2021-09-23 15:22:03
"الأمناء" تنشر خفايا وأسرار تسليم بيحان وعين وعسيلان للحوثيين دون قتال..

ما خيارات الانتقالي؟ وهل سيتخذ التحالف موقفا واضحا؟

تفاصيل مخطط تطويق الجنوب..

جبهات الضالع والصبيحة تتصدى لزحف الحوثي وتتقدم

مصادر: مفاوضات تسليم بيحان تمت مع لعكب ومشايخ الإخوان

ما موقف المحافظ الإخواني بن عديو؟

خيانات "الإخوان" تُعبِّد طريق الحوثيين إلى الجنوب مجددًا

هكذا تتكشف خفايا التحالف بين الإخوان والحوثي

الأمناء/ غــــازي العلـــــــــــوي:

لم تكن التطورات التراجيدية التي شهدتها وما تزال تشهدها محافظة شبوة بالشيء الجديد والمفاجئ بالنسبة لأبناء الجنوب اللذين سبق وحذروا من التخادم الحوثي الإخواني والمخاطر الناجمة عن الصمت المخيف لدول التحالف العربي وللمجتمع الدولي تجاه تحالف مليشيات الحوثي مع مليشيات الإخوان المسلمين المنضوية قياداتها ضمن قيادة الشرعية اليمنية.

يرى مراقبون ومتابعون لهذه التطورات في تصريحات لـ"الأمناء" بأن موقف التحالف العربي حتى اللحظة لم يكن واضحا، مؤكدين بأن صمته على تقدم مليشيات الحوثي واقتراب فرض سيطرتها الكاملة على المناطق النفطية مؤشر خطير لن يدفع ثمنه أبناء الجنوب فحسب بل دول التحالف والمنطقة برمتها .

وقالوا إن على دول التحالف تعزيز التنسيق مع الحليف الأقوى والمؤتمن، وهو المجلس الانتقالي الجنوبي، لكسر شوكة تلك المليشيات، مشيرين بأن المجلس الانتقالي وخلفه شعب الجنوب وقواته المسلحة لن تصمت أمام سقوط أي محافظة جنوبية بيد الحوثيين.

 

الإصلاح يقاتل لإخراج التحالف من "بلحاف"

في الوقت الذي كانت مليشيا الحوثي، تسقط فيه أولى مناطق محافظة شبوة كانت الفصائل المسلحة الموالية لحزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، منهمكة في تصعيد ميداني كبير ضد القوات المحلية المسنودة بالتحالف في بلحاف.

غير أن تحقيق الحوثيين فعل السيطرة على ثلاث مديريات في المحافظة الغنية بالنفط والغاز، دون قتال، حمل دليلا إضافيا على التخادم الحوثي الإخواني في شبوة، المفتوح على إملاءات قطر وتركيا، والذي بلغ مديات عليا في الآونة الأخيرة.

وفي وقت سابق، الثلاثاء، سيطرت مليشيا الحوثي، على مديريات بيحان شبوة "عين وعسيلان والعليا"، بالتزامن مع استيلائها على مديريتين في محافظة مأرب المحاذية، دون قتال، حيث انسحبت قوات "الإخوان" المحسوبة على الحكومة اليمنية الشرعية، من تلك المناطق قبل وصول مقاتلي الحوثي.

وتكشف التطورات الأخيرة، في بيحان، مع سيطرة الحوثيين على ثلاث مديريات، الدافع الفعلي للتصعيد الإخواني المستمر ضد التحالف، والذي لا يخرج عن سياق رغبة الجماعة في اختلاق ذريعة لتغطية ما يبدو توجها لتسليم أجزاء من المحافظة للحوثي.

ومقابل هذا التواطؤ الإخواني، لجهة تمكين الحوثي من السيطرة على مناطق جديدة، كثفت مليشيا الإخوان النشاط المعادي لقوات التحالف في منطقة "العلم"، إذ تعرضت لاعتداءات متكررة بقذائف الهاون وقطع الإمدادات الغذائية والتموين، في محاولة لإخراج تلك القوات والوصول إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي والسيطرة على السواحل المفتوحة على بحر العرب، التي قد تستخدم كبوابة للتدخل التركي واستقبال الدعم العسكري.

