموت سيشهد تصعيدا كبيرا، خصوصا مع الوعود المتكررة التي أطلقتها قيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت وقيادة الهبة الحضرمية الثانية بشأن تصعيد سياسي وعسكري لإخراج تلك القوات المعروف ولائها للإخوان.

وأكد قائد الهبة الحضرمية الشيخ حسن بن سعيد الجابري، أن تحرير وادي وصحراء حضرموت سيتم قريباً، وأن ساعة الصفر ستكون مفاجئة للجميع وستكون الضربة القاضية والقاصمة لكل عدو.

وأضاف في تصريح له: "إن المهلة السابقة أعطيت للحكومة والمجلس الرئاسي لأجل إصدار قرار يقضي بخروج قوات المنطقة العسكرية الأولى سلمياً، إلا أنهم عجزوا عن إصدار القرار".

وأكد الشيخ الجابري أنه تم اتخاذ قرار التحرير وأن الجميع ماضون فيه وقادمون على تنفيذه.

وخلال الأيام الماضية عقد قائد الهبة الحضرمية سلسلة من اللقاءات مع مشايخ وأعيان عدد من القبائل البارزة في وادي وصحراء حضرموت لتوحيد الجهود والصفوف نحو هدف تحرير مناطقهم وإخراج قوات المنطقة الأولى بعد انقضاء المهلة السلمية في 15 نوفمبر الجاري.

من جانبه أكد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، أن لأبناء حضرموت كلمة الفصل في محافظتهم وإدارة شؤونها ساحلاً ووادياً.

وكتب العولقي تغريدة أوضح فيها: "تجربة تحرير وتأمين ساحل حضرموت نموذج يُحتذى به كي يكون حماة الوادي والصحراء من جنود حضرموت وضباطها الغيورين على أمن واستقرار حضرموت حاضرها ومستقبلها". مشيرا الى أن "لأبناء حضرموت كلمة الفصل في محافظتهم وإدارة شؤونها ساحلاً ووادياً".

http://alomana.net/details.php?id=189341