2022-09-20 20:29:22
الطريق الآمن .. هكذا حطمت القوات الجنوبية أسطورة القاعدة العسكرية الحصينة للإرهاب في أبين

ما أهمية الوادي الرابط بين ثلاث محافظات؟

كيف حققت القوات المسلحة الجنوبية الانتصارات؟ وما ثمن تلك الانتصارات؟

هكذا أصبح الجنوب رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية والعسكرية

معركة وادي عومران.. درس بليغ في تضحية قوات الجنوب المسلحة

 

بات الجنوب الرقم الصعب في المعادلة السياسية والعسكرية للحرب باليمن، والقوة السياسية والعسكرية القادرة، والموثوقة لدى التحالف العربي والمجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله.

ويلعب الجنوب، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، دورًا محوريًا في مكافحة الإرهاب الذي تديره جماعات الحوثي والإخوان لحسابات إقليمية ودولية.

واعترفت قيادات سياسية يمنية في وقت سابق أن الإرهاب الذي يضرب الجنوب، ورقة سياسية تستخدمها أطراف وقوى يمنية،  على رأسها حزب الإصلاح، ذراع الإخوان باليمن.

وأثبتت العمليات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت القوات المسلحة الجنوبية في بعض محافظات الجنوب ارتباط التنظيمات الإرهابية بالحوثي والإخوان.

وكشفت عملية سهام الشرق الأخيرة التي أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية لتطهير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية، حجم التخادم الحوثي الإخواني مع تنظيم القاعدة، حيث اتضح أن الأسلحة والمتفجرات التي عثرت عليها القوات المسلحة الجنوبية في معاقل الإرهاب، ممولة من الإخوان والحوثيين.

وتزود جماعة الإخوان العناصر الإرهابية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من معسكرات الجيش الوطني الخاضع لسيطرتها، فيما تدعم جماعة الحوثي تنظيم القاعدة بالمتفجرات والمفخخات والألغام الإيرانية.

ووثقت تقارير صحفية الدعم العسكري الذي تقدمه مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان للتنظيمات الإرهابية في محافظتي أبين وشبوة وبعض محافظات الجنوب.

وتراهن جماعة الحوثي والإخوان، على حليفهم تنظيم القاعدة في الجنوب لإضعاف المجلس الانتقالي والمجلس الرئاسي وإفشال التحالف العربي، الذي يقود تحالفاً للانتصار لليمنيين على مشروع إيران الطائفي.

 

كيف خسر الإخوان وادي عومران؟

ووجهت القوات المسلحة الجنوبية ضربة موجعة لتنظيم القاعدة وداعميه بعد إعلانها السيطرة على وادي عومران بمودية، أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.

ويعتبر وادي عومران الذي يربط ما بين ثلاث محافظات، أبين وشبوة والبيضاء، أحد أهم معسكرات تنظيم القاعدة في الجنوب، التي تخدم مشروعي الحوثي والإخوان.

ودخلت القوات المسلحة الجنوبية، الأحد الماضي، هذا المعسكر بعد مواجهات عنيفة مع الجماعات الإرهابية التي قامت بتفخيخ وتلغيم مداخل ومخارج الوادي بالمتفجرات الإيرانية.

واستخدمت القوات المسلحة الجنوبية، بدعم من التحالف العربي، الطيران المسير لضرب العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال، وكثفت مساء السبت من هجماتها العسكرية، ما أدى إلى هروب العناصر الإرهابية باتجاه البيضاء اليمنية والمحفد والمناطق الحدودية مع محافظة شبوة.

وكشف شهود عيان في المنطقة عن تمويل عسكري وصل إلى تنظيم القاعدة خلال الأيام الماضية من مناطق خورة وحريب بشبوة بالإضافة إلى دعم عسكري وصل من مليشيا الحوثي عبر محافظة البيضاء اليمنية.

وقال المحلل السياسي الجنوبي سعيد بكران إن انتصارات القوات الجنوبية على الإرهاب في أبين فضحت حزب الإصلاح الإخواني.

