2021-08-03 20:12:43
تباشير انتصار الجنوب تعانق ذكرى استشهاد أبو اليمامة ..وما زال للقصة بقية ..

صادف يوم الأحد 1 أغسطس / آب 2021م، الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد القائد العسكري الجنوبي الفذ العميد منير اليافعي (ابو اليمامة)، ورفقائه، في معسكر الجلاء بالعاصمة عدن، باستهداف صاروخي إرهابي غادر.

وتتناول "الأمناء" ما كتبه الكاتب الامريكي نيكولاس هيراس قد كتب ضمن (دراسات جيمس تاون فاونديشن)، عن الشهيد ابو اليمامة، وكذا أهم ما كتبه السياسيون والصحافيون والعسكريون في هذه الذكرى الاليمة.

 

قائد جنوبي عملاق

وكان الكاتب الامريكي نيكولاس هيراس قد كتب ضمن (دراسات جيمس تاون فاونديشن)، مقالا عن الشهيد ابو اليمامة في أغسطس 2019م، قام بترجمته (د.عبدالحكيم بن الحاصل اليافعي) قال فيه: "شهد ميناء عدن الاستراتيجي والواقع في جنوب اليمن حالة عدم استقرار منذ بداية ٢٠١٨. وفي نهاية يناير كانت عدن ساحة قتال دامي داخليا بين القوات التابعة لشرعية هادي وبين القوات الجنوبية، التي تتبع القائد عيدروس الزبيدي وتنادي باستقلال الجنوب. وكان الحزام قد خاض قتالا شرسا ضد قوات هادي الذي تتبع السعودية. قوات هادي في حقيقة الامر قد اخذت مواقع القوات العفاشية الحوثية المهزومة في الحرب مع الجنوبيين. كان القتال عنيفا داميا شرسا مما استدعى السعودية والإمارات ارسال وفود عاجلة إلى عدن لإنهاء الحرب بين حلفاء البلدين".

واضاف: "في خضم ذلك الصراع الدامي في عدن، أعلنت داعش مسئوليتها عن مجموعة عمليات ارهابية في عدن في شهري فبراير ومارس استهدفت من ورائها مدنيين وقوات جنوبية وقوات اماراتية. وكرد فعل قوي وحاسم، أعلن قائد الحزام الأمني العقيد منير محمد محمود اليافعي أبو اليمامة، أعلن الحرب الشاملة على داعش واخواتها في عدن وبقية مناطق الجنوب".

 

من هو القائد أبو اليمامة اليافعي؟

وتابع الكاتب الامريكي نيكولاس هيراس: "القائد أبو اليمامة اليافعي، ٤٤ عاما، هو قائد اللواء الأول دعم واسناد التابع للحزام الأمني، وهو رأس الحربة في مكافحة الإرهاب في عدن وضواحيها وفي عموم الجنوب. مولود في مشألة، يهر، يافع السفلى وهو أحد مشايخ يافع، القبيلة الذائعة الصيت. ويافع هي إحدى أقوى قبائل الجزيرة العربية. وهي القبيلة التي زجت بخيرة مقاتليها وشبابها إلى صفوف المقاومة الجنوبية وخصوصا الحزام الأمني. يافع هي قلب الحزام الأمني والقوات الجنوبية الضاربة. وفي شهر ابريل أصبح القائد أبو اليمامة شيخا لمشألة، يهر، خلفا لعمه، ويأتي ذلك عرفانا من قبائل مشألة ببسالة وحنكة وشجاعة أبى اليمامة في المواجهات العسكرية وفي قيادة القوات الجنوبية ورأس حربتها الحزام الأمني".

واكمل: "كان أبو اليمامة اليافعي قائدا عسكريا جنوبيا سابقا. وطوال حياته العسكرية، كان قريبا وملتحما وملتزما بقوى الحراك الجنوبي المنادي باستقلال الجنوب. كان أبو اليمامة ضابطا جنوبيا قبل الوحدة عام ١٩٩٠. وعندما قامت القوات الشمالية باجتياح الجنوب عام ١٩٩٤، كان منير اليافعي من الضباط الجنوبيين الذين قاتلوا علي عبدالله صالح وقواته الشمالية. وحين هزم الجنوب، كان القائد أبو اليمامة ضمن القيادات الجنوبية التي انسحبت إلى عمان ومنها إلى السعودية. ومع إطلاق أول رصاصة للمقاومة الجنوبية، انظم أبو اليمامة إلى القائد عيدروس الزبيدي وكانا معا نواة لقيادات عسكرية جنوبية أخذت على عاتقها مهمة تدريب المقاومة الجنوبية لمحاربة القوات الشمالية في الأراضي الجنوبية. ولهذا السبب بالذات اعتقلت المخابرات الشمالية التابعة لصالح، اعتقلت أبو اليمامة ورمت به في سجونها وحكمت عليه بالإعدام. لكن أبو اليمامة تمكن من الهروب من سجون صالح وتخفى في أماكن عديدة حتى أعلنت الثورة على نظام صالح. تعرض أبو اليمامة للسجن عدة مرات لنضاله السياسي ضد نظام صالح، وخاض ضده عدة معارك أكسبته شعبية جارفة بين كل ابناء الجنوب، ومنحته شجاعته وحنكته العسكرية الثقة في صفوف المقاومين الجنوبيين فأدركوا أن القائد أبو اليمامة لديه القدرة والشجاعة على هزيمة جيوش صالح وجيوش الحوثة والإرهاب".

