- رئيس حلف قبائل حضرموت يجتمع بالقادة العسكريين والأمنيين
- مدير أمن حضرموت الوادي والصحراء يتقدم مشيعي جثمان شهيد الواجب المساعد احمد علي احمد المنصوب
- عضو مجلس القيادة الرئاسي البحسني يطلع على الخارطة البرامجية لإذاعة المكلا خلال شهر رمضان
- الرئيس الزُبيدي يرأس اجتماعا موسعا للقادة العسكريين والأمنيين الجنوبيين
- برئاسة لملس.. لجنة الموازنة والخطة في العاصمة عدن تُقرُّ البرنامج الاستثماري للعام 2025 بـ 23 مليار ريال
- خورمكسر إجتماع يناقش ضبط بيع وتوزيع الأدوية النفسية والعصبية بعدن
- محلي المنصورة يفتتح مشروع بناء ( 6 ) فصول إضافية بثانوية أحمد خليفة "للبنين"
- محافظ العاصمة عدن يفتتح حديقة " عدن مول" بتمويل من مجموعة هائل سعيد أنعم
- مليشيا الحوثي تطلق حملة لتدريب الفتيات على السلاح في صنعاء
- أسعار الخضروات والفواكه اليوم الخميس 27 فبراير بالعاصمة عدن

في غرفة العمليات في المخيم الطبي القطري الخيري.. "الأمناء" كسرت الحاجز النفسي ودلفت غرف العميات الجراحية وكانت شاهد عين على آلام المرض قبل إجراء العمليات ، وعلى ابتهاجهم بعدها .. ورصدت نبض الألم وسجلت ابتسامات الفرح بعد نجاح العمليات الجراحية.
حميمية الملائكة
رأينا بأم أعيننا حميمية ملائكة الرحمة.. إنهم الدكاترة الجراحون ، من أكفأ أطباء الجراحة ، الجنوبيون والمرضى الفقراء الذين يخضعون لإجراء العمليات الجراحية مسكونين برعاية ولطف وحنية الجراحين الإنسانية.. لحظات حزينة لكنها مشفوعة بالأمل والتفاؤل ، لحظات سمعنا فيها أنين ألم المرض وبهجة فرحة الاستشفاء ، وبعد إجراء العمليات الجراحية الناجحة سواء في قطع البواسير أو النواسير والفتق والهزر أو المرارة او الأكياس الدهنية أو الأورام أو جراحة الأنف والأذن والحنجرة والعيون وإزالة المياه الزرقاء والبيضاء.. جميع هذه العمليات مع فحوصاتها وأدويتها والتمديد السريري بالمجان في المخيم القطري الطبي الخيري الذي تموله مؤسسة "راف" القطرية وتنفذه مؤسسة "سبل التنموية".. بل لعل ما يميز هذا المخيم عن اجراء العمليات الجراحية في المستشفيات الرسمية هو أن المخيم سيجري 150 عملية جراحية في الشهر ويستمر ستة أشهر في حين المستشفيات الحكومية لا تنجز سوى ما بين 70 إلى 80 عملية جراحية في الشهر.
ماذا قال المرضى المتألمون؟!
كنا قد انتظرنا في غرفة العمليات الجراحية والتقينا عددا من المرضى بعد اجراء العمليات، أحد المرضى جاء إلى المخيم من منطقة ردفان في محافظة لحج قال : "أشكر الله أولا ثم مؤسسة راف القطرية ومؤسسة سبل التنموية القطرية وأمير دولة قطر الشقيقة وشعبها الشقيق لهذا المشروع الطبي الخيري الجبار ، هذا المخيم أنقذني من معاناة آلام الهزر 25 عاما ظللت خلالها أتردد على العلاج في المستشفيات الخاصة نظرا لتكاليفها الباهظة وأنا اليوم أولد من جديد وتعود لي الحياة مجددا."
المريض أحمد عبدالله حمود كان قد خضع لعملية جراحية في قطع الدوالي قال : "الحمد لله تجاوزت مرحلة الخطورة وكتبت لي الحياة مجددا بفضل الله أولا ، وحنية ورعاية ملائكة الرحمة ."
أما المريض سالم عبدالله باحكيم عمره 80 عاما أجريت له عملية جراحية للفتق قال : "شعرت وأنا أخضع للعملية الجراحية كأنني طفل في حضن أمه ، إن العملية ناجحة ودقيقة وجميع هذه المعاملات الحسنة في المخيم أنستني أنين وألم المرض ، لكنني ارتويت من قطرات دمع الفرح بعد اجراء العمليات ، شكرا للقائمين على المخيم مدراء وأطباء وجراحين وممرضين وشكرا لمؤسسة راف الخيرية القطرية ولمؤسسة سبل اللتان لم تبخلا بدعم المخيم لعلاج الفقراء والمحتاجين ".
أما المريض جهاد محمد شمسان أجريت له عملية جراحية وعمره 56 عاما قال : "أنا ممنون بكفاءة الأطباء الجراحين الجنوبيين فالعملية تمت بدقة ونجاح وسلاسة ولطف ، شكرا لهم جميعا ولإدارة المخيم والأشقاء القطريين دولة وأميرا وشعبا".
