2021-02-14 20:40:52
وزير الخارجية بحكومة المناصفة "بن مبارك" في حوار مهم :اتفاق الرياض وحكومة المناصفة نقطة تحول مهمة

لمصر دور محوري للحفاظ على الأمن القومي العربي

التحقيقات أثبتت وقوف الحوثي وراء استهداف حكومة المناصفة

إلغاء تصنيف الحوثي منظمة إرهابية يبعث رسائل خاطئة من الإدارة الأمريكية

لا يفصلنا عن إحلال السلام إلا الأيادي الإيرانية المشبوهة

 

نشر موقع صحيفة "اليوم السابع" المصري حوارًا مع وزير الخارجية في حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال د.أحمد عوض بن مبارك، والذي أكد خلاله أن حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال تتخذ خطوات في محاولة لمواجهة المشروع الحوثي المدعوم إيرانيًا.

وأشار، على هامش زيارته للقاهرة للمشاركة بالاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، إلى أن تفاق الرياض وحكومة المناصفة المنبثقة عنه، ووصولها إلى العاصمة الجنوبية عدن، مثل نقطة تحول مهمة في مسار الأزمة.

ونوه إلى الدور المحوري الذى تلعبه مصر بالحفاظ على الأمن القومي العربي ومناصرة القضايا والحقوق العادلة في مواجهة التطرف والإرهاب.

وتطرق للنقاشات التي دارت بينه وبين وزير الخارجية سامح شكري وغيرها.

وتنشر "الأمناء" تفاصيل الحوار بتصرف كامل من المحرر.. فإلى الحوار:

 

"الأمناء" حوار/ إيمان حنا:

 

  • بدايةً نود أن تُطلعنا على تفاصيل ما تناولته خلال لقائك مع وزير الخارجية سامح شكري؟
  • تأتي زيارتي للقاهرة في إطار المشاركة في اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، في دورة غير عادية، وقد مثلت هذه الزيارة فرصة للقاء أخي سامح شكري وزير خارجية المصري، وتناول لقاؤنا سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة، وآليات تفعيل العمل المشترك واتفقنا على إعادة تفعيل اللجان الوزارية بين البلدين في أقرب وقت لمناقشة مختلف مجالات التعاون، وكان كريما في طرحه وأبدى استعدادًا كاملًا لتطوير آفاق التعاون.

وتشاورنا أيضا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى اطلاعه على آخر التطورات في الشأن اليمني والمستجدات على الساحة السياسية، لا سيما من تشكيل حكومة المناصفة وما يتعلق بمبادرات خاصةً بعملية السلام، وعملية بناء مؤسسات الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار الذي تقوم بها حكومة المناصفة منذ وصولها إلى العاصمة عدن، مع الإشارة إلى الأعمال الإرهابية التي تقوم بها مليشيا الحوثي ضد المواطنين، ومحاولاتها المستمرة لزعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي.

 

  • كيف ترى الدور المصري بالأزمة اليمنية؟
  • مصر تعنى الكثير بالنسبة لليمن وللأمة العربية، فهي بمثابة رئة سواء للدراسة أو الاستشفاء أو إقامة المشروعات الاستثمارية لأبناء الجالية اليمنية الذين تحتضنهم الدولة المصرية.

ودور مصر محوري في الحفاظ على الأمن القومي العربي وتربط البلدين علاقة استراتيجية متينة، نظراً لموقعهما الاستراتيجي المهم، الذي جعل من الأمن القومي المصري جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي اليمني والعكس، ولا يخفى على أحد الدور الفاعل الذي تلعبه جمهورية مصر العربية لمناصرة القضايا العادلة في مواجهته قوى التطرف والإرهاب، والذي يتجلى من خلال عضويتها في التحالف العربي، ودعمها الثابت لحكومة المناصفة في كل المواقف والمحافل الدولية، في إطار سعيها لإنهاء الانقلاب الحوثي، وعودة الأمن والاستقرار.

