2022-08-15 14:19:39
كيف تمكنت ألوية العمالقة من إفشال تمدد الحوثي وتمرد الإخوان في شبوة؟

تشكلت قوات ألوية العمالقة الجنوبية التي يقودها الشيخ أبو زرعة المحرمي من الشباب السلفيين وأفراد المقاومة الجنوبية الذين قاتلوا الحوثيين في مدينة عدن منتصف 2015 حتى سيطرتهم على مدينة المخا، غربي البلاد، مطلع 2017.
وكانت قوات العمالقة" قبل تشكيلها عبارة عن 3 كتائب عسكرية قوامها نحو 15 ألف جندي من المقاومة الجنوبية ومقاتلي "دماج وكتاف" تدربت على أيدي قيادة التحالف العربي، واستطاعت اقتحام مديرية المخا وباب المندب في الساحل الغربي، وأظهرت دوراً بطولياً كبيراً في زمن قياسي، وأسهمت في تأمين الملاحة الدولية، ثم تطورت إلى قوة كبيرة تتكون من 17 لواء قوام كل لواء 3500 جندي بقيادة الشيخ أبو زرعة المحرمي القائد العام للألوية، لتصبح قوة ضاربة ما لبثت أن تقدمت على طول الساحل الغربي، وكانت على وشك السيطرة على مدينة الحديدة الإستراتيجية، قبل أن يوقف الهجوم اتفاق ستوكهولم الذي رعته الأمم المتحدة بين الحكومة اليمنية والحوثيين نهاية 2018.
ومثلت ألوية العمالقة خط الدفاع الأول في تأمين مديريات اليمن من لحج جنوبا، مرورا بمضيق باب المندب، وشاركت في تأمين 250 كم من الشريط الساحلي الغربي؛ لمنع تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثي.
والتحمت مع ألوية العمالقة قوات المقاومة الوطنية والمقاومة التهامية فتشكلت ثلاث قوى ضخمة في الساحل الغربي تحت مسمى القوات اليمنية المشتركة، التي كان لها الدور البارز في تطويق محافظة الحديدة والتمركز على بعد 6 كيلو من ميناء الحديدة قبل اتخاذ قرار بإعادة التموضع والانتشار بناء على اتفاق ستوكهولم.

 *خط الهجوم الأول* 

واعتُبِرت ألوية العمالقة خط الهجوم الأول في تأمين المديريات الساحلية لمحافظات تعز ولحج والحديدة على البحر الأحمر. وهي كتائب جنوبية إضافة إلى مجموعة من مقاتلي دماج وكتاف ممن شاركوا في قتال الحوثي في صعدة يتمتعون بخبرات كبيرة، وأجبرتهم الأحداث بعد صمود أكثر من شهرين ومقتل 600 من الأطفال والنساء من أبنائهم على أيدي المليشيا الحوثية وجرح المئات في نوفمبر 2013، على مغادرة مساكنهم ومدارسهم إلى صنعاء ومنها إلى عدن.
وتتميز الألوية بالعقيدة القتالية القوية والإيمان المطلق بضرورة القضاء على الحوثي الذي يشكل تهديدا لليمن وللملاحقة الدولية ويهدد مصالح أبناء الجنوب وقضيتهم العادلة ونهب ثرواتهم.
 
 *العمالقة تسحق مليشيا الحوثي في شبوة* 

في مطلع يناير الماضي من العام الجاري 2022 أعلنت قوات ألوية العمالقة الجنوبية التي حضرت قوات منها من جبهات الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي أعلنت تحرير محافظة شبوة بالكامل وتطهيرها من مليشيات الحوثي الإيرانية، في معركة تاريخية استغرقت عشرة أيام فقط، أُطلِق عليها اسم "إعصار الجنوب"، تمكنت خلالها ألوية العمالقة بقيادة الشيخ أبو زرغة المحرمي من تسجيل هزيمة ساحقة على مليشيات الحوثي التي سيطرت في سبتمبر 2021 على ثلاث مديريات بشبوة هي (عسلان وبيحان وعين) بتواطؤ من حلفائهم في حزب الإصلاح (إخوان اليمن) في المحافظة بقيادة المحافظ الإخواني المقال محمد صالح بن عديو، مرتكبةً آلاف الجرائم بحق المدنيين والمعارضين في تلك المديريات والتي وصفتها تقارير منظمات محلية ودولية بـ"جرائم حرب" مكتملة الأركان. 
أطلقت معركة "إعصار الجنوب" من صحراء رملة السبعتين بمديرية عسيلان، حيث تكللت بتحرير مديرية عين أعقبها تحرير محافظة شبوة الغنية بالثروات النفطية بالكامل. واعتبر تحرير شبوة هو تطهير لأهم مناطق الجنوب من الميليشيات الحوثية، وهزيمة ساحقة للمشروع والأطماع الإيرانية بالمنطقة، حيث تكتسب محافظة شبوة أهمية جيوعسكرية كبيرة لموقعها الجغرافي الذي يتوسط المحافظات الشمالية والجنوبية من البلاد، ولها أهمية استراتيجية حيث تمثل منفذ جنوب اليمن وشماله نحو شرق البلاد (حضرموت والمهرة)، وتتاخم محافظات أبين من الجنوب والغرب، والبيضاء من الغرب، ومأرب من الشمال الغربي.