ولئن كانت سلطة "الإخوان" على شبوة بزعامة المحافظ محمد صالح بن عديو تخوض معركة التنظيم، ضد قوات التحالف في بلحاف، تحت ذريعة منع إعادة تشغيل المنشأة الغازية، فإن هذه المهمة من اختصاص شركة فرنسية وشركات أجنبية أخرى بموجب اتفاقيات رسمية موقعة مع الحكومة اليمنية.

وغادرت الشركات المخولة بتشغيل بلحاف، اليمن مع بداية الحرب المستمرة، منذ 2015، بينما تؤمن قوات من النخبة الشبوانية، بمعية قوة إماراتية ضمن التحالف العربي، المنشأة، منذ 2016 عندما كانت معظم محافظة شبوة تحت سيطرة تنظيم القاعدة.

ويهدف الإخوان من التحركات العدائية الأخيرة حول "بلحاف"، وأيضا من الحملة الإعلامية، ضد قوات التحالف، إلى إخراج القوات المتبقية من النخبة في شبوة، وعرقلة عمل التحالف العربي في مكافحة تنظيمي القاعدة وداعش.

كما أن حزب الإصلاح يحاول استكمال سيطرته على موارد الثروة ومنشآتها في كل من مأرب وشبوة بشكل كامل، رغم أن سلطات الإخوان على المحافظتين ترفض منذ سنوات توريد عائدات الدولة إلى البنك المركزي اليمني في العاصمة عدن.

 

الإخوان يسلمون بيحان وعسيلان للحوثي دون أي مقاومة

بتواطؤ إخواني خبيث، سلمت مليشيات الشرعية الإخوانية، ثالث مديرية لمليشيا الحوثي الإرهابية، بعد مديريتي العليا بيحان وعين.

وكشفت مصادر محلية عن تخلي الشرعية الإخوانية عن مديرية عسيلان  لمليشيا الحوثي الإجرامية، بعد أيام من التنكيل الإخواني بمواطنيها بالسلاح الثقيل.

وكشفت مصادر طلعة عن إبرام محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد بن عديو، اتفاقًا مع مليشيا الحوثي الإرهابية – عبر وسطاء – على تسليم مناطق واسعة في المحافظة.

والتحق مسلحو مليشيات الشرعية الإخوانية، بصفوف عناصر مليشيا الحوثي، عقب الاتفاق بين الطرفين على تسليم مناطق المحافظة.

وندد مغردون جنوبيون بتواطؤ الشرعية الإخوانية مع مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، على تسليم شبوة إلى الأخيرة، في هاشتاج "الإخوان يسلمون بيحان للحوثي"، كاشفين عن خيانة المليشيا الإخوانية.

 

الشرعية تخون شهداء التحرير

ورصد المغردون تخلي المليشيا الإخوانية عن مواقعها وتسليمها بعتادها إلى الحوثيين الإرهابيين، لتنفيذ مخطط تقاسم الثروة والنفوذ بينهما، مستنكرين التخلي عن تضحيات أبناء الجنوب في تحرير المحافظة من المليشيات الحوثية.

وأشاروا إلى وحدة أهداف المليشيا الإخوانية والحوثية في الجنوب، عبر إبقاء الجنوب تحت سيطرة صنعاء، بغض النظر عن هوية السلطة، لاستنزاف ثروات الجنوبيين، واستغلال أراضيهم وخيراتها.

ونوهوا بأهمية مديرية بيحان لدى مليشيا الحوثي الإرهابية، لموقعها الاستراتيجي بين محافظات مأرب وشبوة والبيضاء، مطالبين بسرعة استردادها وحماية مناطق الجنوب الواقعة تحت سيطرة الشرعية الإخوانية من خيانات مليشياتها.

