آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
بينما جهات الاختصاص عاجزة عن وضع حلول جذرية.."الأمناء" تنشر الحكاية الكاملة لبحيرة لحج
(الأمناء نت /عبدالقوي العزيبي)

"الأمناء" تزور بحيرة لحج بمحفر وادي خير وتكشف حقيقة المحفر والبحيرة ومقطع الفيديو
ما قصة هذه البحيرة مع المحفر؟
وما تفسير ظهور واختفاء مياه بحيرة وادي خير؟
مواطنون لـ"الأمناء": لحج جوهرة ولكنها بيد فحام ولا أثر ملموس للسياحة فيها
اختفاء مياه البحيرة فجأةً بعد ظهورها للمرة الثانية وعقب غرق ثلاثة أشخاص فيها

"الأمناء" تقرير/ عبدالقوي العزيبي:
لقد ظهرت فجأة في محافظة لحج بمديرية تبن بمنطقة وادي خير شرقي بستان الحسيني، مياه تدفقت من داخل بطن محفر الردميات (الكري)، وتجمعت لتشكل بحيرة من المياه الراكدة، ولأنها ظاهرة طبيعية تحدث لأول مرة فقد سلطت وسائل الإعلام الأضواء عليها لدرجة تحولها إلى مزار سياحي للأسر من لحج وعدن وغيرها، وأيضاً زيارتها من قبل محافظ لحج وعدد من المسؤولين والخبراء في مجال المياه والبيئة، وبعد غرق ثلاثة أشخاص بداخل البحيرة نتيجة لممارسة السباحة، وجه محافظ لحج بشفط مياه البحيرة وبصورة عاجلة، وقيام جهات الاختصاص بعملية شفط المياه، وبعد حوالي يومين من شفط الماء بشكل كامل، عادت المياه تتدفق من جديد عبر العيون داخل محفر الكبس، وامتلأ المكان مرة أخرى بحوالي ثلث كمية الماء السابق وظهور الماء على شكل بحيرة من جديد للمرة الثانية.
"الأمناء" زارت البحيرة، التي أطلق عليها اسم بحيرة الجروبة، مع إنها تقع في منطقة وادي خير بينما منطقة الجروبة تبعد عنها بحوالي مسافة كيلومتر باتجاه الشمال من البحيرة، إلا أن هذه الأرض التي استحدث فيها محفر الردميات (الكري) تعود ملكيتها لمواطن من الجروبة، من جهة نجد أن جهات الاختصاص بلحج شبه عاجزة عن تفسير هذه الظاهرة، وخصوصاً عقب عودة تدفق المياه مرة أخرى بحوالي ثلث كمية المياه في المرة الأولى، وأيضاً بعد مرور 24 ساعة من زيارة "الأمناء".. فما قصة هذه البحيرة مع المحفر؟
"الأمناء" تنشر حكاية البحيرة على لسان أحد مواطني المنطقة.

أرض تحولت إلى محفر
يروي لـ"الأمناء" المواطن عبدالله محمد راجح (أبو عادل) حكاية تدفق وتجمع هذه المياه في هذا المكان، فيقول: "هذه المساحة من الأرض كانت عبارة عن أرض زراعية خاصة بملكية أحد أبناء المنطقة بقرية الجروبة، التي تبعد عن هذا المكان حوالي كيلو متر باتجاه الشمال، ونتيجة لشبه تصحر الأرض قام مالك الأرض منذ فترة على استخدامها كمحفر كري أي (ردميات التي تستخدم في الطرقات)، مما أوجد هذا العمق في باطن الأرض بأكثر من 6 متر عن سطح الأرض".

