2021-09-15 23:55:20
الخارجية الأميركية: الحوثيون وصلوا إلى طريق مسدود

بعثت واشنطن أقوى رسالة لحد الآن إلى المتمردين الحوثين في اليمن، تحثهم على وقف الهجوم على مدينة مأرب الاستراتيجية والدخول في مفاوضات السلام.

واستبعد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ -مع استمرار القتال في مأرب- انتصار الحوثيين، مؤكدا أنهم وصلوا إلى طريق مسدود.

وبدت رسالة ليندركينغ -الذي سبق أن التقى ممثل الحوثيين محمد عبدالسلام في العاصمة العمانية مسقط- الأشد إلى حد الآن في الوقت الذي تتهم فيه الحكومة اليمنية والسعودية الولايات المتحدة بالتراخي في مواقفها مع استمرار تعنت الحوثيين ورفضهم عملية السلام.

ويشن الحوثيون هجمات متواصلة على مدينة مأرب الغنية بالنفط للاستيلاء عليها واستخدامها كورقة ضغط في أيّ مفاوضات سلام مع الحكومة اليمنية.

وطالب المبعوث الأميركي إلى اليمن في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بإيقاف الصراع المستمر في اليمن، بالتزامن مع تمويل العمليات الإنسانية وإيقاف الانهيار الاقتصادي.

وقال إن "تواصل القتال يؤدي إلى زيادة الأوضاع الإنسانية سوءا"، داعيا جميع الأطراف إلى وقف القتال -ولاسيما الهجوم في مأرب الذي عدّه "أفظع مثال على سوء الأوضاع في الوقت الحالي"- والسماح للشرايين الاقتصادية في البلاد بالانفتاح.

واعتبر أن إيقاف الهجوم على مأرب سيمنح اليمنيين أملاً في نجاح الجهد الدولي لتحريك عملية السلام.

وتأتي تصريحات المبعوث الأميركي بالتزامن مع زيارته إلى العاصمة السعودية الرياض، ومع وصول المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ والمنسّق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن ديفيد غريسلي.

ويأمل أن يكون هذا التواجد الدولي فرصة لإجراء مفاوضات تسرّع عملية السلام التي يرفضها الحوثيون قبل تحقيق مطالبهم بفتح مطار صنعاء وإيقاف هجمات التحالف العربي الجوية والسماح بتشغيل ميناء الحديدة.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن ليندركينغ يتواجد في المملكة العربية السعودية وسيلتقي كبار المسؤولين اليمنيين والسعوديين لبحث عملية السلام في اليمن.

وأضاف بيان صادر عن مكتب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية أن ليندركينع سيسافر أيضاً إلى عُمان للقاء كبار المسؤولين العمانيين، كما سيلتقي ممثل الحوثيين محمد عبدالسلام المقيم في مسقط.

وستتركّز جهود ليندركينغ على دفع عملية شاملة للسلام بقيادة الأمم المتحدة وتقديم الإغاثة الفورية للشعب اليمني.

وسيواصل المبعوث الأميركي وفقاً للبيان الضغط على كافة الأطراف من أجل السماح بالوصول المنتظم والحرّ للسلع الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى اليمن وجميع أنحاء البلاد.

ووصل المبعوث الأممي هانز غروندبرغ إلى الرياض الأربعاء، في أولى جولاته في المنطقة بعد تعيينه في الخامس من سبتمبر الحالي.

وينتظر أن يلتقي غروندبرغ في زيارته الحالية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إلى جانب مسؤولين سعوديين وخليجيين وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي لدى اليمن.

وأعاد الحراك الدبلوماسي الدولي الملف اليمني إلى طاولة التفاوض في رسالة أمل إلى اليمنيين الذين يعيشون أوضاعا متردية.

وزاد من ذلك تأكيد وزير الخارجية العماني بدر بن حمود البوسعيدي هذا الأسبوع بقوله “نحن قاب قوسين من دفع العملية السياسية اليمنية”.

وأعلنت وزارة الخارجية العمانية عن اقتراب استئناف المحادثات السياسية بين الأطراف اليمنية، مشيرة إلى أنها تساعد اليمن على الوصول إلى الاستقرار في الوقت الذي يواصل فيه المتمردون الحوثيون هجماتهم على مدينة مأرب الاستراتيجية للسيطرة عليها كورقة ضغط في أي مفاوضات سلام مع الحكومة اليمنية.

