2020-01-07 21:53:52
الذكرى السنوية الـ(الخامسة) للشهيد الطالب الجامعي "حزام الثوير"

تحل الذكرى الخامسة لاستشهاد البطل حزام فهمي علي ناصر الثوير، وبهذه الذكرى ننشر لكم نبذة عن حياة الشهيد الطالب الجامعي حزام فهمي علي ناصر الثوير.

الشهيد الطالب الجامعي حزام فهمي علي ناصر الثوير أحد أبناء قرية غول سبولة، وينحدر من أسرة عريقة عُرِفت بحب الخير والإقدام، وهذه الأسرة هي أسرة "آل الثوير"، وهي أسرة ترفض الظلم والخضوع والقهر والإذلال تعشق الحرية والعزة والكرامة، تحب النضال والتضحية والإقدام منذ القدم. عُرِفت (آل الثوير) بتقديم العديد من الشهداء، كان أولهم الشهيد البطل قاسم حسين معونة، الذي استشهد وهو يقارع الاستعمار التركي أثناء محاولتهم اقتحام قرية غول سبولة تحت أحد جبالها ويدعى (جبل قمر).

ثم الشهيد البطل أحمد مثنى علي الذي استشهد في عام (١٩٥٦م) ثم تلاه الشهيد البطل قايد مثنى إسماعيل ثم تلاه الشهيد البطل شايف مسعد سعيد الذي استشهد تاريخ (١٩٦٧/٩/١٢م) في منطقه (الخداد محافظة لحج) ثم الشهيد البطل محمد صالح الطويل والشهيد أحمد عامر والشهيد عبدالله محمد عبادي والشهيد أحمد قاسم والشهيد مسعد ناصر والشهيد عبدالجبار أحمد صالح والشهيد محمد مقبل هادي والشهيد عبدالقوي قايد صالح.

قدمت أسرة الـ (الثوير) وقرية غول سبولة منذ انطلاق ثورة أكتوبر (١٩٦٧م) ١٨ شهيدًا إلى يومنا هذا وآخرهم (الشهيد حزام فهمي علي ناصر الثوير، والشهيد عبد القوي الثوير، والشهيد عبد الرحمن شايف، والشهيد علي ناصر قاسم، والشهيد محمد سالم صالح سعيد، والشهيد محمد عبد الفتاح هركلس)، وأيضا أبو الشهيد وابن الشهيد القائد فهمي علي ناصر الذي له دور كبير في النضال والتضحية منذ اجتياح واحتلال الجنوب عام (١٩٩٤م)، وكان من أوائل المشاركين في كل الساحات وميادين النضال.

قدم كل ما يملك من أجل التحرير والاستقلال، حيث تعرض للعديد من الاعتقالات ومنها في تاريخ (١٩٩٧/٤/٢٧م) عند مقاطعة الانتخابات المزورة الذي حاول الاحتلال أن يفرضها بالقوة على شعب الجنوب حيث قام بكتابة الشعارات والعبارات الرافضة للانتخابات التي كانت تدعو أبناء الجنوب لمقاطعة ورفض الانتخابات المزورة وكذلك تم اعتقاله في السعودية في تاريخ (٢٠٠٧/٧/١٤م) وتم تسليمه لسلطات الاحتلال في صنعاء بسبب النشاط الذي كان يقوم به الذي كان كابوسًا أمام الاحتلال اليمني وتم حجزه لمدة سبعة أشهر في زنزانة انفرادية تحت الأرض، وله دور كبير في تدريب وتأهيل المقاومة الجنوبية من أول دورة تدريبية للمقاومة الجنوبية، فهو أحد المدربين الأوائل والأساسيين في تأهيل وتخريج أفراد المقاومة الجنوبية.

وفي حرب (٢٠١٥م) كانوا من أول المقاتلين الذين تصدوا لقوات ومليشيات الحوثي، حيث تصدوا لهم وجها لوجه في الخط العام ونفذوا الكمائن النهارية والليلية، ولقنوا وكبدوا العدو دروسا لم ينسوها وسطروا أروع البطولات في الثبات والصمود، حيث شغل حينها قائد المقاومة الجنوبية في جبهة غول سبولة، وقائد مجموعة قتالية في اقتحام وتحرير وتطهير معسكر الجرباء في تاريخ (٢٠١٥/٥/٢٥ م) عندما تم دق أكبر ترسانة عسكرية في الجنوب وتم كسر قرن الشيطان الأكبر.

ويعتبر النصر الأكبر وكان الهجوم بقيادة قائد المقاومة عيدروس قاسم الزبيدي، وقائد مجموعة قتالية في جبهة لكمة عراش، وقائد مجموعة قتالية في جبهة المسيمير، وقائد مجموعة قتالية في تحرير قاعدة العند الجوية مع القائد عيدروس قاسم عبد العزيز.

وفي الحرب الأخيرة (٢٠١٩م) كان من الأوائل المقارعين والمقاتلين ضد مليشيات الحوثي الذين يحاولون دخول الضالع في جبهه قعطبة والعللة ومعزوب عامر وشخب وسليم والفاخر، حيث يشغل حاليا ركن الاستطلاع في اللواء الأول صاعقة بقيادة أبو قاسم الشعيبي.

