الشهداء هم الذين عرفوا طريق الحق والجهاد وما رضوا بغيره طريقاً وهم الذين نظروا بعينهم أن لا عيش في هذه الدنيا الا عيش الاحرار.
تهل علينا الذكرى الخامسة لأستشهاد اسد الصحراء وبطل النزال ، وصنديد ميادين الوغى القائد البطل العميد الركن طه علوان البوكري البوكري ، قائد جبهة خرز الجحار ومطلق اول شرارة المقاومة الجنوبية ،الذي رسم ملحمة تاريخية سطرها في مشهد لم يشهده العالم في العصر الحديث.
اننا إذ نستذكر هذه الملحمة التاريخية لنستلهم منها العبر والدروس من متانة الموقف الذي وقفه هذا القائد العظيم في وجه مليشيات الظلم والطغيان ، وكذلك لكي لاننسى فإننا مطالبون لإحياء هذه الذكرى العظيمة لتبقى ذاكرة الأجيال القادمة
في يوم الاتنين الموافق 24 من ابريل 2015 خيم الظلام في سماء الوطن في ذلك اليوم وطاف الحزن و الاسى على قلب كل من سمع نبا استشهاده الذي نزل كصاعقة صعقت القلوب الماً واحرقت الفؤاد لهبتاً وسالت العيون انهاراً من الدمع وبللت كل خداً ولحية بكى لمقتلة كل رجلاً و امرأة كل شيبة وشاب وكهلاً وكل طفلاً ورضيع وكل اخاً وصاحب وكل صديقاً وعزيز وكل غالي.
ايها الشهيد البطل ابا هيثم بكت قلوبنا الما وتقطعت حزناً فقلوبنا ذرفت دموع دماً واعيننا ذرفت دمعها انهارا في ذلك اليوم الكئيب فان العين لتدمع والقلب ليحزن على فراقك يا ابا هيثم ولكنها مشيئة الله اخذتك الى الفردوس الأعلى وخلال سنواتك الخمس في رحاب الخالدين لم تغب عن اذهان الكثر فذكرك يترنم واسمك تتغنى به الافواه ولم تغب عن الكل لحظة فاثرك باقي وكبير ومكانك شاغر تركت برحيلك ثغرة يصعب سدها وملئها.
لشهيدنا البطل تاريخ بطولي مشرف منذو انخراطه في السلك العسكري في نهاية الستينيات ، إضافة إلى مواقفه الثابته والبطوليه في حرب94 حينما كان آنذاك اركان حرب لواء باصهيب ، وصمد واستبسل وقاتل قوات صالح الى اخر طلقه في مسدسة ، وحينما تلقى اتصال هاتفي من الرئيس علي عبدالله صالح يخاطبه بوقف إطلاق النار ، رد عليه بكل شجاعة وأنفة وعزة اننا أتلقى اوامري من وزارة الدفاع ووزيرها هيثم قاسم طاهر واغلق المكالمة ، وقاتل إلى أن نفذت ذخيرة وأخرج مسدسة وقاتل إلى آخر طلقة فيه ليوقع بعد ذلك اسيراً بيد بيد قوات علي عبدالله صالح، وحينما قابله الرئيس صالح في الاسر سأله قائلاً يا صبيحي لو انكم انتصرتم ماذا فاعلون ، ورد عليه الشهيد البطل طه علوان البوكري بكل شجاعة وأنفة وعزة وكبرياء لو انتصرنا سنجعل من جماجمكم منافل لسجائر الاحرار...ياله من قائد شجاع ورجل صنديد، لم يخاف أو يرهب وهو في يد ذلك الرجل ، بل رد بكل شجاعة وأنفة دون أن تهز له شعره من راسة.... حقاً أنه رجل من الرحال العظماء النادرين في زمننا هذا.
في مثل هذا اليوم الأغر رسم شهيدنا البطل ابا هيثم اروع الملاحم البطولية نحتت على جبل المخانيق دروس وعبر ومواعض في الشجاعة والبطولة والبسالة والتضحية والفداء وخطها بأحرف من دمة الطاهر وترك لنا مدرسة لتتعلم منها الأجيال القادمة معاني البطولة والتضحية والفداء والدفاع عن الأرض والعرض والدين.
ولتعرف بان هنالك في ذلك المكان بطلا وليثا تقدم صوب وكر القرود الأتية من كهوف مران لكي تستقر في ارض الصبيحة لتذل قوم ذلك الارض وتستعبدهم، فأبى شهيدنا البطل ذلك القانون الذي تريد تلك المليشيات ان تفرضه على قوم رضعوا العزة والحرية والكرامة من اثداء امهاتهم اللاتي ارضعنهم حليب العزة والكرامة والشجاعة منذ ولادتهم وفطمتهم على البندقية والقتال والصمود والاستبسال.
ففي جبل المخانيق ترك لنا الشهيد مدرسة عظيمة وما من رجل يمر تلك الطريق الا ويتوقف ليتأمل مكان استشهاد ذلك البطل ويقرأ الفاتحة على روحه ويدقق بكل تأمل واندهاش كيف استطاع الشهيد البطل طه علوان ورفاقه من جميع قبائل الصبيحة من طرد المليشيات الحوثية من منطقة الخور العميرة وجبال خرز الى منطقة الجحار بأسلحتهم الشخصية "الكلاشنكوف" بينما العدو يمتلك اقوى الاسلحة المتطورة والدبابات.
