آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
العميد علي محمد السعدي.. ..رحيل موجع بندق علي السعدي يوميات الثوره
(الامناء نت/علي شايف الحريري)

كان الرحيل موجع ولم تعد كلمات الرثاء تجدي نفعا في وصف حجم الخسارة الكبيرة التي ألمت بكل من عرفك من  رفاق النضال..
خسرنا قايد شجاع يقول الحقايق دون خوف أو خجل ضحوك لديه القدره على التقويم والنقد بشكل ساخر يميل إلى الضخك حتى منتقديه لا يعطيهم اي فرصه لزعل كان إنسانا في إيصال رسالته لمحيطه من آفاق الثوره وشجاعا في مواجهة اعدا الوطن.. كنا على تواصل وتنسيق هاتفيا منذ بدايات الثوره وأول مكان 
جمعني بالعَميد على السعدي معتقل الأمن السياسي صنعاء عام نهاية ٢٠٠٨ و٢٠٠٩
وقد عرفت انه هناك عن طريق السجان عبر قصة ضريفه ..
فبعد قرابة عام ونصف من اعتقالي بزنزانة انفراديه تم السماح لي بزياره وجاء ابن عمي العميد مساعد الحريري رئيس مؤسسة البرنس حاليا
زارني وحط لي قات في الأمانات..
العسكري بدل مايعطي القات لي أعطاه للعميد علي السعدي تشابهت عليه الأسماء.. .
جاني العسكري ١١ الليل وقال لي انه حصل خطأ جابو لك قات الضهر كلمني في معتقل تبع الحراك صاحبكم اسمه علي السعدي أعطيته القات حقك.. 
قلت له فداه القات سهل. بس من متى له هنا مسجون قال بنفس الأسبوع ألذي تم تسليمكم فيه للصنعاء  وعرفت بعدها أسماء بقيه المعتقلين فادي باعوم وقاسم عسكر وأحمد بامعلم وأحمد الربيزي وأحمد القنع الذي جاو بهم مو عدن والمكلا..

كما أن هناك قصه طريفه من اليوميات التي كانت تصادفنا ايام الثوره ففي عام ٢٠١٤ عند مقتل الشيخ بن حبريش وبعد إعلان الهبه الحضرميه
طلعنا إلى حضرموت غيل بن يمين منزل عصام بن حبريش برفقه الوالد عبدالرحمن الجفري وفضل ناجي وشلال شايع وابوبكر جبر وعدد كبير من قيادات ونشطاء الثوره..

وعند انطلاقنا من حوش بيت الجفري بخور مكسر كنت انا في السياره التي بها الوالد عبدالرحمن الجفري وكان بجانبي العميد علي السعدي ومعه سلاح روسي كلاشنوف صاروخ رقم ١١ من أفضل أنواع السلاح وكنت انا متسلح ب ٢ مسدسات واحد مخفي في الخصر وواحد مخفي أمامي ونا احب استخدام المسدسات سلاح شخصي  المهم علي السعدي بعد أن وصلنا محطة نقطة العلم مولنا السيارات بنزين شاف المسدس قال اسمع انا شيبة والبندق تحماله نكد شل الكلاشن خله معك وهات لي المسدس استلب به قلت علم هاته وشل المسدس.
وصلنا حضرموت المكلا وتم استقبالنا بحشد كبير نزلنا في فندق البستان َ.
انا زوجتي كانت عند اهلها في المكلا لها شهر  معاد جلست بالفندق رحت عند زوجتي بيت أهلها وبندق العميد علي السعدي معي وحطيته في البيت وكنت اروح مع الوفد ورجع آخر الليل البيت ..
علي السعدي قال القات ذي يجيبو مش مليح اسمع أبغى تجيب لنا قات مليح معك هنا بالمكلا اصهور ومعارف . قلت ابشر وكنت اجيب لنا قات مليح وعجبه جلسنا طوال فتره بقانا هناك تقريبا تقارب عشره ايام.. 
وعندما بلغونا التحضير للعوده عدن علي السعدي قال لي وين امسلب البندق ماشوفه معك
قلت له صلى عنبي. ايش من بندق.
قال الألي حقي
قلت صلى عنبي لك ١٠ ايام مخزن  اكل شرب من وين فاكر اني اجيب القات
شفنا شقفت البندق للمقوتي وجالسين نصرف منه
ونت مسدسي معك خليه معك لمن نوصل عدن ورجتعته..
قال قلي خبر غير هذا وكان يضحك...
وكان يحكي القصه لبعض الزملاء وهو يضحك 
المهم اقنعته اني بعته وبكل مرح تقبل الأمر الواقع
وطبعا اخفيت البندق عليه لين سلمته له بعدن.
قال حرام اني قد كنت صدقت وقتنعت منه.
وطوال سنوات النضال كنا نتواصل وكان لنا مرجع نشاوره في أكثر الأمور وعندما كنا نختلف معه ببعض التفاصيل كنت اناقشه وهو يضحك ويجيب القصص والعبر المشابهه..  ولم يكن صاحب قطيعه لرفاقه ابدا..
لم ألقاه يوما  كدرا مهما تكالبت علينا المصايب
كان ضاحكا يصور العقبات التي أمامنا بشكل ساخر ينتزع من وجوهنا الضحكه..
لم يكن متعبا في صحبته.. 
اسأل الله تعالى له الرحمه 
لروحه السلام والسكينه..

اسأل الله تعالى أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح.. 
علي شايف الحريري
١٤ مايو ٢٠٢١
الصوره في فندق البستان المكلا ٢٠١٤



شارك برأيك