آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:02:24:55
العدنيان (أمان والخطيب) وموكب عرس بنات القيادي الإخواني (العواضي) ..
كيف اغتيلت لينا عبدالخالق؟ ولماذا؟ وما علاقة عائشة الزنداني بالجريمة؟ "تفاصيل تنشر لأول مرة"
(الأمناء/ كتب/ صالح الضالعي:)

قُتل حلم الشابين الجنوبيين (أمان والخطيب) الطامحين لمستقبل مزهر لحياتهما، والمتمثل في مواصلة دراستهما الجامعية في ألمانيا، لكن هذا الحلم ذبح من وريدهما في صنعاء بعد ساعات من صعودهما سلم الطائرة الجاثمة في العاصمة الجنوبية عدن والتي أقلعت من المطار مصوبة قبلتها صوب مطار صنعاء.

لن ننسى ظلمًا جائرًا مورس عنوة وبعنجهية وتكبر وغرور على أبناء الجنوب من قبل أبناء الاحتلال اليمني.. جرائم ارتكبت ترتقي إلى أن تكون جرائم حرب وإبادة جماعية وجب محاكمة مقترفها في محكمة العدل الدولية جراء بشاعتها وحقارتها ونذالة فاعليها.

 

جريمة هزت عرش الرحمن والقتلة طلقاء!

هنا تذكرت حادثة أدمت قلبنا وتعرضنا بسببها للتهديدات بالقتل بسبب تعاطينا للجريمة البشعة التي اهتز منها عرش الرحمن لهولها، تخنقنا الكلمات وتتحشرج الحناجر وتحتبس أنفاسنا ونحن نرص أحرفنا وكلماتنا لقضية لم تمت، فما زالت حية في قلوبنا وأفئدتنا كونها لا تمت للإنسانية بصلة.

قتيلان دون ذنب ينتميان للجنوب كانا على حلم بمستقبل واعد تم قتله في المهد وسحله في شارع وانتزاعه بصورة فجة من قبل أبناء الاحتلال اليمني، جريمة يقف خلفها قيادي إخواني يمني يدعى الشيخ/ علي عبدربه العواضي، ذو اللحية البيضاء المتدلية إلى صدره.

المكان والوجهة: بيت بوس، شارع الخمسين (صنعاء). الزمان: الأربعاء (مايو) 2013م، في تمام الساعة العاشرة والخامسة والأربعين دقيقة مساءً. في شارع الخمسين أعلن عن تنفيذ جريمة قتل استهدفت شابين جنوبيين كانا في طريقهما إلى المأوى الكائن في (بيت بوس) ثم التحرك إلى السفارة الألمانية لأخذ تأشيرتهما والقاضية بالسماح لهما بمواصلة دراستهما في جمهورية ألمانيا.

الحدث: قتل الشابين الجنوبيين من أبناء عدن (حسن جعفر أمان، وخالد الخطيب).

 

الواقعة

كان الشابان العدنيان وصلا إلى عاصمة الاحتلال اليمني، وذلك لغرض أخذ موافقة السفارة الألمانية يوم الخميس بعد تحديد للوقت سلفا لهما. صديقهما (هشام القدسي) وفي صالة المطار كان الانتظار لاستقبالهما. أمان والخطيب يجرّان حقائبهما بعد وصول الطائرة وحطت رحالها في مطار صنعاء، ثم بعد هذا كان العناق بين الأصدقاء أدى في النهاية إلى فراق الأصدقاء، حلم كان كلمح البصر، هشام وحتى يومنا هذا غير مصدق لواقعة مجردة من الإنسانية بأن أصدقاءه (أمان والخطيب) كانا هنا! قضية نسردها أشبه بحكاية ألف ليلة وليلة وبقية الأساطير الخرافية، لكنها واقعة حقيقية وقعت لم يستوعبها عقل حيوان مفترس أو تخطر على بال بشر حي في أرجاء المعمورة.

 

في طريقهما إلى ألمانيا والغدر ينتظرهما في عاصمة الاحتلال

كانت الانطلاقة من مطار صنعاء صوب (بيت بوس) جنوب صنعاء، وعبر شارع الخمسين سلكا طريقهما للوصول إلى مأواهما وعلى محياهم الفرحة التي بها حددت من قبل سفارة ألمانيا في صنعاء لوصول تأشيرتهما لإكمال دراستهما في ألمانيا. هنا صعقت السماء واهتزت الأرض وأعلنت صفارة إنذار تصفية الشابين الجنوبيين وتحت حجة أنهما فحطا على موكب عرس بنات الشيخ العواضي، وهو قيادي في التجمع اليمني للإصلاح (عضو الهيئة العليا للحزب الإخواني الإرهابي التكفيري) لم يكن في حسبان شباب عدن (حسن جعفر أمان وخالد الخطيب) أن هناك خطرا على حياتهما من موكب عرس يمنع تجاوزه أو حتى لمجرد التفكير بذلك يجب عليهما التوقف حتى ينتهي الموكب من إكمال خط سيره.

