آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
عتق.. لمن تكون الغلبة؟ هل يتحرك بن عديو لقمع أنصار السلطان؟وهل يتكرر سيناريو سقطرى في شبوة؟
(الأمناء/ تقرير خاص:)

شبوة على موعد مع النصر

ماذا بعد قرار نقل الاعتصام إلى "عتق" معقل سلطة الإخوان في شبوة؟

هل يتحرك بن عديو لقمع أنصار السلطان؟

الرئاسة تحرق المحافظ الإخواني وقيادات عسكرية تتخلى عنه!

الأمناء/ تقرير خاص:

قررت قبائل شبوة، المحتشدة في مدينة نصاب، نقل تصعيدها إلى عتق، عاصمة المحافظة، حتى يتم الاستجابة لمطالبها، وتغيير السلطة الإخوانية وتنفيذ اتفاق الرياض، والتحقيق مع المتورطين في تسليم مديريات بيحان الثلاث للحوثي.

ويتزعم التصعيد الشعبي الشيخ عوض ابن الوزير العولقي، عضو البرلمان ومستشار رئيس الجمهورية، الذي عاد مؤخرا إلى شبوة بعد غياب دام سنوات، ودعا إلى اجتماع موسع لتدارس الأوضاع، عقب سقوط مديريات بيحان، والاتفاق على مستقبل شبوة.

وشهدت منطقة الوطأة بنصاب اجتماعا تاريخيا بقيادة ابن الوزير ورئيس انتقالي شبوة الجبواني، وخرج الاجتماع بقرارات كبيرة اعتبرها سياسيون ضربة قاسية لسلطة الإخوان.

المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، هو الآخر أعلن عن فعاليات جماهيرية في الـ 30 نوفمبر بمختلف مديريات المحافظة احتفاءً بالذكرى الرابعة والخمسين للاستقلال الوطني الذي ناله الشعب الجنوبي.

ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي الجميع للحضور والمشاركة الفاعلة يوم الثلاثاء القادم للتعبير عن رفض أبناء المحافظة لعمليات الاستلاب والقهر وكافة ممارسات قوى الاحتلال التي تتقاسم المحافظة.

 

خياران لا ثالث لهما

تصعيد شبوة الرافض لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني وضع الشرعية الإخوانية أمام خيارين: إما القبول بالمطالب وإقالة الفاسدين وعلى رأسهم المحافظ محمد صالح بن عديو، أو المواجهة عسكريا، والخيار الأخير ستكون نتائجه وخيمة على سلطة المحافظة وحزب الإصلاح.

ويرى مراقبون أن محافظ شبوة يعيش آخر أيامه، ولم يعد أمامه إلا تسليم المحافظة سلميا للإرادة الشبوانية، ما لم سيكون ضحية حزب الإصلاح القادمة.

وتوقع مراقبون، في تصريحات لـ"الأمناء"، تكرار سيناريو سقطرى في محافظة شبوة، والذي انتهى بطرد المحافظ الإخواني رمزي محروس من المحافظة، بعد قرار ابن الوزير العولقي والمجلس الانتقالي نقل الانتفاضة الشعبية إلى عتق عاصمة المحافظة.

 

الرئاسة تحرق بن عديو

ورفض الرئاسة الاستجابة لمطالب شبوة مؤشر على أن الإخوان قرروا استخدام ورقتهم الأخيرة والصدام مع أبناء وقبائل شبوة للحفاظ على نفوذهم والاستمرار في نهب الموارد.

وقالت مصادر عسكرية، إن منظومة الرئاسة تدفع بسلطة بن عديو والأدوات الأخرى للمواجهة مع ابناء شبوة كمحاولة أخيرة من أجل البقاء كسلطة أمر واقع في المحافظة الغنية بالنفط.

ودفعت المليشيات الإخوانية قوات عسكرية من الجبهات الأمامية في مأرب إلى عتق لحماية المحافظ الإخواني وسلطته من الغضب الشعبي القادم.

ويرى مراقبون أن تصعيد أبناء شبوة لن يتوقف حتى خلع  السلطة الإخوانية، ممثلة بالمحافظ الإخواني بن عديو، حيث يدرك أبناء شبوة أن تحرير مديريات بيحان من الحوثي يبدأ أولا بطرد الإخوان من شبوة.

 

قيادات عسكرية تتخلى عن بن عديو

وذكرت مصادر محلية أن عددًا من القيادات العسكرية والأمنية قررت ترك محافظ شبوة الإخواني بن عديو يواجه مصيره أمام الطوفان الشعبي والقبلي في شبوة، الأسبوع القادم.

ومن القيادات العسكرية قائد اللواء 21 العميد جحدل حنش، الذي سافر بصورة مفاجئة إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث أكدت مصدر لـ"الأمناء" أن جحدل حنش أدرك صعوبة المرحلة القادمة، وأن شبوة قادمة على تغيير شامل بدعم دولي وإقليمي.

وفي السياق قالت صحيفة اليوم الثامن، بحسب مصادر حكومية لها، إن مسؤولين محليين وقيادات عسكرية وأمنية في محافظة شبوة عرضت عقارات وممتلكات للبيع، استعدادا للهروب صوب بلدان عربية عدة أبرزها سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية.

