آخر تحديث :الخميس 27 فبراير 2025 - الساعة:20:11:03
بعد زياراته الميدانية للقطاع الصحي بالمحافظات المحررة ..وكيل وزارة الصحة في حديثه لـ"الأمناء": انعدام الموازنات التشغيلية الهم الأكبر لكل المرافق الصحية (لقاء)
(التقاه/ منير مصطفى مهدي)

القطاع الصحي أهم القطاعات الخدماتية التي تضررت بسبب الحرب المدمرة على عدن ، فكان من أولويات إعادة الإعمار في المحافظات المتحررة ومنها عدن إعادة الروح إلى المرافق الصحية الحكومية ، فكان للمساعدات من دول التحالف في الخليج دورا طيبا في إعادة عجلة دوران الخدمات الطبية والعلاجية رغم المصاعب والمعوقات والنقص في الأدوية .. أسئلة متعددة طرحتها "الأمناء" على وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية/ د. علي أحمد الوليدي الذي قام بزيارات ميدانية لعدد من المحافظات الجنوبية المتحررة ، ولمعرفة مزيدا عن ماذا تمخضت زياراته يقول في سطور إجاباته:..

"أولاً وقبل كل شيء أنا أتشرف بأن أكون ضيفا على سطور "الأمناء" هذه الصحيفة ذو المصداقية والتي تتمتع بمهنية عالية ودائما ما تكون حاضرة أينما يكون الحدث".

على وشك الانهيار

وبشأن زيارتنا الميدانية للمحافظات المحررة والتي بدأناها من عدن، حيث زرنا جميع المرافق الصحية الحكومية بالمحافظات ، ففي محافظة عدن قمنا بزيارة مستشفى الجمهورية التعليمي والمختبر المركزي ومركز غسيل الكلى ومستشفى الصداقة – مركز الأورام ومركز التغذية ومستشفى الأمراض العصبية والنفسية والكليات الطبية في إطار جامعة عدن وكذا معهد د. أمين ناشر ، فوجدنا الهم الذي تحمله تلك القيادات والعاملين في تلك المرافق الصحية كبير والفجوة كبيرة، ولكن بتعاون جميع المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية والهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان والصندوق الكويتي لإغاثة المرضى نحاول جميعا بقدر الإمكان وبالإمكانيات المتاحة بأن نسد الفجوة في القطاع الصحي، حيث أن هذا القطاع الهام والمرتبط بحياة المواطنين أوشك على الانهيار بسبب مليشيات الحوثي وصالح لسيطرتهما على مؤسسات الدولة بما فيها وزارة الصحة، هذا الانقلاب أدى إلى خلل في النظام الصحي فلقد تلمسنا في المرافق الصحية بعدن تلك الهموم وحاولنا بقدر المستطاع بأن نحل جزءا منها مع المنظمات الدولية ومركز الملك سلمان مثل توفير الأدوية ، ولكن مشكلتنا الحالية هي الميزانية التشغيلية والتي هي فعلا بحاجة إلى معالجة كونها معاناة كل المرافق الصحية ، وبعد ذلك قمنا بزيارة محافظة أبين والتقينا بمدير مكتب الصحة بالمحافظة ومدراء برامج الرعاية الصحية الأولية واتجهنا لمستشفيات لودر ومودية والمحفد فوجدنا الهم لا يقل عن ما وجدناه في العاصمة عدن ، وحاولنا بطريقة أو بأخرى بأن نحل جزءا من تلك المشاكل التي تم مناقشتها ولمسنا في تلك المستشفيات بأبين، حيث وجدنا تفهما وتعاونا طيبا من الإخوة في مؤسسة العون التنموية فقد وعدونا بتوفير المحاليل الطبية لتشغيل مركز الكلى بلودر وأيضا أبدت مؤسسة صلة التنموية وهي جزء من ائتلاف الخيرية تعاونها وقد وعدتنا بتوفير حملة ورش ضبابي لمحافظات أبين ولحج وعدن والضالع.

تكافل عام

وبعد ذلك قمنا بزيارة لمحافظة شبوة وزرنا مستشفى عتق العام ومركز الغسيل الكلوي ومركز الأورام ، حيث وجدنا بأن مستشفى عتق العام يعمل ويقدم خدماته للمرضى ولكن الهم واحد ، والملفت للانتباه في مستشفيات عتق وعزان المتواجدة في هذه المناطق تستقبل جميع أبناء المحافظات المجاورة لها والذين يعانون من الفشل الكلوي فيوفروا لهم كل الخدمات المتاحة فكان لقاؤنا بالمدير العام لمكتب الصحة بشبوة رامي لملس ورافقنا بهذه الزيارة وكيل المحافظة ناصر القمشي وسالم الأحمدي.

