2020-07-07 20:37:25
ناطق محور الضالع فؤاد جباري يروي لـ"الأمناء" قصة صمود وكفاح المقاتلين في الجبهات

الضالع الصخرة التي تحطمت عليها مطامع أعداء الجنوب

خسر الحوثي قرابة أربعة آلاف عنصر  بين قتيل وجريح بينهم (5) خبراء إيرانيون

عقيدتنا القتالية سر انتصاراتنا ونواجه عدوًا يستخدم الدين كغطاء

 

لأكثر من عام ونصف تشهد جبهة شمال الضالع أعنف المعارك بين القوات المسلحة الجنوبية وميلشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، معارك هي الأقوى منذ حرب تحرير الجنوب في عام 2015م، شن الحوثيون هجومهم الثاني على بوابة الجنوب الضالع مع بدايات العام المنصرم لتستعر المعارك على طول الشريط الحدودي للضالع مع محافظة إب وتعز اليمنيتين، من جبال "تورصة" في "الأزارق" إلى "مشاريح حجر" وتخوم "الحشاء" و"مريس" التهبت الحرب وعزفت المدافع والرشاشات سيمفونية الفداء والتضحية.. جبال من الرجال وقفت تقاتل من على جبال الضالع الشماء لتسطر لوحة الكرامة والدفاع عن أرض الجنوب بدماء زكية طاهرة، صدت الضالع غزوا شماليا هو الثالث بعد غزو يوليو 94م الفاشي وغزو 2015م البربري.

وفي هذا الحوار تسلط "الأمناء" الضوء على قصة الصمود الأسطوري في جبهة شمال الضالع، وكيف صدت القوات المسلحة الجنوبية الغزو الثالث للضالع وكيف انكسر زحف الحوثيين على أسوار قلعة الجنوب ومعقل الشهداء "الضالع" ضلع الجنوب الذي لا يلين، حيث أجرينا حوارا مع المتحدث الرسمي لجبهات محور الضالع القتالي الإعلامي فؤاد جباري الذي يروي لنا قصة الصمود هذه التي عايشها كناطق إعلامي لمحور الضالع.. فإلى نص الحوار:

 

"الأمناء" حاوره / يعقوب السفياني:

 

  • أهلا وسهلا بك أخي الإعلامي فؤاد جباري.. بداية ممكن تعطينا لمحة عامة عن الوضع العسكري في جبهة شمال الضالع في الوقت الراهن؟ وإلى أين وصلت القوات الجنوبية؟
  • أولا حياكم الله جميعاً في أسرة صحيفة "الأمناء"، هذه الصحيفة التي رافقت مسيرة ثورتنا السلمية ثورة الحراك الجنوبي منذ انطلاقتها، وكانت منبراً إعلامياً مهماً في تغطية أخبار الجنوب ولا زالت في صدارة المنابر والوسائل الإعلامية إلى الآن.

بالعودة إلى سؤالك، فالوضع في مختلف جبهات محور الضالع خلال الآونة الأخيرة يشهد احتدام للمعارك من وقت لآخر بين قواتنا المسلحة الجنوبية ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران.

المليشيات الحوثية وبعد استقدامها تعزيزات لعناصرها في الأسبوعين الماضيين حاولت قبل أيام شن عدد من الهجمات في عدد من القطاعات، وزجت بالعديد من عناصرها في زحوف مستميتة وهجمات متفرقة ومحاولات تسلل متكررة في مواجهات كانت الأعنف خلال الأيام الماضية، وكل محاولاتها تلك باءت بالفشل.

القوات المسلحة الجنوبية واجهت كل تلك المحاولات والأنساق الهجومية بهجمات مضادة وكذا كمائن وعمليات نوعية عند كل مرة تحاول فيها هذه المليشيات التقدم، وهو الأمر الذي كان يربك كل خطة هجومية تقوم بها المليشيات ويفقد توازن نسقها الهجومي وتكبدها خسائر كبيرة تمثلت بمقتل وجرح العشرات بينهم قيادات ميدانية أبرزهم المدعو علي عبدالله عبدالملك السيد وهو أخو محافظ تعز المعين من قبل مليشيا الحوثي المدعو مراد السيد، والذي لقي مصرعه على يد أبطال كتائب الشهيد العشوي في قطاع الثوخب شمال شرقي مديرية الحشاء.