 

خيانات "الإخوان" تُعبِّد طريق الحوثيين إلى الجنوب مجدداً

 قال جنوبيون بأنهم لم يستغربوا من تسليم مليشيات حزب الإصلاح، الفرع المحلي لتنظيم الإخوان، مناطق شبوة لمليشيات الحوثي الإرهابية، فقد سلموا قبلها صنعاء وكل المحافظات ثم أعادوا الكرة بتسليمهم نهم وحجة والبيضاء وأجزاء واسعة من مأرب.

وعبر هاشتاج (‏#الإخوان يسلمون بيحان_للحوثي)، قال الناطق الرسمي للقوات الجنوبية المسلحة، محمد النقيب: "حذرنا منذ وقت مبكر من أن تسليم شبوة للإخوان ستكون نتائجه عودة التنظيمات الإرهابية والحوثي‏، وكانت شواهد خطورة ما حذرنا منه تتجلى بسلوك مليشيات الإخوان، سواء في تخليها عن مواجهة الحوثي أو في حملاتها العسكرية التي حاولت من خلالها كسر روح المقاومة".

‏وأكد الصحفي صلاح بن لغبر، في هذه المرة لن يكون الأمر مجرد تسليم، فاتفاق خلية (فليتة) نص على توحيد السلاح الحوثي والإخواني لإسقاط الجنوب واحتلاله.

وغرد القيادي الجنوبي أحمد بن فريد: "تمعن..

‏في 2015م الحوثي يسيطر على شبوة.

‏في نهاية 2015م المقاومة الجنوبية تحرر شبوة.

‏في 2019م الإخوان يسيطرون على شبوة.

‏في 2021م ‫(الإخوان يسلمون بيحان للحوثي).

الاستنتاج:

‏الحوثي والإخوان هدفهم واحد، وهو بقاء الجنوب تحت هيمنة صنعاء أيا كان من يحكمها".

‏وأكد بن فريد بأن الحقيقة أن الجنوب لن يخضع لصنعاء مطلقاً.

ودعا الصحفي زيد الجمل الجميع لأن يكونوا على أهبة الاستعداد، للدفاع عن الأرض والعرض والدين والهوية قائلاً: "هكذا خاطب الرئيس القائد عيدروس الزبيدي أبناء الجنوب. ليعلموا أن الأرض جنوبية وستُطهر من رجس الحوثي والإخوان وساعة الصفر اقتربت".

 

الألوية التي سلمها الأحمر للحوثي في بيحان

وفنّد عضو الجمعية العمومية الجنوبية، وضاح بن عطية، الألوية التي سلمها الإخواني علي محسن للحوثي بمحور بيحان، هي‏ خمسة ألوية: لواء 26 ميكا ، لواء 19 ، لواء 153 مشاة، قتل قائده العميد العقيلي بشقرة قبل أكثر من عام ،  لواء 163 مشاة ، لواء 173 مشاة.

بالإضافة إلى خمس كتائب متفرقة تتبع المحور". 

وتداول سياسيون وناشطون صورا لدخول مليشيات الحوثي دون طلقة رصاص، بعد أن تركت مليشيات الإصلاح التابعة للشرعية أماكنها، مشيرين بأنه يجب القضاء على كلتا المليشيات التي تتبادل الأدوار فيما بينها.

وأكد جنوبيون بوجوب توحيد الصفوف خلف القائد الزُبيدي والبدء بتطهير الجنوب من الغزاة الحوثة والإخوان.

 

مفاوضات تسليم بيحان تمت مع لعكب ومشايخ الإخوان

أفادت مصادر خاصة لصحيفة "الأمناء" بأن مفاوضات تمت قبل أسبوعين بين قيادات حوثية ووكيل الأمن الوقائي للحوثيين "صالح العولقي" ولعكب قائد القوات الخاصة ومشايخ من الإخوان في بيحان.

وأوضحت المصادر بأن المفاوضات كانت تتمحور حول تسليم بيحان وعدم دخول الحوثيين عسيلان النفطية.

وعلى إثر ذلك قام لعكب الأسبوع الماضي بنقل المساجين من بيحان إلى عتق دون علم وكيل النيابة الذي أخلى مسؤوليته عن ما حصل من نقل المساجين من خلال منشور على صفحته الشخصية فيسبوك .