دولة المؤسسات الخيرية

فيما أبهرني حقا بمحافظة حضرموت أثناء زيارتنا إلى مستشفى ابن سيناء ومركز الغسيل الكلوي ومركز الأورام ومركز الأطراف الصناعية ، هو تواجد المؤسسات الخيرية ، وكانت فعلا الدولة البديلة عندما غابت الدولة!، وكانت هذه المؤسسات الخيرية حاضرة ومازالت متواجدة بقوة تسخر إمكانياتها لمساعدة ومعالجة المواطنين المرضى واستمرارية أداء المستشفيات،  مثل "مؤسسة العون" و"مؤسسة طيبة" و"مؤسسة صلة" و"مؤسسة نهد" و"ائتلاف الخير"... وغيرها من المؤسسات الخيرية حيث لم تعد تسعفني الذاكرة حاليا بأسمائهم لأنهم دعموا محور الملاريا بمحافظات المهرة وسيئون وحضرموت ، وعملوا على توفير المحاليل الطبية للفشل الكلوي ودعم المستشفيات بالمشتقات النفطية ، هؤلاء جميعا يشكرون على هذه المواقف الوطنية والإنسانية لإخوانهم المرضى ، ورافقنا في هذه الزيارة وكيل محافظة حضرموت/ م. محمد العمودي وكذا زيارتنا لمحافظة المهرة تفقدنا المرافق الصحية لكلٍ من مستشفى الغيضة ، والمعهد الصحي ، ومركز الغسيل الكلوي ، ومستشفى حوث ، ومكتب الصحة بالمحافظة ، والتقينا الأخ / محمد عبدالله ، وناقشنا الأوضاع الصحية ولما لمسناه من صعوبات تعانيها بعض المرافق والخدمات العلاجية والمرضية التي تقدمها المرافق الصحية بإمكانياتها المتواضعة رافقنا في هذه الزيارة بالمحافظة د. أحمد عيسى مدير مكتب الصحة العامة ، ود. مبارك مدير عام الرعاية الصحية ، ود. ياسر مدير محور الملاريا بحضرموت والمهرة وشبوة، حقيقة وجدنا بالمهرة ما يسرنا وهو تواجد السلطة المحلية ودعمها بقوة المرافق الصحية لتشغيلها وبمساعدة الأخوة العمانيين والهلال الأحمر الإماراتي لتوفير الأدوية وسيارات الإسعاف كما أن هناك دورا فعالا لمنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان، مع العلم أن محافظة المهرة وجدنا فيها نازحين من جميع محافظات الجمهورية وإن شاء الله ستكون لنا زيارات مماثلة لبقية محافظات الجمهورية في القريب العاجل.

مشاريع متعثرة

وفيما يتعلق بالمشاريع المتعثرة للقطاع الصحي أفاد الميسري بالقول :" إن هناك مشاريع بما فيها مشاريع متوقفة بمستشفى الجمهورية التعليمي وإن شاء الله بعد أن توضع الحرب أوزارها ستكون من أولويات وزارة الصحة لاستئناف العمل في تنفيذ هذه المشاريع التي ظلت متوقفة ولم تستكمل".

مشيرا، إلى إغلاق مستشفى عدن العام لفترة طويلة أضر بالوضع الصحي الحكومي لمحافظة عدن ، كون هذا المستشفى أو الصرح الطبي الكبير هام لما يقدمه من خدمات طبية وعلاجية تلبي طموح المريض ، ونحن في وزارة الصحة مهتمون بهذا الجانب والأخ الوزير يولي اهتماما كبيرا بضرورة إعادة تأهيل وافتتاح مستشفى عدن العام كما أن من ضمن خططنا في الوزارة إعادة تفعيل مركز التحصين بعدن".

 

هموم ومعاناة المرافق الصحية

 

ويكشف وكيل وزارة الصحة بأن زياراته للمحافظات وتلمسها لأوضاعها الصحية أظهرت عددا من الهموم والمعاناة للأغلبية العظمى من هذه المرافق الصحية تمثلت في عدم وجود موازنات لتشغيلها ، وانعدام مركز دم في بعض الحضانات ، ولا يوجد لديهم فنيين لتشغيلها ، وانعدام الدم في بعض المستشفيات ، ونقص في بعض الأدوية الهامة ، ونقص في وجود مراكز تغذية ... ولهذا سنوصل خيوط التواصل مع المنظمات الدولية للصحة العالمية مثل اليونيسيف وأشقاءنا في دول التحالف الذين قدموا ولازالوا يقدمون العطاء للجانب الصحي للتغلب على بعض النواقص مثل تدريب القابلات ، والعمل على إنشاء مراكز للتغذية وبنوك دم في بعض المستشفيات التي تستقبل حالات لأمراض أكثر خطورة كالأورام السرطانية وغيرها.. وللمعلومية فإنه في محافظة حضرموت وعند لقاءنا بـ د. أحمد ممثل منظمة الصحة العالمية وجدنا وعدا منه بتوفير محطة أوكسجين وتوفير بعض الأدوية نظرا لافتقار المستشفيات لهذه المواد ، كما طرحنا له مشكلة ثلاجة الموتى في مستشفى ابن سيناء وما يتعلق بتوفير الوقود وإن شاء الله ستحل هذه النواقص بعد أن وجدنا الاستجابة والوعود من قبل منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع مركز بن سلمان في مساعدة المرافق الصحية التي تواجه معضلات.

ومن خلال هذه السطور نناشد الإخوة الأطباء وإدارات المستوصفات والمستشفيات للقطاع الخاص بضرورة مراعاة الظروف المعيشية للمواطنين المرضى والظرف الأصعب هو الذي تمر به البلاد وأن لا يتحول الطب إلى تجارة في بعض المستوصفات الطبية للقطاع الخاص.




شارك برأيك