2020-07-14 20:58:27
سياسيون وصحافيون جنوبيون لـ"الأمناء":الانتقالي يخوض حربين الأولى بالرياض والثانية في أبين

الزامكي: على الشرعية سحب قواتها من الجنوب وإلا سيُقضى عليها سياسيًا وعسكريًا

الشعيبي: الانتقالي قلب المعادلة وأثبت استحالة تجاوز إرادة شعب الجنوب

حبتور: أثبت الانتقالي كفاءته في إدارة المعركتين

قاسم: الانتقالي ضمن اصطفاف عربي ودولي مكنه من إدارة الحربين باقتدار

الدويل: محاولة الإخوان في احتلال الجنوب مرة أخرى باءت بالفشل

اليافعي: برهن الانتقالي جدارته بتمثيل الجنوب فصمد عسكريًا بأبين وانتصر سياسيًا بالرياض

 

"الأمناء" استطلاع / يعقوب السفياني:

قال صحافيون وسياسيون جنوبيون بارزون إن المجلس الانتقالي الجنوبي يخوض حربين في آن واحد (سياسية في الرياض وأخرى عسكرية بأبين)، فبينما تخوض القوات المسلحة الجنوبية معارك بطولية في مختلف جبهات القتال بمحافظة أبين، يخوض وفد المجلس الانتقالي الجنوبي - الكيان المفوض من قبل الشعب الجنوبي - في العاصمة السعودية الرياض، حربا سياسية ودبلوماسية لا هوادة فيها، تحاول فيها حكومة هادي- المختطفة من الإخوان المسلمين- تعويض خسائرها على الأرض بعد إنهاء تواجدها في جزيرة سقطرى ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة وفشل محاولات زحفها المتكررة بأبين.

وأضاف الصحافيون والسياسيون الجنوبيون، في استطلاع صحفي أجرته "الأمناء"، بالقول : "إن الحرب بشقيها السياسي والعسكري لم تنتهي بعد، إلا أن الانتقالي ورغم العقبات الجسيمة والتحديات العظيمة استطاع أن يدير الحربين بكفاءة متميزة وينتصر للشعب الجنوبي الذي فوضه".

 

القضاء على الشرعية سياسيًا وعسكريًا

ويقول الكاتب والسياسي الجنوبي د.علي الزامكي: "الشرعية اليمنية مهزومة في معركتها السياسية والعسكرية أمام الانتقالي الجنوبي ما لم تسحب قواتها من أبين وشبوة وحضرموت وتقوم بإرسالها إلى جبهات القتال ضد الجماعة الحوثية".

وأضاف: "مستقبل الشرعية اليمنية سياسيا مرهون بعلاقتها بالاتفاق مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وفي حال حدوث خلل ما في هذه العلاقة سيدفن مستقبلها السياسي في عدن، حيث يستحيل نجاح أي اتفاق بين المجلس الانتقالي في الجنوب والشرعية اليمنية ما لم تغادر كافة الوحدات العسكرية الغازية كلا من شبوة وأبين وحضرموت، وإرسال هذه القوات إلى مسرح العمليات العسكرية مع الحوثي لاستعادة الشرعية اليمنية من الرياض إلى صنعاء، أما الاتفاق الذي قد يتم عبر الضغوطات فلن يعدو عن كونه اتفاقا هشا يؤسس لجولة عسكرية أكثر دموية وقساوة ومرارة سوف تنهي الشرعية سياسيا".

 

استحالة تجاوز إرادة الجنوبيين

بدوره، قال رئيس تحرير منصة "سوث 24" الإخبارية، الصحافي الجنوبي أياد الشعيبي: "إن المجلس الانتقالي استطاع قلب المعادلة السياسية والعسكرية وأثبت استحالة تجاوز إرادة الشعب الجنوبي".

وأضاف لـ"الأمناء": "يمكن القول إن المجلس الانتقالي الجنوبي لم يرغب بخوض أي معركة مع قوات حكومة هادي التابعة للإخوان المسلمين. حرص الانتقالي منذ اتفاق الرياض على تقديم لغة السلم على لغة الحرب، وتفاعل بشكل إيجابي مع كل مساعي إيقاف الحرب، وجهود لجنة الوساطة المتشكلة قبل اندلاع معارك مايو في أبين. ظنت ما تسمى بالشرعية وأدواتها - التي تعمل لصالح أجندة إقليمية، وتخلفت عن التزاماتها للتحالف بقيادة السعودية، وحولت المعارك من الشمال إلى الجنوب - أن بإمكانها حسم الأمور عسكريا لصالحها وفرض واقع سياسي مغاير لما أُتُفق عليه في الرياض.. هذا المخطط اصطدم بإرادة عسكرية صلبة منطلقة من الشعور الوطني تجاه حماية المكتسبات السياسية، أثبتت هذه الحكومة بكل جحافلها حجم ضعفها وغياب عقيدتها القتالية، رغم حجم التحشيد المهول الذي يصل تباعا إلى أبين".

