فُجِعت الأوساط الجنوبية - مساء يوم الأحد - بخبر وفاة خمسةٍ من الكوادر السياسية والأكاديمية والعسكرية لقبائل الصبيحة، إثر حادث مروري مؤلم تعرضوا له، في خط الرجاع، الذي يربط بين منطقة الصبيحة وعدن، أثناء عودتهم من إحدى مناطق الصبيحة، وعقب مشاركتهم في اجتماع صلح قبلي، للنظر في قضية الزعور والحنيشة.

وكان ضحايا الحادث ضمن وفد لجنة الطوارئ التي تم تشكيلها قبل أيام، للسعي إلى وضع حلول لمشاكل الثأر والاقتتال في الصبيحة، وهم كلٌ من : اللواء البرلماني السابق المناضل "صالح ناجي حربي"، والدكتور "طه علوان الكعلولي" المحاضر في كلية العلوم الإدارية جامعة عدن، والعميد المناضل "عبده عبدالله الشاعر" مستشار وزير الدفاع، والمناضل المهندس "محمد سيف الشعبي" ، والدكتور "غسان أحمد علوان الكعلولي "..

وتم إسعاف ضحايا الحادث إلى مستشفى بن خلدون الذي يقع في محافظة لحج، وبعضهم تم إسعافه إلى مستشفيات عدن، لكن منايا الأقدار سبقت بانتزاع أرواحهم.

خدمة الوطن والدفاع عنه

وتوالت التعازي من مختلف الشرائح في الداخل والخارج، وعلى رأس تلك التعازي، تعازي رئيس الجمهورية "عبدربه منصور هادي"، وكلٌ من محافظي عدن ولحج والضالع، وعبروا عن فقدان الوطن وخسارته، لهذه القامات الوطنية الكبيرة.

وبعث الرئيس هادي برقية عزاء لأهالي الفقداء،  بالقول : أنهم فقداء الوطن، الذين أفنوا حياتهم في خدمة الوطن والدفاع عنه وعملوا ببسالة واقتدار على نهضته وتطوره وخدمة وتنوير أجياله، من خلال مواقعهم القيادية العسكرية والتعليمية التي شغلوها.

كما عبر الرئيس عن خالص العزاء والمواساة بهذا المصاب الأليم .. مبتهلاً إلى المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان.

الخسارة الفاجعة

إلى ذلك، أبرق محافظ عدن اللواء الزبيدي بتعزيته إلى الشعب الجنوبي كافة وأهاليهم وذويهم على وجه الخصوص، باستشهاد كوكبة من خيرة رجال الوطن وهاماته الشامخة ومناضليه الأفذاذ ، حسب برقيته.

متبعاً قوله: "إن خسارة الوطن لهذه الكوكبة اللامعة من خيرة الكفاءات الأكاديمية والعسكرية والسياسية ، لهي خسارة كبيرة ، ومصابنا في رحيلهم مصاب فادح وجلل ،سيما في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر الوطن الحبيب ،الذي هو اليوم في أمسّ الحاجة لعطائهم ونضالهم وخبراتهم في بناء مؤسساته وإرساء مداميك دولته المدنية الحديثة."

 وواصل برقيته بالقول : " إننا وفي الوقت الذي نعزي فيه ذوي وأسر الشهداء الأبرار ،فإننا نعزي الوطن ونعزي أنفسنا بهذه الخسارة الفاجعة ،مبتهلين إلى الله العلي القدير أن يتقبلهم جميعا بواسع رحمته وغفرانه وأن ينزلهم منزلة الشهداء والصديقين ، وأن يلهم أهلهم وذويهم وشعبهم الصبر والسلوان.

ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح

وفي سياق متصل، نعى محافظ محافظة لحج الدكتور ناصر الخبجي، أبناء الشعب الجنوبي، بوفاة خمسةٍ من كوادر محافظة لحج، ومن قبائل الصبيحة، إثر قضاءهم في حادث مروري مؤسف وقع مساء الأحد، في خط الرجاع .