وأكدت المصادر لصحيفة "الأمناء" بأن محافظ شبوة "بن عديو" على علم بالمفاوضات التي تمت، وكتأكيد على الاتفاق قام المحافظ بإرسال قوة عسكرية إلى عسيلان بناء على الاتفاق المبرم بين لعكب والحوثيين ومشايخ الإخوان ، ولذلك تم تسليم منطقة بيحان لمليشيات الحوثي دون أي قتال.

 

الانتقالي: التحركات على الأرض تفضح التخادم الحوثي الإخواني

حذرت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، من مؤامرة تستهدف محافظة شبوة وأبنائها، مؤكدة أن التحركات على الأرض تفضح التخادم بين مليشيا الشرعية الإخوانية ومليشيا الحوثي المدعومة من إيران.

وأشارت إلى الصلات الوثيقة بين الطرفين وتآمرهما على المحافظة، مشددة على أن شبوة العصية لن تُهزم.

ونبهت خلال الاجتماع الذي ترأسه الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس، إلى أن غياب حق شعب الجنوب في دولته المستقلة عن يقين المجتمع الدولي، يدفع الموقف إلى شفير الهاوية، ويعقد الأزمة.

 

العسكريون الجنوبيون يحذر من محاولة غزو الجنوب

حذر الاجتماع الدوري للقادة العسكريين والأمنيين برئاسة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، من تمادي مليشيا الحوثي وقوى الإرهاب والتطرف، بمحاولات غزو الجنوب.

وشدد على أن أحلام احتلال أرض الجنوب ستتحطم أمام صلابة أبطال القوات المسلحة الجنوبية، داعيًا القوات بكافة تشكيلاتها إلى رفع الجاهزية القتالية، وحالة الاستنفار، للدفاع عن الأرض.

وشدد على الاستعداد للمهام القتالية لمواجهة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وردع أي تهديدات أو مخاطر، مؤكدا أنه لا تفريط بشبر من أرض الجنوب.

ووصف تسليم مليشيا الشرعية الإخوانية مناطق واسعة في محافظة شبوة لمليشيا الحوثي الإرهابية، بأنه تخادم جلي، وواضح بين تلك المليشيات.

 

التكالب الحوثي الإخواني على شبوة يفرض حتمية عودة النخبة

أثار التمدّد الحوثي في محافظة شبوة، بتنسيق واضح للعيان مع مليشيا الشرعية الإخوانية، مطالب جنوبية متصاعدة، بضرورة عودة النخبة الشبوانية إلى المحافظة، التي تكبّدت عناء التآمر الإخواني.

فلم تكد مليشيا الحوثي تسيطر على مركز الصومعة بعد انسحاب إخواني، حتى تبين أنّ المخطط أكبر من ذلك بكثير، وأن ما حدث في محافظة البيضاء لم يكن إلا خطوة أولى أمام تماهي التقارب بين الحوثيين والشرعية وتشكيلهم تحالفًا ضد الجنوب.

لم تكتفِي مليشيا الشرعية بالانسحاب من المواقع العسكرية وتركها أمام الحوثيين، لكن الكثير من العناصر الإخوانية انضمت للقتال إلى صفوف المليشيات المدعومة من إيران، وقد حدث ذلك تحديدًا في يريتي بيحان العلياء وعين بمحافظة شبوة.

جاء ذلك بعد عقد كل من المليشيات الحوثية والإخوانية اتفاقًا، تقوم بموجبه مليشيا الشرعية بالانسحاب من المواقع المنتشرة فيها ومنح سيطرتها للمليشيات الحوثية هناك، ضمن توافق بين الجانبين لتشكيل تحالف ضد الجنوب.

ويحلم حزب الإصلاح الإخواني، بإيجاد نفوذ للمليشيات الحوثية في الجنوب، وهو مخطط يهدف وفق محللين، ينطبق عليه وصف الأرض المحروقة، إذ تحاول الشرعية بث الفوضى وتغييب الأمن في كافة أرجاء الجنوب، بما يمنح هذه الفصائل الإرهابية نفوذًا على الأرض.

