2022-01-20 18:28:35
صنعاء لا تنام والإمارات توحد العالم ضد الحوثيين

تصدر هجوم ميليشيا الحوثي على منشآت مدنية في العاصمة الإماراتية أبوظبي عناوين أبرز الصحف العالمية، حيث أشارت إلى أنه يزيد التوترات بالمنطقة.

وأعلنت شرطة أبوظبي اندلاع حريق، الإثنين، أدى إلى “انفجار في عدد 3 صهاريج نقل محروقات بترولية بمنطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك، كما وقع حادث حريق بسيط في منطقة الإنشاءات الجديدة بمطار أبوظبي الدولي”.

وبحسب بيان شرطة أبوظبي أشارت “التحقيقات الأولية إلى رصد أجسام طائرة صغيرة يحتمل أن تكون لطائرتين دون طيار (درون) وقعتا بالمنطقتين قد تكونان تسببتا بالانفجار والحريق”.

وقال مستشار الرئيس الإماراتي أنور قرقاش: “تتعامل الجهات المعنية في دولة الإمارات بشفافية ومسؤولية تشكر عليها بخصوص الاعتداء الحوثي الآثم على بعض المنشآت المدنية بأبوظبي”. مشددا على أن “عبث الميليشيا الإرهابية باستقرار المنطقة أضعف من أن يؤثر بمسيرة الأمن والأمان التي نعيشها، ومصير هذه الرعونة والعبثية الهوجاء إلى زوال واندحار”.

وتبنّى الحوثيون الهجوم على الإمارات على لسان متحدثهم العسكري يحيى سريع الذي قال على تويتر إنه ستتم إذاعة “بيان مهم للقوات المسلحة للإعلان عن عملية عسكرية نوعية في العمق الإماراتي”.

 

هجوم يزيد التوترات

ورأت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن الهجوم الحوثي على أبوظبي يثير التوترات الإقليمية، مشيرة إلى أنه يأتي بعد الضغط على إيران، الداعم الرئيسي للميليشيا، للموافقة على بدء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة حول الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018.

أما صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية فقد رأت أن انسحاب ترامب من الصفقة هو السبب الرئيسي بتصاعد التوترات بالمنطقة بشكل حاد، وهو الأمر الذي دفع إدارة الرئيس جو بايدن للتحرك سريعاً، حيث وعدت بأنها ستعود إلى الاتفاق إذا خفضت إيران نشاطها النووي وعادت إلى الامتثال للاتفاق.

ورأت الصحيفة أن الهجوم يأتي في الوقت الذي أعربت فيه الإمارات والسعودية وإيران عن استعدادها لتحسين العلاقات، حيث قام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن القومي الإماراتي، بزيارة لطهران الشهر الماضي للقاء شخصيات بارزة.

وقالت إنه يأتي كعلامة جديدة على التعنت ورفض خفض التصعيد، حيث تستمر ميليشيا الحوثي في إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار بعيدة المدى على السعودية.

 

شكوك حول دور الميليشيا العراقية

ونقلت ”التايمز“ عن محللين قولهم: ”رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتهم عن الهجوم، فإن الشكوك ستقع أيضًا على الجماعات التي تتخذ من العراق مقراً لها والتي هددت بشن هجمات ضد الإمارات“. مشيرين إلى أن ”الهجوم يأتي بعد أيام فقط من تهديد الميليشيا المدعومة إيرانيا باستهداف أبوظبي التي تدعي تلك الميليشيا أنها تتدخل بالسياسة العراقية“.

 

استكمال تحرير الحديدة وموانئها

وقالت صحيفة العرب إن مراقبين اعتبروا الهجوم الحوثي على منشآت إماراتية في أبوظبي تصعيدًا عسكريًا كبيرًا ومؤشرًا على قلق الحوثيين من دور الإمارات في حرب اليمن ودعمها لقوات العمالقة الجنوبية التي تمكنت من إحراز انتصارات حاسمة بشبوة ومأرب خلال الأيام الماضية.