 

أيادٍ آثمة تغتال الإنسانية

كان الشارع واسعا ولا ازدحام فيه البتة، وبهكذا فإن تجاوزه عد تحديًا سافرًا للشيخ وبناته وجب قتل من يتجاوز العرس الميمون لزفاف الغواني بنات الشيخ القاتل والملطخة أياديه بدماء أبناء الجنوب. حسن أمان تجاوز الموكب وبجانبه زميله خالد الخطيب، فيما كان صديقهما (هشام القدسي) في الخانة الثانية، فجأة استدارت سيارة شباب الجنوب ودون معرفة سبب طارئ وبعد توقف السيارة المستديرة بسبب صدمة من طقم تابع لموكب العرس، قام (هشام القدسي) بالنزول للتفاهم مع أفراد الطقم ولمعرفة سبب صدمهما، فما كان منهم إلا أن أوسعوه ضربا بأعقاب البنادق حتى طرحوه أرضا، من جانبه (خالد الخطيب)  نزل من السيارة وفي خطوات واثقة بأن لا خطأ مرتكب من قبلهما، سارع لنجدة صديقه وفض الاشتباك لإنقاذ صديقه (هشام)  وكالوحش هرعت سيارة جيب وعلى متنها أفراد ذو لحى وعلى الفور صوبوا أسلحتهم باتجاه الشهيد المغدور (خالد الخطيب) مرويا بدمه الأرض الذي ساح فيها. في ذات السياق الشاب الجنوبي (حسن جعفر أمان) لم يستوعب ما يحدث وبذلك كانت يداه قابضة على سكان القيادة ورأسه منكسا خوفا ورعبا من موقف يشيب منه الولدان وتنهد الجبال طولا وعرضا.. لم يكتفِ القتلة بقتل (خالد الخطيب) ربما أن شهيتهما وإدمانهما على ارتكاب الجرائم جعلهم أيضا يحددون ضحيتهم الأخرى والمتمثلة قتل الشاب الجنوبي (حسن أمان) بينما (هشام القدسي) نجا بأعجوبة استغلها أثناء قتل الخطيب وأمان.

 

شيخ شمالي إخواني يقف وراء الجريمة ويمتنع عن تسليم القتلة

الحادثة (الجريمة) الشنعاء التي لاقت تنديدات واسعة، لا سيما من قبل الحراك الجنوبي الذي وصفها بأنها جريمة دبرت بإحكام من قبل قتلة الاحتلال اليمني كتصفية لأبناء الجنوب نتاجًا لفتاوى استباحت قتل الجنوبيين  وشرعنت أن من قتل جنوبيًا جزاءه الفردوس الأعلى، ولذلك تسابق المحتلون في قتل الجنوبيين تحسبا وتقربا إلى الله بحسب فتاويهم المحللة للدماء والأرواح الجنوبية.

أمن الاحتلال اليمني لم يحرك ساكنا إزاء جريمة كهذه مشينة ومحرمة في كل الأديان السماوية.. بدوره قال القاتل (علي عبدربه العواضي) في معرض رده على سؤال موجه إليه من قبل صحيفة (الأولى) اليمنية عن تسليم قتلة الشابين الجنوبيين (أمان والخطيب) قال بأنه يجب التأني وعدم التسرع في إطلاق الأحكام جزافًا عليه وعلى قتلته، عارضا مليون ريال وسيارة كتحكيم، الأمر الذي تم رفضه من قبل أولياء الدم، طالبين أولا القبض على القتلة وإدخالهم السجن لتأخذ العدالة مجراها.

 عنجهية القيادي الإخواني اليمني وصلت حد الاستهزاء بأرواح بريئة أزهقت معتبرا ما حدث نسيا منسيا فما حدث مجرد عارض لا شيء يجعله يسلم القتلة طالما وأن شباب الجنوب الضحايا لا قبائل لهما ولا قوة أمنية أو عسكرية تتبعهما وبوجهة نظرة فإنه هو القانون والقانون هو.