بل ما يجعل المرء يطيل في تأمله ويطرق راسة مندهشا ويرفع القبعة اجلالا وتكريماً للشهيد المقدام طه علوان ورفاقه الجريح علي حسن ثابت جشان وكل من شهد وشارك في ذلك اليوم التاريخي وتلك الملحمة الاسطورية التي سطرها الشهيد ورفاقه وكيفية التقدم الى جبل المخانيق الذي كان يعتبر مكان الامداد والتعزيز للمليشيات الحوثية ومؤخرتهم العسكرية واماكن وجود كل اسلحتهم الثقيلة بينما الشهيد ورفاقه ليس لدية الا اسلحتهم الخفيفة وبالرغم من ذلك الآ انهم في بداية المعركة الاسطورية اصابوا المليشيات بالخوف وقذفوا في قلوبهم الرعب.
حقاً لقد اعترفت المليشيات الحوثية بشجاعته وبسالة وبطولة الشهيد البطل ابا هيثم ورفاقه واصبحت ذلك الملحمة الاسطورية التي اجترحها الشهيد البطل طه علوان البوكري تحكى بها ألسن جميع افراد المليشيات ممن شهدوا ذلك اليوم عن صمود الشهيد واستبساله واستمراره في القتال ومواصلته لسير المعركة ولم يستسلم او يخضع لذلك الرصاص الذي كانوا يمطرون به المليشيات في جميع اماكن تمترسه والذي استخدمت فيه المليشيات حتى مضاد للطيران في محاولة منهم لإخضاع الشهيد والاستسلام الا انه رغم كل ذلك ظل صامداً شامخاً مستبسلاً.
وقد اعترف المليشيات الحوثية بان الشهيد طه علوان قاتلهم لآخر طلقة في سلاحه وعندما نفذت ذخيرة سلاحه الآلي استخدم مسدسة الشخصي وقاتلهم لآخر طلقة في مسدسه وبعد ذلك سقط شهيدا في ارض المعركة بعزة وأنفة واباء وشموخ بحريته وكرامته..... حيث قال احد افراد المليشيات بان الشهيد العميد الركن طه علوان لو كان يمتلك من الذخيرة ما يكفيه لتلك المعركة لاستطاع بعزيمة ايمانه وقوة صمودة ان يطردنا الى راس عمران في فترة زمنية بسيطة لكن نفاذ ذخيرة بندقيته هي من جعلتنا ننتصر علية في ذلك اليوم.... واعترفت تلك المليشيات الحوثية بان رحيل من امثال ذلك القائد البطل الشهيد طه علوان هو خسارة فادحة للوطن اجمع، فهو اكاديمية عسكرية في التضحية والشجاعة والصمود والاستبسال.
اباهيثم لقد نكست لمقتلك جبال الصبيحة قممها ناعيتا استشهاد ذلك البطل المغوار الغيور على ارضه ووطنه .
وفي ذلك اليوم تكحلت مناطق الصبيحة بالسواد الدامس المظلم لذلك الخبر الذي قوبل بين مصدقا ومكذب. فتارتاً تراهم يبكون وتارتاً اخرى يضحكون من هول صدمة الخبر وكثرة الالم والحزن لفقد هامه من هامات الوطن وقائد من قياداته وقائداً من قياداتة وقائدا من قيادات المقاومة الجنوبية.
فقد كان الشهيد البطل ابا هيثم اباً لكل طفلاً وراعياً لكل يتيم و اخاً لكل شاب وابناً لكل شيبة، وكان سنداً وعوناً ينصر المظلوم و يأخذ على يد الظالم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحكم بالعدل و الانصاف ويقول كلمة الحق ولو على نفسه لا يهاب لومه لائم في قول الحق.
كان وما زال الشهيد البطل ابا هيثم نبراسا وتاجاً يفخر به ابنا الصبيحة.
..كان مصباحاً يحرق نفسة لينير الدرب للاخرين فقد عمل جاهداً لاطفاء واخماد نار الفتنة في قرى الصبيحة على حساب قوته وقوت اولادة.
برحيلك ايها القائد انطفئ صوت وشعاع الحق في وطننا .... كنت رادعاً للمتملقين والابواق كان صوتك سيفاً يقصم ظهر كل خاين وافاك . رحمة الله تغشاك فقد كنت مناضل فدائياً من الدرجة الأولى وقائداً من الطراز النادر الذي بدا يضمئ وينتهي في زماننا.
والشهيد البطل طه علوان البوكري قدم روحة الطاهرة فداً للوطن وقربان رخيص من اجل الحرية والعزة والكرامة .فعلينا ان نحفظ لشهيدنا وكافة الشهداء ما قدمو من تضحيات ونجعلها نصب اعيننا ونعاهدهم بالسير قدماً نحو ما كانوا يصبوا إليه.
ابا هيثم رجل العطاء في صمت والتضحية بلا حدود....رجل التفاني والإخلاص لوطنة...رجل ضرب النموذج المشرف بتضحياته، وجسد أعظم ملاحم البطولة الفريدة وترجم انبل القيم الوطنية والأخلاقية بمبادئه ،وسجل اروع التاريخ البطولي .
سيظل اسمك مضيئاً في سجل الخالدين بقدر ماتظل تضحياتك البطولية خالدة في صفحات التاريخ ماثلة في ضمائر الاحرار تتجدد مغازيها في ذكرى استشهادك.
نسأل الله أن يرحم شهيدنا البطل ابا هيثم وان يسكنه فسيح جناته، وان يعجل في شفاء رفيق دربه الجريح الشيخ علي حسن جنشان الاغبري.