آخر تحديث :الثلاثاء 19 مارس 2024 - الساعة:04:47:00
الطريق إلى بيحان ..
تقرير خاص لـ"الأمناء" يبحث في دلالات وخفايا خيانات الإخوان في شبوة وعلاقتها بتساقط جبهات مأرب؟
(الأمناء / غازي العلـــــوي :)

ما وراء الانسحابات المتتالية للإخوان من مديريات شبوة؟

هل يمهّد نقل المعتقلين من عتق الطريق لسيطرة الحوثيين على قلب شبوة؟

التمدد الحوثي يجدد مطالب عودة النخبة الشبوانية

ما دلالات تأكيد الرئيس الزبيدي للمبعوث الأممي بعدم السماح للحوثي بالبقاء في بيحان؟

ما علاقة خيانات الإخوان في شبوة بتساقط جبهات مأرب؟

الطريق إلى بيحان

الأمناء / غازي العلـــــوي :

لم يعد هناك متسع من الوقت والمزيد من المراوغة والانتظار حتى تستكمل عملية التسليم والاستلام لما تبقى من مناطق محافظة شبوة لمليشيات الحوثي بعد المسرحيات الهزلية التي سلمت مليشيات الإخوان بموجبها مناطق بيحان ومرخة السفلى وعين وعسيلان والنقوب وغيرها من المناطق دون قتال.

تحركات حثيثة ومؤشرات خطيرة تشير إلى اكتمال عقد التنسيق والمخطط الذي سوف يتم بموجبه تسليم مديرية عتق - عاصمة محافظة شبوة - لمليشيات الحوثي، وهو الأمر الذي سوف يضع القوات الجنوبية على المحك ويدفعها بحسب مراقبين إلى إعلان التوجه صوب عسيلان لتطهيرها من تلك المليشيات وحماية ما تبقى من مناطق من مخاطر السقوط أو التسليم - إن جاز لنا التعبير - للحوثيين.

 

الرئيس الزبيدي للمبعوث الأممي: لن نسمح ببقاء الحوثي في بيحان

لم يكن الرئيس عيدروس الزُبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي - ببعيد عن مخاطر تمدد مليشيات الحوثي وسيطرتها على مديريات بيحان بمحافظة شبوة، وقد أعلنها أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وآخرها في الـ"5" من أكتوبر الجاري أثناء لقائه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانز غروندبرغ، حيث قال: "إن التصعيد العسكري لمليشيا الحوثي سيعقد فرص الحل السياسي والاستقرار، وسيضاعف الأزمة الإنسانية الصعبة والوضع الاقتصادي المتدهور".

وأضاف الرئيس الزبيدي: "إن ميليشيات الحوثي تسير في نهج عدواني خطير يستوجب مواجهته وردعه". مؤكداً أن المجلس الانتقالي سيدافع عن الجنوب من هذه التهديدات والاعتداءات وإنه لن يسمح ببقائه في مديريات بيحان .

ويرى مراقبون في تصريحات لـ"الأمناء" أن تأكيد الرئيس الزبيدي حرفيا أن المجلس الانتقالي "لن يسمح ببقاء مليشيات الحوثي في مديريات بيحان" لم يأتِ من فراغ، ولم تكن تصريحات فقط مجرد للاستهلاك الإعلامي بل إنها جاءت من حقيقة الوضع واستشعارا بالمسؤولية تجاه مناطق وبلدات الجنوب وبراءة للذمة من عدم تحمل أي تبعات أو مسؤولية في حال استمر الصمت تجاه تسليم مناطق شبوة للحوثي من قبل جماعة الإخوان، وهو تلميح واضح بأن القوات الجنوبية سوف تتصدى لتلك المليشيات وسيكون موقفها حاسما وحازما.

خيانات إخوانية جديدة

حتى يوم أمس السبت لم تتوقف عمليات الانسحاب الإخوانية التي تمنح المليشيات الحوثية الإرهابية السيطرة على عدة مواقع في محافظة شبوة، وقد حدث ذلك تحديدًا في منطقة خورة في مديرية مرخة السفلى، حيث انسحب منها مسلحو مليشيات الشرعية الإخوانية وعناصر في تنظيم القاعدة الإرهابي خلال الساعات القليلة الماضية.

ويرى مراقبون أن الانسحاب الإخواني يعقب ممارسات شبيهة وقعت في مديريات بيحان قبل عدة أسابيع، وهو ما أتاح للمليشيات المدعومة من إيران التمدّد على الأرض، في المحافظة الغنية بثروة نفطية ضخمة، يتكالب عليها الحوثيون والإخوان.

 

ما الذي يعنيه نقل المعتقلين السياسيين من عتق إلى عزان؟

لم تكتفِي الشرعية الإخوانية بما سلّمته من مواقع مسبقًا للمليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة شبوة، لكن السلطة التي يقودها المدعو محمد صالح بن عديو، تواصل الانسحاب من المواقع لتعزيز سيطرة المليشيات الحوثية واستحضار نفوذ لها في قلب شبوة الغنية بالنفط.

