بعودة العولقي.. هل تقلب قبائل شبوة الطاولة على رأس الإخوان والحوثي؟
في أول تصريح له: من له قضية يجب أن يتواجد في الداخل
ما المهمة التي عاد من أجلها؟ وهل يستطيع تجاوز الأسلاك الشائكة؟
كيف استقبل أبناء شبوة عودة سلطان العوالق؟
ما موقف سلطة الإخوان من عودة ابن الوزير؟ وكيف فجّرت عودته الصراع داخل سلطة الإخوان؟
وصل الزعيم القبلي الشيخ عوض الوزير، سلطان العوالق، إلى مسقط الرأس بمديرية نصاب بمحافظة شبوة، بعد غياب لأكثر من ست سنوات خارج اليمن، حيث كان في استقباله جموع غفيرة من أبناء قبائل المحافظة.
وتأتي عودة السلطان ابن الوزير، في وقت تعيش فيه محافظة شبوة وضعا مأساويا على جميع الأصعدة، وأبرزها الخطر الحوثي الذي أسقط مديريات بيحان الثلاث، بتسهيل من سلطة الإخوان في شبوة، التي هي الأخرى تعمل لأجندات حزبية وتعبث بموارد المحافظة، وتمارس أبشع الجرائم بحق أبناء شبوة.
وكان السلطان الوزير قد أطلق دعوة لأبناء شبوة، لعقد لقاء تشاوري، لوضع حد للعبث وإيقاف المشاريع الحزبية التي أوصلت المحافظة إلى وضعها المزري.
وفي أول تصريح للشيخ عوض العولقي بعد عودته إلى شبوة قال إن قرار العودة من خارج اليمن إلى محافظة شبوة، اتخذه انطلاقا من إيمانه بأن خدمة القضايا الوطنية لن تكون إلا من داخل البلد.
وقال الشيخ العولقي، في تسجيل مصور، الجمعة، أمام أبناء القبائل أنه واحد من أبناء شبوة، وسيلتزم بما يتم التوافق عليه كجندي من جنود المحافظة، مضيفا إنه سيدعو كافة أبناء شبوة إلى لقاء موسع، وتشكيل لجنة تمثل أبناء المحافظة من بيحان إلى بلحاف.
وعبر السلطان العولقي عن شكره وتقديره لدول التحالف العربي على جهودها، واستضافتها لمسؤولي الشرعية، مشيرا إلى أنه عاد لخدمة شبوة ولا يمثل أحزاباً أو أشخاصاً.
وقال: "نحن نتكئ على قاعدة قبلية شعبية تاريخية، موجودة من قبل أن تخلق الأحزاب وتقوم الجمهوريات".
السلطان هل يستعيد بيحان؟
وقالت مصادر قبيلة إن السلطان العولقي يعمل على توحيد قبائل شبوة ورص الصفوف لمواجهة تداعيات خيانة تسليم بيحان، والتصدي لمؤامرات جديدة تهدف إلى تسليم المزيد من مناطق المحافظة للمليشيات الحوثية.
ويحظى السلطان العولقي بتأييد كبير في الوسط القبلي في المحافظة، كما أن عودته إلى شبوة تعطي دافعا معنويا للقبائل والمجتمع الشبواني المناهض لسلطة الإخوان في المحافظة التي سخرت جهودها طيلة العامين الماضيين في تفتيت نسيج شبوة الاجتماعي وإعادة الثارات بين القبائل.
ولدى السلطان العولقي علاقة قوية بدول التحالف العربي، وأيضا بالقوى المحلية غير المؤدلجة وأبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومن المتوقع أن تشهد محافظة شبوة تحولات كبيرة، ومنها تحرير مديريات بيحان الثلاث من مليشيات الحوثي.
ويرى الصحفي الجنوبي ناصر المخزم أن السلطان ابن الوزير يحظى بقبول شعبي وقبلي، مؤكدا أن أبناء شبوة يرون فيه المنقذ بعد أن خابت آمالهم في سلطة الإخوان التي أصبحت جزءًا من المؤامرة الحوثية على شبوة بتسليم ثلاث مديريات للحوثي.
وقال المخزم في تصريح خاص لـ"الأمناء" إن "أبناء شبوة يدركون أن عودة ابن الوزير هدفها حشد شعبي وقبلي لتحرير مديريات بيحان الثلاث من مليشيات الحوثي، وإعادة الأمور إلى نصابها بعد أن فشلت سلطة بن عديو ولعكب في حماية المحافظة من تهديد الجماعة الموالية لإيران".