وقال بكران إن وادي عومران وتحصينات الجناح العسكري لحزب الإصلاح وجماعة الإخوان فيه، فضيحة مدوية تاريخية لهذا الحزب وهذه الجماعة التي كان جناحها الإعلامي يكذّب وجود الإرهاب ويصف الحديث عن الإرهاب بالشماعة.

وأكد بكران أن الانتصارات العسكرية في وادي عومران كشفت ملفات الإصلاح السرية، الذي يستخدمها منذ عقود، وأثبتت أن جماعة الإخوان هم صناع الإرهاب وحماته، مؤكدا أن أبين كشفت المستور والسري.

 

كيف حققت القوات الجنوبية الانتصارات؟

ويرى سياسيون جنوبيون أن ما حصل في وادي عومران درس بليغ في التضحية للقوات المسلحة الجنوبية، التي استبسلت وهي تقتحم معاقل ومعسكرات الإرهاب في الوادي، وأثبتت جدارتها ضد الإرهاب وداعميه.

وقهرت القوات المسلحة الجنوبية الجماعات الإرهابية في أوكارها، في محافظة أبين، وأثبتت أن لديها عقيدة قتالية، فداء لمشروعها الوطني، حيث قدمت دروسًا في التضحية.

وقال الصحفي صالح الحنشي إن القوات الجنوبية أسقطوا أسطورة عومران، أكبر مركز لتنظيم القاعدة والذي يعد أشبه بقاعدة عسكرية حصينة.

وأكد الحنشي أن هذا المعسكر هو المركز الرئيسي لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، ولم يجرؤ أحد الاقتراب منه حتى حين كانت تملك الدولة الطائرات والجيوش.

وأضاف أن هذا المعسكر كان مرعبا، إلى أن خرجت وحدات جنوبية مكونة من الأحزمة الأمنية ومحور أبين بقيادة شابة من خريجي معارك التحرير في العام 2015، وحطموا هذه الأسطورة في ساعات.

 

ما ثمن هذه الانتصارات الجنوبية؟

ويقول الصحفي الجنوبي ياسر اليافعي، إن معسكر عومران أكبر معسكرات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ومن هذا المعسكر أسقط الإرهاب محافظة أبين عام 2011م، ومنه انطلقت العلميات الإرهابية ضد القوات الجنوبية.

وأكد اليافعي في منشور له على الفيسبوك، أن السيطرة على معسكر وادي عومران من قبل القوات الجنوبية رغم التضاريس الصعبة وصعوبة العدو الذي يقاتلونه يعد إنجازا ونصرا استراتيجيا له ما بعده.

وأضاف اليافعي أن الجنوب هزم أدوات إيران والإخوان وأدواته الإرهابية، وأثبت أنه حليف صادق للعالم، مضيفا أن استقرار الجنوب ودعم قواته المسلحة أصبح ضرورة، لا تحتمل التأخير.

ويرى مراقبون أن الانتصارات الجنوبية على الإرهاب في أبين، تعزز من حضور ومكانة المجلس الانتقالي الجنوبي إقليميا ودوليا، وتوسع من نفوذه عسكريا في الجنوب.

فيما أشار الصحفي الجنوبي وجدي السعدي أن الإرهاب وداعميه كلما ضرب واستهدف من قوات المجلس الانتقالي عزز ذلك من مكانة المجلس إقليميا ودوليا, وزاد ذلك في رقعة الاصطفاف وحب الشعب له.

وأوضح أن كل روح تزهق وكل قطرة دم تسفك على أيدي الإرهاب وداعميه، تمنح الانتقالي القوة للاتجاه شرقا وغربا لتأسيس وبناء مداميك الدولة القادمة.

ويقول ‏المحلل السياسي، حسن الكازمي، إن عزم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي على تطهير الجنوب من الإرهاب سيضعف من نفوذ الجماعات الإرهابية.

من جهته أكد الخبير العسكري ثابت حسين صالح، أن إسقاط معسكر القاعدة في عومران بمودية أبين يهيئ الظروف لمتابعة العمليات العسكرية للمجلس الانتقالي ضد القاعدة وصولا لوادي حضرموت والمهرة.

http://alomana.net/details.php?id=184948