آخر تحديث :الثلاثاء 23 ابريل 2024 - الساعة:21:54:04
أهالي منطقة اللحوم بعدن يطالبون بوضع حد لتردي الخدمات الطبية بالمركز الصحي
("الأمناء" استطلاع/ عبد الله قردع:)

رئيس اللجان المجتمعية: ما نعانيه اليوم هو نتاج دمار مؤسساتي سياسي ممنهج تعرض له الجنوب منذ 90 م

أطباء: المواطن يقطع المسافات الطويلة ثم لا يجد الخدمة المطلوبة!

مدير المركز الصحي: العمل بالمجمع يوشك على الانهيار والتوقف

الطبيبة المناوبة تعاين المرضى تحت شجرة بأحد أركان المركز

 

"الأمناء" استطلاع/ عبد الله قردع:

بعث أهالي منطقة اللحوم بمديرية دار سعد في العاصمة عدن مناشدات عبر صحيفة "الأمناء" إلى كل من الأخ الدكتور أحمد عقيل باراس، مدير عام مديرية دار سعد، والأخ مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية، بسبب الوضع المتردي في الخدمات الطبية المقدمة لهم بالمركز الصحي الحكومي التابع للمنطقة.

وقال الأهالي: "لا توجد أدوية ولا فحوصات ولا أشعة و لا يقدم المركز أبسط الخدمات الطبية المطلوبة منه". مطالبينهم بالنزول الميداني وتلمس أوضاع المركز وتوفير احتياجاته الأساسية، وكذا حث المنظمات الإنسانية الداعمة على فتح فروع لها بالمركز وتقديم خدماتها الطبية والوقائية للأهالي.

وللوقوف على شكوى الأهالي، قامت "الأمناء" بزيارة المجمع الصحي والتقت الإدارة والعاملين وأجرت الاستطلاع التالي:

 

انهيار

وكانت بداية اللقاءات، مع الأخ الدكتور طلال علي عبد الملك، مدير المركز الصحي باللحوم، الذي قال: "لقد أدلينا بتصريحات صحفية سابقة وأعيد وأكرر أن العمل في المجمع يوشك على الانهيار والتوقف لأسباب عديدة أهمها انعدام الموازنة التشغيلية الشهرية، ولا نستطيع صيانة أي جهاز أو شراء أي عدة نحتاجها للمركز وأغلب الجهود ذاتية شخصية بالإضافة إلى شحة المياه وعجزنا عن شراء دينمة لشفط المياه وكذا عجزنا عن شراء صهريج ماء لتعبئة الخزانات".

 

مشاكل شبه يومية

وأضاف د.طلال: "كما نواجه مشاكل شبه يومية مع المواطن نتيجة شحة وتواضع الخدمات المقدمة، حيث نعاني من نقص شديد في الأدوية ولا يؤدي المختبر عمله بالشكل المطلوب نتيجة انعدام جهاز (سي بي سي)، حيث إن هذا الجهاز يعتبر العمود الفقري للمختبر وبدونه يصاب المختبر والمركز بالشلل، وبالفعل انعدامه أعاق عملنا ووضعنا في إحراجات وإشكاليات يومية مع المرضى، حيث إن أغلب الناس تعاني من ظروف مادية صعبة وليس لديهم القدرة على تكاليف الفحص بالمختبرات الخاصة، كما أن جهاز الأشعة متوقف وبحاجة إلى صيانة فنية، كذلك عيادة الأسنان متوقفة لأسباب فنية".

وتابع: "أحيطكم علما أن خمسين في المائة من عمل المركز قائم على دعم منظمة سيف الدولية، وإذا ما رفعت يدها عنا فإن المركز سوف يتوقف تماما عن العمل، أيضاً مبنى المركز صغير وغرفه غير كافية، حيث تقوم الطبيبة المناوبة بمعاينة المرضى تحت شجرة بأحد أركان المجمع نتيجة قلة غرف المركز وعدم وجود عيادات خارجية تتبعه رغم توفر مساحة كبيرة خالية بالباحة التابعة للمركز، ونحن بحاجة إلى الاستفادة منها لبناء عيادات خارجية لمواجهة الإقبال المتزايد على المركز وتقديم خدمة أفضل للمواطن".

