2021-10-19 10:10:58
صحف عربية : لبنان بين خطر الحرب الأهلية والتقسيم

لا تزال الاشتباكات المسلحة في بيروت يوم الخميس الماضي في بيروت، تخيم على رؤوس اللبنانيين الخائفين من العودة إلى الحرب الأهلية، بسبب زعمائهم وطبقتهم السياسية، التي تقدم مصالحها على مصالح اللبنانيين ولبنان.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الثلاثاء، تعرضت رواية حزب الله عن أحداث الطيونة بعد نفي وزير الدفاع موريس سليم لوجود أي كمين مخطط، إلى ضربة موجعة، عصفت بمصداقية الحزب وزعيمه الذي لم يتأخر في تهديد مواطنيه بالويل والثبور.

قتال من أجل المصالح
في صحيفة العرب اللندنية، أوضحت زينة كرم، أن المعارك التي اندلعت لساعات في شوارع بيروت الأسبوع الماضي، أحدث دليل على استعداد أعضاء الطبقة الحاكمة في البلاد للقتال من أجل الإبقاء على الوضع السياسي بأي ثمن. 
ومن جهته المحلل السياسي يوسف دياب: "نتعامل مع معادلة جديدة، إما أن يرحل طارق البيطار وإما ستدمر البلاد، نحن أمام هذه المعادلة الجديدة والخطيرة".

أما مايكل يونغ، كبير المحررين في مركز مالكولم إتش كير كارنيغي للشرق الأوسط في بيروت، فقال: "قد تكون لنجاح حزب الله وأمل في عرقلة تحقيق الميناء، عواقب وخيمة، قد يؤدي التصعيد المفاجئ في أعمال العنف إلى تطورات جديدة في لبنان تؤدي إلى إلغاء الانتخابات، وتُدخل البلاد في فترة أشد قتامة بكثير من تلك التي تمر بها اليوم".

تكذيب رواية حزب الله
أما صحيفة الجريدة الكويتيةـ فقالت إن رواية حزب الله عن أحداث الطيونة الخميس الماضي تعرضت إلى هزة قاصمة، بعد نفى وزير الدفاع قطعياً، وجود أي كمين مخطط له، لاستهداف أنصار حزب الله، حركة أمل.
وقالت الصحيفة: "نسف وزير الدفاع اللبناني، موريس سليم، المحسوب على الرئيس ميشال عون، رواية حزب الله عن حادثة الطيونة، التي سقط خلالها 7 قتلى وعشرات الجرحى، معتبراً أن ما حصل ليس كميناً، بل حادثاً مشؤوماً"، ما أدى بحزب الله إلى الانقلاب على الجيش فوراً، بعد مطالبة نائب من حزب الله، بإقالة قائد الجيش، الذي رفض الانسياق وراء رواية حزب الله، وترويجها.
وقال الوزير سليم، حسب الصحيفة: "أستغرب وجود مطالبات بإقالة قائد جيش مثل العماد جوزيف عون، الذي حفظ البلاد وواجه الإرهاب على الحدود والداخل".

وفي السياق كان لافتاً هجوم نائب عن التيار الحر، الحليف المسيحي لحزب الله، على أمل الشيعية، والكتائب اللبنانية، إذ اتهم النائب أسعد درغام "القوات اللبنانية وحركة أمل بالتنسيق بينهما لتوريط حزب الله في حادثة الطيونة" في موقف مثير جديد.
حرب أهلية مُصغرة
وفي صحيفة الوطن البحرينية، قال فريد أحمد حسن، إن "الحرب الأهلية المصغرة التي اندلعت الخميس الماضي في بيروت وراءها قصة، ملخصها أن حزب الله وصل إلى مرحلة جعلته يرفض ويعاقب كل من يتجرأ ويقول له لا، أو لا يستجيب لطلباته ولا ينفذ أوامره".