وهناك خسائر في المعدات تكبدتها المليشيات الحوثية خلال الأسبوع المنصرم تمثلت بإحراق دبابة واعطاب جرافة وإحراق عدد من الآليات القتالية بعد إصابتها بشكل مباشر من قبل سلاح الدروع.

القوات الجنوبية باتت اليوم على تخوم المناطق الجنوبية لمحافظة إب اليمنية بعد توغلها في مناطق واسعة كانت تتبع إدارياً هذه المحافظة من سابق، وباتت تقرع البوابة الشرقية لمحافظة تعز عبر توغلها في مناطق باهر بمديرية ماوية، بعد أن تم تأمين كل المناطق الجنوبية في الضالع بشكل تام.

 

  • هذه الجبهة المشتعلة تجاوزت عاما ونيفا منذ اشتعالها.. ما أبرز ما تم تحقيقه؟
  • نعم، المعارك بدأت شمال مديرية قعطبة بداية فبراير من العام الماضي، بعد أن أعلنت المليشيات الحوثية معركة ما تسمى "النفس الطويل" والتي رفعت شعار "قادمون يا عدن"، وحشدت لها الآلاف من أنصارها والمئات من المعدات، وكان عندها إيمان مطلق متمترسة خلف العدد والعتاد وواثقة باقتحام الضالع وصولاً إلى العند ثم عدن، لكنها فوجئت بأنها أدخلت نفسها في فوهة بركان التهمت كل قواها وانكسرت وفشل كل أهدافها.. ولهذا فإن أبرز ما تحقق في "معركة قطع النفس" التي أعلنتها القوات الجنوبية هو إفشال هذا المخطط المتمثل بالوصول إلى عدن عبر اجتياح الضالع، وكذا الانكسار الكبير لهذه الحشود وهذه المعدات التي أصبحت مغنم لدى قواتنا، وتكبد مليشيا الحوثي أكبر الخسائر وتلقت أسوى وأمر الهزائم في تاريخها، وقد خسرت المليشيات ما يقارب أربعة آلاف من عناصرها بين قتيل وجريح، من بينهم 5 خبراء إيرانيين تم تشييع جثثهم في صنعاء بمراسم رسمية من قبل قيادة هذه المليشيا.

ومن أبرز ما تحقق هو تطهير عشرات الكيلومترات شمال وغرب مديرية قعطبة والتوغل فيها وصولاً إلى حدود العود إب والحشاء، وكانت معركة (8 اكتوبر) الماضي هي المعركة التي كانت بمثابة الضربة القاضية التي وجهت للمليشيات الحوثية وفقدت فيها مناطق واسع بما فيها من معدات ومعسكرات وغرف عمليات وغيرها.. ومن أهم ما تحقق خلال هذه المعركة هو البنية التحتية التي حصلت عليها القوات المسلحة الجنوبية من الجوانب اللوجستية والتنظيمية وكذا الخبرات القتالية الواسعة إضافة إلى تدريب وتأهيل آلاف المقاتلين وإنشاء عدد الوحدات العسكرية.

قواتنا اليوم باتت أكثر تنظيماً وأكثر تدريباً وأكثر كفاءة من أي وقت مضى وتدير المعركة بخبرات عسكرية وحنكة قتالية عالية وتتحكم في سير المعارك، وباتت قادرة على التحرك في أي وقت وفي أي مكان شاءت بتوجيه ضربات قاصمة لهذه المليشيات، وعندها القدرة على سحق المليشيات وتطهير المناطق التي تسيطر عليها في إب وتعز لولا أنها تتحرك وفق أطر سياسية وعسكرية بتوجيه من القيادة السياسية والعسكرية في المجلس الانتقالي.

 

  • ما نوع العدو الذي تواجهونه في جبهة الضالع؟ وما هي أساليبه؟
  • طبعاً المليشيات الحوثية كما هو معروف أنها مليشيات طائفية، تستخدم غطاء الدين في كل أمورها السياسية والعسكرية وغيرها، لذلك نواجه عدو ذات فكر طائفي وشحن سلالي وعنصري مقيت، ونتيجة لهذا الشحن نواجه قطعان من المغرر بهم من يؤمنون أنهم يقاتلون باسم الدين وباسم الله، ويؤمنون أنهم اتو إلى الضالع لمقاتلة أمريكا وإسرائيل حسبما يتم تغذية أفكارهم من قبل هذه المليشيا السلالية الطائفية، وهذا ما نلمسه من أسراهم عندما يتفاجؤون حينما نأسرهم أن من يقاتلهم هم مسلمون ومن أبناء الضالع، عكس ما يتلقوه من شحن من هذه المليشيا، أما أساليب هذا العدو في الحرب فهو يعتمد أولا على الحرب الإعلامية بنسبة 70% من معركته، أما ميدانيا فيعتمد اسلوب حرب العصابات في كل جولاته، أبرزها عمليات التسلل والإغارة والقنص والألغام والعبوات الناسفة.

