اول ما سمعت خبر وفاة الاستاذ مثنى صالح ناجي، عصف بعقلي الكثير من الذكريات لهذا العملاق و التربوي و الشاعر العظيم، بساطة الرجل واخلاقه تجبر كل من عرفه على محبته، وتقديره و احترامه، لم يكن تربوي فحسب ومن اوائل صناع المعرفة في الشعيب وعلى يدية تتلمذ معظم كوادر المديرية بل كان اكبر من ذلك بكثير.

واضافة لذلك ينحدر من اسرة مناضله لهم باع طويل في الثورة الجنوبية منذ انطلاقتها اضافة الى مشاركته في ثورة اكتوبر المجيدة، وناضل فقيدنا بتحرير الاجيال من الجهل و الضياع و بالبندقية التي رحلت الانجليز و بصوته باعتباره واحدا من ابرز شعار الوطن و صدى كلماته يتردد في كل لسان.

من ينسى قصائده و كلماته التي كانت تشكل ثورة معرفية ونضالية ومن لا يتذكر قصيدته التي جال خلالها ربوع الوطن ابان الانتخابات الرئاسية في عام 2006م وكان لسان قوي و صوت اجبر الجميع على سماعه، وكان حينها اشتراكي صلب وقف بشموخ في صفوف بن شملان، ومن لم يتذكر كلماته و اهازيجة الشعرية و الشعبية التي كان لا يتم اي زفاف دونها، من ينسى قصائده الثورية التي كانت تحرك الميادين و تشحذ همم المناضلين بصوته الشجي و كلماته الوطنية.

رحيله اليوم خسارة مني بها الوطن باكمله العظماء امثاله لا يموتون ارواحهم ترتفع نحو الله وتبقى ماثرهم وذكرياتهم واعمالهم باقية الى الابد رحم الله استاذ مثنى صالح واسكنهم فسيح جنانه تعازينا الى اخيه الاستاذ قاسم صالح ناجي، و الى جميع اولاد الفقيد واهله و محبيه داخل الوطن و خارجه، سائلين المولى عزوجل بان يغفر له ويرحمه و يسكنه فسيح جنانه.
وإنا لله وإنا اليه راجعون.

#عادل_حمران