وأضاف الكاتب أن الحزب سارع إلى "اتهام حزب آخر، واتهام إسرائيل وأمريكا، وكل من يمكن القول إنه قد يكون وراء إطلاق الرصاص الكثيف في ذلك اليوم، وظل يوزع الاتهامات يمنة ويسرة، فالمهم هو أن يستفيد من الواقعة، والأهم أن يمنع القاضي والعدالة من اتهام تابعين له بالتورط في انفجار الميناء".
وأردف قائلاً: "المتابعون لخطابات حسن نصر الله التي كثرت في الآونة الأخيرة وخصوصاً خطابه الذي سبق واقعة الخميس مباشرة، لابد أنهم لاحظوا لغة التحريض التي استخدمها وصولاً إلى إعلان رفض الحزب استدعاء القاضي البيطار أتباعه، والدعوة إلى الخروج في مظاهرة للضغط لاستبداله، ولابد أنهم ربطوا بين كل هذا، وزيارة عبد اللهيان الأخيرة لبيروت".

مدخل لتقسيم لبنان
من جهته قال نديم قطيش في صحيفة الشرق الأوسط، إن "أحداث اليومين الماضيين تظهر أن لبنان في حاجة إلى تغيير حقيقي وجاد، والمسؤولية تقع على عاتق الزعماء. أي إن التغيير يأتي من الداخل أولاً. والتغيير الجدي وحده ما يعيد العرب إلى لبنان". 
وأضاف، أن لبنان "بلد تحكمه نخبة عاجزة وخاضعة لحزب الله، يستحيل في ظل وجودها التغيير الحقيقي والجاد الآن، وبلد هو المثال المرفوض تعميمه في المنطقة واستنساخ ميليشياه الرئيسية على حدود السعودية مع اليمن، أو حدود السعودية مع العراق".

واعتبر الكاتب، أن لبنان "في ظل نظام حزب الله، يجد نفسه مدفوعاً باتجاه طلب التقسيم، هرباً من سطوة الميليشيا وطلباً لما يمتنع تحقيقه في ظل الميليشيا، من ازدهار، واستقرار، وشروط طبيعية للعيش.
الاشتباكات الأخيرة عند خطوط التماس الأصلية للحرب الأهلية اللبنانية، هي إعلان ناري باتجاه التقسيم.
تعبير حماسي وعصبي عن فرز أولي للمناطق، بين تلك التي يحكمها حزب الله، وتلك التي من غير المسموح له أن يفرض شروطه فيها أياً تكن النتائج. قبل عين الرمانة، عبر الدروز مرتين عن رغبات تقسيمية: أولى ببلدة شويا في حاصبيا، حيث اعتقل الأهالي مجموعة مسلحة من حزب الله في طريق عودتها من مهمة رمي صواريخ باتجاه إسرائيل، وثانية حيث تجمع أهالي إحدى بلدات جبل لبنان وأحرقوا عبوات المازوت الإيراني الذي جاء به حزب الله إلى لبنان لتدبير حل استعراضي لأزمة المحروقات. وبين الدروز والموارنة، شهر السُنة أسلحتهم في وجه حزب الله ببلدة خلدة الساحلية مطلقين النار على جنازة لأحد مسؤولي حزب الله، اغتيل في المنطقة قبل أيام في سياق صراعات ثأرية وعلاقات هيمنة وإخضاع يمارسها محسوبون على الحزب".

وأضاف "هذا هو لبنان في نظر أصدقائه العرب، والدول الراغبة بصدق في مساعدته، والدول القادرة حقاً على الوقوف إلى جانبه للخروج من محنته، إنه بلد تحكمه نخبة عاجزة وخاضعة لحزب الله، يستحيل في ظل وجودها التغيير الحقيقي والجاد الآن، وبلد هو المثال المرفوض تعميمه في المنطقة واستنساخ ميليشياه الرئيسية على حدود السعودية مع اليمن أو حدود السعودية مع العراق".

وتابع "فما دام التغيير الحقيقي ممنوعاً، وما دام لبنان مصدراً لميليشيا تشبه ميليشيا (حزب الله)، فستتعزز النزعة الانفصالية العربية عنه وعن مشكلاته، لا تغيير حقيقياً في لبنان لا يبدأ من فكفكة نظام حزب الله، وهو ما تتولاه الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بأثمان باهظة على اللبنانيين، فالحزب لا يؤسس لدويلته فحسب؛ بل ينقل عدوى المذهبة إلى الطوائف الأخرى، على نحو متحور وأشد خطورة".

http://alomana.net/details.php?id=160017