آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:15:12:32
الشرعية اليمنية..هل أصبحت مكبًا لتدوير المخلفات؟ لماذا تسعى الشرعية لانتزاع الأمن والاستقرار لتكون الفوضى بديلا عنه؟
(الامناءنت/تقرير/ صدام محمد الردفاني)

الشرعية اليمنية.. هل أصبحت مكبًا لتدوير المخلفات؟ لماذا تسعى الشرعية لانتزاع الأمن والاستقرار لتكون الفوضى بديلا عنه؟ منذ انطلاقة عاصفة الحزم بقيادة التحالف العربي للقضاء على الحوثيين وما تواكبها من متغيرات واضطرابات أفضت إلى لملمة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي وبعض الوزراء المؤيدين له، سارعت الشرعية اليمنية بفتح الصدر الفسيح والمتنفس الذي يقبل جميع اليمنيين مؤيدين ومعارضين وانقلابيين، فهي شرعية تبحث عن شرعنة مشروعيتها من بين الأكوام. تقرير/ صدام محمد الردفاني: منذ بداية الحرب في منتصف عام 2015 سارعت الشرعية اليمنية لتلميم أجنحتها المتناثرة في عواصم الشتات والهروب الكبير، وحطت رحالها في العاصمة السعودية الرياض، وانطلقت من الرياض العاصمة الكريمة بداية مشوارها لتثبيت الأمن والاستقرار في العاصمة عدن والمحافظات المحررة. كانت عدن والمقاومة الجنوبية مع موعد اختبار حقيقي ومفصلي مع الشرعية اليمنية، التي لطالما بقت حصنا منيعا مقاوما للأرض والعرض، واستغلت الشرعية اليمنية الزخم الجماهيري والانتصار الذي تعمد بالدم والرمح لتثبيت جذورها العفنة. مطلع يوليو ٢٠١٥ م عادت الشرعية اليمنية إلى عدن وعاد بحاح لمدة يوم فقط، ثم سافر إلى الرياض وعاد فيما بعد وسط حرب ضروس تخوضها المقاومة الجنوبية والمتمثلة بقادة الحراك الجنوبي ومقاومته المسلحة مع القوى الإرهابية، والتي اتخذت من العاصمة عدن ساحة لقتل رجال السلطة والمقاومة انتقاما من النصر الذي تحقق على قوات الحوثيين وقوات صالح. بالتعاون مع الجنوبيين اجتازت الشرعية المرحلة الأصعب لتثبيت الأمن والاستقرار في العاصمة عدن، وخاصة بعد مقتل محافظ عدن/ جعفر محمد سعد وتعيين عيدروس الزُبيدي محافظا لعدن وشلال مديرا لأمن العاصمة. عاد بحاح إلى عدن وهو يعرف تماما الخطوط العريضة والحمراء لدى الجنوبيين وعمل على الملاءمة والانسجام مع الواقع وعدم هدم المعبد الذي يعلمه جيدا . بحنكته ورغم أنه جاء في خضم حرب عصابات استطاع الوصول بعدن إلى فتح أذرعها للعمل المؤسسي وتفعيل الخدمات الأساسية لكنه لم يدم كثيرا، فعملت الرئاسية اليمنية بقيادة هادي على تنحيته وأتت بالوزير بن دغر بدلا عنه، فمنذ ذلك اليوم بدأت الشرعية اليمنية فعليا بتدوير النفايات. تدوير النفايات في الثالث من أبريل ٢٠١٦م صدر قرار رئاسي بتنحية بحاح من رئاسة الحكومة وإعطاء مهمة الحكومة للدكتور أحمد عبيد بن دغر، وكذا تعيين علي محسن الأحمر نائبا للرئيس. القرار الذي اتخذ ضد بحاح، الشخصية القريبة من الكل والمنفتح مع قيادة المقاومة الجنوبية أتى بعد ثبات الرجل في موقعة كرجل صلب وسط غبار المفخخات والاغتيالات وتعاونه الواضح بجانب قيادة المقاومة الجنوبية لترسيخ الأمن ومعالجة ملفات الشهداء والجرحى الذي أعطاها الحيز الأهم لمهام عمله بعكس خلفه الذي ينظر إليه الجنوبيون كشخصية فاسدة. وما اتهام محافظ عدن عبد العزيز المفلحي لابن دغر بالفساد وسحب خمسة مليار من موارد العاصمة لمشاريع أوهام أولها سكة حديدية وثانيها كيبل نت إلا إثباتا دامغا بتورط الرجل لتعطيل التنمية في المحافظات الجنوبية. بن دغر قطعة بلاستيكية ترفض الانصهار تاريخ بن دغر من الصهر وتعليبه كقارورة بلاستيكية نافعة لم تجدي نفعا البتة، فالرجل المتحول لم يستقم على المتناقضات فهو الرجل صاحب الكياسة السياسية الماكرة المتلونة. إجمالا فإن قرارات هادي لتدوير المخلفات يبدو أنها عجيبة غريبة لم يسبقها أحد على مستوى العالم، فلم نجد أحدا اتهم مسؤولا بتقصير في عمله واتهم بفساد يكافأ بترقيته بمنصب أعلى سوى في عهد الرئيس هادي! وهذا أمر بمثابة تحويل كوني في