وتوقعت مصادر أن تزداد حدة المواجهات العسكرية بمأرب خلال الفترة المقبلة، مع بروز مؤشرات على انهيار اتفاق السويد الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين حول الحديدة.

وقال المراقبون إن الهجوم الحوثي تأكيد جديد أن أي تفاهم مع إيران هو من باب تأجيل المشاكل ليس أكثر، معتبرين أن دعوات الحوار التي توجهها طهران لبعض الدول الخليجية ليست سوى مناورة لربح الوقت والتغطية على أنشطتها، ولا نية لها في بناء سلام دائم مع جيرانها.

وجاء الهجوم الحوثي بعد تصعيد الخطاب الإعلامي والسياسي الحوثي ضد الإمارات على خلفية دورها الفاعل بالمواجهات الأخيرة التي أسفرت عن تحرير ثلاث مديريات بشبوة، إضافة إلى مديرية حريب بمأرب التي أحرزت فيها قوات العمالقة الجنوبية تقدما لافتا.

وفي تصريح له من طهران بعد لقاءات بمسؤولين إيرانيين من بينهم الرئيس إبراهيم رئيسي توعّد الناطق الرسمي لميليشيا الحوثي ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام بشن مزيد الهجمات التي تستهدف الإمارات.

وفي تصريح لـ”العرب” اعتبر السياسي سعيد بكران هجوم الحوثي ضد الإمارات “دليلا على مدى خوف إيران من فاعلية الدور الإماراتي وتأثيره السريع بحسم الموقف باليمن ومحاولة بائسة لمنع أبوظبي من مواصلة جهودها”.

وتابع: “بالأسابيع الماضية، وبعد توافقات إزاحة الإخوان من شبوة وعودة الإمارات للمشهد بقوة ثم الانتصار المهم ببيحان ودحر الحوثي منها، شعر الحوثيون وداعمهم الإقليمي بالخطر وظهر انكسارهم واضحا بظل الفاعلية الإماراتية التي تصدت أيضا لمحاولات إسقاط مأرب، الحلم الإيراني الذي دفعت لأجله طهران الآلاف من اليمنيين إلى أتون الحرب”.

وشهدت الآونة الأخيرة تصاعدا لافتا في الضغوط الدبلوماسية الدولية والأممية على الحوثي بالتوازي مع ضغوط عسكرية تمثلت في خسارة الميليشيا مساحات واسعة بشبوة ومأرب وحصول التحالف العربي على بنك جديد للأهداف بالعمق الحوثي.

وتزامن التصعيد الحوثي مع بروز مؤشرات على قرب انهيار اتفاق السويد وإمكانية تحرير موانئ الحديدة التي باتت أصابع الاتهام تشير إلى أن الحوثي استخدموها بأغراض عسكرية، من بينها تهريب الأسلحة والقرصنة في البحر الأحمر التي كانت آخر عملياتها اختطاف سفينة الشحن الإماراتية “روابي”.

ولا يستبعد خبراء أن تكون عملية قصف منشآت إماراتية باستعمال طائرات حوثية مسيرة المسمار الأخير بنعش اتفاق السويد والشرارة التي ستشعل المواجهات مجددا بالحديدة واستكمال تحريرها من قبل قوات المقاومة المشتركة بالساحل الغربي التي تدعمها الإمارات.

ويشير المحلل العسكري وضاح العوبلي لـ”العرب” إلى أن العملية تدل على أن الحوثيين يحاولون إيصال رسائل يثبتون من خلالها أمام أنصارهم أنهم قادرون على استهداف أي طرف بالتحالف.

وأضاف: “ما يقوم به الحوثي يمثل تحرشًا سيكون هو المتضرر الأكبر منه، لأنه بهذا الاستهداف وما سبقه من قرصنة للسفينة الإماراتية ‘روابي’ يشرعن عودة الإمارات إلى اليمن كطرف فاعل كما كانت عليه قبل 2019، بعد أن أصبح الحوثي يمثل خطرا مباشرا على أمنها القومي بما قام به مؤخرا، وهذا يمنح الإماراتيين كل المبررات التي تعزز فكرة أن تدخلهم باليمن ضد الحوثي صار ضرورة ملحة، ضمن عملية رد ضروري ومستوجب لفرض معادلات جديدة يكون فيها الحوثي هو الطرف الأضعف، باعتباره ميليشيا تتطاول على سيادة ومصالح دول أخرى”.