وتابع: "استطاع الانتقالي قلب هذه المعادلة، وأثبت أنه ليس من السهل بل يستحيل تجاوز إرادة الشعب الجنوبي، لذلك عمل على موازنة العمل العسكري دون أن يدخل في صدام مع التحالف العربي، ودون أن يمس جوهر اتفاق الرياض. حرص الانتقالي على توجيه رسائل سياسية لإسكات صوت الحرب تزامنا مع حالة الانكسار التي لحقت بميلشيا الحكومة التابعة للإخوان في أبين، ولأجل ذلك سافر وفد المجلس إلى الرياض واستطاع -خلال أسابيع- ترسيخ حضور سياسي كبير وواضح ومتعاطٍ بشكل إيجابي مع كل الدعوات الحريصة، بما في ذلك دعوة التحالف لوقف إطلاق النار ودعوات المجتمع الدولي المتكررة".

واستطرد: "أن تكون يد على الطاولة تفاوض وأخرى ضاغطة على الزناد تحمي المكاسب الوطنية، فهذا ينبع بشكل قطعي، من الخبرات التي اكتسبها المجلس، حديث العهد، واستطاع بشهادة خبراء عكس صورة تعامله كدولة".

 

إدارة المعركتين

من جانبه، قال الكاتب والناشط الجنوبي محمد حبتور: "أثبت الانتقالي كفاءته في إدارة المعركتين السياسية والعسكرية باقتدار وفق الإمكانيات المتاحة له، فلم يسمح للقوات الغازية أن تتقدم في أبين، وفي نفس الوقت لم تتقدم قواته، وحافظت على مواقعها في وضع الدفاع، والذي كبِّد العدو خسائر كبيرة وكسر معنوياتهم وثقتهم بقدراتهم، بعد الصمود الأسطوري والإدارة العسكرية الناجحة لجبهة الشيخ سالم والطرية، أتت الدعوة لقيادة المجلس الانتقالي لزيارة الرياض، وهنا يظهر عمق الارتباط بين الجبهتين العسكرية والسياسية وأن صمود الانتقالي وانتصاره عسكريا انعكس إيجابا على الجبهة السياسية التي لا تقل شراسة عن المعركة على الأرض".

وأضاف: "موقف الانتقالي اليوم أكثر قوة وصلابة من موقفه عندما تم توقيع اتفاق الرياض، وأثبت الانتقالي جديته بالمضي نحو استعادة الدولة، فأعلن الإدارة الذاتية. شكَّل إعلان الإدارة الذاتية خطوة تصعيدية هامة حركت مياه السياسة الراكدة وأجبرت جميع الأطراف على التحرك. صمد الانتقالي في أبين وكبح جماح جحافل الحكومة القادمة من مأرب ووادي حضرموت عبر شبوة، لم تتمكن هذه الجحافل من التقدم أو تحقيق أي اختراق بجبهة أبين، وهذا مؤشر على صلابة مقاتلي القوات الجنوبية ومؤشر على تفوق الانتقالي عسكريا في آن واحد".

واختتم حبتور حديثه: "لا مخرج أمام الجميع إلا احترام اتفاق الرياض وتنفيذ بنوده كلها دون انتقائية، الاتفاق كلٌ لا يتجزأ، سيذهب الانتقالي مع الحلفاء حتى آخر نقطة لا تتعارض مع مبادئ تأسيسه، وإن حمل غصن الزيتون ومد يده للسلام، فهذا لا يعني بالضرورة أنه سيضع البندقية؛ لأن عدوه غادر وناقض للعهود، الحذر سيكون استراتيجية الانتقالي في المرحلة القادمة".

 

اصطفاف عربي ودولي

فيما قال الكاتب والمحلل السياسي الجنوبي بدر قاسم لـ"الأمناء": "الانتقالي استطاع إدارة الحربين باقتدار عالٍ يحمل على الاعتقاد على أن الانتقالي ليس وحيدا في مواجهة آلة الإخوان".