 

قائد الحزام الأمني

واستطرد نيكولاس: "تصدر أبو اليمامة اليافعي المشهد العسكري والمعارك كبطل جنوبي يقود الحزام الأمني للمقاومة الجنوبية. ويعكس تاريخ أبى اليمامة الطويل ومقارعته لجيوش الشمال كفاحه السياسي من أجل استقلال الجنوب. إضافة إلى قيادته الفعالة لقوات الحزام الأمني في سحق الارهاب والتي وصلت إلى كل الأراضي الجنوبية وبإتفاقيات مبرمة بين السعودية والإمارات. ونتيجة لنجاحاته الباهرة، يعتقد ان أبى اليمامة قد رُقِّي إلى قيادة كل قوات الحزام الأمني. وكانت هذه الترقية تعبيراً عن رضى قوات التحالف العربي بقدرات هذا القائد الفذ. ومن يومها يشرف القائد أبو اليمامة اليافعي على كل قوات الاحزمة الأمنية في عدن وخارجها كجزء من مهامه اليومية. وتعد عدن عاصمة الجنوب ومركز نشاط القوات الإماراتية في الجنوب والقرن الافريقي. ورغم ان أبو اليمامة اليافعي مقاتل صلب في سبيل استقلال الجنوب الاَّ أنه حريص على القول أنه تحت إمرة هادي. ومن موقعه العسكري يبدو القائد أبو اليمامة اليافعي ذا تأثير خاص على مستقبل حركة استقلال الجنوب".

واختتم الكاتب الامريكي نيكولاس هيراس مقاله بالقول: "يشرف أبو اليمامة على كل العمليات العسكرية المنوطة بالحزام الأمني في عدن ولحج وابين والتي تستهدف محاربة الحوثيين والقاعدة وداعش في آن واحد. وفي عام ٢٠١٧، استطاع القائد أبو اليمامة اليافعي من انتزاع المحفد في أبين من القاعدة وهزيمتهم شر هزيمة. وبذلك النصر أضاف أبو اليمامة اليافعي إلى رصيده القتالي والقيادي وبرز كقائد جنوبي عملاق وحليف ضارب في قوات التحالف العربي".

 

تجديد العهد

وبالتزامن مع الذكرى الثانية لاستشهاد القائد البطل منير اليافعي، أكد قادة جنوبيون على الوفاء والعهد للشهيد وكل شهداء الجنوب.

وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، متحدثا عن الشهيد العميد ابو اليمامة: "كنتَ رمزا من رموز نضالنا، عشت حراً بطلاً، ومُتَّ شهيدا خالداً"، مضيفا: "ستبقى تضحياتك أخي وسيدي وكل رفاقك الشهداء والأبطال الأحياء نبراساً للجنوبيين جيلاً بعد جيل".

وأكد بن بريك: "وعهدنا لكم وللشعب الجنوبي الأبي بالوفاء والإخلاص وعلى دربكم سائرون".

من جانبه، قال مدير مديرية دار سعد بالعاصمة عدن د.أحمد عقيل باراس: "‏دمائك الطاهرة لم تذهب هدراً لقد رسمت خارطة الجنوب واستشهادك أيها المنير كان انطلاق لمرحلة جديدة نحو التحرير والاستقلال.. قطعنا العهد وأقسمنا اليمين إننا سنأخذ بثأرك وبثأر رفاقك من كل أعداء الجنوب وشعبه وسننتصر لأننا أصحاب حق وقضية رحمك الله أبا اليمامة".

 

استهداف قادة الجنوب

فيما أعتبر الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح أن: "غياب أبي اليمامة قد شكل خسارة فادحة للجنوب ومجلسه الانتقالي وقوات الدعم والإسناد على وجه الخصوص، وترك فراغا يمكن القول إنه لم يملأ بعد، نظرا للسجايا القيادية والأخلاقية النادرة التي كان يتصف بها هذا القائد".