وحول توقعاته بشأن ردود الفعل المباشرة على الاستهداف الحوثي لدولة الإمارات يؤكد العوبلي أن “أبوظبي لن تغض الطرف عن اعتداءات كهذه، وخاصة أن لديها من المقومات ما يمكّنها من سحق وإخضاع الحوثي، وهذا ما يدركه الحوثيون أنفسهم”.

ووفقا للعوبلي “يمثل سيناريو عودة معارك تحرير الساحل والحديدة بالزخم نفسه الذي كانت عليه عام 2018 الهاجس المخيف والسيناريو الأسوأ بالنسبة لقيادات الحوثي”.

 

لن يمر دون محاسبة

فيما شددت صحيفة عكاظ على أنه منذ ما عُرف بالثورة الخمينية بإيران، والتهديدات لأمن الخليج لم تتوقف، ولن تقف في ظل شعار تصدير الثورة، خصوصاً أن الخطاب السياسي الإيراني وصف ما سُمّي بالربيع العربي بامتداد للثورة الإيرانية.

واستنكرت تحت عنوان (الإرهاب الإيراني ومليشيا الحوثي)، المناورة المتجددة لتوظيف السياقات والمعطيات لخدمة المشروع الفارسي، بدءاً من تحريض المليشيا الموالية لها لإشعال فتيل الأزمات وليس انتهاءً بضرب المصالح الخليجية وتهديد أمن واستقرار المنظومة الخليجية بأكملها.

واختتمت أنه لم يكن اعتداء مليشيا الحوثي على أبوظبي عابراً، مؤكدة أنه لن يمر دون محاسبة، للمتسبب والمباشر، كون الحوثي ذَنَب إيران ومحارباً بالوكالة عن الملالي، وغدا واضحاً للعيان أن ما تقوم به إيران بالمنطقة يُناقض كافة تصريحاتها عن الأمن والاستقرار الإقليمي، بحكم سياساتها العِدائية.

 

الاعتداء الحوثي على الإمارات يوحد العالم

وتفرض موجات الإدانة الدولية التي قُوبل بها الهجوم الإرهابي الذي شنّته مليشيا الحوثي على أبو ظبي، ضرورة تغيير طابع المواجهة العالمية للإرهاب الحوثي المهدِّد للأمن بالمنطقة.

أثار الهجوم الإرهابي غضبًا واسعًا حول العالم مثل دول الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا واليابان والصين إلى جانب منظمة الأمم المتحدة وكل الدول العربية ودول إقليمية، حيث عبّرت جميعها عن إدانة واسعة للهجوم الإرهابي الذي شنّه الحوثي.

صحيحٌ أنّ موجات الإدانة تحمّل مليشيا الحوثي مسؤولية مباشرة عن هذا الإرهاب المروع، إلا أنّ الأمر لا يجب أن يقتصر عند هذا الحد، فالمجتمع الدولي يظل مُطالبًا باتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيا التي باتت تُشكل تهديدًا واضحًا لأمن المنطقة.

وفيما يستبعد محللون إقدام المجتمع الدولي على اتخاذ مثل هذه الإجراءات على الأقل استنادًا إلى تجارب ماضية شبيهة، فإنّ التحالف العربي سيظل معنيًّا باتخاذ الإجراءات العسكرية اللازمة التي تضمن لجم الإرهاب الحوثي.

هذا التوجّه عبّرت عنه السعودية بإعلانه أنّها سترد بكل حزم وقوة على جميع الممارسات والأعمال الإرهابية الجبانة التي تتعرض لها من قبل الحوثي، والتي تستهدف الأبرياء والأعيان المدنية والمنشآت الحيوية على أراضيها، وتهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي.