 

(عائشة الزنداني) قاتلة بنت عدن (لينا مصطفى)

وفي جريمة أخرى تعد من أبشع الجرائم التي ارتكبت من قبل الاحتلال اليمني مستهدفة أبناء الجنوب لطالما وأن حزب الإصلاح التكفيري أصدر فتاوى عدة تتمثل باستباحة الدماء والأعراض الجنوبية وكانت (لينا مصطفى عبدالخالق) أول ضحية جنوبية أرادوا بها إحراق قلب والدها الذي كان يشغل رئيس المحكمة العليا لجمهورية الجنوب العربي، عام (1992)م كيف كانت؟ وما سببها؟ إلى التفاصيل.

لا يمكن إسقاط الجريمة بأي حال من الأحوال طال الزمن أو قصر، إذ تبقى الجريمة مقيدة في سجلات البحث الجنائي ضد مجهول حتى حين ولا يمكن إسقاطها بالتقادم، فيما المنتقم الجبار جل في علاه هو المقتص من عتل زنيم وقاتل أثيم.

"الجنوبيون كفار، الشماليون وحدهم مسلمون"، هكذا صور الإرهابي (الزنداني) وجماعته لكل ما هو جنوبي، فدماء الجنوبيين وأعراضهم حلال طيب ومباح حد طعم الليمون والعسل. قبل حرب صيف 1994م أصدرت فتاوى تكفيرية تتمثل بإباحة قتل كل مدخن جنوبي على أقل تقدير كونهم شيوعيين وملاحدة، فشهدت عدن وأبين وبعض محافظات الجنوب عمليات إرهابية طالت كوادر جنوبية عدة، أهمها المناضل الجنوبي علي صالح عباد مقبل والحريبي، وعبدالواسع سلام، وماجد مرشد، وآخرون لم تسعفنا ذاكرتنا لذكرهم.

ندخل في تفاصيل موضوعنا المتضمن في لقاء خاص جمعنا بوالد الشهيدة (لينا مصطفى عبدالخالق) رئيس المحكمة العليا في جمهورية الجنوب العربي وذلك في عام (1998)م وتضمن اللقاء الودي إجراء حوار معه، إلا أنه اعتذر لنا وعذرناه نتاجًا لظروف قاهرة، وبعد موعد مسبق ذهبنا إليه في منزله في منطقة حدة اليمنية، استقبلنا بحفاوة وقدم لنا مشروبات (عصائر) وبعد أخذ ورد في حديثنا معه دون تقيده في كاستات لتوثيقه بناء على طلبه. الحديث برمته كان وما زال في ادمغتنا محفورا لما فيه من تفاصيل مؤلمة.

 وعن قضية ابنته الشهيدة (لينا) والتي استشهدت غدرا وفي عملية جبانة من قبل ابنة (عبدالمجيد الزنداني) وتدعى (عائشة) بحسب تأكيدات وقائع وأحداث مثبتة كونها أخذت مساحة إعلامية داخليا وخارجيا جلها أدانت (عائشة الزنداني) كقاتلة لبنت عدن (لينا مصطفى عبدالخالق).

يقول الدكتور/ مصطفى عبدالخالق في حوار له بصحيفة صوت العمال الجنوبية بأن ابنته الشهيدة (لينا) استدرجت من قبل التنظيم الإرهابي (الإخوان المسلمين) بعد أشهر مما تسمى بالوحدة اليمنية، موضحا بأنه لوحظ تغيرها بارتدائها النقاب والانطواء، مشيرا بمحاولته وأمها إقناعها باتباع الشريعة الإسلامية السمحة (الاعتدال) إلا أنها لم تعر لنصحهم أدنى اهتمام.

 وقال: "حينما رأيناها متمسكة برأيها تركناها وشأنها وكنا على ثقة تامة أنها ستقتنع يوما بأنها تلقت أفكارا مضللة وخاطئة عن الإسلام كونها لم تبلغ سن العشرين وتعد من مواليد (1973)م".

وأكد الدكتور مصطفى بأن فلذة كبده السعيدة (لينا) اختفت عام (1991)م لتتجلى الحقيقة الدامغة بأنها اختطفت بعد أن ثبت استشهادها عام ( 1992)م.

 ومضى قائلا: "بعد اختفائها قدمنا بلاغات عدة لكل الأقسام الأمنية والتي لم تستطع العثور عليها وعلى خاطفيها. سنة مرت أو تزيد وما زالت الشهيدة (لينا)  في خبر كان هنا، وفي غمرة زحام تسابق الإرهابيون لتنفيذ عملياتهم الإرهابية التي طالت كوادر الجنوب، كان والد (لينا) الشخصية الجنوبية المستهدفة لتفخيخ قلبه وإحراقه بالانتقام منه وبذلك تلذذا من قبل الإرهابي (الزنداني)، إذ سن شفرات سكينه الحاد لذبح مشاعر الأبوة تجاه محبوبة والديها التي يجري حبها في تعاريج وريدهما كمجرى الدم، إنها (لينا) ابنته، وبطلقات نارية لمسدس كانت أيادي (عائشة الزنداني ) قابضة عليه لتنقشع سحاب غيم الاختفاء (الاختطاف) معلنة عن ميلاد جريمة بشعة عنوانها استشهاد الشابة العدنية (لينا مصطفى عبدالخالق) في (29) يناير (1992)م وبصلف أعلن عن نبأ صادم للجميع بأنها انتحرت بمسدس في حوش الوحش الكاسر (عبدالمجيد الزنداني).