استماتة الإخوان تجلّت واضحة في السياسات التي يتبعها المحافظ المدعو محمد صالح بن عديو، الذي يشرف بنفسه على عمليات التنسيق العسكري على الأرض مع الحوثيين، كما أنه وجّه عناصر المليشيات الإخوانية باستخدام القوة الباطشة ضد الجنوبيين.

كما أنّ إقدام مليشيا الإخوان على تسليم مناطق بيحان عين عسيلان للمليشيات الحوثية، يرتبط في أحد جوانبه إلى الوصول إلى منابع النفط ومحاولة فرض سيطرة كاملة عليها، وبالتالي يكتمل المخطط ضد الجنوب سواء عبر احتلال الأرض أو السطو على الموارد.

 

هذه الأوضاع الملتهبة على الأرض، وإزاء خوفهم على قضيتهم وأمنهم مواردهم أكثر من أي وقت مضى، فقد صعّد الجنوبيون من مطالبهم بضرورة النخبة الشبوانية إلى المحافظة وسحب المليشيات الإخوانية، التي يمثّل وجودها مخالفة واضحة وصريحة للشق العسكري لبنود اتفاق الرياض.

المناداة بعودة النخبة الشبوانية تزايدت بعدما أثبتت مليشيا الشرعية الإخوانية أن وجودها في شبوة ما هو إلا وسيلة لقمع الجنوبيين ونهب ثرواتهم ومواردهم، وصولًا إلى المرحلة الأخطر في المخطط وهي التنسيق مع الحوثيين على الأرض.

ويثق عموم الجنوبيين، ومواطنو شبوة على وجه التحديد، أن قوات النخبة لديها قدرة على حماية المحافظة مما يُخطط لها، لا سيّما أنّها صاحبة الفضل في تطهير شبوة في سنوات ماضية من براثن الإرهاب بما في ذلك المليشيات الحوثية نفسها، فضلًا عن جهودها في استئصال وجود تنظيم القاعدة، قبل أن تعيده الشرعية إلى هناك.

 

تفاصيل مخطط تطويق الجنوب

تكشف كل التطورات العسكرية القائمة عل الأرض، حجم المساعي الإخوانية والحوثية لتطويق الجنوب عبر أكثر من جبهة، في محاولة للإجهاز عليه.

ففي توقيت متزامن، استعرت الأوضاع في محافظتي الضالع وشبوة، بالتزامن مع انسحابات متواصلة من المواقع من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، على نحو مكَّن المليشيات الحوثية الإرهابية من التمدّد على الأرض.

في جبهة مريس، أفشلت القوات المسلحة الجنوبية والمشتركة المرابطة في محور مريس، محاولة تسلل للمليشيات الحوثية أعقبها محاولة هجومية أخرى باتجاه مواقع القوات في وينان وحصن شداد والقائم والزيلة والقهرة.

وقال الناطق باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب إن عددًا كبيرًا من عناصر العدو الحوثية المتسللة لقيت مصرعها في مواجهات مباشرة.

ميدانيًّا أيضًا، اندلعت اشتباكات متقطعة في جبهة كرش بين القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الحوثي الإرهابية على امتداد قطاعات الجبهة، فيما تعاملت القوات المسلحة مع مصادر نيران العدو وتحركاته بقوة وحزم.

وفيما حاول الحوثيون إشعال المواجهات وتصعيدها في محافظة الضالع، فقد كان المشهد مشابهًا في محافظة شبوة، إذ تواصل المليشيات المدعومة من إيران عدوانها المسلح بتنسيق كبير مع مليشيا الشرعية الإخوانية.

يوم أمس، انسحبت عناصر مليشيا الشرعية الإخوانية من مناطق في بيحان، لصالح المليشيات الحوثية، في مشهد فسّره محللون بأنه تبادل أدوار وصفقات سرية تجري بين الجانبين.

اللافت أنه في الوقت الذي يبذل فيه رجال المقاومة الجنوبية جهودًا بطولية في مواجهة المليشيات الحوثية، فقد رُصدت محاولات إخوانية للسطو على هذه الانتصارات، وقد تجلّى ذلك واضحًا في معلومات تروّجها وسائل إعلام موالية للإخوان، أو محللين ينتمون للتنظيم فكرًا أو مقابل أموال، بأنّ الشرعية تحقّق تقدمًا في مواجهة المليشيات.