وفيما يخص اغتياله قال ثابت: "اغتيال ابي اليمامة جاء في سياق مسلسل اغتيالات القادة الجنوبيين الأمنيين والعسكريين والسياسيين، وسيظل اعداء الجنوب يستهدفون كل من يناضل من أجل استعادة الجنوب قتلا أو استبعادا أو تشويها وتجويعا، "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

وأكد: "لكن هيهات أن يتمكنوا من إثناء الجنوبيين عن تحقيق هدفهم في دولة مستقلة ذات سيادة وكرامة يتم وضع لبناتها الراسخة بقيادة المجلس الانتقالي وبتضحيات شعب الجنوب وكفاحه وصبر، وليس الصبح ببعيد".

من جانبه، قال القيادي السياسي الجنوبي د.عيدروس نصر النقيب: "أن كل ما يمكن كتابته من كتب ومجلدات لا تفي الشهيد ابو اليمامة، حقه، ببساطة لأن مأثرته ارتبطت بقضية أكبر من الأفراد والجماعات والأحزاب والكتائب، وهي قضية وطن وأمة ومستقبل".

واضاف: "كانت احلامه اكبر من جسده النحيل وتطلعاته أوسع من قامته الصغيرة.. لم يفكر بقطعة أرض أو رصيد بنكي أو أسهم في شركة تجارية أو مؤسسة استثمارية.. كان حلمه يتجسد في وطن حر ودولة مدنية على كل ارض الجنوب تتسع لكل أبناء الجنوب، دولة يستعيد فيها المواطن كرامته والوطن عزته والشعب حريته والمستقبل أفقه المفتوح على النماء والنهوض والاستقرار والسلام".

أمام القيادي الجنوبي أحمد الربيزي فقال: "سيظل الشهيد (ابو اليمامة) يتربع ذاكرتنا الوطنية، ليس لكونه أفنى حياته انتصاراً لمبادئ الثورة الجنوبية، ودفاعاً عن تطلعات شعب الجنوب فحسب، بل انه كان مثالاً للثائر الجنوبي الصادق المؤمن بقضيته ولهذا كانت مشاركاته في الاعتصامات نقطة مضيئة في تاريخه الثوري".

من جانبه قال، عضو وفد التفاوض في الانتقالي يحيى غالب الشعيبي: "يوم اهتزت الأرض وتزلزلت برحيل الأسد الجنوبي القائد منير أبو اليمامة، حاولت قوى الارهاب واعداء الجنوب كسر شوكة ورأس حربة الوطن".

واضاف: "صحيح صعقنا وحزنت وبكت السماء وارتجت الجنوب ولكنها انتفضت بركان غاضب تنتقم للقائد ابو اليمامة وانتصرت لهدف ابو اليمامة رحمه الله".

 

شهيد حي بمآثره ومشروعه

بدوره، قال عضو وفد التفاوض بالانتقالي أنيس الشرفي: "أبا اليمامة ستظل حياً خالداً بمآثرك وبطولاتك وتضحياتكم أنت وكافة رفاقك من شهداء الجنوب".

واضاف: "لقد جددتم بدمائكم الطاهرة رسم معالم خارطة حدود الجنوب، وسنمضي على دربكم حتى استعادة وبناء دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة على كامل حدود ما قبل 21 مايو 1990م".

من جانبه قال المتحدث الرسمي للقوات المسلحة الجنوبية، النقيب محمد النقيب: "إن هذه الذكرى ليست فقط لسرد مناقب القائد الشهيد ابي اليمامة، إنها جانبا من الاستمرارية الحية والمكثفة لسجاياه القيادية الفذة فينا والاجيال، وليست للرثاء، لان المراثي حظ الميتين، وابو اليمامة حي حاضر مشروعا ونهجا وسلوكا في مسيرة قواتنا المسلحة الجنوبية الولادة للقادة الشجعان من أمثاله".

فيما قال عضو الجمعية الوطنية للمجلس وضاح بن عطية: "لم يكن الشهيد القائد منير اليافعي قائد عسكري وميداني وحسب بل كان رجل خير وصلاح وشيخ قبلي ومصلح اجتماعي وهذه الصورة جمعتني معه في حل قضية شائكة كانت ستؤدي إلى فتنة وكان للشهيد دور باخمادها.. كان الشهيد بمثابة أمّة تمشي على الأرض للصلاح".

http://alomana.net/details.php?id=153598