 

  • اشرح لنا نقطة الجغرافية الجنوبية للضالع وكيف أن الحوثيين لم يتمكنوا من دخول الضالع قبل 22 مايو وإنما دخلوا مناطق شمالية تم ضمها للضالع؟
  • الضالع كما يعرف الجميع أنها كانت مديرية تابعة لمحافظة لحج، وبعد الدخول في ما يسمى بالوحدة "المشؤومة" مع العربية اليمنية، جاء قرار إعلان الضالع كمحافظة من تسع مديريات، خمس منها جنوبية وهي (الضالع وجحاف والأزارق والحصين والشعيب) وتم ضم أربع مديريات شمالية (جبن و قعطبة ودمت والحُشاء) وهي مديريات تم اجتزائها من محافظات البيضاء وإب وتعز، أما سبب دخول المليشيات الحوثية بعض المديريات الشمالية مثل دمت والحشاء فقد كان نتيجة لوجود تسهيلات قدمها لهم بعض المشائخ الذين تم إغراؤهم بالمال، وكذا التسهيلات التي قدمتها بعض الأحزاب لأهداف سياسية، ونتيجة أيضاً لوجود بعض الحاضنة الشعبية من الانتماء السلالي لهذه المليشيات، وخنوع أغلبية الأهالي وخوفهم من بطش هذه المليشيات، كل هذه العوامل كانت مساعدة في تسهيل تمدد مليشيا الحوثي في المديريات الشمالية المذكورة، والتي لم تكن موجودة في المديريات الجنوبية نتيجة لعدم وجود ولا 1 % من هذه العوامل فيها.. أيضا نتيجة للاختلاف الكبير في الطابع القبلي والمجتمعي والطائفي والسياسي وغيره الذي رفض ونبذ هذه المليشيات من أول يوم بقوة السلاح، ولا ننسى أن الظلم الذي أحدثته الوحدة والروح الثورية التي أوجدتها الثورة الجنوبية منذ ما بعد حرب صيف 94 ابتداء بحركات موج وحتم وصولا إلى ثورة الحراك حتى يومنا هذا، هذه الحركة الثورية الجنوبية عملت على صنع روح قتالية عالية دفعت بأبناء المديريات الجنوبية بالضالع إلى قتال هؤلاء المليشيات الحوثية بكل بسالة باعتبارهم قوات احتلال إضافة إلى ما سبق ذكره.

 

  • من أين يأتي جنود العدو المغرر بهم بالذات؟ هل فعلا ذمار وإب مصدر لهؤلاء؟
  • تتخذ هذه المليشيات في عملية جلب المقاتلين عددًا من الطرق منها التعبئة العامة وفرض القتال الإجباري أي على كل أسرة إرسال مقاتل أو دفع تكاليف مقاتل شهرياً كفدية، وتعتبر محافظتي ذمار وإب بيئة خصبة لرفد المليشيات بالمغرر بهم، إضافة إلى صعدة وعمران.

 

  • هل لدى المقاتلين ما يكفيهم من المؤن والذخيرة؟ وهل تصرف لهم رواتبهم؟
  • في الحقيقة لا أود الخوض في هذا الجانب لأسباب تتعلق بالجوانب العسكرية، مع أن الجميع يعرف وضع المقاتلين في جبهة الضالع من ناحية الاهتمام بالمقاتلين والدعم اللوجستي، لكن سأجيبك عن سر تحقيقنا للانتصارات في ظل هكذا وضع، وهو اننا في جبهات محور الضالع نقاتل بعقيدة قتالية أن هذا العدو لا يمكن التعايش معه ولا مهادنته ولا قبوله، عدو يحمل أفكارًا مختلفة ومعتقدات مختلفة، وسياسة مختلفة، لذلك نقاتل دفاعاً عن النفس والدين والعرض والأرض والوطن والكرامة والعزة، وعن هدف ضحى ويضحي من أجله هذا الوطن بآلاف الشهداء وهو التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، إضافة إلى قتالنا هذا العدو دفاعاً عن عروبتنا، وهذا هو سر انتصاراتنا رغم هذه الظروف.