وقال البوسعيدي في تصريحات تلفزيونية إن سلطنة عمان تسعى لتقريب وجهات النظر في الأزمة اليمنية، مؤكدا أن دور بلاده في الأزمة هو المساعدة، وأن الحوثيين لم يرفضوا الجهود العمانية.

وعبّر عن قناعته القوية بوقف الحرب اليمنية ودفع المسار السياسي، معتبرا أن من واجب بلاده مساعدة اليمن على الاستقرار.

إلا أن منسوب التفاؤل الدبلوماسي يقابله تعبير أوساط سياسية يمنية ومحللين مهتمين بالوضع اليمني عن استبعاد حلحلة الملف دون الضغط الأميركي والدولي على الحوثيين.

وتسيطر حالة من الضبابية على الملف اليمني في أعقاب فشل الجهود الأممية والدولية في تمرير خطة لوقف إطلاق النار.

ويجمع مراقبون على أن الوقت لا يزال مبكرا أمام أي تسوية سياسية، في الوقت الذي تتفاعل فيه حمى الصراعات على الأرض ويسعى كل طرف لتعزيز وجوده، بينما يجري التباحث في كواليس الدبلوماسية الإقليمية والدولية حول كيفية إيجاد صيغة جديدة تلبي احتياجات كل الفاعلين في الملف اليمني، بما في ذلك إيران والسعودية وسلطنة عمان التي تتعاطى مع مخاوف واحتياجات أمنها القومي وحدودها الجيوسياسية.

في غضون ذلك رفضت الصين والمجموعة العربية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الثلاثاء تقرير فريق الخبراء الدوليين البارزين بشأن اليمن، الذي أيدته المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة، مشددتيْن على ضرورة إنهاء حالة الإفلات من العقاب.

ودب الخلاف في جلسة مناقشة للمجلس عقدت الثلاثاء، استُعرض خلالها تقرير فريق الخبراء البارزين بشأن اليمن بنسخته الرابعة والمعنون بـ”أمة منسية: نداء للبشرية لإنهاء معاناة اليمن”.

وأكد رئيس فريق الخبراء البارزين كمال الجندوبي أن جميع الأطراف في اليمن تواصل إظهار عدم الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مشيرا إلى أن جميع الأطراف ارتكبت انتهاكات جسيمة في اليمن ترقى معظمها إلى “جرائم حرب”.

وجددت الحكومة اليمنية على لسان سفيرها بجنيف علي مجور رفضها "جملة وتفصيلا" لتقرير فريق الخبراء الأخير، كما رفضت أي ولاية للفريق والتجديد له لعامين آخرين.

وأيدت الصين موقف الحكومة اليمنية الرافض للتدخل الأممي، مؤكدة عبر سفيرها في جنيف رفضها تقرير فريق الخبراء البارزين بشأن اليمن.

في المقابل أيدت المجموعة الأوروبية في مجلس حقوق الإنسان والولايات المتحدة ودول أخرى التقرير، مؤكدة على أن استمرار أطراف الصراع في انتهاك حقوق الإنسان في اليمن “غير مقبول”، ومشددة على ضرورة استمرار فريق الخبراء في مهمته، والعمل على مساءلة ومحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في اليمن.

وعلى عكس مواقفها السابقة أظهرت بريطانيا “غموضاً غير مفهوم إزاء الانتهاكات في اليمن”، بامتناعها عن تأييد أو رفض تقرير فريق الخبراء البارزين.

ومن المتوقع أن يصوت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مجددا على تمديد ولاية فريق الخبراء لفترة خامسة في نهاية شهر سبتمبر الحالي، أو في الخامس من أكتوبر القادم.

وتضمّنت ولاية فريق الخبراء تكليفه ‏باستقصاء جميع الانتهاكات والتجاوزات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان وللمجالات الأخرى المناسبة والقابلة للتطبيق من القانون الدولي التي ارتكبتها جميع الأطراف في النزاع منذ سبتمبر 2014، ‏بما في ذلك الانتهاكات الجنسية المحتملة.

http://alomana.net/details.php?id=157483