آخر تحديث :الخميس 27 فبراير 2025 - الساعة:01:39:32
جمعية القعيطي تستضيف الدكتور متاش  
(كتب/فضل محمد العبدلي)

في أمسية رمضية روحانية عطرة .. وبحضور جمع غفير من المثقفين والنشطاء هذه الأمسية التي تم فيها مناقشة قضايا شائكة ومعقدة يعانيها المواطن متمثلة بالأوضاع الاقتصادية المتدهورة والإيرادات المنهوبة التي تهدر في غير مكانها. وكما هي عادتها، تبادر جمعية القعيطي بين الفينة والأخرى لتستضيف رجالات من ذوي الكفاءة العلمية المتخصصة  كمساهمة مجتمعية منها ومشاركة تهدف إلى   المناقشات المتعددة والمختلفة؛ أكانت ثقافية، علمية أو اقتصادية وهي الأبرز في هذه الأمسية التي كانت غاية في الأهمية عشناها سويعات قليلة في جمعية القعيطي مع كوكبة من الأكاديميين أبرزهم ضيفها - الدكتور محمد علي متاش المعين حديثا رئيسا للدائرة الاقتصادية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي والسفير خالد الحصني رئيس مؤسسة يافع للتنمية والأستاذ الاقتصادي المعروف عبدالسلام سيف محسن  الربيعي نائب رئيس الدائرة الاقتصادية بالمجلس الانتقالي مستشار محافظ العاصمة عدن والعميد المهندس عارف العيسائي ؛ وعددا آخر من المثقفين والنشطاء  لا يسمح الحيز ذكرهم.
أدار الأمسية بحكمة واقتدار أستاذ الزراعة البروفيسور يوسف القعيطي الذي يتقد شعلة من النشاط المفعم بالحيوية، حيث رحب في مستهل حديثه بالدكتور محمد علي متاش الذي يعد من أبرز علماء الجيولوجيا ليس على المستوى المحلي والإقليمي بل العالمي فهو عضو فاعل في معظم المنظمات الدولية المختصة بعلوم الأرض ولديه شهادات علمية متعددة آخرها شهادة (الفولبرايت للأبحاث) لما بعد الدكتوراة من الولايات المتحدة الأمريكية.
كما عودتنا الجميعة التي لا يقتصر عملها واسهاماتها على تقديم المساعدات الإنسانية التي وصلت الى مناطق عديدة في الجنوب منذ زمن بعيد وخاصة وقت الكوارث الطبيعية او الحروب فهي لا تدخر جهدا في هذا المضمار  ولما لا .. طالما وأن من يقع على رأسها أكاديمي وكوكبة اخرى من أبناء القعيطي الذين يعملون بمعيته لإنجاح أي عمل يقدمون عليه.
ليس هذا موضوعي، نعود بكم ونتحدث عن ماقاله الدكتور متاش وما يحمل من أفكار وتصورات تجاه معالجة ما نواجه من وضع صار لا يحتمل! حيث كأن أول سؤال لكاتب هذا السطور وجهه للدكتور متاش الذي تمحور حول اختياره في هذا التوقيت برئاسة اللجنة  الاقتصادية العليا للمجلس وفي وقت عصيب وفي نفس الوقت عدم سيطرة المجلس على الجانب المالي والإداري والايرادي في العاصمة عدن والمناطق التي تقع تحت سيطرته؟ وهل لديه  أفكار او نظرة في معالجة الوضع الاقتصادي المتدهور وما هي الحلول والمعالجات تجاهها من وجهة نظره .. ؟ 
أجاب الدكتور متاش قائلا : في البدء اتوجه بالشكر الجزيل للقائمين على هذه الجمعية ورئيسها صديقي واخي  الدكتور يوسف الذي وجه لي الدعوة لحضور هذه  الأمسية الرمضانية الرائعة للزيارة وتبادل الآراء والأفكار فيما يتعلق في الجانب الاقتصادي الذي بات يؤرق الجميع وصار كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث بلغت حالة التدهور المؤثرة على الحياة المعيشية للسكان، لا سيما في ظل التدهور الكبير للعملة مما يترتب عليه المزيد من مضاعفة معاناة المواطنين .!