ولعلّ ما تروجه كتائب الإخوان في هذا الإطار، يرد عليه الجنوبيون بعديد الوقائع على مدار الفترات الماضية، التي أظهرت حجم التآمر الإخواني لصالح الحوثيين، والتنسيق المشترك بين الجانبين.

من كل هذه التطورات، يُستدل على حقيقة واحدة وهي أنّ الشرعية تحاول بالتنسيق مع الحوثيين، تطويق الجنوب عبر أكثر من جبهة، تشهد جميعها تصعيدًا عسكريًّا متواصلًا، على نحو تنطلي عليه مخاوف ضخمة على أمن الجنوب واستقراره.

هناك الكثير من الأسباب التي تدفع الشرعية للتعاون مع الحوثيين في هذا الإطار، فمن جانب يسعى الطرفان إلى الإجهاز على القضية الجنوبية ومن ثم عرقلة تحركات الجنوب، شعبًا وقيادة نحو استعادة دولته.

 

يرتبط هذا المسعى الإخواني بشكل واضح، بأن الشرعية تحاول النيل من القضية الجنوبية أولًا، ومن ثم يسهل التوافق مع الحوثيين على أرضية مشتركة، تضمن للمليشيات المدعومة من إيران السيطرة شمالًا، بينما يكون الجنوب رهن احتلال الشرعية الإخوانية.

إلى جانب ذلك، فإنّ خطة تطويق الجنوب لا تخلو من مساعٍ مادية أو مالية، فالثروات التي يزخر بها لا سيّما الثروة النفطية يضعها كل ن الشرعية والحوثيين على رأس الأولويات في محاولة للسطو عليها، ضمن مؤامرة أوسع نطاقًا لتشمل العمل على إذلال الجنوب وإفقار مواطنيه.

 

لماذا اختفى المحافظ الإخواني بن عديو؟

على الرغم أن محافظ شبوة كان يسارع لعقد اجتماع باللجنة الأمنية قبل أي تظاهرة تشهدها المحافظة ويقر منع إقامتها ويعد لقمعها عسكريا وامنيا، الا أنه ومع تقدم مليشيات الحوثي الموالية لإيران، تجاه مديريات في شبوة، واحتلال بعض المناطق في مديريات بيحان، لم يظهر أو يعقد أي اجتماع باللجنة الأمنية.

سياسيون اعتبروا - في تعليقات لهم - هذا الغياب للمحافظ محمد صالح بن عديو الموالي وسلطته لتنظيم حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، يدينه بالتواطؤ مع مليشيات الحوثي، ولا يوجد تفسير لهذا الغياب غير أن ما يحدث نتاج صفقة عقدها المحافظ مع الحوثي.

وفي هذا الصدد قال المحلل السياسي سعيد بكران: "عدم ظهور المحافظ بن عديو وخروجه للناس في شبوة ومواجهة الموقف ودعوة ابناء شبوة للنفير.. يعني ان كل مايحدث بتنسيق معه وترتيب ضمن صفقه تبقي عليه محافظاً لشبوة وتبقي قوات لعكب ايضاً ومجاميع القمع الاخوانية".

وأردف : "لا يوجد تفسير لهذا الاختفاء غير أن هذا المحافظ قد عقد صفقة قذرة مع الحوثيين برعاية سلطنة عمان لتغيير قواعد اللعبة باتجاه الخصوم".

من جانبه قال الصحفي والمحلل السياسي ياسر اليافعي : "خرجت تظاهرات سلمية في عدد من أرياف شبوة وأرسل المحافظ بن عديو قوة ضاربة لقمع هذه التظاهرات التي تدافع عن شبوة ومستقبلها، فقصف القرى والمطارح وأحرق المزارع بهدف كسر إرادة أبناء شبوة".

وأضاف: "واليوم بن عديو وقواته يفسحون الطريق للحوثي لإعادة اجتياح شبوة".

 

http://alomana.net/details.php?id=158146