قضية مرتبات العسكريين يجب ان لا تُسيّس وعلى المملكة الإيفاء بتعهداتها
الدبلوماسية الجنوبية أوصلت قضية الجنوب إلى صانعي القرار في العالم
نحن على ثقه تامة بقيادتنا في المجلس الانتقالي بتجاوز كل العراقيل
أجرت صحيفة "الأمناء" حوارا صحفيًا مع المناضل/ قاسم بن سعيد دنبوع الشعيبي رئيس الهيئة الوطنية لأبناء الجنوب في المملكة المتحدة (بريطانيا) وعضو الهيئة الاستشارية للعلاقات الخارجية في المجلس الانتقالي الجنوبي، المتواجد حاليًا في العاصمة عدن..
"الأمناء" ناقشت مع المناضل "قاسم بن سعيد" عددًا من القضايا على مستوى الساحة الوطنية وخارجيًا، فإلى محصلة هذا الحوار..
الأمناء / حاوره : بشير الغلابي :
س- أحتفل شعب الجنوب خلال الأيام الفائتة بالذكرى الـ"٥٧" لثورة ١٤ أكتوبر المجيدة، ما الذي تود قوله بهذه المناسبة؟
في البدء نهدي التحية إلى شعبنا الباسل وقيادته ومناضلي الثورة ونترحم على شهداء الثورة والوطن.
لقد انتصرت الثورة بتحقيق الاستقلال واوجدت دولة يسودها النظام والقانون وعلاقات متساوية بين أوساط المجتمع الجنوبي، وتلك القيم والمبادئ الوطنية لازال شعبنا يتذكرها ويناضل من أجل التمسك بها ويقدم التضحيات من أجلها.
وبهذه الذكرى المجيدة نوجه التحية والتقدير لمناضلي الثورة الجنوبية ولشعبنا البطل وقيادته السياسية الممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الأخ المناضل اللواء/ عيدروس بن قاسم الزُبيدي، هذه القيادة المتمسكة بثوابت النضال الوطني الهادف إلى إستعادة الدولة وارساء العدالة والقيم الخلاقة من حيث ارساء النظام والقانون ومحاربة الفساد وتعزيز الأمن والدفاع عن الشعب والوطن.
س- كونك متواجد حاليًا في عدن، ما تعليقك على الإجراءات والقرارات الأخيرة لمحافظ العاصمة الأستاذ أحمد حامد لملس؟
كما نأمل من سيادة الأخ المحافظ ان يزيل البناء العشوائي من رأس السلم حتى يصل إلى الأسفل وان يوجه إدارة المرور بضرورة التقيد والعمل بقانون المرور الذي كان سائدا في عدن قبل عام ١٩٩٠م وان يجعل قضايا الأراضي والنزاعات التي تحدث حولها من مهام القضاء.
س- برأيك ما الذي تحتاجه العاصمة عدن والمحافظات المحررة في الوقت الراهن؟
وبالنسبة للمحافظات المحررة فهي محتاجة أيضا للخدمات الأساسية ويجب تحصينها من العدو على خط الحدود ويقع الدور هنا على القوات والمقاومة الجنوبية الذي كان لها الريادة في تحرير هذه المحافظات.
كما يجب على المجلس الانتقالي ان يكثف نشاطه ووجوده في المحافظات والمديريات وخلق افضل عناصر إدارية وأمنية تقوم بمهامها على أكمل وجه في هذه المحافظات، وكذا محاربة الفساد الإداري المنتشر في مختلف المرافق والإدارات سواء كان في المؤسسات المدنية أو الأمنية أو العسكرية، هذا الفاسد الذي يأتي نتيجة مدرسة الفساد الذي زرعته السلطة العسكرية التقليدية بصنعاء في جنوبنا الحبيب عقب الوحدة المشؤومة.
س- هناك من يحاول إثارة النعرات المناطقية والعنصرية في المجتمع الجنوبي، ما رسالتك لهؤلاء؟
واليوم الشعب الجنوبي يعزز وحدته من المهرة حتى باب المندب وقد اثبت ذلك للعالم من حيث الحشود المليونية التي جمعت كل الجنوبيين في عدن وكل محافظات الجنوب فلا خوف على الجنوب الموحد ولا مكان للمناطقية والعنصرية في جنوبنا الجديد.
س- تتصدى المقاومة والقوات المسلحة الجنوبية بكل بسالة للمليشيات الحوثية والاخونجية، ما هي رسالتك للأبطال في جبهات القتال؟
س- بما أنك تحدثت عن إتفاق الرياض، برأيك هل يصب في مصلحة القضية الجنوبية؟ ومن يعرقل تنفيذه؟
فمثل هذه الإتفاقية الذي يمر تقريباً عام منذ التوقيع عليها ولم يتم التنفيذ والعمل ببنودها حتى الآن، هو فشل للمملكة بحد ذاتها والمتابع لهذا الشأن يتساءل لماذا دور المملكة غامض تجاه الجانب المعطل وهو الجانب الإخواني في اطار الشرعية ومعروف ان هذا التيار داخل الشرعية هم من يعرقلوا ولم يلتزموا بتنفيذ بنود الاتفاق وهم من يستلمون الدعم من قطر وتركيا.