وقال بيان النعي : " لقد فجعنا بنبأ استشهاد خمسة من كوادر محافظة لحج خاصة والوطن عامة وذلك في حادث مروري مؤسف وقع في خط الرجاع أثناء عودتهم من أداء مهمة وطنية جليلة تتمثل في ترسيخ الصلح والتسامح على إثر قضية ثأر بين قبيلتي “الزعور والحنيشة ” وكذلك الصلح ما بين قبيلتي “المعامية والجليدع ” في مديرية طور الباحة بالصبيحة.

إن فاجعتنا حقاً كبيرة وألمنا عظيم ونحن ننعي استشهاد هذه الكوكبة من الهامات الوطنية والقيادات الوفية والمناضلين من العيار الثقيل".

نجومٌ نهتدي بها

وفي الصدد ذاته، عبر محافظ الضالع "فضل الجعدي" عن بالغ أسفه، لفجيعة استشهاد ثلةٌ من الأعلام الجنوبية، التي قال بأن الوطن أشد ما يكون احتياجاً إليهم في هذا الوقت العصيب ، وفي هذه الانعطافة الخطيرة التي يمرُّ بها الوطن..

وأضاف بيان نعيه : " لقد كانوا لنا نجومٌ نهتدي بها، في وطننا الحبيب، الذي تتجاذبه الاختلافات من كل جانب" متبعاً: " ليت الكلمات تستطيع وصف هذه الكواكب الدرية المضيئة، ورحيلها المفاجئ، الذي هزَّ قلوبنا جميعاً، في محافظة الضالع، الذين يحملون لهم كل الحب وكل الود في حياتهم ومماتهم وما بقيت الروح".

وواصل نعيه : " إننا اليوم ننعي هذه الكوكبة وهذه الأعلام المرفوعة، ونقف لها ولأدوارها التي لعبوها طيلة فترة حياتهم، إجلالا وإكباراً، في التوجيه والإرشاد، وقضاء حوائج الناس، والسعي في إرساء وتعميد نهج التصالح والتسامح بين الأخوة ونبذ الخلاف والشقاق". 

واختتم بيان نعي محافظة الضالع بقوله : "نعزي أنفسنا ووطننا وأحباء وأهل شهدائنا، بهذا المصاب الأليم، ونسأل الله أن يفتح نوافذ الرحمة عليهم".

مناضل صلب وهامة وطنية باسقة

وعلى الصعيد ذاته، نعت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني فقداء الوطن الذين توفوا بالحادث، في بيان عام وكان من بينهم الفقيد الحربي ، كما خصَّت منظمة الاشتراكي في محافظة الضالع فقيدها القائد الاشتراكي "صالح ناجي حربي" عضو اللجنة المركزية بحادث مروري مؤسف.

وتضيف: " لقد كان الراحل مناضلا صلبا وهامة وطنية باسقة واشتراكيا مخلصا لقضايا الحزب ونضالاته وناشطا في صفوف الحراك السلمي الجنوبي متقدما صفوفه في كثير من الفعاليات، والمسيرات والكفاحات النبيلة لانتصار القضية الجنوبية العادلة .."

ويواصل بيان النعي قوله : " إننا نعبر عن بالغ الألم لهذه الخسارة الفادحة التي مني بها الحزب والوطن ونرفع تعازينا الصادقة لأسرته وأهله ورفاقه فتلك خسارة لا تعوضها الأيام مهما ولدت من الرجال.."

وأتبع البيان بالقول: " عزاؤنا ينبع من صميم باكي لهذا الفقدان ولما للفقيد من إرث نضالي مَجِيد في منعطفات كثيرة مر بها الوطن وفي مراحل تأريخية اجتازها حزبنا في كفاحه المرير من أجل الحرية والعدالة والإنسان .."

ولـ"الأمناء" كلمة

"الأمناء" وجميع العاملين فيها، بدورهم، يبعثون برسائل العزاء والمواساة، إلى أنفسهم وإلى الشعب كله وإلى أهالي وأحباب من نحسبهم عند الله شهداء، ممن لقوا حتفهم في هذا الحادث الأليم والمريع، ويبتهلون إلى الله بأن يجعل مثواهم الجنة، فقد كان هدفهم نبيل وتجشموا العناء ليصلحوا بين الأخوة، وإنها لخاتمة حسنة بإذن الله.