الشهيد الطالب الجامعي (حزام فهمي علي ناصر الثوير) الذي استشهد غدراً برصاص جنود اللواء ٣٣مدرع من على متن دراجة نارية في الوقت واليوم الذي ولد فيه الشهيد.. سبحان الله العظيم!

استشهد حزام في ساعات الظهيرة من يوم الجمعة الموافق التاسع من يناير في العام 2015م (٢٠١٥/١/٩م) في الوقت الذي يؤدون فيه المسلمون خطبتي وصلاة الجمعة وهو الوقت واليوم نفسه الذي وُلِد فيه الشهيد وهو التاسع من يناير من العام1996م (١٩٩٦/١/٩م).

الشهيد حزام فهمي من مواليد قرية غول سبولة مديرية الضالع، كان أكبر إخوانه، والده كان يعتمد عليه اعتمادًا كليًا في كل أعماله، درس وترعرع منذ طفولته في دراسته الموحدة والابتدائية في مدرسة الشهيد شايف مسعد سعيد الواقعة في قرية غول سبوبة مسقط رأسه، وبعد استكمال دراسته للمرحلة الابتدائية والإعدادية انتقل للمرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد عادل قسوم في منطقه الجليلة في عام (٢٠١٣م).

كان الشهيد من الطلاب المتفوقين في الدراسة بحصوله على درجه امتياز عند تخرجه من الثانوية العامة، وكان من القيادات السرية للحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب، وكان مشاركا في المليونيات والمهرجانات والفعاليات التي تقام في الجنوب والضالع وفي مليونيه ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤م عين من ضمن مجموعة من شباب باللجنة الأمنية والتنظيمية للفعالية في ساحة الحرية بخور مكسر توجه إلى عدن ليكمل دراسته وأخذ ثلاث دورات في معهد مالي الواقع في خور مكسر وتقدم لامتحان قبول كليه الطب وحقق درجات عالية وضع اسمه في دفة الاحتياط.

وفي العام ٢٠١٤م التحق في كلية التربية الضالع قسم اللغة الإنجليزية لكي يعد ويجهز نفسه جيدًا لامتحان قبول العام الجديد بكلية الطب امتحن امتحان قبول كلية التربية الضالع قسم الإنجليزي، حصل على درجة امتياز، واستمر فيها حتى يوم استشهاده، وكان يحلم بأن يكون طبيبًا يعالج الناس ويخفف آلام مرضاه كان يحلم بأن يكون احد ملائكة الرحمة لكن لم يعرف أن هناك أشباح الموت وأعداء الحياة والسلام ومصاصي الدماء يقفون ويترصدون له.

اغتالوه واغتالوا حلمه معه، أطلقوا عليه عدة رصاصات صوب القلب الحالم بالحياة وهو على متن حافلة (باص) عائدًا من السوق إلى منزله، أطلقوا عليه الرصاص وهو يقرأ البحث المتعلق بدراسته الذي ذهب إلى السوق مدينة الضالع من أجله الذي أخرجه من النت.

وتميّز الشهيد بالأخلاق العالية والصفات الحميدة والهدوء وكان يحب الخير ومساعدة الآخرين ومهتمًا بالتعليم، سلاحه العلم وصديقه القلم والكتاب والدفتر، ولم يتشاجر أو يسب أحدًا طيلة حياته يحظى باحترام وتقدير كبير عند مجتمعه وبين أوساط الشباب مؤدبًا ومحافظًا ومواظبًا على صلاته، رحمة الله تغشاه.

شيع الشهيد في ١٥ من يناير ٢٠١٥م من مستشفى النصر بمدينة الضالع إلى مسقط رأسه قرية غول سبولة مديرية الضالع بموكب جنائزي مهيب شارك فيه الآلاف من أبناء الجنوب، تقدم الموكب قيادات من مختلف مكونات الثورة التحررية الجنوبية والمكونات الشبابية والطلابية المختلفة ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات وقيادات عسكرية جنوبية وطلاب من مختلف مدارس ومعاهد وكليات جامعة عدن في الضالع وتم الصلاة على الشهيد في ملعب الشهيد شائف مسعد سعيد، حيث تم دفن جثمانه الطاهرة في مقبرة غول سبولة حينها زينت قرية غول سبولة بأعلام الجنوب على أسطح المنازل والجدران، ونساء غول سبولة استقبل المشيعين بالمحاجر والزغاريد والأهازيج، وهتفن بشعارات أن دماء الشهداء الطاهرة ثمنها الحرية والاستقلال مهما طال الوقت أو قصر.

هكذا كان تشييعه بصمت من قبل المشيعين وخاصة أولئك الذين قدموا من الحبيبة عدن ولحج وأبين وشبوة ومن مختلف ساحات وميادين النضال السلمي والذين عودوا أبناء الضالع بمشاركتهم في أفراحهم وأحزانهم، وهكذا عادوا إلى مناطقهم بطوعية ورضا وبإرادة مدركين أن الوطن بحاجة إلى المزيد من التصعيد والتضحيات وأن الحرية ثمنها باهظ وهذا يعني أن شعب الجنوب مستعد لتقديم المزيد من التضحيات من أجل التحرير والاستقلال.

http://alomana.net/details.php?id=105774