آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:23:19:00
فورين بوليسي: إيران... الخاسر الأكبر في الانتخابات العراقية
(الامناء نت / متابعات)

 
اعتبرت مينا العريبي، رئيس تحرير صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، أن إيران والميليشيات العراقية المُوالية لها، الخاسر الأكبر في الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق، الأمر الذي دفعها إلى رفض نتائج الاقتراع والتهديد باللجوء إلى العنف.
توقعت العريبي أن يكون المرشح التوافقي لرئاسة الوزراء، هو رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جيدة بالصدر، إضافة إلى رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي والأكراد

وكتبت العريبي، في تحليل لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن السؤال في المرحلة المقبلة سيكون حول ردّة فعل قوات الأمن العراقية، والأحزاب السياسية الأخرى على مثل هذه التهديدات، خاصة أن الفشل في الحد من قدرة الميليشيات على استخدام السلاح، لا ينذر بتقويض العملية الانتخابية فحسب، بل أيضاً بتدمير البنية التحتية الأمنية والحوكمة في العراق.

خاسر آخر
وأشارت العريبي إلى خاسر آخر، هي الديمقراطية العراقية المتعثرة، حيث أحجم 60% من العراقيين عن الاقتراع لاعتقادهم أن النظام يتلاعب بهم.
وقالت إن ذلك لم يمنع الحكومة العراقية ومراقبي الانتخابات من الترويج لنجاح العملية الانتخابية ، معتبرين أن الأمور سارت بشكل سلس نسبياً، دون حوادث عنف، إضافة إلى سهولة وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع.

وكانت الحكومة العراقية والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات وعدتا بإصدار النتائج بعد 24 ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع، لكنهما أعلنتا نتائج 10 محافظات فقط مساء الاثنين.

وعندما نشرت المفوضية النتائج الأولية على الإنترنت، تعطّل موقعها. كما دفع تأخر العد الإلكتروني للأصوات، السلطات إلى فرز بعض الصناديق يدوياً، في غياب مراقبين خارجيين، ما قوض ثقة العراقيين بشكل أكبر.

تراجع النفوذ الإيراني
وقالت العريبي: "الأجواء في العراق لا تزال مضطربة، حيث دعم نبأ وصول إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس إلى بغداد، الإشاعات عن نية إيران ووكلائها التلاعب بالنتيجة".

وأضافت أن "لإيران أسباب وجيهة تجعلها غير راضية عن الأداء الضعيف لوكلائها في الانتخابات".

وأصدرت الفصائل الموالية لطهران، وبينها كتائب حزب الله، تهديداً شديد اللهجة باستخدام القوة المفرطة ضد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. كما هدد هادي العامري زعيم تحالف الفتح، برفض النتائج.

ورأت الكاتبة أن نتيجة الانتخابات تجعل النفوذ الإيراني في العراق، يمرّ بأصعب فترة، منذ إسقاط نظام صدام حسين في 2003، بسبب العنف المفرط من الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة الشيعية، ضد المحتجين في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وما بعده، والفشل في تحسين الخدمات، والتركيز على قضايا إقليمية تهم إيران.

الصدر يواجه الميليشيات
واعتبرت العريبي أن "التحدي الأكبر للميليشيات الموالية لإيران هو فوز الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، الذي أكد أن فوز حزبه كان انتصاراً على الميليشيات"، مشيرةً إلى أن "توحيد سلطة الحكومة العراقية يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات عنيفة، خاصة إذا رأت الميليشيات أن نفوذها يتراجع".

وإذ اعتبر الصدر أن فوز حزبه "انتصار على الميليشيات"، فإنه أكد أنه سيسعى لكبح جماحها، قائلاً: "من الآن فصاعداً، سيكون السلاح تحت سيطرة الدولة وحدها".

لكن العريبي رأت أن تنفيذ هذه التصريحات "يُمكن أن يؤدي إلى اشتباكات عنيفة" مع الميليشيات.

ائتلاف ثلاثي
وأضافت، أن "الأيام والأسابيع المقبلة ستكون متوترة عندما يتعلّق الأمر بالميليشيات، والسؤال عمن سيشكل الحكومة العراقية المقبلة، أمر حيوي لمستقبل البلاد".

وستستمرّ المناورات من مجموعات مختلفة خلف الأبواب المغلقة، حيث تحاول الفصائل المختلفة تأمين مصالحها.

وتوقعت العريبي أن يكون المرشح التوافقي لرئاسة الوزراء، هو رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، الذي تربطه علاقات جيدة بالصدر، إضافة إلى رئيس البرلمان المنتهية ولايته محمد الحلبوسي والأكراد، لكن "على الأكراد التغلب على انقساماتهم الداخلية، لاتخاذ قرار حول مرشحهم".

واعتبرت أنه "إذا لم تسيطر هذه المجموعات الثلاث على أغلبية المقاعد، ستكون هناك حاجة إلى شركاء آخرين".

ورأت أن إحدى أهم نتائج هذه الانتخابات، ظهور فئة من المرشحين المستقلّين الفائزين، مثل حركة "الامتداد" بقيادة علاء الركابي، التي حصلت على 10 مقاعد.

وقالت العريبي: "على هؤلاء أن يقرروا إذا كانوا سينضمون إلى الائتلاف الحكومي، والانخراط في العملية السياسية وفسادها، أو أن يظلوا أنقياء بلا قوة، جزءاً من المعارضة".

احتياجات العراق
وحدّدت العريبي ثلاثة احتياجات فورية للعراق:

أولاً، إعلان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات النتائج النهائية فوراً، والحفاظ على الشفافية في فرز الأصوات.

ثانياً، أن يكون الصدر واضحاً في نواياه لتشكيل ائتلاف، وتسمية رئيس الوزراء المقبل.

ثالثاً، أن تكون قوات الأمن العراقية يقظة، وألا تسمح بأي عنف، ضد مفوضية الانتخابات أو المرشّحين، أو النشطاء الذين يمكن أن تستهدفهم الميليشيات التي تحاول تأكيد السلطة التي لم تحصل عليها في الانتخابات.

 



شارك برأيك