وأضاف: "يصطف الانتقالي إلى جوار اصطفاف عربي يهمه الحفاظ على أمنه القومي من دول إقليمية بعينها إلى جوار اصطفاف دولي يهمه أمن هذه المنطقة الحيوية وضمان تأمينها من التهديدات المحتملة وتمكن الإرهاب منها. على صعيد حربه العسكرية من الواضح اختيار الانتقالي لمكان المعركة الواقعة في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين زنجبار وشقرة، بالعودة إلى الوراء لرصد تاريخ وقوع الانتقالي على خيار المكان، سنجده وقع بعد معركة أغسطس 2019م، والتي أجبر فيها الانتقالي قوات حكومة الإخوان على الانسحاب من زنجبار والتموضع في شقرة وجبال العرقوب، منذ هذا التأريخ والانتقالي يتخذ تموضعه العسكري الماثل الآن في جبهة منطقة الشيخ سالم والطرية. جاء تموضع الانتقالي الدفاعي متزامنا مع المشاورات الأولى لاتفاق الرياض، وعندما سعت الجماعة الإخوانية لإفشال الاتفاق عسكريا لعب هذا التموضع الدفاعي دورا كبيرا في كبح جماح انقلاب الإخوان على الاتفاق".

وتابع: "الإبقاء على مسرح عمليات الحرب مستقرا أعطى الانتقالي فسحة لخوض حربه السياسية المتمثلة باشتراط تنفيذ الشق السياسي من اتفاق الرياض بأريحية تامة".

 

إعادة احتلال الجنوب

أما الكاتب صالح الدويل فيرى أن محاولة الإخوان المسلمين إعادة احتلال الجنوب تسببت في فتح جبهتين متوازيتين مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال لـ"الأمناء": "مشروع الإخوان آخر مشاريع إعادة احتلال اليمني للجنوب فهم الآن أشد القوى عداوة للجنوب باعتبارهم القوة اليمنية الأكثر تنظيما والأوسع انتشارا في مؤسسات الشرعية، اختطف حركة الإخوان قرار الشرعية واستطاعت أن تتمدد عبر مؤسساتها وتفرض سطوتها ونفوذها الكاملين على مفاصل القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في الحكومة الشرعية".

وتابع: "هذا الوضع وهذه المحاولة لإعادة احتلال الجنوب جعل الانتقالي يخوض حربين، إحداهما عسكرية، أبرز جبهاتها شقرة في أبين وجبهات أقل سخونة بالمحافظات التي اجتاحها الإخوان بدعم من بعض دول التحالف. الحرب الأخرى سياسية يديرها الانتقالي بصبر ولن يفرط فيها أو يقدم تنازلات في مسار المفاوضات تجعل اتفاق الرياض سيفا بيد جماعة الإخوان. يسعى الانتقالي لكشف زيف الإخوان المتسترين بشرعية هادي وهو ما يجعلهم – أي الإخوان- يستميتون في حربهم ضد الانتقالي كي لا ينكشف استخدامهم لمؤسسات الحكومة الشرعية من أجل أجندتهم الخاصة".

 

جدارة الانتقالي

وفي ختام لقاءاتنا، أكد السياسي والناشط الجنوبي وليد حمدين اليافعي أن الانتقالي برهن على جدارته في تمثيل شعب الجنوب وحمل قضيته.

وأضاف: "أثبت المجلس الانتقالي جدارته بحمل القضية الجنوبية وتمثيل الشعب الجنوبي في كل المحافل الدولية، هذا الكيان الذي ولد من رحم المعاناة الجنوبية وجاءت قياداته من الميدان ومن بين أوساط الشعب، استطاع الصمود عسكريا أمام كل محاولات الزحف والتحشيدات العسكرية الضخمة للحكومة التابعة للإخوان والقادمة من عمق الشمال ومعسكرات المنطقة العسكرية الأولى، حاولت هذه الحكومة الفاقدة للشرعية أن تلوي ذراع الانتقالي وتغير الواقع العسكري، في محاولة بائسة للقضاء على اتفاق الرياض، فانصدمت بصمود أسطوري للقوات الجنوبية التي التزمت تموضعها الدفاعي في مختلف الجبهات في محافظة أبين، لأجل إنجاح اتفاق الرياض وتجنيب الوطن حروبا عبثية مع ميلشيا الحكومة الإخوانية، التي كان يجدر بها أن توجه جحافلها لحربها مع الحوثي وتحرير الشمال".

وتابع: "الصمود العسكري الكبير للانتقالي بأبين، وكسبه الجولة العسكرية في سقطرى وتحريرها، انعكسا إيجابًا على واقع الانتقالي السياسي بالرياض مما مكنه من وضع شروطه وحشر الحكومة المهزومة في زاوية ضيقة، فكسب الانتقالي حربه السياسية عبر اتفاق الرياض الذي حاولت هذه الحكومة إفشاله في هجومها العسكري الواسع على أبين".

http://alomana.net/details.php?id=120046