وأفاد الدكتور مصطفى بأنه وقبل نبأ تلقيهم استشهادها بفترة قصيرة تم الاتصال به من شخص مجهول ومن تلفون أرضي أول رقمه (01) والمتعارف عليه بأنه مفتاح العاصمة صنعاء. متابعا قوله: "أخبرنا المتصل بأن ابنتنا (لينا) ما زالت حية ترزق وأنها في مكان آمن فلا خوف عليها، كما قال: لقد أنجاها الله وسدد خطاها وهداها للإسلام وخلصها من دار الكفر، طالبا منا - المتصل المجهول - تزويج ابنتنا لأحد المشائخ لم يسمه".

 مؤكدا بأنه صعق بل كاد أن يفقد شعوره لمثل هكذا تصرفات مشينة، معتبرا تصرفا كهذا ليا لأذرعه عبر وسائل لم تكن في حسبان الجميع قط لطالما وأن القضية تتمثل باستخدام أدوات لجريمة قذرة تتمثل باختطاف الأبناء ليصل بهم الوقاحة إلى طلب تزويجهم.

لم نرَ أخلاقا سيئة إطلاقا في حياتنا كمثل هؤلاء، وفي موقف يصعب وصفه صادما لأبويها إلا أنهم واجهوه بصلابة جأش برفضهم رفضا قاطعا، وبهكذا لم يخضع والدها للابتزاز مهما كان ثمنه كونه سلوكا عبثيا وفوضويا ويعد خروجا عن شرع الله والقوانين الوضعية أيضا يجب معاقبة صاحبه وبهذا أنهى المتصل المجهول مكالمته مع والد الشهيدة (لينا).

وبعد مدة قصيرة أعلن عن استشهاد بنت عدن (لينا) في حوش (الزنداني) تحت رواية أنها انتحرت بمسدس بعد أخذها له من منزله، وتلك أكذوبة لا يمكن أن تنطلي على من اختل عقله.

 

روايات مقربة من والد الشهيدة

كشفت روايات مقربة من والد الشهيدة بأنه وفور تلقيه بلاغًا عن استشهاد ابنته (لينا) انطلق مسرعًا إلى قصر ملك الإرهاب (الزنداني) معاينًا جثة ابنته ليتأكد له من خلال حذائها والطلقة التي صوبت إليها من خلفها بأن ابنته (لينا) قتلت غدرًا بعد أن حاولت الفرار من المنزل.

بدوره طلب وضع الجثة في الثلاجة لتشريحها من قبل الطبيب الشرعي الذي هو الآخر كان مسيَّسا ولمدة ستة أشهر خاض صراعا مع كل السلطات في صنعاء لمعرفة حقيقة قضية اغتيال ابنته، إلا أنهم أوصلوه إلى حافة صفرية كونها متنفذة والتي أخفت الجريمة ونسبتها إلى ابنته كانتحارية ضد نفسها وهذه نتائج معروفة مسبقا بأن الإرهابيين وضعوا (لينا) ضحية لأفكارهم المتطرفة، أدركت حقيقتها مؤخرا لتصل إلى قناعة تامة بأنها افكار لا تمت للإسلام بصلة وهكذا أرادت (لينا)  خلاصا متخذة قرار الفرار الذي كان نتيجته طلقة مسدس على يدي (عائشة الزنداني).

 ما زالت قضية (لينا) حية ولم تمت بعد لا سيما وأن الملف لم يتم إغلاقه وبذلك قالت مصادر مقربة من والد الشهيدة بأن ملفها ما زال محفوظا في أدراج محاكم دولية، وأكدت بأن قضيتها لن ولم تدفن طال الزمن أو قصر.

 

هل آن الأوان لفتح ملف قضية اغتيال الشهيدة لينا؟

اليوم وبعد الانتصارات التي حققها أبناء الجنوب على يدي المقاومة الجنوبية والجيش الجنوبي بقيادة الرئيس (عيدروس الزبيدي) آن الأوان لفتح قضية اغتيال الشهيدة (لينا مصطفى عبدالخالق).

 







شارك برأيك