آخر تحديث :الثلاثاء 19 مارس 2024 - الساعة:14:46:35
الجنوب وروسيا.. هل يعيد التاريخ نفسه ؟
"الأمناء" تسلط الضوء على دلالات الزيارة الرسمية لوفد الجنوب إلى العاصمة الروسية موسكو..
("الأمناء" تقرير/ عـــلاء عـــادل حـــنش:)

دائمًا عندما يطل فخامة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، نائب رئيس المجلس الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، على شعبه الجنوبي لا يأتي إلا بكل ما هو مبشر، فعندما يصمت الرئيس فوراء صمته أمر مهم.. وهو ما بدء في ظهوره خلال اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أمس الأول.

وتتطلب المتغيرات العالمية الحالية تحركات جنوبية كبيرة، وجادة لفتح آفاق واسعة، وعلاقات سياسية ودبلوماسية مع دول عديدة لا سيما الدول المهمة التي تمتلك ثقلًا سياسيا وعسكريا ودبلوماسيا على مستوى القرار العالمي.

 

من سيلتقي الوفد الجنوبي؟ وما محور التباحث؟

وأمس السبت غادر الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له العاصمة الإماراتية أبوظبي، متجهين إلى العاصمة الروسية موسكو، تلبية لدعوة رسمية وجهتها الحكومة الروسية لقيادة المجلس.

ومن المنتظر أن يعقد الرئيس الزُبيدي والوفد المرافق له، عددا من اللقاءات مع المسؤولين في جمهورية روسيا الاتحادية، للتباحث حول العديد من القضايا ببلادنا والمنطقة عموما، وفي مقدمتها الجهود الدولية المبذولة لإطلاق العملية السياسية لإنهاء الحرب وإحلال السلام الشامل، وضمان حلٍ عادل لقضية الجنوب، بما يلبي تطلعات شعب الجنوب.

 

حدث بارز

وبدأ الرئيس الزُبيدي زيارة مهمة للغاية إلى دولة روسيا، في إطار الحراك الدبلوماسي الفعال الذي تخطوه القيادة الجنوبية.

وكان الرئيس الزُبيدي قد أكَّد في وقت سابق، أن الزيارة تأتي في سياق العلاقات التاريخية المتميزة بين الجنوب وروسيا الاتحادية.

وأشار الرئيس القائد، إلى انفتاح قيادة المجلس الانتقالي على مختلف الدول الصديقة للدفع بقضية شعب الجنوب بما يكفل الوصول إلى حل عودة الدولتين إلى حدود ما قبل 22 مايو 1990م، وتحقيق تطلعات شعب الجنوب باستعادة وإقامة دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة.

وتعد زيارة الرئيس الزُبيدي إلى روسيا الحدث الأبرز على الساحة الجنوبية، كونها أنعشت آمال الجنوبيين في تحقيق مزيد المكاسب السياسية على كافة المستويات، حيث زادت آمال أبناء الجنوب بإعلان الانتقالي أن المباحثات ستشهد التباحث حول جهود إحلال السلام، وهي خطوة يطمح إليها الجنوبيون لتحقيق الاستقرار، مع التأكيد على حق أبناء الجنوب باستعادة دولتهم كاملة السيادة على حدودها الجغرافية والسياسية المعروفة دوليًا ما قبل 21 مايو / أيار 1990م.

 

إبعاد الزيارة

بدورهم، أكد سياسيون جنوبيون أن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى العاصمة الروسية موسكو تحمل إبعادًا سياسية وعسكرية ودبلوماسية تصب في صالح قضية الجنوب العادلة، مشيرين إلى أن وصول الزُبيدي إلى روسيا تأتي بدعوة رسمية من الحكومة الروسية، الأمر الذي يؤكد مدى الثقل، والأهمية التي أصبح الانتقالي وقضية شعب الجنوب يمثلها للعالم أجمع.

 

ما بعد الزيارة الروسية

واعتبر السياسيون أن زيارة الرئيس الزُبيدي إلى روسيا، وما سيتليها من زيارات عواصم صناعة القرار العالمي تكتسب أهمية كونها تأتي في خضم حراك إقليمي ودولي يستهدف الدفع بعملية سلام شاملة في الجنوب واليمن.

وقال السياسيون أن: "أهمية الزيارات السابقة للرئيس الزُبيدي إلى روسيا تختلف عن الان، كون الرئيس يزور روسيا اليوم وهو يمتلك صفة شرعية ممثلة بالمجلس الرئاسي، ما يعني أن التخاطب سيكون ذات طابع رسمي بحت".

وتابعوا: "الزيارة إلى روسيا تعتبر فاتحة لجولة من الزيارات الدولية لعدد من الدول الفاعلة على المستوى العالمي، وإلى عواصم صناعة القرار العالمي".

 

العلاقات الجنوبية الروسية

وأضافوا: "تُثبت الأحداث الجارية، والماضية مدى عُمق العلاقات الجنوبية الروسية، والتي تأتي نتاج حنكة سياسية من قبل قيادة الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي".

وتابعوا: "هدف تعزيز العلاقات الجنوبية الروسية تعميق العلاقات بين البلدين الممتدة منذ قرون"، مؤكدين أن: "الزيارة تُرسخ دعائم العلاقات الجنوبية الروسية التاريخية".

وأشاروا إلى أن هدف زيارة الرئيس الزُبيدي إلى موسكو بحث عدة ملفات تخص أمن واستقرار الجنوب خاصة والمنطقة عامة.