وأضاف الدكتور متاش بانه لا توجد لدى اللجنة الاقتصادية عصا سحرية تقدم حلول مثالية لهذا الوضع المتدهور وتحديدا في إطار منظومة فساد الدولة العميقة واستمرار إشعال فتيل الحرب من قبل تجار الحروب. وأشار إلى إن المجلس الانتقالي وقيادته الحكيمة يبذلان كافة الجهود لإحداث نقلة نوعية تسهم في تحسين معيشة الناس وذلك من خلال إيجاد افضل الوسائل لزيادة وتطوير الموارد المالية من خلال إقامة بعض المشاريع البسيطة والمتوسطة في المجال الصناعي والزراعي والسمكي ومجالات التعدين ، علما بأن المجلس الانتقالي ليس مسيطرا على الموارد المالية والمادية والتقنية للمناطق المحررة لكنه يحاول بشتى الطرق المتاحة في الاسهام في تحسين حياة الناس. كما اوضح الدكتور  / متاش إلى أن مهمة اللجنة الاقتصادية هي استشارية بحتة لكنها تسعى حاليا إلى وضع اسس للدراسات الإقتصادية بطريقة علمية منهاجية فاعلة من خلال فريق اقتصادي أكاديمي علمي رفيع المستوى ومتكامل ويشمل معظم التخصصات الهامة التي تسعى إلى إنجاز العديد من الأبحاث والدراسات الفنية في كل المجالات وتقديمها للمستثمرين المحليين مرحليا والأجانب أيضا في المستقبل القريب . في هذا الصدد اعطى بعض الأمثلة لبلدان خرجت من وطأة الفقر والبطالة وحققت نجاحات كبيرة وقفزات نوعية وتنمية مستدامة. وأكد على ان بلادنا لديها مقومات إقتصادية واعدة وهي بحاجة إلى المزيد من الجهد والعطاء والاخلاص، كما هي بحاجة ماسة لمحاربة الفساد وتجفيف منابعة والقضاء عليه. وكل هذا لن يأتي إلا في ظل قيام دولة القانون والنظام المؤسسي. وقد اختتم الأخ متاش حديثه مؤكدا بأن اللجنة الاقتصادية  ستعمل دون كلل أو ملل لتقديم الإستشارات المناسبة التي من شأنها مساعدة القيادة في المجلس الانتقالي على إتخاذ القرارات الصائبة في كافة مناحي الأنشطة الاقتصادية لتحسين الحياة المعيشية لابناء جنوبنا الكرام.    استمعنا كذلك الى مداخلات عديدة واسئلة مختلفة للخبير الدولي دكتور  متاش أجاب على بعضها وبعضها قال بأنه لم يحين وقتها.
ثم تحدث السفير خالد الحصني المدير التنفيذي لمؤسسة يافع للتنمية عن دور مؤسسة يافع التنموية وما تقوم به منذ الايام الاولى لتاسيسها حتى هذه اللحظة في مختلف المجالات المرتبطة بحياة الناس سواء في الجانب الاغاثي والاجتماعي والتنموي بمختلف جوانبه وهو الدور الكبير لهذه المؤسسة الرائدة في العمل المجتمعي، وهذا يتطلب منا ان نفرد موضوع خاص لهذه المؤسسة التي إعادت وهج الحياة لشجرة البن اليافعي وإعادت أحيائها مجددا بعد أن كانت على وشك الانقراض لصالح شجرة القات..  فشجرة البن تمثل الرمز اليافعي في الجانب الزراعي وترتبط بالوجدان الشعبي لابناء يافع، وها هي مؤسسة يافع التنموية تسعى جاهدة الى إعادة  الاعتبارلهذه الشجرة المباركة والرائعة التي ذاع صيتها في كل الأرجاء في وقت ما وما لبث أن خفتت الأضواء عنها برغم تمسك الأجيال المتعاقبة بها.




شارك برأيك
صحيفة الأمناء PDF
تطبيقنا على الموبايل