 

  • ما آخر مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية والإنسانية باليمن؟
  • مثّل اتفاق الرياض وحكومة المناصفة بين (الجنوب والشمال) المنبثقة عنه، ووصولها إلى العاصمة عدن، نقطة تحول هامة، لما له من أهمية في تعزيز الصف لمواجهة المشروع الحوثي المتماهي مع الأجندة الإيرانية المشبوهة في المنطقة، وقد كان لاستهداف حكومة المناصفة عند وصولها إلى مطار عدن الدولي، دلالة واضحة على السلوك الإرهابي للمليشيا الحوثية، وعكس إصرارها على إفشال أي خطوات لإحلال السلام، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تعصف بالشعب جراء تبعيتها العمياء للمشروع الإيراني الهدام.

 

  • ما الذي أسفرت عنه نتائج التحقيقات الأولية في حادث تفجير مطار عدن؟ وما الرسالة التي أراد منفذو الحادث توجيهها للحكومة؟ وكيف أثر على المشهد السياسي الداخلي؟
  • أثبتت التحقيقات، بما لا يدع مجالا للشك، وقوف مليشيا الحوثي بخبرات ومعدات إيرانية، وراء الهجوم الإرهابي الذي استهدف حكومة المناصفة بالصواريخ الباليستية، والذي تبعه هجوم بالطائرات المسيرة على مقر إقامة حكومة المناصفة في منطقة المعاشيق بالعاصمة عدن، حيث كان يهدف وبشكل متعمد وبتحد واضح لإرادة المجتمع الدولي، إلى قتل الفرصة الأخيرة للسلام في اليمن، إلا أن ذلك الهجوم الجبان، لم يزد الحكومة إلا تماسكا وإصرارا وعزيمة، نحو بذل كل الجهود من أجل خلاص شعبنا من هذه الجماعة المتطرفة.

 

  • ما تأثير وصول حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن؟
  • الشعب يتوق إلى الأمن والاستقرار والبناء والتنمية، بعد كل الخراب والدمار الذي تسبب به الانقلاب الحوثي، لذا فإن عودة حكومة المناصفة إلى العاصمة عدن مثل خطوة هامة لتحقيق هذه الآمال، والبدء في استعادة مؤسسات الدولة وتفعيل أجهزتها، بالإضافة إلى رص الصفوف وتوحيد الجهود لمواجهة المشروع الحوثي.

 

  • التركيبة التي جاءت بها حكومة المناصفة وفق اتفاقية الرياض هل ستتمكن من تحقيق طموحات الشعب وقيادة الدولة؟
  • شرعت حكومة المناصفة منذ اللحظة الأولى، بناءً على توجيهات الرئيس عبدربه منصور هادي، في وضع الاستراتيجيات وإعداد الخطط ورسم السياسات وتحديد الأهداف، اللازمة لتحقيق ما يصبو إليه الشعب من الأمن والاستقرار والبناء، كونها تعي تماما ما يعانيه المواطن، جراء استمرار الانقلاب الحوثي ونهبه لمقدرات الدولة والاستيلاء على إيراداتها.

 

  • ما أبرز أهداف حكومة المناصفة والتحديات التي تواجه عملها؟
  • أعلنت حكومة المناصفة برنامجها العام، والذي ركز على سبعة جوانب رئيسية، يأتي في مقدمتها الجانب الأمني والعسكري، ثم الجوانب المتعلقة بالاقتصاد وإعادة الإعمار والحكم الرشيد، كما تم تحديد أهداف عامة، وأهدافاً فرعية لتحقيقها، بناء على تشخيص دقيق للتحديات التي نواجهها، وتحديد الاحتياجات ذات الأولوية القصوى، بالإضافة إلى إعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والأمنية وتوحيدها لمواجهة ميليشيا الحوثي.

وهناك جملة من التحديات تواجه الحكومة كنتيجة للمرحلة التي تعيشها بلادنا منذ انقلاب ميليشيا الحوثي وما تعرض له الاقتصاد من تدمير وتأثير ذلك على موازنة الدولة وسعر العملة الوطنية، وعلينا جميعاً أن نكون على مستوى التحديات القائمة وأن نستشعر المسئوليات الجسيمة الملقاة على عاتقنا تجاه شعبنا.

