2020-07-14 19:40:12
تقرير خاص لـ"الأمناء" يرصد أبعاد التصعيد الشعبي بحضرموت وموقف الرياض وخيارات الانتقالي والشرعية

يبدو أن اتفاق الرياض يمشي نحو طريق مسدود بين الشرعية والانتقالي، بعد رفض الجناح الإخواني داخل الشرعية تنفيذ البند السياسي وفقًا لأهداف سياسية خارجية تخطط لإفشال الاتفاق الذي ينهي دور حزب الإصلاح سياسيا وعسكريا.

تحركات الشرعية في شقرة والتعزيزات التي وصلتها مؤخرا من شبوة ومأرب وأيضا الحشد في تعز من قبل الحشد الإخواني الممول من قطر وتركيا يشير إلى أن الاتفاق مصيره الفشل إن لم يكن هناك تدخل حازم للمملكة الضامنة للاتفاق.

نجاح اتفاق الرياض لا يخدم حزب الإصلاح الإخواني إطلاقاً، بل ينهي نفوذ الحزب المسيطر على قرار الشرعية سياسيا وعسكريا ولهذا يعمل على إفشاله ويحشد عسكريا في شقرة وتعز لتفجير الوضع مرة أخرى.

ورغم تأخير الشرعية  ومماطلتها لتنفيذ الاتفاق إلا أنها كانت الخاسر الأكبر، حيث أعلن الانتقالي الإدارة الذاتية في الجنوب، القرار الذي تسبب بتفجير الوضع عسكريا في شقرة من قبل الإصلاح الذي أزعجهم القرار ووجه لهم صفعة كبيرة.

لم تنجح الشرعية الإخوانية عسكريا في شقرة خلال أكثر من خمسين يوما من المعارك، وخسرت كثيرا من قواتها وقياداتها البارزة بين قتيل وجريح.

لم تكن الهزيمة التي تلقتها مليشيات الإخوان في شقرة من القوات الجنوبية وحدها، بل إن هناك صفعة انتقالية كبيرة ثانية تلقتها الشرعية الإخوانية، وهي خسارة محافظة وجزيرة سقطرى الاستراتيجية لصالح المجلس الانتقالي، حيث تمكنت قواته من السيطرة عليها وإعلان الإدارة الذاتية فيها.

 

حضرموت على الموعد

تتجه أنظار الجنوبيين صوب مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت، خلال الأيام القادمة، يوم السبت، حيث ستحتضن فعالية كبرى تحت شعارات الرفض للإساءة لقوات النخبة الحضرمية التي هي أهم وأعظم منجز بالنسبة للحضارم، وتنفيذ الإدارة الذاتية ووقف صادرات النفط والإسراع في صرف مرتبات قوات النخبة الحضرمية وتمكينها من الانتشار على أراضي حضرموت، وصرف مرتبات الموظفين والمتقاعدين، ووقف غلاء الأسعار والتلاعب الحاصل في ظل غياب الرقابة الجدية التي أفسحت المجال أمام التجار لكسب أرباح غير مشروعة من المواد الغذائية، وخصوصاً الأساسية منها، وحالياً تجري التحضيرات لاستقبال ذلك الحدث الكبير المرتقب في الجنوب بمدينة المكلا التي باتت على أهبة الاستعداد لتلك اللحظة.

وأقرت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت في اجتماعها الاستثنائي الخميس الماضي تنظيم فعالية جماهيرية كبرى رداً على إساءات أطراف في الشرعية لقوات النخبة الحضرمية ومماطلتها في تنفيذ اتفاق الرياض.

وقال الباحث الحضرمي سعيد بكران: "إذا احتاجت الشرعية الإخوانية لجرعة جديدة تشبه جرعة سقطرى ستجدها، لكن قد تتسبب الجرعة العلاجية القادمة بوفاة المريض بالنظر لحال الشرعية بعد جرعة سقطرى". مؤكدا أن الجرعة القادمة ستكون أشد وأكبر وأعمق.

ويؤكد تعليق بكران أن هناك تحركات للقيادات الجنوبية بحضرموت لإعلان الإدارة الذاتية وتوجيه ضربة قاضية إلى الشرعية وقطع فساد القوى المهيمنة على موارد المحافظة ونفطها منذ حرب 94م.

ويرى مراقبون أن الدعوة التي أطلقها الانتقالي الجنوبي للاحتشاد يؤكد أن مليونية حضرموت القادمة لا تقل أهمية في قيمتها عن كسر العدو في شقرة.

 

بن بريك: نكون أو لا نكون مع الإدارة الذاتية لإدارة مواردنا وقطع يد الفساد

وقال بن بريك على تويتر: "إلى أهلي في حضرموت وادياً وصحراء وساحلاً، يوم السبت القادم أدعوكم إلى الوقوف وعلى قلب رجل واحد مع الإدارة الذاتية للجنوب لتوفير الخدمات والمرتبات لقواتنا المسلحة الجنوبية والأمن والنخبة والمقاومة وكافة القطاعات المدنية والخدمية".

وأضاف بن بريك: "نكون أو لا نكون مع الإدارة الذاتية من أجل إدارة مواردنا وقطع يد كل العابثين والفاسدين بها، وعلى الجميع التصدي وإفشال أي دعوات مشبوهة ومناهضة للإرادة الشعبية، من قبل القوى المعادية المستفيدة من نهب ثرواتنا، والداعمة للإرهاب ومليشياته الإخوانية، مهما كان الثمن".