أما المريض الطفل علي جواد وحديثه بعد العملية وجدناه يمسح الدمع من عينيه وسيما الفرح بالحياة وتبددت معاناة الألم قال : "الحمد لله نجحت العملية ، شكرا لدولة قطر الشقيقة وشكرا للجراحين الجنوبيين".
عندما سألنا المريضة لينا عبدالله عن شعورها وهي بين أيدي ملائكة الرحمة قالت: "الحمد لله خرجت من الخطر ، والعناية الطبية ممتازة ، وكل شيء بالمجان والفحوصات الطبية والأدوية والعمليات الجراحية ، شكرا لأهلنا في قطر الشقيق لهذا العمل الخيري الإنساني".
التجهيزات كانت مسبقة
الدكتور / نجد عبدالله محمد - مختص في الجراحة رئيس قسم الجراحة في المخيم - قال: "بالنسبة للتجهيزات والإعداد كانت مسبقة ووفق خطة موضوعة سلفا في مسألة الإعداد والتجهيز لقسم الجراحة ، وكان هناك تنظيم دقيق وكبير للحالات فيما يخص المعاينة واجراء الفحوصات الشاملة قبل العملية حيث كان هناك مشرفون جراحون على الحالات على إثر المعاينة قبل العملية وأشراف طبي باطني على الحالات"،
مضيفا : "منذ اليوم الأول للعمليات الجراحية للهزر والبواسير والنواسير والمرارة والغدة الدرقية وبعض الحالات الجراحية البسيطة حيث تم استقبال إلى اليوم ابتداء من يوم السبت المنصرم من هذا الأسبوع وخلال ثلاثة أيام 60 حالة جميعها كانت ناجحة ويتم متابعة الحالات من قبل الجراح والطبيب في القسم والممرضين ذوي الخبرة العالية وتأهيل مناوبين خلال 24 ساعة تقدم العناية الكاملة لهم وتوفير كافة الأدوية للمريض بعد العملية" .
إقبال المواطنين منقطع النظير
ثم خرجنا من غرف العمليات باتجاه مكتب المدير الإداري للمخيم باتجاه الاخ المهندس علي قاسم المدير المالي والاداري للمخيم الذي سلط الضوء على الابعاد الخيرية لخدمات المخيم للفقراء وكافة شرائح المجتمع، مشيرا ان هذا المخيم جاء في الوقت المناسب بعد الحرب الظالمة واشاد بدولة قطر دولة وشعبا ، وهناك لفت نظري جموع المرضى من مختلف الشرائح والأعمار ، وشد انتباهي النظام الدقيق واستقبال الحالات بحسب الكروت ، كما لفت نظري نظافة قاعة الانتظار وغرف العمليات وغرف التمديد والحمامات والتعامل الحضاري من قبل مدير المخيم والمدير الإداري ومستوى الأقسام الطبية والفحوصات المختبرية والصيدلانية.
عمل جبّار
دخلنا في البداية مكتب الدكتور/ سالم السقطري - مدير مشروع المخيمات الطبية الجراحية عدن بتمويل مؤسسة راف القطرية وتنفيذ مؤسسة سبل التنموية الخيرية - الذي تحدث موضحا أن فترة هذا المخيم 6 أشهر بواقع 900 عملية جراحية خلال الستة الأشهر و150 عملية جراحية في الشهر في تخصصات جراحية مختلفة (جراحة عامة وجراحة أطفال وجراحة نساء وولادة وعمليات جراحية للعيون والمسالك البولية والأنف والأذن والحنجرة ) .
واصفاً هذا المشروع الخيري بالعمل الجبار لأنه ينجز 150 عملية جراحية ، وهو عمل غير عادي ولاشك أن هذا المشروع له مردود إيجابي على ذوي الدخل المحدود لأن هناك بعض المرضى ظلوا يعانون من الحالة لمدة 25 سنة لأنهم غير قادرين على تحمل تكاليف العملية ، شاكرا دولة قطر والعمل الإنساني للدكاترة الجراحين.
وحول الإقبال على المخيم قال : "الإقبال كبير نظرا لعدم قدرة أبناء هذه المحافظة من الفقراء وغيرهم من أبناء المحافظات المجاورة من عمل الجراحة ، وقد بلغ عدد المسجلين 2000 حالة في البواسير والنواسير والفتق والهزر والمرارة والأكياس الدهنية والأورام ، إضافة إلى الجراحات الآنفة الذكر ، ومشيرا أن خدمة المخيم تشمل المعاينة وجميع الفحوصات ومرحلة التمديد ما بعد العملية وهذا المشروع جاء في وقته لأن الحرب أثرت على حياة الناس الاقتصادية وبالتالي أصبح المواطنون غير قادرين على تكليف الرعاية الصحية ، وتوجه بالشكر لدولة قطر وعلى رأسها الشيخ / تميم بن حمد آل ثاني ، ومؤسسة" راف" القطرية على هذا الدعم لمثل هذه المشاريع الخيرية.