المجرات لم يحدث إلا بعهد هادي، ومن العجيب قراراته الأخيرة تعيين سارق مرتبات نائبًا عامًا بعيد كل البعد عن القضاء. تبديل الأمن والاستقرار بالفوضى عملت دولة الإمارات العربية المتحدة على إنشاء قوات أمنية مدربة على أساس تنظيمي تسمى (الحزام الأمني). استطاع الحزام الأمني، الذي جل أفراده ينتمون للمقاومة الجنوبية، من بسط سيطرته على العاصمة عدن والمحافظات المجاورة وكبح الجماعات الإرهابية وفرض الاستقرار بقوة. البداية كانت من عدن، فقوات الأمن التابعة للواء شلال كانت نواة الاستقرار الذي تحقق، فالرجل أحد أذرع الحراك الجنوبي السلمي وأحد أهم قادة المقاومة الجنوبية. توسع الأمن إلى حضرموت من خلال تأسيس نخبة حضرمية مدربة استطاعت فرض هيبة الدولة، وأعادت الحياة واستتبت الأمور وطردت الجماعات الإرهابية التي كانت مسيطرة على الساحل، وبقي الوادي الذي يضم المنطقة الأولى بيد ألوية تتبع للجنرال الأحمر إلى اليوم، مع تزايد القتل للمواطنين والكوادر الجنوبية في تلك المنطقة العسكرية. بعدها تلتها محافظة لحج ذات العمق الاستراتيجي لاستقرار للعاصمة عدن، فمتى ما وُجِدت الإرادة لتطهير الأرض وبناء قوات أمنية تكون حصنا منيعا للبلد وُجِد الأمن من خلال تثبيته على الأرض وفرض النظام والقانون. فالنخبة الشبوانية التي بنيت بشباب المحافظة كسرت أضلاع عودة حلم الهيمنة والحق الإلهي لدى قوى نفوذ صنعاء وكسرت أضلاع مراوغتهم. في اغسطس من عام 2020م دخلت النخبة معركة مشاريع فكانت هذه المرة مع قوات الشمال فتكالبت عليها الخيانات وتم طرد النخبة الشبوانية واستبدالها بقوات من جبهات مأرب أعطت جبهاتها للحوثي وجاءت لتؤمن شبوة. النخبة الشبوانية بعملها وتنظيمها يشهد لها الكل بأنها أفضل منظومة أمنية في التنظيم والسيطرة أعطت لشبوة مكانتها وأنهت الثأر الذي ظل يغذى من قوى الشمال، وكذا استطاعت منع حمل السلاح بين المواطنين وظلت النخبة المثل الذي يقتدى به في المناطق المحررة، لكن الشرعية بقيادة الإخوان لم ترضَ بالأمن والاستقرار فشنت حملة أمنية عليها تكالبت من كل حدب وصوب حتى تم طرد النخبة من شبوة واستبدالها بالفوضى التي بدأت بقرع طبولها من جديد. بداية أغسطس من عام ٢٠١٦ م انطلقت حملة عسكرية لتحرير محافظة أبين من بقايا الإرهاب وكانت الحملة بقيادة التحالف العربي وكان العميد /عبدالله الفضلي مدير أمن أبين على رأس الحملة. في تلك الحملة تشتت الحزام الأمني الذي تكفل بتطهير المحافظة وكادت القوات التي أعطت لها مهمة تأمين المحافظة أن تستسلم وتتقهقر وسط ضجيج عن وجود خيانات وبيعات، وفعليا تشتت القوه وانهارت وصمد في مدن زنجبار وخنفر وشقرة. رغم الدعم المادي الهائل الذي تحصل عليه العميد الفضلي من قبل التحالف العربي بقيادة الإمارات العربية إلا أن مصير الدعم قد تبخر عبر الفساد، فهناك إحصائية تقول إن أكثر من٨٠ طقما عسكريا اختفت في تلك الحملة علاوة على الأسلحة المتوسطة من معدلات ودشكات، ناهيك عن الأسماء الوهمية التي كان ترفع في كشوفات الرواتب. وبعد وصول عبد اللطيف السيد بدعم إماراتي وتوجه جنوبي استطاع السيد بسط السيطرة على محافظة أبين وطرد القاعدة وداعش من المحافظة، وشهدت فترة قيادة السيد للحزام الأمني استقرارًا واستتبابًا للأمن، لكن الشرعية اليمنية بقيادة هادي لم ترضها تلك الاستحقاقات فعملت على تشتيت الاستقرار واللعب على مربع الفوضى لخلق مناخ عدم استقرار لمحافظة أبين التي عانت على مدى سنوات من الإرهاب. وكانت أحداث أغسطس من العام الماضي كفيلة بتصدع قوات الحزام من بعض مناطق أبين التي تعيش اليوم تحت وطأة التطرف بحماية قوات الإخوان، وهذا الأمر سيترتب بخلق فوضى عارمة وسيؤدي بتقوية الجماعات المتشددة التي سوف تعود بدعم حكومي مما ينسف جهود دولة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي عمل على طرد الجماعات المتطرفة وخلق أراضٍ محررة تنعم بالأمن والاستقرار.







شارك برأيك