 

  • قبل أيام قليلة أعلنت حكومة المناصفة خطة برنامجها العام، بصفتك كنت ترأس اللجنة التي رفعت برنامج الحكومة، ما مصادر التمويل اللازم لتغطية برنامجها؟
  • وضعت الحكومة برنامجا طموحا لتلبية الاحتياجات الماسة التي يحتاج إليها المواطن، وأولوياتنا هي تحسين الوضع المعيشي والخدمات الأساسية، وفي هذا الصدد عمدت إلى وضع الآليات الكفيلة بتعزيز إيرادات الدولة، والنهوض بالمؤسسات الإيرادية وتفعيل الأجهزة الرقابية، حتى يتسنى لها مواجهة الالتزامات اللازمة لتوفير متطلبات إنجاز البرنامج الحكومي، كما أننا نعول على دعم الأشقاء والأصدقاء خلال المرحلة القادمة للمضي قُدما في تحقيق آمال الشعب والتخفيف من معاناته.

 

  • في إحدى تغريداتك على (تويتر) قلت: إن ما أنجز في اتفاق الرياض نموذج لقدرتنا على تغليب المصلحة العليا للوطن والترفع عن الصغائر، ما الذى أُنجز من بنود الاتفاق؟
  • جاء اتفاق الرياض بُغية توحيد الجهود وتصحيح مسار المواجهة ضد المليشيا الانقلابية، وقد نتج عنه تشكيل حكومة المناصفة، التي مثلت كل أطياف المجتمع، وتعيين محافظ ومدير أمن للعاصمة عدن، وهو ما مكن الحكومة من البدء في وضع السياسات والأهداف الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتحريك عجلة البناء والتنمية التي ينشدها المواطن.

 

  • ما الخطوات المنتظرة ضمن إطار الاتفاق؟
  • يمثّل اتفاق الرياض خطوة أساسية نحو تحقيق السلام الدائم والشامل في بلادنا، كما أنه يقدم نموذجا لتغليب المصلحة العليا، ويقدم فرصة يمكن العمل عليها والاحتذاء بها لتحقيق الأمن والاستقرار، وهو ما يتجلى الآن من خلال ما تشهده العاصمة عدن من حركة دؤوب لتدشين مرحلة جديدة من البناء والتنمية. وقد جدد الأمل بمستقبل أفضل وأكد أن نهج الحوار والمصالحة هو السبيل الأنجع لنزع فتيل الصراع، وستنعكس الأجواء السياسية الإيجابية السائدة في عدن إيجابيا على أداء الحكومة. وسنواصل العمل مع المملكة العربية السعودية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض.

 

  • تتخذ الإدارة الأمريكية الجديدة منحى مختلفا عن سابقتها في سياستها الخارجية، فما توقعاتك للسياسات الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط بشكل عام واليمن وإيران بشكل خاص؟
  • لليمن علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة قائمة على المصالح المشتركة ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ونحن نتطلع لتوثيق هذه العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة خلال المرحلة القادمة، خصوصا بعد تعيينها مبعوث خاص إلى اليمن، كما أننا على ثقة أن الولايات المتحدة وبما تحمله من قيم العدالة والحرية، تقف دوما مع حلفاءها لمواجهة كل الدول والكيانات الهادفة إلى زعزعة الاستقرار العالمي ونشر الفكر المتطرف وفي مقدمتها إيران وأذرعها في المنطقة.