وأكدت الصحيفة أن قيادات عسكرية ومسؤولين في السلطة المحلية عرضوا عقارات وممتلكات للبيع على مستثمرين يمنيين، استعدادا للهروب من المحافظة التي تواجه سخطا شعبيا متزايدا يسعى الإطاحة بسلطة الإخواني محمد صالح بن عديو المتورط في تسليم جزء من المحافظة للحوثيين دون قتال.

واستبقت القيادات العسكرية والمسؤولون في السلطة المحلية الأحداث وقاموا بإخراج عائلاتهم من مدينة عتق إلى مدن جنوبية أخرى استعدادا للانشقاق عن سلطة بن عديو، ولكن بعد الاطمئنان على عقاراتهم، من خلال تأمينها أو بيعها، حتى لا تتعرض للسطو خاصة وأن بعض المنازل شيدت في أراض تعد من أملاك الدولة.

وأبرز القيادات العسكرية الموالية للإخوان، والتي تتهيأ للمغادرة، العميد عبد العزيز العتيقي، حيث قام ببيع منتجع "ليالي عتق" الخاص به لمستثمر يمني شمالي، ونقل أسرته إلى العاصمة المصرية القاهرة، وسوف يلحق بالأسرة قبل انفجار الأوضاع عسكريا، أو قد ينشق وينضم إلى صفوف القوى السياسية والقبلية المناهضة لسلطة الإخوان.

 

رسالة تؤكد قرب سقوط سلطة بن عديو 

ووجه جحدل حنش، قائد جبهة بيحان، وقائد اللواء 21، رسالة من القاهرة إلى محافظ شبوة بن عديو، يؤكد اقتراب سقوط سلطته في المحافظ.

جحدل حنش الذي وصل القاهرة قبل يومين، قال في تغريدة له على تويتر: "إن بناء الاستقرار فن يتقنه من يحمل في قلبه متسعًا للجميع، وأيضا في عقله قطر منير منفتح، وأيضا حر لا يسيره حزب أو شللية أو مناطقية".

الرسالة فسرها سياسيون أن المقصود منها المحافظ الإخواني بن عديو، الذي يسيره حزب الإصلاح، مؤكدين أن المركب في شبوة يغرق والجميع سيقفز، إلا بن عديو فلن يستطيع القفز.

 

ماذا بعد قرار نقل الاعتصام إلى معقل سلطة الإخوان؟

أقر اللقاء المجتمعي والقبلي الذي دعا له الشيخ القبلي البارز البرلماني عوض ابن الوزير العولقي، وانعقد يوم الخميس بمديرية نصاب- عددًا من المخرجات والتوجيهات، ‏أبرزها توجيه اللجنة المنظمة وبالاستعانة بمن تراه مناسبًا للعمل العاجل على الترتيبات اللازمة لنقل الاعتصامات والاحتجاجات السلمية، من مراكز المديريات إلى داخل عاصمة محافظة شبوة عتق.

ويعد نقل الاعتصام إلى داخل عاصمة شبوة عتق حق من حقوق أبناء المحافظة لنيل حقوقهم وحماية أنفسهم من النفوذ الإخواني والخطر الحوثي، حسب تعليق د.صدام عبدالله، الذي قال: "من حق أعيان شبوة اتخاذ أي قرار يخدم مصالح أبنائها، ومن حقهم المراقبة والإشراف على خيراتها بعيدا عن أي إملاءات، وقد أظهرت القبائل والمشائخ حبها لشبوة واصطفافها لجانب المواطن لتحقيق مطالبه، وفي الوقت نفسه حماية شبوة من النفوذ الإخواني والتمدد الحوثي".

ومن شأن نقل الاعتصام إلى عاصمة محافظة شبوة أن يضع المحافظة أمام موعد جديد، حسب الناشط علي ناصر العولقي، الذي قال: "إن نقل الاعتصام إلى عتق يضع ‏شبوة أمام موعد جديد لقول كلمتها برفض الإخوان وخلع سلطة بن عديو واستعادة حقوقها، وهذه المرة داخل العاصمة عتق".

ويرى نشطاء أن نقل الاعتصام إلى عتق يأتي لرد الكرامة على خلفية انتهاكات الإخوان بحق أبناء المحافظة، مذكرا بأحد ممارسات الاعتقال التي طالت شابا يشتغل في ملحمة، وقال العولقي: "أحمد خبازي شاب مسالم يشتغل في ملحمة في عتق، تم اختطافه قبل خمسة أيام من قبل مليشيا الإخوان ولا زال مصيره مجهولا.. نقل الاعتصامات لعتق هي رد لكرامة أبنائها".

ويجمع مراقبون على أن نقل الاعتصام والاحتجاجات إلى العاصمة عتق، مقر تواجد السلطة الإخوانية القمعية، تعد خطوة متقدمة من شأنها أن تعجل بعزل سلطة الإخوان التي تكابر وترفض الاستماع لصوت العقل والاستقالة استجابة للرفض الشعبي والقبلي الذي تشهده مديريات المحافظة ويطالب بعزلها بعد أن صعّدت من القمع وسلمت مديريات بيحان للحوثي.

وقالوا إن استقدام سلطة شبوة لمليشيات من خارج المحافظة مع تصاعد الحراك الشعبي والقبلي المناهض لها، لن يحميها من طوفان شبوة الذي أقر وبإجماع عزلها وطيّ صفحتها السوداء، وفي حال أقدمت على قمع الاحتجاجات والاعتصام فإنها تكتب نهايتها وتعمدها بالدم.

 



شارك برأيك