 

ينجح الانتقالي بانتزاع الشرعية الفاسدة من الجنوب

السيطرة على حضرموت وإعلان الإدارة الذاتية فيها هدف يخطط له الانتقالي وأيضا يخطط للسيطرة على باقي المحافظات الجنوبية وإعلان الإدارة الذاتية وعلى رأسها المهرة وشبوة إلى جانب حضرموت.

ويسعى الانتقالي الجنوبي إلى توسيع عمل الإدارة الذاتية ودوائرها وتشكيل حكومة جنوبية لإدارة شؤون المحافظات الجنوبية بعيدا عن الحكومة الشرعية المختطفة من قبل حزب الإصلاح الإخواني.

وقال الصحفي ماجد الداعري إن ‏الانتقالي يبدأ مشاورات سرية لتشكيل حكومة جنوبية مؤقتة لإدارة الوضع الخدماتي والأمني في الجنوب.

وأكد الداعري أن خطوة الانتقالي تأتي مع استمرار تعثر مشاورات تنفيذ اتفاق الرياض وتعنت الشرعية عن تقديم تنازلات حقيقية لاستيعابه بحجم الشعب والأرض التي يسيطر عليهما جنوبا والمكاسب السياسية والعسكرية التي حققها كجزء من التحالف.

وتتعالى الأصوات الإخوانية مؤخرا بعد نجاح الانتقالي في إدارة المعركة مع الشرعية سياسيا وعسكريا في الجنوب رغم رفض الشرعية تنفيذ اتفاق الرياض ووقف هجومها على أبين.

حزب الإصلاح الذي استخدم الشرعية غطاء شرعيا لتمرير مشاريع الأتراك وعبر رئيس دائرة إعلامه علي الجرادي قال إن هناك تحرك دولي وإقليمي لإزاحة الرئيس هادي من المشهد السياسي واستبداله بأي صيغه توافقية أخرى.

ويؤكد الجرادي أن التحرك ليس ضد الرئيس هادي كشخصه، لكن لإزاحة شرعيته التي يسيطر عليها حزبه الإخواني ويستخدم شرعية هادي لمصالح تخدم مشروعا إرهابيا يعارض المشروع العربي الذي تقوده السعودية.

 

موقف الرياض من تصعيد الانتقالي شعبيًا بحضرموت

كشف المحلل السياسي الأردني وحيد الطوالبة عن موقف الرياض من التصعيد الشعبي من قبل الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت.

وقال الطوالبة على تويتر: "إن ‏الرياض سمحت للانتقالي بالتصعيد شعبيا في حضرموت وعسكريا وأمنيا وإداريا في عدن".

وأضاف الطوالبة: "الانتقالي سيعلن السيطرة الذاتية على كافة المرافق والمؤسسات الحكومية في محافظات الجنوب تمهيدا لإعلان حكومة محلية مؤقته لإدارة إقليم الجنوب".

ويرى مراقبون أن المملكة العربية السعودية تتخذ موقف الحياد في الصراع بين الحكومة الشرعية وبين المجلس الانتقالي الجنوبي ولم تعلن بشكل رسمي وقوفها إلى جانب طرف، على الرغم أن تدخلها في اليمن جاء بطلب من الشرعية اليمنية ضد الانقلاب الحوثي، ولكن الرياض ترى في الانتقالي الجنوبي حليفًا صادقا ضمن القوى الفاعلة على الأرض المؤيدة لشرعية الرئيس هادي ومشروع التحالف العربي وضد الأطماع الإيرانية والتركية.

ويعتبر اتفاق الرياض مخرجا لجميع أطراف الصراع في الجنوب، حيث يعطي للجنوبيين نصف الحكومة، فيما الشرعية النصف الآخر، إلا أن الشرعية ترفض إشراك الانتقالي الجنوبي في الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا.

 

ترحيب دولي

ويحظى الانتقالي الجنوبي بترحيب دولي وإقليمي، حيث يعتبر قوة فاعلة على الأرض، وحقق نجاحات عسكرية ضد الحوثيين والإرهاب.

وأكد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون أنه يجب على الرئيس هادي تقديم تنازلات لاستيعاب الانتقالي الجنوبي في الحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا بأن  "الانتقالي أصدقاؤنا ولديه مكتب بلندن ونتعامل مع قيادة المجلس كجزء من القوى اليمنية ولهم دور كبير في المجتمع اليمني وخاصة الجنوب".

وفي افتتاحيته شن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية هجوما لاذعا على الرئيس عبدربه منصور هادي، مشيرا إلى أن هادي يبذل قصارى جهده لعدم التوصل إلى نهاية للصراع في اليمن وحرصه على عدم اتفاق الرياض بهدف رأب الصدع بينه وبين خصومه في المجلس الانتقالي.

 

صدام عسكري متوقع بين الطرفين

وأكد الصحفي عبدالخالق الحود، المقرب من قيادة الانتقالي الجنوبي، أن الأمور في طريقها إلى التصعيد وهو الحسم.

وأضاف الحود: "في كل جولات الحروب السابقة فٌرضت علينا فرضا ولسنا دعاتها، ولأننا أصحاب الأرض وقوتنا الحق سننتصر".

إلى ذلك كشفت مصادر خاصة في الرئاسة أن ناصر عبدربه، نجل الرئيس، يعمل على إفشال الاتفاق وإلى عدم التوصل لحل مع المجلس الانتقالي، وفي الوقت نفسه حرك جناح الإخوان داخل الشرعية القوات العسكرية في أبين للتحشيد وقصف مواقع القوات الجنوبية، ويأتي ذلك بالتزامن مع حشد إخواني في تعز لإسقاط التربة والحجرية.

http://alomana.net/details.php?id=120030