حفر البئر
وأضاف أبو عادل: "وعقب توقف العمل في داخل محفر الكري منذ فترة، قام مالك الأرض بحفر بئر داخل باطن المحفر، وعند حفر البئر بعمق في باطن المحفر حوالي أكثر من 5 متر، تفجرت عيون الماء من داخل البئر وهو أمر طبيعي، مما أعاق عملية استكمال حفر البئر".
وأشار إلى أن "هذه العيون المائية التي تفجرت تعتبر أحد أبرز أسباب تدفق المياه داخل مساحة المحفر وتشكل البحيرة المائية، لأن مساحة المحفر بعمق كبير في بطن الأرض ولا يوجد له منفذ، فقدت تجمع مياه تلك العيون المتفجر من داخل البئر ومن على جانب أسفل أرضية المحفر، وبهذا تجمعت وتشكلت المياه على شكل هذه البحيرة، وهي تعتبر ظاهرة طبيعية من حيث تفجر عيون الماء، وبشرية ممثلاً في حفر الأرض بعمق واستخدامها كمحفر ردميات بفترة سابقة".

محافر أخرى
وكشف لـ"الأمناء" أبو عادل عن وجود محافر كري/ردميات، تقع شمالاً من موقع هذه البحيرة في بطن الوادي، وتوجد فيها مياه وإنما ليس بمستوى كمية المياه بهذا المحفر.
وأشار إلى أن تدفق مياه السيول خلال الأيام الماضية قد أوجد مخزونا مائيا جوفيا في باطن الأرض، مما نتج عن ذلك ارتفاع منسوب المياه الجوفية وخروجها عبر عيون مائية داخل هذه المحافر نتيجة عمق المحفر في باطن الأرض وانخفاضه نحو الجنوب وأيضاً لقرب هذا الموقع من مناطق تواجد المخزون المائي شمالاً.

تضرر الآبار
ونوه أبو عادل بأن "خروج هذه الكمية من المياه قد يؤثر على مستوى مخزون المياه الجوفية الموجود في الجهة الشمالية في منطقة الوادي الاعظم، وربما محدثاً أضرارا على آبار المياه الزراعية، نظراً لشرود المياه من باطن الأرض نتيجة هذه الحفريات في بطن وعلى جانب الوادي الصغير، وبهذا المستوى الكبير الذي يحدث في عمق الأرض".

شفط وعودة مياه البحيرة
وأكد أبو عادل استكمال عملية شفط مياه البحيرة في المرة الأولى ظهر يوم الأربعاء 5 يناير 2022 من قبل جهات الاختصاص بلحج.
وأضاف: "لقد تفاجأ المواطنون في المنطقة بعودة تدفق المياه في بطن محفر الردميات من جديد خلال اليومين الماضيين، وعقب عملية شفطها كاملاً". موضحاً إلى بلوغ كمية الماء في المرة الثانية حوالي ثلث الكمية عن المياه التي تجمعت في المرة الأولى لتشكل البحيرة المائية مرة أخرى، وسبحان الله!.

نفي شفط مياه البحيرة
عقب زيارة "الأمناء" إلى موقع البحيرة عصر السبت 8 يناير بعد عودتها للظهور مرة أخرى، فقد تم تداول مقطع فيديو بمنصات التواصل وبعد مرور 24 ساعة من زيارة الأمناء، جاء فيه خبر عن شفط مياه البحيرة التي ظهرت في المرة الثانية وتلقائياً، من حيث توقف نبع العيون وتدفق كامل المياه إلى داخل بطن البئر التي كانت موجودة في قاع المحفر وأسفل مياه البحيرة، ومن أجل نشر الحقيقة فقد قامت الأمناء صباح يوم  الثلاثاء 11 يناير بزيارة ثانية إلى البحيرة للتأكد مما جاء بمقطع الفيديو والذي نشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، وعطفاً على ذلك الأمناء تنفي نفياً تاما ما جاء بذلك المقطع، حيث لا تزال مياه البحيرة التي ظهرت في المرة الثانية، وإنما شاهدنا المياه في تزايد عما قد وجدناه أثناء الزيارة عصر يوم السبت.