 *شبوة.. العمالقة تطرد الإخوان* 
 
وخلال الأيام القليلة الماضية تمكنت ألوية العمالقة الجنوبية من إخماد التمرد الإخواني في مدينة عتق - مركز محافظة شبوة - الذي قادته قوات الأمن الخاصة وبعض الوحدات العسكرية في المحافظة التابعة لإخوان اليمن (حزب الإصلاح)، والتي أعلنت تمردها على قرارات محافظ محافظة شبوة الشيخ عوض ابن الوزير العولقي وقرارات مجلس القيادة الرئاسي.
وأحكمت قوات ألوية العمالقة الجنوبية سيطرتها على مدينة عتق وفرضت سيطرتها الكاملة على كافة مناطق المدينة بعد تمكنها من اقتحام معسكرات ومواقع القوات التابعة لحزب الإصلاح (إخوان اليمن) التي فرت تجر أذيال الهزيمة إلى خارج مدينة عتق مخلفة كميات من الأسلحة الثقيلة والذخائر التي تكشف جليا أن هناك استعداد مبكر لتلك القوات المتمردة لخوض هذه المواجهات.
وجاء إخماد قوات العمالقة الجنوبية لذلك التمرد الإخواني بعد استنفاد كل المساعي الممكنة لإقناع تلك القوات المتمردة بالتراجع والعدول عن خيار العنف والمواجهة المسلحة، والقبول بقرارات مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ شبوة، تجنبا لإراقة الدماء.
وبحسب مراقبين، فقد عمل حزب الإصلاح بعد سيطرته على محافظة شبوة في 2019 على تعزيز نفوذه في المحافظة وتكرار نموذج محافظة مأرب، من خلال تعيين الموالين للحزب في قيادة المؤسسات الأمنية والمدنية والعسكرية في المحافظة، قبل أن يقوم الرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أواخر ديسمبر الماضي بإقالة محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو المنتمي لحزب الإصلاح على خلفية سقوط ثلاث مديريات في المحافظة (بيحان وعسيلان وعين) بأيدي الميليشيات الحوثية دون مقاومة تذكر، قبل أن تستعيدها قوات العمالقة الجنوبية في وقت لاحق، وتم تعيين الشيخ عوض بن الوزير العولقي المحسوب على حزب المؤتمر الشعبي العام خلفا لـ "بن عديو" الذي شهدت محافظة شبوة في عهده تدهورا في الأوضاع المعيشية لدى أبناء المحافظة.  

 *رصد واستهداف تعزيزات الإخوان* 

كما تمكنت قوات من ألوية العمالقة الجنوبية خلال اليومين الماضيين من رصد تعزيزات عسكرية في منطقة الشبيكة شمال مدينة عتق بمحافظة شبوة قادمة من محافظة مأرب لتعزيز مليشيا الإخوان المتمردة، فأحكمت السيطرة عليها تماما.
وبحسب مصادر، فقد رفض عناصر الإخوان القادمين من محافظة مأرب تسليم أنفسهم مع السلاح، ما أدى إلى استهدافهم والقضاء على عدد منهم وجرح آخرين ووقوع الكثير منهم في الأسر بمنطقة الشبيكة، شمال عتق، من قبل قوات تابعة لألوية العمالقة.
كما تمكنت قوات ألوية العمالقة خلال اليومين الماضين من التصدي أيضا لتعزيزات عسكرية قادمة من محافظة مأرب عبر طريق الرويك الصحراوي إلى محافظة شبوة مُقدرة بـ15 آلية عسكرية معززة بترسانة مسلحة وأعيرة لقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة، بحسب مصادر ميدانية.

http://alomana.net/details.php?id=182421