واستطردوا: "النجاحات الأمنية والعسكرية التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية على كافة المستويات، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، كانت أحد الأسباب المهمة في وصول قضية شعب الجنوب إلى ما وصلت إليه اليوم من مكانة مهمة على المستوى العالمي، وما الزيارات الدولية التي سيجريها الُزبيدي بدءً من روسيا وانتهاءً بدول أخرى إلا خير برهان على ذلك"، منوهين بأن: "زيارة موسكو تُمثل تطورًا مهمًا في علاقة الانتقالي والرئيس الزُبيدي شخصيًا مع القوى المؤثرة على الساحة الدولية والعالمية".

وأكدوا أن العلاقات الجنوبية الروسية تعتبر وطيدة منذ فجر التاريخ، وهي علاقات تاريخية، ومتينة، وشهدت قفزات نوعية لا سيما في الفترات الأخيرة، مشيرين إلى أن الشراكة بين الجنوب وروسيا تعد شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام المُتبادل، ومبنية على جذور العلاقات التاريخية بين البلدين.

وتحدثوا عن العلاقات التاريخية المتينة التي تربط الأصدقاء بروسيا مع الجنوب، الأمر الذي يؤهلها للقيام بدور كبير بجهود السلام على النحو الذي يأمله شعب الجنوب في استعادة دولته.

 

رص الصفوف

وأكد السياسيون: "الزيارات الدولية التي سيجريها الرئيس الُزبيدي بدءً من روسيا مرورًا بدول عالمية تتطلب من كافة القوى الجنوبية رص الصفوف، والاستعداد للمرحلة المهمة القادمة للوصول إلى هدف استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة".

وأشاروا إلى أن الزيارة تبرهن النهج الذي خطه الانتقالي الجنوبي منذ الوهلة الأولى والمتمثل في دعم أمن واستقرار المنطقة.

وتطلعوا بأن قضية شعب الجنوب ستكون حاضرة بقوة خلال الزيارة.

وأكدوا أن: "الجنوب وقضيته أصبحا محور اهتمام دول التأثير العالمي بفعل النجاحات التي يحققها الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزُبيدي".

وأشاروا إلى أن: "الانتقالي بقيادة الرئيس الزُبيدي يواصل بوتيرة متصاعدة حمل قضية شعب الجنوب إلى طاولات صناع القرار العالمي، محققًا بذلك نجاحات غير مسبوقة في مسار الانتصار للجنوب وقضية شعبه العادلة".

ونوهوا بأن الحضور الروسي بالأزمة في الجنوب واليمن سيُثير جنون الأعداء لا سيما (ميليشيا الإخوان والحوثي).

 

دعم روسيا لدولة الجنوب

أما نقيب الصحفيين الجنوبيين الأستاذ عيدروس باحشوان فقال انه: "لا يخلو بيت في عدن ومناطق الجنوب الا وأخذ أبناءه قسطا كبيرا من الدراسة والتعليم الجامعي والأكاديمي في الاتحاد السوفيتي وجمهورياته الخمسة عشر السابقة منذ عهد الاستقلال وحتى اليوم".

وأضاف: "يتذكر أبناء الجنوب ملامح الدعم الروسي لدولتهم، واحتضان الجامعات الروسية والاوكرانية والبيلوروسية والاوزبكية والطاجستانية وغيرها من المدن الآف الطلاب في التخصصات المختلفة وعلى رأس تلك الجامعات "جامعة باتريس لمومبا - جامعة الصداقة" واطلاع الاكاديميات والكليات والمعاهد العسكرية بتأهيل كادر الجيش الجنوبي برا وبحرا وجوا وتزويدهم بالعلوم العسكرية والتدريب على مختلف الاسلحة والعتاد العسكري أسست مداميك جيش وطني جنوبي يضاهي جيوش المنطقة".

وتابع: "يشهد للتعاون بين روسيا ودولة الجنوب على مدى أكثر من عشرين عاما في مختلف القطاعات اقتصاديا وتنمويا وعسكريا وامنيا، كان له بالغ الأثر على واقع كافة المؤسسات وتطويرها وتحديثها وفق المعايير العلمية، مكن الدولة الجنوبية من الثبات والقوة في وجه كل المؤامرات التي تحيط بها".

وأكمل: "بصمات الدعم الروسي لدولة الجنوب طيلة السنوات الماضية مازال عالقا في أذهان الجنوبيين في عدن والجنوب، ولا ينكره أحد ممن عاشوا مراحل التعاون بين البلدين".

واختتم بالقول: "اليوم تأتي زيارة الرئيس الزبيدي والوفد المرافق تلبية للدعوة من القيادة الروسية وتعد الثالثة من نوعها في سياق جهود الانتقالي الجنوبي لبحث ملفات تتعلق بالظروف المحيطة بالجنوب وأمنه واستقراره والمنطقة وفي سياق دعم الجهود الرامية للسلام في المنطقة دون الاضرار بحق شعب الجنوب في استعادة دولته".

 

اعتراف رسمي

بدوره، اعتبر الدكتور عبيد البري الدعوة الروسية للرئيس الزبيدي لزيارة موسكو تمثل اعترافاً رسمياً بالكيان السياسي الجنوبي (المجلس الانتقالي الجنوبي) القائد للعملية السياسية التحررية في الجنوب العربي (اليمن الديمقراطية، بحسب قرار فك الارتباط المُعلن عام 1994).



شارك برأيك