دلالات وارتياح شعبي
كما أكد الصحفي المخزم في حديثه لـ"الأمناء" أن "عودة سلطان العوالق تحمل دلالات كثيرة، خصوصا وأن شبوة تعيش أوضاعا مأساوية على المستويين العسكري الذي أصبح فيه الحوثيون يهددون بالسيطرة الكاملة على المحافظة، بالإضافة إلى المستوى السياسي الذي باتت سلطة الإخوان تسيطر على قرار المحافظة واستغلت سلطتها في التحريض العلني ضد قوات التحالف لإفساح المجال أمام الحوثي خدمة لأجندات تركية قطرية".
بدوره، قال المحلل العسكري العميد خالد النسي إن من عودة الشيخ عوض بن محمد الوزير إلى شبوة سيكون لها فائدة لصالح المحافظة.
وتوقع، في تغريدة له على تويتر، أن تخلق عودة العولقي إلى شبوة التوازن وتساهم في توحيد الصف الشبواني لمواجهة كل التحديات.
وأضاف: "شبوة تحتاج من أبنائها أن يقبلوا بعضهم البعض ويكونوا صفاً واحداً تحت رايتها مهما اختلفت انتماءاتهم وتوجهاتهم السياسية".
انزعاج إخواني من عودة ابن الوزير
وشكلت عودة سلطان العوالق ابن الوزير إلى محافظة شبوة ضربة قوية لسلطة الإخوان، حيث من المتوقع، خلال المرحلة القادمة، تقليص نفوذ حزب الإصلاح الإخواني، المرفوض شعبيا.
وقال المحامي علي ناصر العولقي في تصريح لـ"الامناء": "عودة الشيخ عوض محمد ابن الوزير إلى محافظة شبوة في هذا التوقيت، تشير إلى أن هناك خطوات إيجابية ستشهدها المحافظة في قادم الأيام".
وأكد المحامي العولقي أن الشيخ عوض سلطان قبائل العوالق كافة، ومستشار رئاسي وعضو في مجلس النواب ويحظى بتأثير صاحب نفوذ قبلية، وعلى علاقة جيدة بالرئيس هادي.
واعتبر مراقبون أن انزعاج الإخوان من عودة سلطان العوالق، تأتي لأسباب أبرزها مواقفه الإيجابية والمشرفة من أحداث أغسطس واجتياح الإخوان محافظة شبوة.
كما أصدر السلطان بيانا أكد رفضه للعبث التي تمارسه مليشيا الإخوان في محافظة شبوة، والزج بأبناء شبوة في معارك شقرة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
عودة السلطان تشعل الصراع في سلطة الإخوان
إلى ذلك كشفت مصادر خاصة لصحيفة "الأمناء"، أن عودة سلطان العوالق إلى نصاب تسببت في توسيع الشرخ بين صفوف سلطة بن عدو الإخوانية.
وقال المصدر إن القيادات العسكرية داخل شبوة انقسمت إلى فريقين، نصفها أعلنت تقاربها مع سلطان العوالق والأخرى رفضت وأكدت وقوفها خلف بن عديو ومشروع الإخوان.
وأوضح المصدر أن مدير أمن شبوة العميد عوض الدحبول وقائد محور عتق العتيقي، وقيادات أخرى كانوا في المقدمة لاستقبال السلطان ابن الوزير، وأكدوا وقوفهم إلى جانبه.
وأشار المصدر إلى أن القيادات العسكرية والأمنية وأبرزها الدحبول، كانت على خلافات مع سلطة بن عديو وقوات الإخوان وقد بدأت تلك الخلافات عندما اشتعلت معركة بينه وبين القوات الخاصة، التابعة للإصلاح، قبل أشهر وسط عتق.
ويرى مراقبون أن العميد الدحبول وقائد محور عتق والضباط الآخرين استغلوا وصول ابن الوزير للقفز من سلطة الإخوان في المحافظة.
واستهدف مسلحون مجهولون أمس السبت منزل مدير أمن محافظة شبوة العميد عوض الدحبول.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين أطلقوا النار على منزل الدحبول ظهرا ولاذوا بالفرار.
وكان الدحبول العولقي قد زار سلطان العوالق الشيخ عوض الوزير العولقي بعد وصوله إلى منزله بنصاب يوم الجمعة.