 

  • سمعنا عن حملات شعبية في الضالع لدعم الجبهة ووجبات إفطار لهم في رمضان، حدثنا عن التفاعل الشعبي مع المقاتلين؟
  • نعم، هذه الحملات لم تكن في رمضان فحسب، ولكن أتت امتداداً لعدد كبير من القوافل الغذائية التي سيرها الأهالي من مختلف مناطق الضالع والتي تحمل مؤن غذائية ودعم مالي و لوجستي وغيره، ولا ننسى القوافل التي سيرها ابناء الجنوب من شبوة وأبين وردفان ويافع وعدن وغيرها.

أما وجبات الإفطار التي نظمت في شهر رمضان، فهي عبارة عن وجبات تعدها الحرائر في البيوت، وقد شهدت إقبال وتفاعل كبير من قبل الأهالي وصلت إلى التنافس بين المناطق إلى نحر الثيران والتنوع في تقديم ألذ الوجبات للمقاتلين، وكانت مشاهد تنم على حجم الوطنية عند هؤلاء الأهالي ومدى الاهتمام الكبير بالمرابطين في الثغور، والذي أوجه باسمي ونيابة عن كافة منتسبي جبهات محور الضالع لهؤلاء الأهالي وكل الحرائر اللواتي شاركن في إعداد هذه لأطباق الشكر والتقدير وتحية بحجم الوطن تخص كل من شارك وأعد ونظم على رأسهم العميد فؤاد التهامي الذي كان بمثابة الداينامو لهذا العمل.

 

  • اذكر لنا محطات من عملك كناطق رسمي لمحور الضالع القتالي شهدت فيها على بسالة القوات الجنوبية؟
  • لا شك أن كل النزالات التي خاضتها القوات المسلحة الجنوبية في جبهات محور الضالع كانت معارك بطولية بامتياز، فالمليشيات دفعت بأشجع مقاتليها من كتائب الحسين والصماد والموت وغيرها، وهي كتائب انتحارية إن صح التعبير، فكان كل نزال تبدي فيه قواتنا بسالة غير عادية، لكن كان أشرس المعارك وأبرز المشاهد البطولية هي المعارك التي دارت في وسط مدينة قعطبة ونقيل الشيم وشخب وحجر ومعركة الجب في الـ(9،10) من أكتوبر من العام الماضي، وكذا معارك جبهة المشاريح.

كما أسلفنا كل النزالات كانت معارك بطولية، لكن ما ذكرناه كانت تعتبر معارك كسر عظم ومعارك وجود ومعارك مصير نتقاتل مع هذه المليشيات الحوثية الانتحارية وجها لوجه ومن مسافة صفر.

 

  • سم لنا قيادات بارزة في جبهة الضالع قادوا القوات الجنوبية لانتصاراتها العظيمة؟
  • بصراحة هذا من أصعب الأسئلة التي توجه لي؛ لأن هذه المعركة اشترك فيها الجميع من الجندي العادي إلى أكبر قائد في المحور، حتى الأهالي كان لهم دور كبير فيها إما بالقتال أو بالدعم والوقوف إلى جانب الأبطال، لذلك أخاف أن تخونني الذاكرة وأذكر شخصا وأنسى الآخر، لكن دعني أوجه تحية وطنية إلى جميع منتسبي جبهات محور الضالع قيادة وأفرادا من مريس شمالاً مروراً بقعطبة وحجر حتى تورصة الأزارق على الحدود الجنوبية الغربية مع محافظة تعز، وأقول لهم: لقد كنتم ولا زلتم السور الحصين والدرع الواقي والصخرة الصماء للضالع، وكنتم خير حراس للبوابة الشمالية الغربة للوطن الجنوبي، وبكم تحطمت أطماع الفرس وملالي إيران وعبيدها، وكنتم خير ناصر ومنتصر للمشروع العربي الكبير الذي أتى به التحالف العربي بقيادة المملكة ودولة الإمارات.

وأوجه تحية لقيادتنا السياسية والعسكرية في المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذا قيادة التحالف العربي على الدور الكبير والدعم اللا محدود والموقف الأخوي البطولي المشرف الذي أبدوه إلى جانبنا، لذلك نقول لهم إننا معهم يداً بيد حتى يتم بتر اليد الفارسية التي امتدت لتطال بلداننا العربية، وإن بنادقنا إلى جانبهم في أي مكان وزمان، كما تحدث بذلك سيادة الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي.

http://alomana.net/details.php?id=119375