 

  • لكن الإدارة الأمريكية أعلنت إلغاء قرار إدراج جماعة الحوثي على قوائم المنظمات الإرهابية، كما سبق أن عارض المبعوث الأممي مارتن غريفيث القرار، فما موقفكم الرسمي والخطوات المقبلة من جانبكم؟
  • القرار يمثل فرصة للمجتمع الدولي بأن يكون لديه أداة تأثير على جماعة الحوثيين، وإلغاء القرار دون الحصول على ما يقابله قد يرسل رسائل خاطئة، ونحن نتفهم حرص الإدارة الأمريكية الجديدة على إنهاء المعاناة الإنسانية باليمن وإرساء السلام وإنهاء الحرب وهى أهداف مشتركة بيننا فالمعاناة الإنسانية باليمن مظهر لمشكلة حقيقية إذا لم تعالج ستظل المعاناة قائمة، ونتفق مع الأهداف المعلنة للإدارة الأمريكية الجديدة ولكن النقاش الآن حول المقاربات الممكنة لتحقيق تلك الأهداف، ورحبنا بتعيين مبعوث أمريكي جديد لليمن فهو ملم بتفاصيل الشأن اليمنى.

وأؤكد أننا نساند جميع جهود السلام فالحرب لم تكن خيارنا، والمبعوث الأممي يبذل جهودا كبيرة في إطار السعي لتحقيق السلام الشامل والمستدام، رغم التعنت الحوثي ومماطلتها وانقلابها على كافة الاتفاقيات الموقعة معها، نتيجة ارتهانها للمشروع الإيراني الهادف إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي والدولي، إلا أنه انطلق من مقاربة غير دقيقة حول تأثير الوضع الإنساني جراء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، ونتيجة لذلك قدمت حكومة المناصفة رؤيا متكاملة وتم تشكيل لجان خاصة لتبديد هذه المخاوف بصفتها الممثل الشرعي للشعب، ومن منطلق حرصها على كافة مكونات الشعب بما فيهم الواقعين تحت سيطرة المليشيا الإرهابية.

 

  • ما تعليقك على ما جاء في خطاب الرئيس بايدن حول وقف دعم العمليات العسكرية باليمن؟
  • نحن مع أي خطوة تهدف إلى تحقيق السلام وعودة الاستقرار باليمن، إلا أننا نؤكد دوما على أهمية عدم مكافأة الجماعات الإرهابية على جرائمها ضد الشعب، بإرسال رسائل قد تجيرها هذه المليشيا للتمادي في أعمالها الإرهابية وجرائمها.

 

  • اليمن ليس بمعزل عما يحدث في المنطقة من تطورات.. من وجهة نظرك ما الدور الذى تلعبه كل من قطر وتركيا بالداخل اليمنى؟
  • ترتبط اليمن بعلاقات جيدة مع محيطها الإقليمي والدولي، كما أنها تدعم كل التوجهات الرامية إلى توحيد الصف العربي والإسلامي، والتي كان آخرها المصالحة الخليجية التي جاءت لإعادة العلاقات الأخوية إلى مسارها الطبيعي، كما أنها تدعو دوما إلى أهمية احترام سيادة الدول، وبما يحفظ لها أمنها واستقرارها.

 

  • تم انتخاب سلطة تنفيذية جديدة بليبيا، ما تقديراتك لنجاحها والتزامها بما هو موكل إليها، خاصة أن البعض يحسب محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الجديد على جماعة الإخوان ومن المقربين لتركيا؟
  • رحبنا بانتخاب ممثلي السلطة التنفيذية المؤقتة في ليبيا، بناء على ملتقى الحوار السياسي الليبي المنعقد في جنيف برعاية الأمم المتحدة، واعتبرنا ذلك خطوة هامة وتاريخية نحو عودة الأمن والاستقرار الذي ينشده الشعب الليبي الشقيق، وأكدنا وقوفنا الدائم لكل ما من شأنه تحقيق السلام والحفاظ على وحدة التراب الليبى، وبما يضمن استكمال العملية السياسية حتى إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل.

 

  • هل من مؤشرات على قرب انتهاء الحرب باليمن؟
  • السلام أقرب مما يتوقعه البعض، ولا يفصلنا عنه إلا الأيادي الإيرانية المشبوهة التي تسعى دوما لعرقلة كافة الجهود والانقلاب على كل الاتفاقيات، ونحن نعول كثيرا على دور الأمم المتحدة في تحقيق السلام الشامل والدائم.

http://alomana.net/details.php?id=139402