مزار أسري
لقد شكلت تلك المياه بعد خروجها وتجمعها داخل مساحة محفر الردميات، بروز بحيرة مياه طبيعية جذابة، ولهذا تحولت المنطقة إلى شبه مزار سياحي للعديد من الأسر لقضاء أوقات مع الطبيعية الخلابة بلحج، وخصوصاً أن موقع البحيرة يقع شرقي بستان الحسيني أشهر بستان في عهد السلطنة العبدلية، إلًا أنه لوحظ بداخل البحيرة توجد مخلفات تلك الأسر، أضف إلى تواجد الكلاب، وهو الأمر الذي يهدد بتلوث مياه البحيرة كونها راكدة، حيث يظهر لون الماء إلى اللون الأخضر.

تواصل واهتمام
جهات أمنية وأكاديمية تواصلت مع الأمناء نتيجة ظهور البحيرة مرة أخرى، منها نائب مدير أمن لحج العقيد علي عامر، والدكتور فؤاد الماطري وآخرون، ابدوا اهتماما كبيرا بظهور هذه البحيرة ودعوة جهات الاختصاص للاستفادة منها وعدم تحويلها إلى ضرر بمخزون مياه آبار الشرب أو حدوث تلوث بيئي، إلا أن ظهور هذه البحيرة مرة أخرى بعد شفطها في المرة الأولى، يتطلب من جهات الاختصاص بلحج وضع لها دراسة علمية للاستفادة منها كموقع سياحي ،وعلمت الأمناء عن مقترح حكومي بضرورة الردم والكبس حتى لا تؤثر على مخزون المياه الجوفية أو تلوث مياه  آبار الشرب.

السياحة بلحج صفر
وتشهد لحج مناظر طبيعية خلابة وجذابة، يمكن الاستفادة منها كمتنافسات سياحية للأسر من لحج وخارجها، لقضاء أجمل الأوقات فيها وفي نفس الوقت سوف تساعد على نمو الإيرادات المالية، إلا أن دور السياحة بلحج خامل جداً، واقتصر فقط على منح التصاريح لوكالات الحج والعمرة، وربما هذا الخمول والانكماش نظراً لعدم تفاعل السلطات المحلية لإنعاش قطاع السياحة، بمشاريع سياحية من البرنامج الاستثماري أو عبر القطاع الخاص أو بدعم المنظمات، وهو الأمر الذي أوجد الإعاقة لحديقة لحج الكبرى بمنطقة جلاجل ومنذ 1994، كمشروع استثماري متعثر وإلى اليوم، وكذا تدهور حديقة الأندلس بمدينة حوطة القمندان، واأضاً يرى المواطنون عدم وجود اهتمام ببستان الحسيني أو بدار العرئس، وكل هذا الإهمال من السلطات المحلية فرض على الأسرة اللحجية إغلاق أبوابها وسجن فلذات أكبادها داخل منازلها، نظراً لعدم وجود أماكن سياحية راقية بمختلف الخدمات في محافظة تتوفر فيها كافة مقومات السياحة الطبيعية، إلا أن الملاحظ على الواقع وضع السياحة بلحج متدهور جداً مع بقية الخدمات الأخرى، بالرغم من إنها محافظة تتفاخر سنوياً بنمو الإيراد، وهو الأمر الذي عبر عنه معظم عامة الناس على أن لحج بمثابة جوهرة نفيسة وإنما بيد فحام، لهذا نجد لحج العبدلي، حالياً لا تزال جميع معالمها السياحية والأثرية في تدهور كبير لعدم وجود الرعاية والاهتمام من قبل تلك السلطات المحلية على مستوى المحافظة منذ قيام الثورة عام 1963 وحتى عام 2022 لقطاع السياحة وبقية القطاعات الأخرى، فهل من مغيث لهذه المحافظة خلال قادم الأيام لإعادة مجد لحج الإنسان والتاريخ والحضارة من جديد؟



شارك برأيك