س- مضت أشهر والقوات المسلحة والأمن والاحزمة بلا مرتبات، علمًا بأن الكثير من قادة وضباط الجيش الجنوبي يقيمون اعتصامًا سلميًا منذ فترة أمام مقر التحالف العربي ونفذوا خطوات تصعيدية وتلقوا الكثير من الوعود لتلبيتها ولم تصرف الرواتب حتى اللحظة، ما تعليقك على ذلك؟
قضية المرتبات يجب ان لا تُسيّس وطالما البنك المركزي معني بذلك فعلى المملكة ان توفي بتعهداتها وبتوجيهات إدارة البنك أو محافظه بصرف رواتب الجميع وبدون إستثناء، إما قضية الاعتصامات ونحن نعلم ان مطالبهم مشروعة ومتضامنين معهم لكن في اعتقادي هي غير مجدية خاصة في باب المعسكرات كون المعنين في الشأن غير مبالين لمطالب المعتصمين كونه من حيث مفهومهم لا يعنيهم ولا يهمهم في منظور القانون اليمني ونحن في اليمن وليس في بلد آخر تحترم خيم المعتصمين وتنفذ مطالبهم ويجب على المعتصمين تقييم هذا الاعتصام سلباً وايجاباً.
س- الجالية الجنوبية في المملكة المتحدة قديمة، وبما أنك كنت رئيسًا للجالية في بريطانيا قبل عام ١٩٩٠م ورئيس للهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي لاحقا، كيف تقيم دور المغتربين ودعمهم السخي لثورة شعبنا والجنوب بشكل عام؟
والجالية الجنوبية في المملكة المتحدة كانت أكثر تنظيماً من غيرهم دعماً للثورة والوطن وللإنصاف ومن خلال الوثائق كان الكثير من المغتربين أيام الكفاح المسلح اعضاء داعمين للثورة وبعد الاستقلال كذلك كانوا أكثر تنظيماً ودعماً للدولة والنظام في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وكان في تلك الحقبة الاتحاد العام لعمال اليمن الجنوبي فرع بريطانيا هو الإطار النقابي الداعم للنظام الوطني في الجنوب وكان مشارك فعال في دعم الخطط الاقتصادية في الجنوب حيث كان يخصم على كل مغترب واحد في المئة من الراتب الأسبوعي للتنمية الاقتصادية في الجنوب وارتفع نسبة دعم المغتربين وخاصة من اعضاء التنظيم السياسي آنذاك وبعد منظمة الحزب الإشتراكي اليمني الذي كانت تشكل الإتجاه السياسي إلى ثلاثة في المائة من كل عضو، وفعلا كان دعم سخي ساهم في انعاش العديد من المؤسسات الاقتصادية والخدماتية كالصحة والتعليم والزراعة وغير ذلك.
وبعد الغزو العسكري الشمالي للجنوب في صيف ١٩٩٤م لم يستسلم المغتربين لهذه الوحدة الظالمة ولا للغزو العسكري بل منذ أول هذه النكسة في 7/7 والجالية الجنوبية تناهض وتستنكر كل اساليب القمع والابتزاز ونهب الثروات وتخصيص المؤسسات الجنوبية وتسريح الجنوبيين أكانوا في المؤسسات العسكرية أو المدينة، ظل الجنوبيين وفيين للوطن والقضية سواء في الاحتجاجات والمسيرات في شوارع لندن أو في قلب الهيد بارك ميدان الحرية معلنين استيائهم للوحدة ومطالبين بالحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.
ولقد تأسست الهيئة الوطنية لدعم الحراك الجنوبي في عام ٢٠٠٧م في خضم اشتداد نشاط الحراك السلمي في عدن وكل المحافظات وخلال الحرب الأخيرة كانت الهيئة إلى جانب قوى سياسية وطنية على امتداد الساحة البريطانية رافداً وداعماً قوياً للحراك السلمي الجنوبي حتى تحررت عدن ومعظم المحافظات الجنوبية، وكذا في خضم التفاف الجميع في إطار المجلس الانتقالي الجنوبي الذي نرى فيه مظلة جامعة وعنوان وممثل رئيسي بتفويض شعبي للقضية الوطنية من أجل وطن جنوبي مستقل لكل الجنوبيون.
س- مع تواجد رئيس المجلس الانتقالي وعددا من قياداته بالرياض وإجراء عدد من اللقاءات مع ممثلي ورؤساء المنظمات الدولية وسفراء الدول، هل باعتقادك استطاعت دبلوماسية المجلس إيصال القضية الجنوبية لطاولة صناع القرار بالعالم؟