وزارة الخارجية السعودية أشارت إلى تعرُّض المملكة لعديد الهجمات الإرهابية من قبل الحوثي، إلى جانب الهجوم العدائي الآثم على الإمارات باستهداف منشأتين اقتصاديتين واستهداف مطار أبوظبي الدولي بثلاث طائرات مسيرة مفخخة نتج عنه وفاة عدد من المدنيين الأبرياء وإصابة آخرين، والذي تبنته ميليشيا الحوثي.

الرياض قدّمت سببًا واضحًا لإقدامها على الضغط العسكري على الحوثي، عندما أكّدت الخارجية السعودية أنّها قدمت عديد المبادرات السياسية للوصول إلى حل سياسي شامل، إلا أن الحوثي واصلت تعنتها بتنفيذ الهجمات الجبانة على أراضي المملكة والإمارات، واستهداف خطوط الملاحة الدولية وتعطيل المساعدات الإنسانية، مواصلةً بذلك انتهاكها الصارخ لجميع القوانين والأعراف الدولية.

بيان المملكة يضع النقاط على الأحرف، فيما يخص أنّ المرحلة المقبلة ستشهد وتيرة أكبر من الضغط العسكري على الحوثي، مع غلق الباب أمام المليشيا عن ترويج مزاعم وادعاءات تحاول من خلالها تحقيق مكاسب من خلال ترويج أكاذيب عن مسار العمليات.

السعودية تتعامل مع الاعتداءات الحوثية على المملكة والإمارات بأنها تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار بالمنطقة، وهذا التعامل الدبلوماسي سينعكس على الموقف العسكري بشكل كبير، وسيتبلور بضغط عسكري بدأ زخمه بالفعل وسيمضي بإطار أكثر قوة خلال الفترة المقبلة.

 

حزم التحالف وحسمه

وفرض الهجوم الإرهابي الحوثي على أبوظبي تغييرات جذرية على المشهد السياسي وبالأخص العسكري بما يُجهِض إرهاب هذا الفصيل.

رسالة الحوثي لهذا العدوان الغاشم جاءت واضحة، فهي تقول إنها بصدد محاولة لبعثرة الأوراق عبر ارتكاب عمل عدائي وإرهابي ضد أهداف مدنية، سواء بالإمارات أو السعودية التي أعلنت عن تدمير بالستيات حوثية أطلقت تجاه المنطقة الجنوبية.

فإذا كانت سماء أبوظبي قد أضرمت فيها نيران صهاريج البترول وتصاعدت إليها أعمدة الدخان، فالرد جاء أشد قوة، وتصاعدت النيران في قلب المواقع الحوثية بصنعاء، بعدما كثّف التحالف من وتيرة العمليات العسكرية النوعية التي لا تكسر فقط شوكة المليشيا، لكن لتلقنها درسًا بأنها جرائمها العدائية التي تشكل تهديدًا لأمن المنطقة لن تمر.

 

احتفال الإخوان باستهداف أبوظبي

فيما أدان واستنكر الجميع استهداف الإرهاب من إيران وأذرعها لدولة الإمارات، ظهر انسجام إعلامي تام بين إخوان اليمن ومليشيا الحوثي.

ووصف الصحفي ياسر اليافعي ذلك الانسجام بأنه محاولة للبحث عن إنجاز يهدفون من خلاله رفع معنويات أنصارهم بعد هزائم شبوة وفقدان الأمل في سيطرتهم على مأرب.

وأكد أن فرحة الإخوان والحوثي ستتحول إلى انتكاسات ودموع وبكاء ونحيب، حادث استهداف عابر ومتوقع وتم التعامل معه خلال دقائق.

وفسر السياسي سعيد بكران وجع إيران الأكبر هو انتزاع الأرض بالجنوب من تحت يد الإخوان، مؤكداً أن إيران تعلم جيداً أن ما سقط من يد الإخوان محرم على أدواتها من الحوثي.

وقال السياسي عبدالقادر أبو الليم: "إعلام الإصلاح وإعلاميوهم وكل من هو محسوب عليهم من الآكلين على موائد علي محسن يشاركون إعلام الحوثي ابتهاجاتهم، قلت لكم إن داخل كل إصلاحي حوثي صغير أقذر من الحوثيين أنفسهم".

http://alomana.net/details.php?id=167630