واستطرد: "وعبركم أناشد مكتب الصحة العامة والسكان بالمديرية بالعمل جهد استطاعته على توفير احتياجاتنا وأهمها اعتماد موازنة تشغيلية شهرية للمركز وإسعافنا بجهاز سي بي سي للمختبر وتزويدنا بالأدوية، خصوصا أدوية الأطفال، واعتماد وقود شهري كاف للمولد الكهربائي، وكذا بناء عيادات خارجية، كما نطالب منظمة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية العاملة بمنطقة البساتين مدنا بيد العون، حيث إن منطقتنا مكتظة بالسكان وتشمل مناطق اللحوم الشرقية والغربية والدواجن والرباط والمدينة الخضراء، وازدادت الضغوطات علينا والإمكانيات شحيحة ومحدودة ولا تكفي لمواجهتها".

 

المواطن يفقد ثقته بالمركز

بدورهم، طالب الدكتور رامي عثمان ابو بكر، والأخت أم عزيز رئيسة قسم الصحة الإنجابية بالمركز، والأخت ياسمين درويش مسؤولة قسم التغذية بالمركز، جهات الاختصاص بالنزول لمعاينة الوضع عن كثب والعمل على توفير احتياجات المركز بالإضافة إلى تجهيز غرفة طوارئ توليدية وتوفير قابلات وكذا توفير حبوب تنظيم الأسرة، وكذا رفع مخصص التغذية التكميلية الخاص بالأطفال والنساء الحوامل والمرضعات وسوء التغذية بجميع أنواعه الحاد والوخيم وغيرها.

وقالوا: "لقد فقد المواطن ثقته بالمركز حيث يقطع مسافات طويلة ليصل إلينا ثم لا يجد الخدمة المطلوبة ويعود إلى داره بالحسرة والألم، والبعض يصب جل غضبه وسخطه علينا رغم أنه لا ذنب لنا".

 

وجوده مثل عدمه

من جهته، قال الأخ محمد سعيد الصبيحي، رئيس اللجان المجتمعية بالمنطقة، في ختام لقاءات "الأمناء": "يعاني المركز من نواقص عدة ولا يتوفر بداخله حتى دواء الحمى للأطفال، ووجوده مثل عدمه".

وأضاف: "لقد تعرض المجمع للنهب إبان حرب الحوثي على الجنوب وما يعانيه اليوم هو نتاج دمار مؤسساتي سياسي ممنهج تعرض له الجنوب منذ عام 90 م، فساد قديم جاثم على الجنوب وبحاجة إلى رجال شرفاء لاقتلاعه".

وتابع: "لقد نشرت أنظمة الفساد المتعاقبة على الجنوب فسادها في كل دائرة ومؤسسة ولا تزال خلاياها تلعب وتخرب حتى اليوم، وأبشركم أن رجال الانتقالي الجنوبي واقفون لهم بالمرصاد ممثلة بفخامة الرئيس عيدروس الزبيدي ومحافظ عدن أحمد لملس والأخ الدكتور أحمد عقيل باراس مدير عام مديرية دار سعد وغيرهم من قيادات ورجالات الجنوب الشرفاء".

واختتم حديثه بالقول: "أناشد الأخوين مدير عام دار سعد ومدير مكتب الصحة والسكان دار سعد بالنزول الميداني إلى مجمع اللحوم الصحي والجلوس مع موظفيه وتلمس احتياجاتهم ووضع الحلول العاجلة لها وأنا كلي ثقة من أنهم سيلبون النداء الإنساني فهم رجال دولة ويشعرون بمعاناة شعبهم الجنوبي والخير قادم على أيديهم بإذن الله كما أطالبهم بإعادة لقاح كوفيد 19 إلى مركز اللحوم، حيث تم نقله من اللحوم إلى البساتين قبل أسبوعين من قبل بعض الجهات دون إيضاح الأسباب".







شارك برأيك