فإلى جانب مناطق بيحان ومرخة السفلى وعين وعسيلان والنقوب وغيرها، جاء الدور على مديرية عتق، قلب محافظة شبوة، إذ أقدمت مليشيا الشرعية الإخوانية على خطوات تنذر بقرب تسليم هذه المنطقة الاستراتيجية للمليشيات الإرهابية.

الخطوة الإخوانية تمثّلت في تفريغ سجن معسكر الشهداء من المعتقلين السياسيين وقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي وجنود النخبة الشبوانية، ونقلهم إلى مدينة عزان في مديرية ميفعة.

ونقل المعتقلين هي عادة إخوانية مستمرة تسبق دائمًا أي عملية تسليم للمواقع والجبهات لصالح المليشيات، وهي جريمة ترتكب من قِبل مليشيا الشرعية منذ صيف 2014.

وينذر التمدّد الحوثي صوب شبوة، بالمزيد من الاعتداءات المخيفة والمرعبة التي ستطال أرض الجنوب في الأيام المقبلة، لا سيّما أنّ هذه التنظيمات تنفّذ أجندات طائفية ومناطقية مخيفة، وهو ما يفرض ضرورة الانتباه لما قد تتعرض له المحافظة في الفترة المقبلة.

 

التمدد الحوثي يجدد مطالب عودة النخبة الشبوانية

يجدّد التمدد الحوثي الآخذ في التوسع في محافظة شبوة، مطالب عودة النخبة الشبوانية، لتقود عملية تطهير المحافظة من المليشيات المدعومة من إيران، التي تتمدد على الأرض مدعومة بحلقات من التآمر والخيانة من قِبل الشرعية الإخوانية.

في هذا الإطار، جدّد الجنوبيون مطلبهم بضرورة إعادة قوات النخبة الشبوانية إلى محافظة شبوة، لتتولى زمام الأمور وتباشر جهود طرد وإقصاء المليشيات الحوثية الإرهابية ودحرها، وتطهير المحافظة من هذا الإرهاب الغاشم.

هذا المطلب مدعوم بقدر الثقة لدى الشعب الجنوبي في قدرة قوات النخبة على حفظ زمام الأمور، بالنظر إلى حجم الانتصارات التي تحقّقت على مدار الفترات الماضية، فيما يخص ضرب التهديدات التي تلاحق الجنوب، وإنزال أكبر الهزائم على التنظيمات الإرهابية.

فعلى مدار عدة سنوات، وفيما عاشت شبوة في خضم واقع مروع من العمليات الإرهابية والتي أحدثت حالة فوضى هائلة، وصولًا إلى انتشار عناصر القاعدة بشكل ملحوظ، إلا أنّ رجال النخبة كان لها الفضل - مدعومة من القوات المسلحة الإماراتية - في تطهير شبوة من العناصر الإرهابية.

وحظيت جهود النخبة الشبوانية بإشادة من قِبل الأمم المتحدة، التي وصفتها بأنّها من أنشط القوات في مكافحة الإرهاب، كما أشارت المنظمة الدولية إلى الجهود الإماراتية في دعم وتدريب هذه القوات لتنفيذ هذه العمليات.

القوة القاهرة التي تحلّى بها رجال النخبة الشبوانية وضعتهم في دائرة الاستهداف من قِبل مليشيا الشرعية الإخوانية، فمنذ سيطرة الميلشيات الإخوانية على شبوة قبل أكثر من عامين لم تتوقف جرائم الملاحقات والاعتقالات والاغتيالات.

عودة قوات النخبة إلى محافظة شبوة هي أحد بنود اتفاق الرياض الموقع في نوفمبر 2019، لكن الشرعية لا تلتزم بالشق العسكري لهذا المسار، وتعرقل عودة قوات النخبة إلى شبوة، كما أنّها لا تتوقف عن جرائمها واعتداءاتها ضد العناصر التي لا تزال موجودة في المحافظة.

 

علاقة انسحاب الإخوان من شبوة فيما يحصل في مأرب

مصالح متنوعة تتقاطع بين المليشيات الحوثية والإخوانية في تنسيقهما المتصاعد ضد الجنوب على هذا النحو، ترتبط بمساعي زرع الإرهاب في كل أرجاء الجنوب، عبر استقدام نفوذ المليشيات الحوثية الإرهابية وبالتالي إرهاق الجنوب في حرب طويلة وشاقة.

ويسعى تنظيم الإخوان، أن يحاصر القضية الجنوبية في بوتقة من الصراعات والمواجهات العسكرية إلى أطول أمد ممكن، وبالتالي إفساح المجال أمام تفشي حالة من الفوضى والعنف على نحو ربما يكون غير مسبوق، وبالتالي الحيلولة دون التمكن من تحقيق مكاسب سياسية تغذي مسار القضية الجنوبية.

يرى مراقبون بأن الانسحاب الإخواني يمثّل فرصة ذهبية للمليشيات الحوثية الإرهابية لفتح جهة إمداد عسكرية، لا سيّما أنّ الأمر يرتبط أيضًا بانسحابات إخوانية أيضًا في محافظة مأرب، المحاذية لشبوة، وبالتالي يتضح أن المؤامرة الإخوانية تأخذ أكثر من سياق وبُعد جغرافي.

 



شارك برأيك