2021-09-07 19:26:09
من رئيس الحكومة الفعلي؟ وكيف استطاع أن يخدع الجميع؟ ولماذا يرفض العودة إلى عدن؟

اعتقد الجميع أن قرار تعيين معين عبدالملك رئيسا للوزراء خلفًا للفاسد والمحال للتحقيق أحمد عبيد بن دغر، سوف يغير من الأوضاع في البلاد نحو الأفضل، غير أن هذا القرار اتضح لاحقا بأنه كارثي ويضاف إلى قرارات هادي الكارثية.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أقال أحمد عبيد بن دغر وأحاله للتحقيق بسبب تهم فساد عام 2018م، وعين عبدالملك خلفا له.

 

خلف أسوأ من سلف

لم يكن معين عبدالملك أفضل من بن دغر، حيث تشهد المحافظات المحررة وضعاً أسوأ من فترة سابقة، ففي عهده انقطعت المرتبات وتعطلت الخدمات وانهار الاقتصاد والعملة وتجاوز سعر الدولار الواحد ألف ريال.

ترك معين عبدالملك، العاصمة عدن والمحافظات المحررة وهرب إلى الرياض دون أسباب، لتشهد المناطق أوضاعا مأساوية، رغم أن اتفاق الرياض ينص على وجوده في عدن لتوفير الخدمات الأساسية.

مارس معين عبدالملك الفساد والنهب من موارد الدولة وكوّن له تجارة في عدد من الدول الخارجية، حيث يملك مؤسسات خاصة في بعض الدول المجاورة، وكل ذلك من غسيل الأموال من قبل حكومته التي أصبحت مسخرة أمام المجتمع الدولي.

تحكم بموارد المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة الانتقالي والتي تورد هي الوحيدة إلى البنك المركزي بعدن، وصرف الملايين لمحور تعز الإخواني الذي لا يعترف بالشرعية، كما صرف ملايين نثريات للمسؤولين المحسوبين على الإخوان، فيما قطع المرتبات على الموظفين الجنوبيين لأشهر متتالية.

معين عبدالملك هو المطب الكبير، الذي  راهن الجميع على نجاحه وكشفت لهم خلال الثلاث السنوات أنه مجرد أداة يتحكم بها قيادات الشرعية لضرب الجنوب.

واتخذ معين عبدالملك مؤخرا موقفا عدائيا ضد أبناء عدن والجنوب، حيث كشفت مصادر لـ"الأمناء" عن رفضه لشراء وقود لكهرباء عدن بعد تأخر عودة المنحة السعودية إلى عدن.

وأوضحت المصادر بأنه على الرغم من تواصل المحافظ أحمد حامد لملس معه بهذا الخصوص إلا أن د. معين عبدالملك اتخذ موقفا عدائيا من عدن وكهرباء عدن دون معرفة الأسباب.

كما أكدت المصادر عن ارتباطه بتأخير وقود المنحة السعودية للكهرباء في العاصمة عدن.

 

من رئيس الحكومة الفعلي؟

وتستخدم القوى الفاعلة في الشرعية من  معين عبدالملك وحكومته أداة لتنفيذ مخططاتها ونهب موارد الدولة، مستغلين شخصيته الضعيفة لتمرير مشاريعهم العدائية.

ويسيطر الإخوان - وعلى رأسهم علي محسن الأحمر، وعبدالله العليمي - على قرارات معين عبدالملك، الذي لم يعد يمتلك أي صلاحيات غير بعض الأمور الشكلية فقط، كما لا يمتلك أي أدوات ضغط أو حتى شخصية قوية ليرفض ما يطلب منه.

كما أن اللحنة الخاصة السعودية المسؤولة عن الملف اليمني والمقربة من شرعية الإخوان هي التي جاءت به لمنصب رئيس الحكومة لإدراكها بضعفه،  لتسهيل مخططات الإخوان ضد الانتقالي الجنوبي.

وقالت مصادر لـ"الأمناء" إن الأموال التي صرفها بن عديو في شبوة وتلك التي صرفها الإخوان في المهرة لتمويل احتجاجات ضد الانتقالي والتحالف صرفها معين عبدالملك من المنحة المقدمة من بنك النقد الدولي لدعم الريال والاقتصاد.

 

كيف استطاع معين عبدالملك خداع الجميع؟

وسعى معين عبدالملك من خلال تحركاته الأولية، إلى التقرب من الأطراف الفاعلة، كانت هذه التحركات تهدف إلى كسب ثقتهم به.

وعمل معين عبدالملك على إبعاد اللوبي الفاسد بقيادة أحمد العيسي وأحمد المسيري إضافة إلى وزير النقل السابق صالح الجبواني، وكان ذلك بمثابة رسالة للأطراف المتضررة من هؤلاء بأن معين عبدالملك يكافح الفساد ومسعّري الفتن والداعمين للاقتتال.

غير أن معين عبدالملك كان شريكا مع اللوبي المسيطر على هادي وشرعيته وعلى رأسهم الأحمر والعليمي، وتلميذا مطيعا للإخوان في الشرعية،.

ولم يستبعد مراقبون علاقة معين عبدالملك بالحوثي، حيث إن الفساد الحاصل في المناطق المحررة يخدم الحوثيين، ومن المتوقع وجود علاقة مع المليشيات الإيرانية في ظل التقارب الإخواني الحوثي.

 

لماذا يرفض العودة إلى عدن؟

إلى ذلك كشفت مصادر عن وقوف معين عبدالملك خلف رفض الحكومة العودة إلى العاصمة عدن، رغم الضغط الذي يمارسه التحالف العربي والمجتمع الدولي لعودة حكومته إلى العاصمة.

وكانت مندوبة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن، قد حثت حكومة معين عبدالملك إلى العودة في أسرع وقت إلى مدينة عدن لإنهاء أزمة الخدمات والمرتبات وتنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض.

وقالت مصادر لـ"الأمناء" إن معين عبدالملك جدد رفضه العودة إلى العاصمة عدن في الوقت القريب، في مساعٍ صريحة لإفشال اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

المصادر أكدت أن الأحمر والعليمي هما من يضغط على معين عبدالملك لإفشال عمل الحكومة وإفشال اتفاق الرياض بعدم العودة.

http://alomana.net/details.php?id=156681